الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى طفلي

خلود العدولي

2012 / 7 / 4
الادب والفن


للعالم المسيج بين الحروف المتلاصقة,لجدتي السائلة عن قدمي الباردتين في قبرها,لشفتي الوقت التي تمتصنا,
لحمى العالم الساخرة من مشيتنا...للبيت و للغة التي أعياها انتظار الورق
أكتب قصة وطن مشقق بالتعاويذ,وطن محشو بالفراغ,
أكتب قطع الشوكولاطة التي إنغرست و إنغرست طويلا في عيني طفلي و ما ذابت...للوطن المحشو طعم ذبابة محمرة
,للوطن المستقيم صرامة عصاهم الدائمة,للوطن حلمة طفولية دائمة التفتت تحت عجلات الوقت...
و لي بضع أسطر كطريق...أجفف جفاف اللحظة
أمر بالسرير المبعثر بعد البرد الأخير
أحمل أكداس الأحلام التي رسمها طفلي بلسانه لتنضج في فرن قلبي...أحمل هشاشتنا المتفتتة في قبضة الوطن لتتصلب
كالخشب الأمازوني و لتتحول سريرا جديدا يمنع فوقه الحلم خارج حدود الوطن.
الحمل جريمة فلنحبل فوق الورق بطفل حالم بالوطن الجديد..
لنحبل بالرغبة في تشكيل الوطن كقطع من لعبة اللغز عند الأطفال...لنلعب الكلمات المتقاطعة في جريدة حافلة بالسياسة السوداءحتي نكتشف خبر الغد.
..لنكبر بين عيني طفل لن يعود إلى الوراء..إنه يذهب إلى الأمام كي يشوى كبدا و قلبا
...كي يحفر الهم الإنساني إرثا على صدره..سأحمل حفاضات ابني و زجاجة الحليب و أهرب للقمر هو أب دائم لي و له.
.سأحمل صورنا المعلقة على الثلاجة في الأعياد
..و أمضي لعيد أكبر..سأحمل مرآتنا حيث يمكن أن نقرأ على صفحتها موطنا جديرا بنا.
.سأحمل همسات طفلي القديمة يوم كان يركلني في رحمي و سأحمل صورة عن قبلتنا الأولى ..
حيث يمكن أن نكتب عن القبلة أطروحة جامعية...سأحمل ذبذبات والده بين خصلاتي التي أبت أن تنتهي...هي تتراقص مع أنفاسه...
.الهرب إليك يا وطنا تحجر و ماكان قلبك
صامتا
..الهرب إلى الأين؟؟إلى القفر المستحيل..إلى الخطوات الصغيرة العارية من كل تخطيط...الهرب إلى اللحظة الموالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل