الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما زال الوقت مبكرا

نصارعبدالله

2012 / 7 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ما زال الوقت مبكرا د/ نصار عبدالله
رغم جو التفاؤل الذى أشاعته مؤخرا خطابات الدكتور مرسى فى نفوس الكثيرين، ما زال الوقت مبكرا جدا للحكم عليه، إذ أن العبرة فى نهاية المطاف هى بالأفعال لا بالأقوال، وكم من رؤساء بدءوا عهودهم بخطابات مطمئنة ثم انقلبوا عليها تماما ،... ما زال الوقت مبكرا مثلا للحكم على مدى قناعته وإيمانه بحرية الفكر والإبداع ، وهل سوف تصل به هذه القناعة إلى الحد الذى وصل إليه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح ( وهو مثال إيجابى جدا فى تطور المفكر ذى المرجعية الإسلامية، لا يفوقه فى مستوى إيجابيته فى هذه النقطة من بين المرشحين السابقين للرئاسة سوى الدكتور سليم العوا فيما أتصور) هل سوف تصل به هذه القناعة إلى التسامح مع أى مفكر أو مبدع مهما اشتط فى أفكاره وحتى لوبلغ به الشطط حد الإلحاد ( الجملة الأخيرة مستعارة نصا من أحد تصريحات عبدالمنعم أبو الفتوح ) ،.... كذلك مازال الوقت مبكرا جدا للحكم على مدى إيمانه بمبدأ المواطنة وهل سوف يتعامل مع المصريين جميعهم باعتبارهم مواطنين من درجة واحدة بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والسياسية والجغرافية ... وهل سيتعامل مثلا مع الشراقوة ( ابناء الشرقية ) بنفس الطريقة التى كان يتعامل بها رؤساء سابقون مع المنايفة؟؟ ، ومازال الوقت مبكرا جدا للحكم على مدى صلابته الداخلية فى مواجهة ذلك الإغواء الذى يتولد فى نفس الإنسان عندما يجد نفسه موضعا للإطراء من جانب البعض ويدفعه إلى طلب الإستزادة بشكل مباشر أو غير مباشر ،... كلنا نذكر كيف أن حسنى مبارك فى بداية عهده طلب من المهنئين له أن يكفوا عن التهنئة على صفحات الصحف ، وقد أصدرت رئاسة الجمهورية حينها بيانا بذلك ( وهو نفس ما يفعله الرئيس مرسى الآن ) فهل سيثبت مرسى على هذا المبدأ ، أم أنه سوف يستسلم بعد حين للضعف الإنسانى الذى فطر عليه البشر ويتغاضى عن حملات التطبيل والتهليل خلال حقبة معينة، ثم يبدأ بعد ذلك فى طلب الإستزادة على مدى الحقب التالية؟؟ ،.. مازال الوقت كذلك مبكرا جدا للحكم على مدى بساطته أو مدى زهده، وهل هى طبع أصيل فيه أم أنها خصال متكلفة ، وهل سوف يقنع بالعيش كما أعلن فى مسكن بسيط أم أنه سوف يستمرىء عيش القصور ، وكلما طاب له قصر تاقت نفسه إلى ما هو أطيب منه إلى أن ينتهى به المطاف للإقامة بعض الوقت أو كل الوقت فى منتجع سياحى ؟ ...مازال الوقت مبكرا للحكم على كونه ممن يحبون المظاهر أو أنه ممن يقفون عند الجوهر ... وعند هذه النقطة بالذات فإن هناك أمرا معينا أشعرنى بالقلق فى خطابه الذى ألقاه بالهاكستب فى الإحتفال بتسلمه السلطة ، ذلك الأمرهو إشادته فى الخطاب بأن المشير حسين طنطاوى قد أدى له التحية العسكرية ، ولقد سألت نفسى هل كانت تلك الإشادة من جانب الدكتور مرسى خطوة من خطوات استراتيجية تدعيم الثقة والمودة بينه وبين المؤسسة العسكرية، أم أنها كانت على المستوى النفسى تعبيرا عن الرضى والسعادة التى بعثها فى نفسه مجرد المظهر الخارجى لمشهد التحية؟ ، أم أن تلك الإشادة نابعة من تصوره للدلالة التى ينم عنها جوهر التحية باعتبارها نوعا من الإعتراف الضمنى من جانب المؤسسة العسكرية بأنه الرئيس الأعلى لكل مؤسسات الدولة ؟، على أية حال فعندما انتهى الدكتور مرسى من إلقاء كلمته وصافح المشير وبقية الحاضرين من أعضاء المجلس الأعلى صافحوه بحرارة، دون تأدية للتحية العسكرية لسيادته!! ، وكأنهم يقولون له : بمقتضى الإعلان الدستورى الحالى فإن سيادتكم لستم القائد الأعلى للقوات المسلحة ولا يتعين علينا بالتالى أن نؤدى لكم التحية العسكرية. أما إذا أصبحتم كذلك بمقتضى الدستورالدائم فسوف يتعين على كل رتبة فى القوات المسلحة أن تؤدى لكم التحية لحظة المثول أمامكم ولحظة الإنصراف سواء بسواء. أخيرا فمازال الوقت مبكرا جدا كذلك للحكم على مدى قدرته على مواجهة الأزمات الطاحنة التى يواجهها المجتمع المصرى فى الوقت الراهن وعلى أسلوبه فى المواجهة ... نعم إن خطاباته مشجعة وداعية إلى التفاؤل على كل المستويات لكن الوقت ما زال مبكرا جدا للحكم عليه .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات