الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار المصرى و الثورة

حسام الحداد

2012 / 7 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



لم احاول الكتابة فى ما قبل – خاصة بعد ثورة 25 يناير – عن دور اليسار المصرى فى الحياة السياسية فى مصر لأسباب كثيرة منها و اهمها كثرة منظرى اليسار سواء كانوا من شيوخ هذا التيار الذين نكن لهم كل الاحترام و التقدير رغم ان دورهم فى الحياة السياسية فى فترة ما قبل الثورة و ما بعدها لم يكن سواء محاولات لقراءة الواقع من خلال ما حفظوه من ثنايا ماركس و ليل و باقى الرموز المدرسة الماركسية السوفيتية مما ادى الى تحول هذا الفكر الى فكر سلفى موضوى قائم على احكام من سبقونا بغض النظر عن الواقع العملى و تحولاته و هذا ما يؤكده تراجع دور الخطاب اليسارى الممنهج فى الشارع و ثانى هذه الاسباب وجود كم هائل من الشباب الذى يدعى اليسارية بغض النظر عن مدى وعيه الكامل بهذا التيار ناهيك عن الخبرة المحدودة لهؤلاء الشباب فى قراءة الواقع و التفاعل معه مما ادى الى كثير من التخبط فى الخطاب اليسارى بشكل عام و كانت نتيجته ترك الساحة السياسية للتيار المتأسلم . و ما دعانى الان للكتابة ليس امر جلل بل هو شعور بالمسؤلية تجاه تيار انتمى اليه من الطفوله و اثق بأنه الاقدر على قيادة المرحلة و تحقيق العدالة الاجتماعية الهدف الاسمى للثورة المصرية .. و من هنا لابد ان نتعرف على الواقع و على طبيعة المرحلة لوضع الليات اكتيازها .
عدو اقتصادى ام عدو ايدولجى
فى فترة حكم مبارك و ما قبلها بداية من الانفتاح الاقتصادى 1974 و كان اليسار المصرى يكافح و يناهض الرأس مالية العالمية متمثلة فى نظام رأس مالى تبعى بزعامة السادات و من بعده مبارك الذى كرث لهذا النظام الرأس مالى التبعى و تخلص من القطاع العام لصالح الرأس مالية الطفيلية التابعه فكان الكفاح مريراً فى بداية حكم مبارك خاصة مع اختيارات مبارك التى ادت فى النهاية الى ان يكون النظام الاقتصادى المصرى فى ذيل الاقتصاد العالمى و يعيش على المنح و القروض و تحويل شركات القطاع العام و الاقتصاد المصرى بشكل عام من اقتصاد منتج الى اقتصاد استهلاكى مما ادى الى زيادة معدلات الفقر و البطالة ولم يتعدى دور المعارضة اليسارية لهذا النظام سوا خطاب الشج و الادانة على صفحات الجرائد و فى قليل من الاحيان مقابلات تلفزيونيه مدفوعه الاجر لبعض رموز هذا التيار هذا بجانب تحالف هذا التيار مع النظام السابق فى حربه ضد التيار المتأسلم متجسداً فى حرب ضروس بزعامة رئيس حزب التجمع ضد جماعة الاخوان المسلمين و ادى هذا الوضع فى النهاية الى عمليات هجرة منظمة من الاحزاب اليسارية الى حركات احتجاجية فى الشارع كان اهمها حركة كفاية و 6 ابريل و من قاموا بهجرة الاحزاب اليسارية ارتموا فى احضان الجماعة كبديل لاحزابهم و كرفيق معارض لنظام مبارك فى الشارع المصرى و فى نفس الوقت احتياج الجماعة ( جماعة الاخوان ) لفصيل ثورى يقف بجوارها ضد نظام مبارك فحدث تحالف كفاية و 6 ابريل و الاشتراكيين الثوريين مع الجماعة بداية من 2004 و فى هذا التوقيت انسحب اليسار تماماً من المشهد السياسى الا فى الغرف المغلقة و الهجوم على جماعة الاخوان تحت شعار ان العدو الايديولجى اكثر شراسة من العدو الاقتصادى
اليسار فى المرحلة الانتقالية
على مدار عام و نصف العام من الثورة اتضح ان الثورة لم تصل الى التيار الاشتراكى او اليسارى بعد فمازال الخطاب السياسى كما هو يتميز بالمهادنة و الوقوف بجانب النظام السابق ضد الجماعة ( جماعة الاخوان ) مما ادى الى هجرة ثانية لهذه الاحزاب خاصة حزب التجمع و الحزب الشيوعى المصرى ادى فى النهاية الى تأسيس اكثر من ثلاثة احزاب جديدة تنتمى للتيار اليسارى فى محاولة من رموز هذه الاحزاب الى ايجاد دور لها فى مصر بعد الثورة فتشكل حزب التحالف الشعبي الاشتراكى و الحزب الاشتراكى المصرى و حزب العمال الديمقراطى فى محاولة من هذه الاحزاب ان تكون الوريث الشرعى للتيار اليسارى فى الشارع السياسى المصرى و رغم تعدد الاحزاب اليسارية لم تستطع ان تكون لها تواجد حقيقى فى الشارع و خير دليل على هذا الانتخابات البرلمانية هذا بجانب عدم امكانية اتفاقها حول مرشح رئاسى واحد فكل حزب قدم مرشح له و لم ينل المرشحين الثلاثة شرف المنافسة فى الانتخابات بل جاء مرشح التيار القومى ( الناصرى حمدين صباحى ) لينافس منافسة شرسة على المركز الثالث و هذا ما يؤكد على عدم وجود قاعدة جماهيرية للأحزاب المنتمية لليسار نتيجة لتعالى الخطاب اليسارى من ناحية و انفصال النخبة عن القاعدة من ناحية اخرى ناهيك عن تشويه كل فصيل للفصيل الاخر و عدم اتفاق هذه الاحزاب او صنع تحالفات فيما بينها لمواجهة تيار معين هذا هو المشهد العام قبل الثورة و فى المرحلة الانتقالية فماذا يفعل اليسار المصرى فى المرحلة القادمة ؟

سوف نترك اجابة هذا السؤال للمقال القادم بعد ان نفتح حوار حوله و ان يكون السؤال الرئيسى فى هذا الحوار ما هو شكل المعارضة اليسارية فى ظل وجود الاخوان على رأس السلطة السياسية فى البلاد
بقلــــم / حسام الحداد

1-7-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد


.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي




.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |