الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامبريالية العربية ....هل سمعتم بها؟(1)

مجدي محروس عبدالله

2012 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الامبريالية مصطلح اعتدنا على سماعه منذ ان كنا صغار ودائما ما يرتبط بالاستعمار الغربي و كانوا يلقنونا في المدارس ان الغرب "الشرير" كان تجسيد الامبريالية نفسها .... لكننا ما ان بدئنا التحرر من "غسيل" المخ الذي تعرضنا اليه حتى تمت إفاقتنا على واقع معكوس تماما.
فأدعاء بلدان ما يسمى "بالوطن العربي" أنها كانت ضحية امبريالية غربية
ادعاء كاذب فالعرب هم من بدءوا تلك الامبريالية ونجحوا في فرض هويتهم وثقافتهم القائمة على الاعتداء على الآخرين تحت دعاوى دينية براقة مثل الفتح...
واذا اخذنا مصر كحالة لتلك الدول التي سيطر العرب عليها وقاموا بسلخها عن هويتها وعرفنا كيف تم إلباسها ثقافة بدوية عدائية مبنية على الكراهية فهذا لم يحدث بين ليلة وضحاها بل بدء منظما فعن طريق فرض الدين الإسلامي الحامل للثقافة الامبريالية العربية واسلمة وتعريب المجتمع ديموجرافيا بشكل تدريجي و تغيير اللغة المصرية وإحلالها بالعربية وتم إنشاء مستعمرات إسلامية في بادئ الأمر مثل القاهرة والفسطاط والقطائع
ويرجع إنشاء تلك المدن في بداية الغزو العربي او "غزو القبائل الاسماعلية" كما يسميه القبط أحيانا في كتبهم التراثية الى صعوبة فرض الهوية او الدين قسريا في البداية فان الغزاة كانوا في الدرك الأسفل من الحضارة الإنسانية لكنهم كانوا الأرقى عسكريا .فالخوف من ثورات شعبية كبيرة تطيح بالحكم الإسلامي كان امرا منطقيا فتحذير معاوني عمرو بن العاص له من مغبة انتفاضة كبيرة في حالة استمراره لحرق الكنائس
وهذا يثبته أيضا الكثير من الوثائق التي تؤكد المعاملة "الحسنى" في بدايات الغزو الإسلامي لمصر ولفترة استمرت قرنا او اثنين
ولكن مع تغير هذه المعاملة تدريجيا وانتفاض القبط في الثورة البشمورية
ضد الحكم الاسلامي الجائر وهزيمة الثورة القبطية بسبب عوامل كثيرة
بدأ الاسراع بعملية الاسلمة والتعريب والتعريب في حد ذاته كان بطيئا جدا
لدرجة جعلت المقريزي يقول عن القبط ان الله اذلهم بعد هذه الثورة
وبمناسبة الحديث عن المقريزي نتعجب من "تعصبه" و "كراهيته" في كتاباته لمصر وللمصرين –فمصر والمصريين انذاك لم تكن سوى بلد مسيحي قبطي ولم يشكل المسلمون النسبة الغالبة من السكان سوى في القرن الرابع عشر فقط حتى ذاك الوقت كان الحديث باللغة القبطية هو الغالب وكان من المعتاد ان يكون للحاكم مترجم يترجم له للعربية
كل هذه الحقائق سالفة الذكر تحاول طمسها وإخفائها وسائل إعلام عربية إسلامية فها هؤلاء الآن يتكلمون عن هوية الدولة ولا يريدون بديلا عن هوية عربية اسلامية وبالرغم من الدولة كائن اعتباري تتشكل هويته عفويا الا انهم يصرون على فرض هويتهم هم منكرين حقوق الاخرين وهوية الوطن الحقيقية التي تم طمسها وتشويهها
انها الامبريالية العربية وللحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي