الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الإنسان

أحمد فرحات

2012 / 7 / 4
الادب والفن


" هذه العلامة تبدو غامضة لحجم المسكوت عنه خلفها لأنها نافذة بغلالة رقيقة للظلام المستبد بحوار الداخل ، وجدتك هناك في محطة المترو بين الوجوه في إغماضة عين ، افتقدتك ، استدرت مرة أخرى ومن نفس المكان تجاه ألف حلم تغري نشوة الأمل قلبي للبحث عن التفاسير ،(فرصة الاسترداد ، مشهدك المكرر الذي تتمنى الخلود فيه ، أن تسمو على إدراكك ، أن تطيل عمر اللحظة ، لا إثم في حضنك اللذة ) ضعت عند أنسب المراحل ، هناك في لحظة الحقيقة ، مع النبض المتكرر الذي يرتل حبا جديدا كل يوم ، وثقت بك عند الضياع ، فأعطيت بالكامل ، قلبا واحدا وحيدا ، أعطيته ليتمزق كورقة ، انقذني ، أعدني إلى وطني ، فليرني أحد الطريق ، أضعف أنا الآن أليس كذلك ؟ ، ترميني برصاصة ، فتقتلني ، لست خائفا ، إنها أربعة دقائق من الضعف فحسب ، ما قلتَ فعلتَ ، والآن أصبحت ما أردت وانظر لضبابية العلامة ".
كان أبيض البشرة ، عندما تلاقيا وتلامست البشرتان أدرك أنها أنصع منه قليلا ، توقفت حركته ليشاهد سكون جسديهما معا .
" ملؤ مدى الحواس "
هذا يريح رأسه على كتفها ، ليقابل وجهه حائطا بنافذة قديمة عليها غلالات طويلة بطول النافذة لونها أخضر يعرف قيمتها جيدا ، البرودة تزحف على جانبه من الحائط لكنه يعد نفسه.
" هذا لم يكن ، أنا أنتقل بين مستويات اللعنة التي ولدت من رحم الخسارة ، سكبنا الكثير من مشروب النشوة هذا ، وشربنا منه الكثير " يترفق وهو يسير ، فتحوله في المرة السابقة كان عسيرا ، تريح رأسها على كتفه ".
كرنفال الألوان كان مبهجا ، كان على الجميع أن يسعد للحدث ، شراب الوجود المحرم ينسي دائما عد اللحظات ، كان في عدها سخونة لعينة وخوف بشع ، الانتقال إلى القناعة إذن هو أسهل حلول المواجهة ، ليس على بودلير أن يكون معك الآن ليريك الطريق ، لماذا تستبقي مقذوف الغريزة داخلك ؟ ، لتتأمل العنف ، العنف الذي يرعد بأعصابك وأنت تدعي الحنان ، أم الاحتراف الذي ينشده الجميع ، لست كالجميع ، القناعة : أنت تبحث عن العنف : قوة الخلق ، وقوة القدرة عليها ، قوة التمدد ، قوة العصب المشدود ، قوة العضل الذي يبذل جهدا ، قوة النبض الرجيف ، قوة اختراق العرق المتصبب لسطحك ، قوة العين الجاحظة في عضلتها ، قوة الفك الحاكم ، قوة العلو ، قوة الارتفاع ، قوة الأعصاب ، قوة الخلايا ، سرعة حركة الخلايا ، قوة السخونة ، قوة الغليان ، قوة المخ ، قوة الزمان المختزن ، قوة البخار وتعرق الجدران ، قوة اللحظة ، الحضور ، فالوجود ، التلامس الكامل ، سحرك واللعنة التي فيك ، الشمول العميق لللحم والدم ، يا سعير السيطرة وأنت قابض على حظك من الدنيا ، حالك خطاب دائم ، وبعد خاص بعيد ، في ظلمة السوائل المبقيتك حيا.
" النور تراه ، ولا يريحك كثيرا ، تخشى أن ترتد منه أعمى ، أغلق الغلالات الخضراء عارضا طول الجسد وعرضه أمامها ، وأوقد بجوارها شمعة مبتسما ، وقال كطفل : شمعتي ورمق للتحدي ، قالت : تحتفظ بشموع أمك التي لا تنتهي رغم قرب انتهاء أعمارنا نحن ، قال : شعلتها تتذبذب عند انتفاض الوتر في ، قالت : أبناء هذه المرأة لديهم قدر عظيم من الحنان ".
لماذا لم تشتك هي الأخرى عنف الأجساد عند التلاقي ، كلما قاربنا على جريمة القتل الآمنة التي وضحنا ألا قتيل بها ازدادت رغبتها فيها لأنها آمنة بلا أي سلاح ، ولكنها تمرر عصيرا ملوثا في العروق يعود بك إلى أرضك التي تقف عليها الآن ويلوث لك الرؤية أيضا ، لقد كانت هناك ، بين الوجوه في الصباح ، تنتقي جريدة ، ورأته احتضنته ، تنازل وجلس في الشمس الجميلة .
" جماليات العدائية "
أشعل سيجارا رفيعا وأسند ظهره إلى شجرة مكنه موقعها من متابعة السجاد الأخضر الندي في الصباح ، كانت تصحبه كلبته لكنه لا يعلم أين هي الآن ، أحس في وهلة بالعصير الملوث يسري في أبدان هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء ، كان يعلم أنها لحظات ويمرح الجمع المتناثر في حركة يومه أمامه بالذي أحسه يرعد عموده وأعصابه ويمنحه الحقيقة لثوان ، قد يحدث هذا ، إذا تخطى أوهامه ونفذ إلى ديناميكيةالحقائق ، عندما ارتفع الإطار الأيسر الأمامي مرتطما ثم هبط علم أن شيئا ما حدث لذاك الإنسان البعيد كل البعد عن دائرة وجوده ، لم يقف بل القرر المضي ، تدريجيا مع ازدياد دفقات الخطر كان قد قرر الهرب ، إنها مبادئهما كفنانين التي سحق تحت الإطار ، قبل أن تنطق طالبها بالخرس ، علمت أنه اختلف إذن في كل شيء وصمتت ، امتدت النشوى بعمق روحه وهو يتصيد المنعطفات ليفصل جماليات الهروب.
" كان لا يقدر عليه غير قلة قليلة من القلائل ، الهروب الكبير ألا تجبر نفسك على فعل الصواب دائما ، اندفع بهذه النتيجة داخلك إلى آخر الشارع وليس هناك سوى الإفلات من الكمين وعذاب توقع وجوده من عدمه ، العصير الملوث يا سونيا ، ضحكك داخلك هستيريا ، لوّن الجدران ببخار أنفاسك ، الآن لدي الأحمر الزاعق ، والأسود الفاحم ، والأخضر والجميل والقبيح ، انطلق ، تشتاق العودة إلى وطنك ، في سعادة ، للغلالات الخضراء العظيمة ، ولدفئ البرد الزاحف إلى جانبك من الحائط ، أنت لم تعبأ بالكثير ، فلماذا الآن ، إما اللحظة التي لا تنتهي ، وآدم لم ينلها ، وإما الأفضلية ، والخيار لنا في هذه ، لم يقتل بالخطأ ، ولا بالترصد ، قتل بحقيقة كانت داخله ، وبحقيقة كانت داخلك ، وأفضلية الهارب أيأست المتتبعين " .
قال لها في أول نطق بينهما : لقد كان أخي ، ولا أعرف ما الذي أتى به إلى طريقي ، ولم أكن لأقف له حتى ينال محصول التعاطف ضد المبعد الملعون ، لم أتعمد إيذاءه ، ولا أنكر أنه انسحق تحت إطاراتي ، ولم يبق هنا الآن شئ ، الهروب الجميل ملأ يومي يا سونيا ، كانت وصيتي قبلُ ، لا يمشي أفراد هو منهم في جنازتي ، فأظن الأمر بيننا .
" تغلغل في عروقه أنه خاطيء ، استشرى وتمطق الإحساس ذا في جسده ، لن تلعب معي جريمة القتل الآمنة " أخذا يتأملان الأجساد المتشابكة في المرآة ، كانت منفزعة ، وكان مطمئنا ، فقد توج نفسه الخاطيء الذي يسير على حق ، القناعة ، الوراثة ، في المرآة قابيل ، في المرآة عنف المجرم يقوم بالملاطفة ، يطيل العذاب ، لتعترف أن الأجيج سيحرقهما معا ، تمرسَ ، لا مزيد ، لأن على اللحظة أن تدوم ، فخطيئة الأب كانت طمعا في الخلود ، القناعة واللحم والدم "

و أنت بلعنتك تأخذها إلى مدينة الإنسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس أخطر مشهد لـ #عمرو_يوسف في فيلم #شقو ????


.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟




.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت


.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني




.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار