الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدة الغرور

حيدر تحسين

2012 / 7 / 4
الادب والفن


حفلة شواء قرب طاحونة سويدية حديثة الطراز، قسمنا العمل بكثير من العدالة، اصدقائي يحضرون الطعام، وانا اتامل،
ما الطفهم سيشركوني معهم في مهمة الأكل ايضا،

قد تمطر قليلاً اليوم، فصيف السويد خدعة، يجب ان لا تثق بشمسه بالكامل، ولا بالغيوم ومتى يفضح عيونها المطر،
لكننا بعناد محبة (الكباب العراقي) قررنا الشواء هذا النهار رغم الأمطار والصعاب،
احضرت في جعبتي ايضا قليل من الخيال...



ما زلت لا أؤمن بإولاءك الملهمين الذين لا تتعدى مهمتهم في الكتابة غير اكمال العدة،
قلم، ورقة، ملهم ...وفنجان قهوة،
لذا طالبت الخيال معهما بخيال اكثر، وربما شاعرية اكثر، كي اخرج تماما عن دوامة قواعد اللغة وتلك الشكليات الرسمية في وصف محبوبا ما
كأن اكتشف حالة الطقس عن طريق رسالة تأتي في هاتفي او مكالمة منها... او منها،
فأعلم اي مزاج اتخذه معهما
انا الذي اقسمت ان لا اكتب شيء هذا الصيف، كنوع من انتزاع فتيل الذكريات من الغام حزني، كي اعيش فصلا كاملا دون حنين،
احيانا ارى كل الاحداث التي اريدها لا تحصل، حتى الأشياء التي انوي تجنبها لا تحدث لأتفاداها،
كهذا الصيف الكثير المطر، اردت ان لا اكتب شيء فيه، لكن ما من شمس تمنعني من الكتابة،


افترقنا! هذا لا يعني اننا قد لا نلتقي لأننا قدر وصدفة، دوما على لقاء
واليوم يبدو ان القدر ارادنا كأشرعة طاحونة نحن الثلاثة، يلاحق احدنا الأخر دون ان يلتقيه تماما، وتدور رحانا
لا لتطحن القمح،
انما كي نشعر بمرور الريح من خلالنا، لا نعلم من انتصر الى الآن، ومن منا كسب الهزيمة دون ان يشي به الأنسحاب، او زلة اشتياق
اذا كانت الحياة قدر، فكم من الأقدار لا تستحق حياة واحدة،
انها لعبة الأقدار المتقاطعة، حياة من اربعة حروف وتأمل،
حيث يمكننا جمع حروفها من المصادفات، مثل مصادفات السفر، تلك اللحظة هي لهفتنا التي تتغذى على القلق، وانتظار غير مهم للمحطة التالية، وايضا حلم لا يمكن ان نملك حق اليقضة منه اذا لم ينكسر فيه الأمل،
هو لعبة حظ يتطلع الينا من خلال الشباك ومن الجهة الأخرى يقطع الهواء، ليدخل النور الينا فقط،
وانتما حين تشتبك عليّ اصابع المخيلة، فاضيع بين صور ناقصة الألوان، كلمات ليس بالضرورة ان تفهم، كأنها موسيقى لا ترقد على هيكل يبني شكلها فتكون صورتها عبئ على التاريخ، ولا تاريخ قبل تلك القطعة الأثرية يدون.

هل ترحلين وعنكبوت عشقي يريد ان يحتل كل زاوية من شُباك جسمك بشباكه... أأسف حبيبتي لأني لم اجد خسارة تكافئ حبك؟
فتضيع اثار جريمتنا،
أهكذا لابد ان ندرب مشاعرنا تجاه العاطفة، كي تضيع ونحن في طريق العودة..
اذاً
لتدفن تلك القطعة الأزلية تحت العشب، فقد تصبح حبة قمح لاحقا
وليغلق الضياع باب الحنين الكبير.

اعلم اني عاشق من النوع الثقيل
لا اتبرع بقطعة من جسدي الى امرأة، لكني اتفحص اشيائي فقط...
اودع حبيبتان ايضا من النوع الثقيل، جسدي ثقيل وروحيهما اثقل!
كيف لا يمكن ان نعود للذكريات حبيبتي
ألأن كل النساء لم يذقن طعم اسمك؟..
المطر ورائحة الشواء اختلطت عليّ، هل انتي طعامي المفضل؟
ومائدة روحي التي لا تنتهي منذ نضوج شفتيك؟

كي يتباطئ جمالك.. قليل في صراخي،
لابد ان اتكئ
مسكينة حمالة الصدر، تلك التي تحمل مدينة من جبلين وعطر، وانا الذي كنت سعيدا ببعض من رجولتي، ضعت في الوادي وشاع خبر إغترابي بين نهدين
تعثرت يوما بذلك المرمر، بحبتا توت، التان انستاني طعم الفواكه وحموضة اوراق العنب، وتخطت احداثنا فوضى اللحاف،
وتعدى ضجيجنا حدود السرير،
رغم كل هذا!.. تحب ان تلون شعرها باللون الأحمر، الا يكفي هذا النبيذ حبيبتي؟

- يا حبيبي لو ان صفصافة في جسدي تنام.. لأثمرت
تعال حبيبي كي تتأملنا مرة اخرى الحديقة انا هناك في غابة الظل الكثيف، ابحث في هواك
عن
البحر، قرب الكنيسة ، انتظر الخريف
يبدو لي منظرنا جميلٌ، هنا زوارق، بجعتان
وماء يشرب العشب لا تنظر الى السماء،
فوجهي اوفى
عيناي تعلمك تاريخ الكتابة وتلهمك عنواين الحروف...
كانت تقول

ما اجمل الطبيعة وهي تأخذ شكل الآنسة غرور


وسيدة الأنوثة..
قبلة كالمحراب في مقام الجسد،
اطفئي ذكرياتي، ما عاد جسدي يؤمن بالألم، قلبي لم يعد فيه ذلك الحب المطلوب، ما عدت امتلك المهارة في حبك،
تسرق مني بعض الجميلات في الهواء الطلق، بعض من خيالات حب ما زال كالفاجعة نسيانه، وتلك المكابرة الوهمية بأنك ما زالت كتلة وفاء
ابحث عنك في الوجوه المزيفة للإنوثة، في ذلك النفير المفتعل من اللذة، وذلك الأشتياق الغير موثقة لهفته بداخلي

فاجد نفسي مرغما على اللا شعور بالأشياء، من جديد حضور الغياب، غياب الحضور التام، صراع مع النفس اوله، ان لا اشتاق لشيء ليس امامي،
فقط التقيه، ثم اكتشف انني كنت افتقده.. كصوتك
ثم كعادة الحنين اليك، يأتي كإلهام لا يحكمه منطق ولا شيء بديهي يفسره، غير اعتراف قلم
لأنني اعتقد ان الحب عند الرجل ليس القضية الكبرى، لكنه قدره الأخر تجاه العاطفة
لأنك وجه الحنين الناعس، ما زلتي رائعة البكاء
والكذب والضحكة المستترة تقديرها، خدعة.
انوثة ابتكرت في دواخلي كل سبل التسامح،
احببت ان اسامحك كي اشتهيك، اشتهيك كي لا تنقطع الذكرى، وتهرب هذه الفكرة من خيالي ،

هكذا لم اشأ ان ادرب قلبي على الكره، واجعل من آثار الغش والخداع تجارب للمستقبل مع امراة اخرى، بل حاولت ان امتهن حرفة المحبة.
* * * * *


وللآنسة غرور، حضورها مثل النجوم، ونافذة تطل على وجه القمر فيبتسم المساء،
نسيت وقتها اننا اكملنا حفلة الشواء، ربما لأنني اكثرت من شرب ذلك الشعر الأحمر، ومصابيح الشوارع تسألني... لماذا لم ينقسم الحب معنا على ثلاثة، حتى اشارات المرور ثلاثة والمستحيلات ثلاثة،
حتى اثاث منزلي قسمته ليتسع الى ثلاثة،

ومرفقات هذا الحب ايضاً،
شيء مني و الانسة غرور والسيدة انوثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟