الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بابور الكاز يعود الى حاضرنا

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية



كان الانتظار يأخذ وجه القمر، ودفئ الشمس، وخيال مثيرا بالنفس رغبة لا سبيل لحصرها الا بروح الربيع، التواصل يكون مستمرا مع عقارب الساعة بيدا انه احيانا لا يكون متواصلا مع الاماني وما يمتزج بها من براعم واشجار يانعة، الانفاس وان كانت تعلو وتهبط على اوتار القلب وطول الانتظار وما تصبو اليه وتتوقعه، فأن الصورة تبقى جميلة وان كانت ناقصة.

نبقى معلقون بما نشتهي، ونبقى معلقون بالامل الذي يجعل من الحياة امرا مستطاع، صرنا معلقون بالامن اكثر.
انتظارنا اصبح في حلكة الظلام، والقمر مختبئا، اذ لم يعد هناك وقت لعبث مثير ولا لضوء ينبعث من انفاس مبهورة، اصبح كل الامل في تلبية القليل من الخبز وتوفير المكان الذي يتسع لجسد منهك.

اصابني الكثير من الالم والبؤس ولا اخفي دهشة خالتي الى دهشتي وانا اشاركها حزم امتعتها استعدادا لسفرها وعودتها الى البلد الذي تقيم فيه مع ابناءها حين وتوضيب الامانات التي فاضت على امتعتها في هذه المرة من اجل ارسالها الى اصحابها الذين يستعجلون اللقاء بها بعد ان ضاقت بهم الدنيا واصبحت احلامهم ليست بأكثر من الموت بالصورة الطبيعية، قد يرد لذهني ان تكون تلك الامانات على شكل نقود او مواد تموينية: ارز او سكر او شاي وغيرها من الاشياء التي تصبح عنوانا حقيقيا لوضع غير طبيعي، لكثير من الدول التي اجتاحها الربيع العربي لكن ان نستعيد ادوات العهد القديم لما قبل التكنولوجيا وحضارتها، هذا ما لم يكن بحسبان الجيل الجديد او الصاعد، خاصة وان الانباء كانت تتحدث عن طرق جديدة ومتطورة في الاساليب المتبعة بالحروب مقارنة بحروب الزمن الحاضر، يبدو انه وان تغير شكل المعتدي وتطورت الاساليب في الحروب فأن ان تعاطي الناس مع الحروب هو الذي لا يتغير او يتبدل مع تبدل الزمن.

ابناء العهد الجديد في ظل الحروب الحاضرة يقبعون بين حضارة زمانهم وبين حضارات مرت بأجداهم حين يعودون الى الوراء ويستخدمون او هم مرشحون لاستخدام بابور الكاز لأنهم باتوا خارج بيوتهم او خارج حياتهم. بابور الكاز الذي كان احدى الامانات التي حملتها خالتي، كان يجلس صامتا ومستغربا وجوده وإحضاره من متحف الزمان. ايعقل ان يستغرب بابور الكاز وجوده ولا نستغرب نحن الى اين نسير وقد ذهبت الاحلام وأصبحت في حل من هذا الزمن الذي لا يرى ولكن رائحته تزهق ضمائرنا.
اكوام من جثث المدنيين تجتاح ارواحنا حتى لم نعد نستطيع الاغماض عنها فالإعلام لا يغفل او يتغافل عن نقل الوان الظلام وصرخات المحاصرون وهم يواجهون عمليات القصف والمعارك.
نتذرع بالصبر لان تنزاح الغمة وتنتصر انسانية الانسان على شروره. الامل بان يأتي هذا اليوم قريبا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ظهور الوابور لا يُبشر بعظائم الأمور
الحكيم البابلي ( 2012 / 6 / 30 - 21:14 )
الآنسة المحترمة عبلة عبد الرحمن
أحسستُ بالحزن العميق وأنا أقرأ نهاية مقالك الرقيق الذي يطرح الأسئلة بكل هدوء الإنسان المستسلم لواقع الحال ، والحق هذا هو حال الغالبية بعد أن أفجعها حصول الإسلاميين والظلاميين على الحكم في أكبر دولة عربية وهم لم يقدموا للثورة والربيع العربي غير المكائد والدسائس وشراء الضمائر
مسكين وابور الكاز الذي كان قد طلع على التقاعد قبل سنوات عديدة ، وها هو يعود ليفني مشيبه في خدمة المواطنين الذين يعودون القهقري في طريقة حياتهم اليومية ، شكراً للإسلام المتحضر جداً
تصلنا بعض الصور من العراق ، أتمعن فيها طويلاً ، وأتمتم لنفسي : لقد نفذ المجرم ( بوش الأب ) وعيده يوم قال بأنه سيعيد العراق لحياة العصر الحجري ، لا بل كان من الكرم بحيث لم يشمل العراق فقط بكرمه ، بل غالبية الأقطار الشقيقة عدا الإسلامية السلفية كالسعودية وإيران !!!، فهم من ( أهل البيت ) الأميركي مهما تنكروا لأصولهم هذه
بالمناسبة : من أين جاءت تسمية ( الوابور ) هذه والتي يستعملها غالبية العرب عدا العراقيين ربما ؟ فنحن نسمي الوابور ( بْرَيمِزْ ) ولا تسأليني من أين جاءت هذه التسمية الإستعمارية
تحياتي


2 - نهاية الربيع
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 7 / 1 - 09:16 )
الاستاذ المبدع الحكيم البابلي
ابداعك اضاف الكلام المسكوت عنه للمقالة
ربما كان يعنيني ان اقول ان الدول التي اجتاحها الربيع فقدت الربيع فالنتائج كانت على غير شكل الحرية والعداله وما كنا نصبو اليه
استاذي العزيز الحكيم البابلي ربما فاتني ان ابحث في اساس التسمية وابور الكاز لان دهشة خالتي قد شغلتني اكثر وهي تستغرب كيف ستحمله
تحياتي اليك


3 - البابور شاهدُ على ربيعنا !
علاء علان ( 2012 / 7 / 7 - 23:33 )
متى ستنتصر الإنسانية ؟
. موجوع حالنا ، و قد قمتي بتشخيص دقيق يا كاتبتنا المبدعة .

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة