الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استفزاز

امال قرامي

2012 / 7 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


كلمة الاستفزاز... وردت على لسان أغلب الساسة والمسؤولين وعدد من أعضاء المجلس التأسيسيّ في تونس لتبرير عنف استشرى في البلاد.
يذكّرني منطق تبرير سلوك من أجرموا في حقّ العباد والبلاد بأنّه جاء نتيجة الاستفزاز، بطريقة تبرير ما يحدث للنساء المغتصبات إذ سرعان ما ينقلب الجلاّد إلى ضحيّة، وتتحوّل المغتصبة إلى آثمة. فهي التي استفزّت الرجل بملابسها الخليعة أو بمشيتها أو بعطرها أو بتقليب نظرها ذات اليمين وذات الشمال ....فراودته ولسان حالها يقول : هَيتَ لك فاعتدى عليها.
أخشى ما أخشاه بعد هذه الأحداث التي مرّت بها البلاد أن يتخذ الاستفزاز ذريعة لتقييد الحريات وانتهاك الحقوق، وأنّه على هذا الأساس ستصدر القرارات والقوانين، وستبطش هيئة تُقدّم النهي عن المنكر على الأمر بالمعروف بالناس، وستنتصب مؤسسة الحسبة لتردع من استفزّ مشاعر إخواننا السلفية المتشدّدين بأغنية أو قصيدة أو مسرحية أو فيلم أو رسم أو كاريكاتور، أوتعليق فايسبوكي...
فحذار أيّها الرجال وأيّتها النساء وأيّها المخنثون وأيتها المسترجلات من التمادي في انتهاج سلوك الاستفزاز في الطريق العامّ، وفي الساحات العمومية وفي الأزقة ، وعلى شواطئ البحار، وفي النوادي الليلية...فتونس اليوم ليست كما كانت عليه بالأمس.
من أراد منكم الاستمتاع بنصيب من الحرية فليتوار عن الأنظار احتراما لإخواننا السلفية وليرتد إلى بيته معتكفا في فضائه الخاص وفي ركنه الحميمي وليكن شعاركم في المرحلة القادمة البَيتُوتِية .
وحذار أيّها المنتسبون للأقليات الدينيّة من شيعة وإباضية وبهائية ومسيحيين ويهود من ممارسة شعائركم والتعبير عن معتقداتكم أمام الناس ففي ذلك استفزاز لمشاعر إخواننا السلفية.
وحذار أيّها الملحدون من التصريح بما تفكّرون فيه، اتّخذوا التقية نهجا والرياء الدينيّ ممارسة حتى لا تستفزّوا مشاعر إخواننا السلفية.
وحذار يا نساء بلادي من لبس الفستان، والكشف عن السيقان، وارتياد الشواطئ بالمايوهات فذاك سلوك استفزازي يُلهي إخواننا عن عبادة الرحمان.
وحذار يا نساء ورجال الإعلام من رصد التحركات ونقل كلّ الأخبار وتتبع الزلات، وفضح تجاوزات الوزراء والمستشارين فذاك سلوك استفزازي والخير كلّ الخير في إسبال الكساء على عورات الحكّام .
وحذار يا من حشرتم أنفسكم في زمرة المعارضة من إبداء الرأي أو التجريح أو الشتم والسباب أو تقديم المقترحات أو انتقاد صنّاع القرار أصحاب السيادة والشرعية فكلّ ما تفعلونه لا يعدو أن يكون استفزازا.
وحتى لا يكون خطابي مستفزّا سأردّد ما قاله أصحاب المعالي تونس بلد يكفل الحريات: حريّة التفكير وحريّة التعبير وحريّة الإبداع وحريّة المعتقد، وحريّة الإعلام والحريات الأكاديمية ...ولكن بمقدار وضوابط وحدود وشروط سنّها أصحاب القرار أهمّها : احترام مشاعر إخواننا السلفية .
سنُضحّي من أجلكم فأنتم إخواننا وسنُراعي مشاعركم الرقيقة التي لا تقوى على الصمود أمام الهمسات والوشوشات وسنصبر على بلوانا فيكم حين اعتبرتمونا الإخوة الأعداء ولكن للصبر حدود .





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - ثقافة الكيل بالمكيالين المعتادة
مالك بارودي ( 2012 / 7 / 1 - 15:23 )
إنها ثقافة الكيل بالمكيالين المعتادة. -لكل حدث حديث-، هكذا تقول نفوسهم المريضة. و-انصر أخاك ظالما أو مظلوما-. كلها عبارات منافقة يستعملونها لتضليل غيرهم ومحاولة قلب الموازين بطريقة تجعلهم دائما رابحين وتجعل الطرف الآخر خاسرا مهما فعل.
حقيقة الأمر أن الإستفزاز مطلوب، بل هو واجب، خاصة على الفنانين والمفكرين. فما نفع فن أو كتاب لا يستفز تفكيري ومشاعري، سواء كان ذلك سلبيا أو إيجابيا. الإستفزاز عادة ما يكون دليلا على الإبداع. فالشيء المعتاد لا يحرك شيئا في نفس الإنسان لأنه تعود عليه. إذن فالإسفزاز دليل على أن ما جاء به هذا الكتاب أو ما رسمه أحدهم في لوحة جديد وغير معتاد. أليس هذا المطلوب من الفن؟ أليس هذا هو المطلوب من الفكر؟ أليس الإستفزاز في نهاية الأمر هو ما يجعل العالم يتقدم؟ عالم يستفزه موضوع فينبري يبحث فيه حتى يجد حلا أو جزءا من الحل... وكاتب تستفزه فكرة فيصوغها في شكل رواية... ورسام يستفزه جمود الطرق والأساليب فيصنع طريقة جديدة وأسلوبا جديدا يعبر به عن نفسه... أليس هذا في صميم مهمة الفنان والمفكر والعالم والإنسان بصفة عامة؟

البقية هنا
http://www.ahewar.org/m.asp?i=5308

2 - استفزاز
بلبل عبد النهد ( 2012 / 7 / 1 - 16:45 )
لست ادري لماذا المسلمون وحدهم من يخشون من الاستفزاز هل مشاعرهم هشة لهذه الدرجة فاذا جادلتهم في ما يعبدون بالتي هي احسن يقولون لك لا تستفز مشاعري الكلام يستفزهم كما اللباس لكنهم هم المنافقون على وجه الارض يبيحون لانفسهم ما لايبيحونه لغيره فالرجل المسلم من حقه ان يتزوج من اربع نساء وله ملك اليمين وكل انواع الزواج من مسيار ومتعة وسفر وعرفي ايها الموس ليمونة افيقوا من سباتكم

3 - الإسلاميون ذو نوفوس وضيعة
حسنين علوان ( 2012 / 7 / 1 - 18:36 )
إذا تحجج السلفيون بالإستفزاز، وأن جمال المرأة وعطرها هو الذي استفزهم فهذا اعتراف منهم أن الإسلاميين ضعيفو الشخصية وفاقدي السيطرة على نفوسهم، ومنحطو الثقافة، لذلك يريدون حجب المرأة ونشر القبح، بينما هم يرتكبون ابشع الموبقات وراء الكواليس من زواج المسيار وملك اليمين... الخ، ألا تباً لهم

4 - سؤال لأصحاب المشاعر الرقيقة من المتأسلمين.
أحمد حسن البغدادي ( 2012 / 7 / 1 - 23:39 )
تحية لك أخت آمال قرامي لأثارتك موضوع الأستفزاز.
أعتقد إنّ آخر إنسان في العالم يتحدث عن إحترام مشاعر الآخرين هو المتأسلم. فالمسلم يستفز الآخرين إبتداءً من سلامه وصلاته وليس هناك حد لأعتداءآته على غير المسلمين، من قرآن وحديث وسيرة نبوية وتفاسير والسلسلة تطول.
فأصل السلام في ألأسلام هو، السلام على من إتبع الهدى، أي السلام فقط على المسلمين.
المسلم يصلي ٥ مرات في اليوم، ويردد سورة الفاتحة في اليوم الواحد ١٧ مرة، في سورة الفاتحة يقول، إهدنا السراط المستقيم( في القرآن مكتوبة خطأ، الصراط، السراط هي الصح بمعنى الطريق، والصراط هو المأكل )، سراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
هنا يهين المسلم غير المسلمين وبكل وقاحة وقلة أدب، فجميع التفاسير الأسلامية تقول، إن المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى.
هذا عوضاً عن إهانة المرأة والعبودية وتقسيم المجتمع إلى سيد وعبد.
تحياتي لكِ مرة أخرى.

5 - حواري مع الدكتورة آمال قرامي في الجريدة الكويتية
ismail alashwal ( 2012 / 7 / 21 - 23:31 )
http://aljarida.com/2012/07/21/2012523117/

6 - تحية تقدير و فخر للدكتورة أمال
لطيـــف راشد ( 2012 / 8 / 16 - 11:18 )
و أنا أتابع مشاركتك ليلة البارحة في قناة الب ب سي يحق أن أفخر بك و بمثيلاتك في عالمنا العربي ، فنقاشك سيدتي كان هادىء و بعيدا عن التوتر أو التصنع أو المجاملة ، كنت ساعتها أرى فيك عقل المرأة الذي أرادوا تجميده و صوت الحق المدوي و قد سعوا لقمعه ، و كنت أرى فيك قوة الشخصية النسائية التي نفخر بها أمام الامم الاخرى ، و أيضا كنت ضميرا للمرأة العربية و التونسية التي أرادوا مؤخرا أن يشيدوا لها قصرا { عفوا } بل سجنا لأنها استفزتهم بتفوقها و اثبات مهاراتها و قدراتها و الدفاع عن حريتها و حرية الاجيال القادمة
خالص الشكر و التقدير

اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: نهاية سباق ضيق


.. احتجاجًا على -التطبيق التعسفي لقواعد اللباس-.. طالبة تتجرد م



.. هذا ما ستفعله إيران قبل تنصيب الرئيس الأميركي القادم | #التا

.. متظاهرون بباريس يحتجون على الحرب الإسرائيلية في غزة ولبنان




.. أبرز ما جاء في الصحف الدولية بشأن التصعيد الإسرائيلي في الشر