الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار المغربي,تجديد التحالفات

حميد المصباحي

2012 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


l original
بدأت فعاليات اليسار,ومنظماته وتياراته,تخفف من حدة الإنتقادات التي وجهت
إلى قوى اليسار المغربي,فقد حاولت بعض زعاماته,الإشارة إلى تجاوز فكرة
جلد الذات,ومعناها التوقف عن نقد التجربة اليسارية المغربية,ربما لهذا
السبب كانت شعارات المرحلة,هي راهن اليسار,ورهاناته,أو فكرة الكرامة
واليسار المغربي,وقد استهلت هذه المرحلة,بفكرة التقارب بين القوى
السياسية اليسارية,التي أعلنت عنها بعض قيادات الإتحاد الإشتراكي للقوات
الشعبية,وكانت مدينة المحمدية,من خلال اللجنة المحلية لحزب القوات
الشعبية,الملتقط الأول لهذا الشعار,والمفعل له من خلال الندوة,التي دعت
قيادات حزبية, كل من حزب الطليعة واليسار الموحد,والمؤتمر
الإتحادي,وكانت كلمة اللجنة المحلية جريئة وواضحة,فلو أنها كانت هي نفسها
ورقة لحزب الإتحاد الإشتراكي,لقدمت خدمة سياسية وحققت حلما لطالما سعت
إليه كل قوى اليسار المغربي ,ذلك لأن مكونات اليسار,أدركت حاجتها
للتحالف,من منطلق الوعي الشقي بأن هناك فئات واسعة من المغاربة,تتعاطف مع
فكر اليسار,بما هو اشتراكية,خارج كل الظوابط التنظيمية,ومنها الكثير من
الفئات الوسطى,التي بدأت تتخوف من اختيارات الحركات الدينية,سواء كانت
حاضرة في الحكومة الحالية,أو خارجها,وهي فئات قادرة على نسيان التجارب
السابقة,في التحالفات,التي لم تكن تنشط إلا باقتراب الإنتخابات,وقادرة
أيضا على نسيان تلك الوجوه التي كانت في السلطة,واعتبرت نفسها ممثلا
للفكر الإشتراكي,وهي التي ساهمت بدون وعي منها,في التمهيد لهيمنة التيار
الديني,بكل أشكاله,الدعوية والسياسية,لكن هذا النسيان مشروط,بأن تبعد
الأوراق المحروقة من الوجوه
السياسية,التي كانت مشاركة في حكومة التناوب,بنسختيها,الأولى
والثانية,فلا يعقل أن تحتكر الزعامة,كما تمثيل الحزب الإشتراكي
الكبير,وكأنه عقيم,فقد مضت سنوات طويلة,وعليه أن يجدد وجوهه,ولديه من
الرجال من لهم القدرة على خوض غمار المعارضة وحتى الحكم إن فازت قوى
اليسار في الإنتخابات القادمة,وبذلك يتجنب حرج تكرار الصور نفسها,التي لم
تتفوق في الدفاع عن التجربة,أو التحكم في مسارها السياسي,وتبعاته
الإجتماعية,ولكن ألا ينطبق هذا الطلب والرجاء على باقي أحزاب اليسار,التي
لم تنجح في الوصول إلى الحكومة ومراكز القرار؟؟
بالطبع,فقد خاض رجالها تجربة المعارضة,خارج المؤسسات التمثيلية,وعليهم هم
الآخرون,إحراج زعامات الحكومات السابقة,فللعمر أحكامه,وللتجارب
دورها,لنترك للغير حق خوض التجارب السياسية,سواء كانت حكما أو معارضة
حتى لايطول انتظارهم خلف ستار التأهيل العملي,فيملوا من حكمنا وأحكامنا
حتى لو كانوا أبناء لنا,لأن الهياكل السياسية تشيخ,كما الأجساد وبنى
الثقافة وصيغ الوجود,ولكل مرحلة ما يناسبها في الفعل وحتى التفكير,اليسار
المغربي,يحتاج لهذه الواقعية الجارحة,واقعية إتاحة الفرص للغير,فله حق
المجابهة والصراع السياسي,وعليه أن يتعلم من أخطائه,ويدرك فداحتها,ويحاول
إيجاد الأجوبة المعدلة لها,في سياق رهاناته وتحدياته,ليخرج من عطالة الفكر والفعل,متخلصا من
منطق النيابة عنه,فعمليات صقل التجارب,تتطلب هذا المنطق القاسي,لأنه منطق الدولة,التي لاتفرط
في محنكيها,ولا تحاول تجديد ذاتها,بل تخاف من الجدة,في الفعل والتفكير,وهذا منطق تقليدي,
فاليسار,ليس مجرد رمز للرفض,والمشاكسة السياسية والفكرية,بل هو أيضا طموح للتجديد
لمقاومة التقليدي والبائد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك