الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثريا نيني: الكاتبة المتمردة

علي بنساعود

2012 / 7 / 1
الادب والفن



بنشرها لروايتها الأولى
"ils disent que je suis une beurette"،
سنة 1993، تكون "ثريا نيني"، الفرنسية من أصل جزائري، خطت أولى خطواتها على درب "الكتاب الشباب المتمردين"، متمكنة بذلك من إثارة الانتباه إليها، وإدهاش الجمهور والصحافة، سيما أن مبيعاتها حققت أرقاما مهمة. هذا مع العلم أن الصحافة "لم تكن دائما متساهلة مع الكتاب الأول!"
الرواية جاءت على شكل سيرة ذاتية تحكي قصة (سامية) ابنة مهاجرين تحاول الاندماج في هذا المجتمع، وكسب الاحترام، والاعتراف بها كفتاة في أسرتها، عاكسة بذلك نشأة جيل من المراهقين المحاصرين بين ثقافة آبائهم القادمين من الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط وتلك التي يعيشون بين أحضانها، الشيء الذي لم يكن مريحا حقا. وهي بذلك تصور حياة الأسر المغاربية بفرنسا، وما تعانيه جراء الفقر والعنصرية والروابط العائلية...
تقول: "في الأسرة الجزائرية، الحياة تسير على إيقاع التقاليد: الأولاد هم من يصنع القانون، والطاعة للفتيات. في صيفها الثاني عشر، اكتشفت سامية أنه يجب أن تكافح ليتم القبول بها باعتبارها فتاة شابة بين ثقافتين، ممزقة بين رغباتها والقيم التي يريد والداها نقلها إليها".
وحسب كثيرين، فإن هذه الرواية تستوحي الكثير من أحداثها من حياة كاتبتها التي تتحدر من أسرة جزائرية تقيم بتولون جنوب فرنسا، ومن تاريخها الخاص. سيما أن المؤلفة نفسها فتاة شابة لا تحب العيش في ظل القيود والمحظورات، ما جعل أحد النقاد يعتبر النص "قصة ساحرة تحملنا نحو عالم واقعي لن نتمكن من التخلص منه". وهذا أيضا ما عبرت عنه المؤلفة حين صرحت "طموحي كان هو إظهار حياتي في حي يسمى "الجنة"، وكشف حياة الناس الذين عاشوا في حيي، وعقلياتهم وظروفهم المعيشية". مضيفة: "في كتابي، حكيت عن فترة مراهقتي، وعبرت عن قلقي ومتاعبي وأفراحي، غضبي وخلافاتي مع عائلتي، على سبيل المثال، حكيت عن صديقي الأول، وعن خرجاتي معه، وهو ما لم أحكه سابقا لأنه لم يكن يسمح لي بالخروج مع شاب، والذهاب إلى حفلة عيد ميلاد، أو أية حفلة مساء". وغايتها من كل هذا هو أن تقول "لا لليأس، نعم للمواجهة". تقول: "ولدت في حي الجنة، ويبدو أنني
"beurette"
أي "طفلة من أبوين مهاجرين." على كل حال، أنا أعرف أن والدي ووالدتي يسميان السيد والسيدة "ناليب"، وأنني ابنتهم. لا يهمني أكانا مهاجرين أم لا، المهم أنهما والداي. أعيش في مشروع الإسكان "جنتي"، ومثل كل مساء، خلال أيام العطلة، أنتظر صديقتي أسفل البرج لنلعب معا".
وتقول أيضا: "عندما بلغت اثني عشر عاما، اكتشفت سامية أنه يجب أن تكافح ليتم قبولها باعتبارها شابة بين ثقافتين، ممزقة بين رغباتها والقيم التي أورثها إياها والداها. ولكسب الحق في العيش مثل الفتيات في سنها، سامية وأخواتها تتعاضدن. وللدراسة، وقضاء ساعتين من النشاط، وكسب مال جيب... كلها انتصارات على العنصرية، عنصرية "الآخر"، وأيضا عنصرية الأسر التي لا تبذل أي جهد لفهم العالم المحيط بها". وهذا التداخل بين الذاتي والموضوعي هو ما جعل البعض يدعو إلى قراءة هذا العمل باعتباره "وثيقة حول حياة الفتيات في أحياء الضواحي".
وعلاوة على هذا، تندد الرواية بوسائل الاعلام الفرنسية التي تقدم صورا نمطية مروعة عن أحياء الضواحي، متجاهلة أن هذه الأحياء نتاج سياسات غذتها الدولة طيلة عقود بما فيها من أمية، وتمييز وعنف عائلي إلخ...
يذكر أنه من هذه الرواية ولدت موهبة "ثريا نيني" للكتابة، وهي موهبة صقلتها مع أحد كبار المخرجين السينمائيين، ما جعل لقاءهما يسفر عن ميلاد الفيلم الأول، "سامية"، وهو فيلم مستوحى من سيرتها
(ils disent que je suis une beurette)،
كما أسفر لقاؤهما عن ميلاد فيلم آخر هو "زنقة التين". ومن هذه الأفلام، أصيبت ثريا بفيروس آخر: هو فيروس السينما والإخراج، الذي أعطانا شريطها القصير الأول "24 ساعة في حياة والدتي"، وهو في الوقت نفسه إشادة بوالديها...
يذكر أن "ثريا نيني" ولدت بتولون، وبها درست، وحصلت على دبلوم في التجارة. وفي الثامنة عشرة، اشتغلت في الحركة الاجتماعية والثقافية، وفي الرابعة والعشرين، انضمت إلى مدرسة للتعليم، ومنها، حصلت على دبلوم، بعدها، عملت بدور الفتيات، وهناك، أدركت أن ما كانت عانت منه، قبل خمسة عشر عاما، ما يزال يقع يوميا لهؤلاء الفتيات، وغالبا ما تواجهن أوضاعا أكثر مأساوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بحب التمثيل من وأن


.. كل يوم - دينا فؤاد لخالد أبو بكر: الفنان نور الشريف تابعني ك




.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: لحد النهاردة الجمهور بيوقفن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كل ما أشتغل بحس بن




.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو