الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطة آل الأسد أفشلت خطة عنان

عبدالله تركماني

2012 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لم تخيّب سلطة آل الأسد التوقعات حين أفشلت خطة كوفي عنان العربية - الدولية، فقد اعتادت المراوغة والخداع والرهان المستمر على كسب الوقت وتدوير دعوى الجماعات المسلحة لتبرير وحشية كتائب الأسد وشبيحته، وسط بحر هائل من الدماء والمدن والبلدات المحروقة وأعداد نوعية من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمفقودين والنازحين المشردين داخل سورية واللاجئين خارجها.
لقد كان مطلوباً منها أن توقف إطلاق النار أولاً، وهو ما يعني بوضوح أنها المسؤولة الأولى عن القتل. وكان مطلوباً منها سحب الآليات الثقيلة لكتائبها من المدن، وهو ما يعني اعترافاً من جانبها بوجود هذه الآليات في الأماكن الآهلة بالسكان، وهو ما كانت تنكره، فضلاً عن أنّ مطالبتها بذلك تعني سحب ورقة مهمة طالما تمسكت بها، وهي حقها في " الدفاع عن المدنيين الذين يتعرضون لأعمال إرهابية ". وإلى ذلك كانت مطالبتها بإطلاق سراح عشرات آلاف المعتقلين ، والسماح بالتظاهرات السلمية، وبمنح الحق لوسائل الإعلام الأجنبية للعمل بحرية.
مما يعني - عملياً - أنها منحت السوريين القدرة على التعبير عن رأيهم في سلطتهم المستبدة بحرية من دون خوف من القتل، وتحت أنظار المراقبين الدوليين ووسائل الإعلام. وعندما يحصل كل ذلك سيتدفق السوريون إلى الشوارع مطالبين بسقوطها، بعد أن يزول كامل عامل الخوف عنهم، وهم الذين يتحدون الخوف والموت حتى في الظروف الدامية التي تحيط بهم اليوم.
لقد كانت تعرف أنّ النقاط الست للخطة هي بمثابة قرار دولي بإدخال تغييرات على سلطتها، تفضي إلى نظام آخر. وتأكدت أنها وقعت في " الفخ " عندما اضطرت إلى استقبال المراقبين، إذ أنّ إحجامها عن قتل السوريين وترهيبهم مؤداه نزول الملايين إلى الشوارع والساحات بدءاً من العاصمة دمشق.
وبعد رفضها تطبيق التزاماتها بموجب الخطة عادت إلى ديماغوجيتها الأولى التي مضمونها أنّ " الثورة السورية من صنع أطراف خارجية "، وأدواتها في الداخل لا هدف لهم سوى " تخريب البلد وقتل المواطنين "، فيما لا تفعل هي سوى الرد على " الإرهاب "، وأنّ من شروط ممارسة الدولة (لاحظ التماهي بين السلطة والدولة والرئيس) سيادتها هو حقها في فرض الأمن بالطريقة التي تراها مناسبة لحماية مواطنيها. ومن ثم محاولتها تحويل الحالة السورية إلى نزاع إقليمي كما ظهر جلياً في إسقاطها للطائرة التركية، على أمل منحها مزيداً من الوقت للإفلات من العقاب على جرائمها.
لقد أسهم إصرار سلطة آل الأسد على الإمعان في الحل الأمني في تفويت فرص الحل السياسي الداخلي، الأمر الذي أفضى إلى ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية للثورة السورية. ومع تزايد إشراك كتائب الأسد وشبيحته في أعمال القتل والمجازر والنهب والتهجير وتزايد سقوط الضحايا، ومع إفشالها لخريطة طريق المبعوث الدولي – العربي كوفي عنان انتقلت الحالة السورية إلى دائرة الحسابات الاستراتيجية للقوى الدولية الكبرى، بعيدة عن المصالح العليا للشعب السوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيناريوهات خروج بايدن من السباق الانتخابي لعام 2024


.. ولادة مبكرة تؤدي إلى عواقب مدمرة.. كيف انتهت رحلة هذه الأم ب




.. الضفة الغربية.. إسرائيل تصادر مزيدا من الأراضي | #رادار


.. دولة الإمارات تستمر في إيصال المساعدات لقطاع غزة بالرغم من ا




.. بعد -قسوة- بايدن على نتنياهو حول الصفقة المنتظرة.. هل انتهت