الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق باقي واعمار الصغار قصار/ ازمة لحس الكوع

مصعب الفياض

2012 / 7 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


طلب مني احد اقاربي (والذي ما كان لي الا ان البي طلبه) ان اكتب مقال عن العراق بعد المالكي... منطلقا من الازمة البرلمانية المستمرة والتي تلوح بسحب الثقة من ابو اسراء... وبدأت بالفعل بالبحث والدراسة في حلقة الشيخ (( غوغل )) وكل ما قرأت اكثر كل ما زاد المشهد تعقيدا وتحديا لمبتدئ مثلي... جوهر المشكلة العراقية (على الاقل من وجهة نظري) في الحقيقة عاملين عامل داخلي مهم... وعامل خارجي اهم... ولسوء الحظ ان كلا العاملين متشابكان و متداخلان جدا... ولكن فقط للتبسيط وعدم الارباك ساحاول تناولهم فرادا... بادي ذي بدء...لابد من ان اقرر اولا... ان تغير راس الحكومة لن يبدل في الوضع السياسي العراقي كثيرا وفقا لما سابين بالعامل الداخلي... وان كنت اظن ثانيا... ان مساعي سحب الثقة لن تنجح... استنادا على معطيات العامل الخارجي

اولا العامل الداخلي... من البديهيات ان النخب السياسية العاملة في الساحة العراقية منتمية لمشاريع لا جامع لها... احزاب اسلامية شيعية لها مشروعها الخاص بها... المستورد من الجارة الاسلامية التي نجحت بتصدير ثورتها... سياسيون شيعة علمانيون يسبحون مع التيار ويتباكون على الحسين... طمعا بالهريسة... احزاب كردية علمانية تعمل من اجل القضية الكردية وحلم الدولة الذي يراودها منذ ((2500 عام))... حتى الاحزاب الكردية الاسلامية نسمعها اليوم تتحدث باسم القومية الكردية... سنة منقسمون... بعضهم مازال يبكي اعدام قائد المسيرة... آخرون طلبوا العون من اي راغب بالدعم البقية... حزب اسلامي بلا طعم ولا لون ولا رائحة... هيئة علماء المسلمين صفية اغلب قواعدها والقيادات في المنافي... من المسلمات ايضا ان الشعب العراقي لم يعد ينطبق عليه وصف الشعب او الامة... بل اصبح اقرب ما يكون لتجمعات بشرية غير منسجمة وجدت نفسها فجاءة في بقعة ما على الارض... فلا هي تنتمي للارض التي تعيش عليها... ولا هي متصالحة مع تاريخ وطنها وامتها... ((الاغلبية)) مظلومة ل ((1400 سنة)) منذ سقيفة بني ساعدة... و((الاقليم)) مؤنفل منذ الاف السنين... والبقية الباقي ((الاقلية)) مجتثة فعلا منذ 10 سنوات... ولا يوجد لا عقد اجتماعي ولا يحزنون بين كل هذا الخراب البشري... لن اضيف شيئا اذا قلت ان الشارع العراقي منقسم وبشدة... في احسن الاحوال واذا افترضنا حسن النية نحن غرباء عن بعض... وغير منتمين الا لعصبياتنا وللارض التي تحت اقدامنا... بالتالي البديل سياتي من رحم هذا الانقسام وهذا التشرذم... وسيتغير هذا العنوان او ذاك ولكن المضمون واحد... ولن يغير اي فصيل او فريق سياسي من منهجه والنتيجة ازمات لا تنتهي... من ناحية موضوعية وكنقطة نظام لا بد من ذكرها فان الفرقاء الذي يرغبون بطرح الثقة عن ابو اسراء اعلنوا البديل سيكون من التحالف الوطني حصرا ولكنهم لم يتفقوا عليه بعد...السؤال هو ما الذي سيجنيه اياد علاوي وتحالف العراقية من تبديل حكومة المالكي؟... فالتيار الصدري لهم سبب وجيه وفرصة ان يكون رئيس الوزراء المقبل من طرفهم... والتحالف الكردستاني الغير مهتم بحكم العراق اصلا له اسباب اكثر وجاهة... وهي ازاحة الطرف الذي يمسك بكل الصلاحيات بيده ويرفض السماح للاقليم بتصدير النفط ... ويرفض دفع رواتب البيشمركة من الحكومة المركزية... واخير وليس اخر يرفض اجراء الاستفتاء على كركوك وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي... استمرت ازمة تشكيل الحكومة 289 يوم اقل من سنة بقليل... وازمة طرح الثقة مستمرة منذ اشهر وممكن ان تستمر لسنتان حتى موعد الانتخابات القادمة... ولو حسمت قبل ذلك فان تشكيل الحكومة الجديدة والاتفاق على مرشح رئيس الوزراء سياخذ وقت اطول من الوقت الذي استغرقه تشكيل الحكومة الحالية... عمر الحكومة هو 4 سنوات فقط حسب نص الدستور... بالله عليكم هل هذه ديمقراطية ام طقوس في الظلام؟؟؟ لم تستغربون كل هذا الضياع؟؟؟

ثانيا العامل الخارجي... ازمة التواقيع البرلمانية العراقية غير منفصلة عن الحاصل في المنطقة ولفهم هذه المعضلة لابد من عرض بعض الجزئيات... هناك خط فاصل بين تركيا والعالم العربي... الخط هذا رسم بريشة ولي فقيه حدوده من العراق وسوريا وحزب الله بلبنان... وعليه لايمكن لتركيا ان تمتد (الممنوعة اصلا من الانضمام للنادي المسيحي الاوربي) وتتقارب اكثر مع عمقها التاريخي... الجزئية الثانية السعودية يحدها العراق الشيعي المتصل أرضا وفكرا بايران... ويحدها ألاسد العلوي المتحالف بالدم مع ايران... وجسر فقط يفصلها عن البحرين الذي يعاني الامرين حتى يبقى سنيا... الجزئية الثالثة يران البراغماتية... لبلوغ غاياتها تطرق كل باب وتستخدم في سبيل تحقيقها اي وسيلة... في منطق اشد ميكافلية حتى من ميكافلي نفسه... فهي تدعم الحراك الشعبي في البحرين... وتقمع الثورة في سوريا تقصف حزب الحياة الكردي في شمال
ايران... المتواجدين داخل القرى الكردية العراقية الواقعة على الشريط الحدودي بين العراق وايران... في ذات الوقت تتعاون مع سوريا في دعم حزب العمال الكردي المتمرد في تركيا والمختبئين في سلسلة الجبال التي تفصل العراق عن تركيا (بالرغم من ان سوريا لا تعطي حتى حق جنسية للكردي السوري)... بنفس هذا القدر من الانتهازية تحالفت ايران الاسلامية مع البعث السوري العلوي في نفس اليوم الذي حاربت فيه البعث العراقي السني... لمواجهة هذه البراغماتية شاهدنا لاول مرة ومنذ قرن التحالف التركي السعودي... رغم العداء التاريخي بين الدولتين... تجسد هذا التحالف واضحا للعيان بالتعاون الكبير بين البلدين مع باقي الدول الكبرى لتفكيك النظام السوري الحليف لايران... ضمن هذا المشهد بالغ التعقيد الشبيه برقعة شطرنج تلعب عليها القوى العظمى والاقليمية... الساسة العراقيون في عصر الاحتلال (الا من رحم ربي) ما هم الا بيادق لهذا الطرف او ذاك اولا كثر من طرف في نفس الوقت... ابو اسراء البيدق الايراني (في احسن الاحوال الحليف المخلص) في رقعة الشطرنج هذه لن تضحي به ايران في هذا التوقيت بالذات... فايران تعلم علم اليقين انها ربما ستخسر قريبا رغم عنها حليفها (العاري حتى من ورقة التوت) الاهم في سوريا... وبالتالي لن تسمح للاحزاب الشيعية التابعة لها بالاطاحة بالمالكي... نفس التصور للدول التي تدعم القائمة العراقية في مشروع سحب مشروع سحب الثقة... فتركيا والسعودية تدعم المشروع كورقة تلاعب بها ايران من اجل القبول والتسليم للامر الواقع وسيكون من دواعي سرورهم ( الاتراك, السعودية) سقوط ابو حافظ... مقابل اكمال رئيس وزراء المنطقة الخضراء ما تبقى له من فترة حكم على راس السلطة... اخبرني جدي لامي (رحمه الله) يوما ما ان السياسة امراة ساقطة... وقتها كنت صغيرا...فاتني ان اسئله... الا تقبل لها توبة؟؟؟

عود على بدء... لابد لي ان اوكد انه لا طائل من مشروع سحب الثقة... فالساحبين مع المسحوب عليه في الهوى سوى... والمالكي يعلم ان خصومه حجتهم ضعيفة واملهم ضئيل... لسان حال ابو اسراء... ازمة التواقيع من الممكن ان نطلق عليها ازمة لحس الكوع تاسيا بالمشهد السوداني... اما لسان حال العراق فليس هناك افضل من ابو فرات لكي يعبر عنه... باق واعمار الطغاة قصارُ... رغم ان في العراق حاليا لا يوجد طغاة... الغالبية صغار... صغار لدرجة لايرون

مع الود
والله من وراء القصد
للمقالات واشعار الجواهري بقية
مصعب الفياض
30/06/2012 بقلمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن