الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتظروا,,, الفلسطينيون قادمون

خالد عبد القادر احمد

2012 / 7 / 4
القضية الفلسطينية


[email protected]
مع حسم مسالة الانتخابات الرئاسية لصالح الاخوان المسلمين في مصر, بانتخاب الدكتور محمد مرسي المرشح ( المستقل ) عن حزب العدالة رئيسا لمصر, يمكن القول ان حالة الاصطفاف السياسي الاقليمي لصالح النفوذ الامريكي باتت اكثر وضوحا واستقرارا وقوة, وان هذه النتيجة سرعت من وتائر حركة هذا الاصطفاف في العمل ( المشترك ) على تجسيد المنظور الامريكي لشرق اوسط جديد, يخدم بصورة اكبر مصالح ونفوذ الولايات المتحدة على حساب مصالح ونفوذ مراكز القوة العالمية الاخرى, دون ان يعني ذلك بالطبع نهاية مقاومة المتضررين من توسع النفوذ الامريكي في المنطقة, فالموقع السوري على اهميته الاستراتيجية العالية لم يتم بعد حسم الصراع به, ويبدو ان المدى الزمني لحسمه سيطول,
ما يهمنا هنا هو الاشارة الى ان تحقق هذا الاستقرار النسبي لاستقرار, في هذا الاسطفاف السياسي لصالح النفوذ الامريكي, فتح شهية اطرافه المحلية على اعادة النظر في التنازلات التي قدمتها لمنافسيها خلال الفترة السابقة على نجاح الدتور مرسي, وان هذه الاطراف تبعا لذلك تطرح الان على منافسيها اعادة التفاوض حول اتفاقات سبق ان عقدتها معها من اجل تحسين شروط تعاقدها السياسي معها,
في هذا السياق يمكن فهم خطوة حركة حماس في تعطيل عمل لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية في قطاع غزة, والذي يعني تعطيل مسار تحقيق هذه المصالحة على ارض الواقع, الا من خلال اعادة تفاوض واعادة تعاقد جديدة مع السلطة الفلسطينية, على ضرورة توفير شروط سياسية افضل لوضع حركة حماس في المناطق الفلسطينية التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية,
هنا لا بد من التقدم بملاحظة استباقية حول الصراع الفلسطيني الفلسطيني, مؤداها ان اطرافه لا يتصارعون بالاصالة عن المصالح الوطنية الفلسطينية التي تقف خارج اطر موقف كلا الطرفين في مواجهة الاحتلال الصهيوني مجردة من كافة عناصر وادوات مقاومة فاعلة, بل يتصارعون فيما بينهم وعلى جسد المصالح الوطنية الفلسطينية كوكلاء للاطراف الاقليمية للصراع العالمي,
ان الفهم ( الوطني )الفلسطيني لاشارة وجوب المصالحة السياسية الفلسطينية التي جاءت في سياق خطاب الرئيس المصري في جامعة القاهرة, لا يمكن فهما بعيدا عن منهجية الاملاء والاستعلاء والفوقية, فهي الموازي السياسي تماما لمنهجية الاملاء والاستعلاء والفوقية الاحتلالية الصهيونية بوجوب منع تحقق هذه المصالحة, التي كانت تتعالى كلما عقدت حركتي حماس وفتح اتفاقا تصالحيا,
ان امن الاطراف الاقليمية هو اساس موقفها من الصراع الفلسطيني الصهيوني وهو اساس موقفها من الصراع الداخلي الفلسطيني الفلسطيني, ولا يمكن فهم موقف والمنهجية السياسية لهذه الاطراف الاقليمية الا باعادة موضعتها في اطار اتفاقاتها الدولية المسبقة والتي لها عندها الاولوية الاساسية على التزاماتها ( الاخلاقية ) تجاه الحقوق الوطنية الفلسطينية, ووهو تراكم من الاتفاقات شكل جدارا سياسيا لا اظن ان التزامها الاخلاقي بالشعب الفلسطيني قا-در على القفز عليه, خاصة ان الفاعلية الفلسطينية لا تقدم لها الدفعة المناسبة لتمكينها من هذه القفزة.
ان اخطر الاطراف الاقليمية التي تتعامل مباشرة مع الصراع الفلسطيني الصهييوني هي مصر وسوريا والاردن, و قد اثبتت المنهجية السياسية لهذه الانظمة ان تعاملها مع هذا الصراع منطلقه هو تسوية الصراع لا استعادة الحقوق الفلسطينية, وقد تجذرت هذه المنهجية تحت ضغط وابتزاز حالة التفوق الاستراتيجي الصهيونية عليها لاجبار هذه الانظمة على التخلي عن الطرف الفلسطيني, والسماح لها بالاستفراد به, او مواجهة خطر اجتياحها نفسها,
ان المتغير السياسي الاهم الذي سبق متغير الانتفاضات الاقليمية هو تصاعد المحاولة الصهيونية لاعاقة تنفيذ الرؤية العالمية لتسوية الصراع مع الكيان الصهيوني والذي بات يهدد بترحيل النفوذ السياسي الامريكي عن المنطقة, وهو الامر الذي يبرز اهمية هذه الانتفاضات التي جاءت على ارض تفاهمات بين الولايات المتحدة الامريكية و حركة الاخوان المسلمين المنتشرة اقليميا بصورة واسعة, وهو عامل نجحت الولايات المتحدة الامريكية بتوظيفه من اجل استعادة حجم نفوذها السياسي في المنطقة, مما يفسر سعة الدعم والاسناد السياسي والمادي والاعلامي الذي قدمته لهذه الحركة خلال الانتفاضات والتي كان اخرها تغيير نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية
ان ما يحدث الان ان هناك موافقة امريكية على العمل على احلال رؤية حركة حماس حول التسوية محل رؤية حركة فتح لها, ومن الواضح ان ليس حركة حماس فقط على علم بذلك, بل كل اطراف الاصطفاف السياسي الامريكي, وان تصريح الدكتور محمد مرسي حول وجوب المصالحة الفلسطينية شكل الضوء الاخضر لاطلاق حملة حصار لحركة فتح والسلطة الفلسطينية لاعادة فتح ملف التفاوض مع حركة حماس حول المصالحة ووجوب تقديم ان لم يكن تسليم راية مسار المصالحة لها,
ان التغير المفاجيء في الموقف الاردني من حركة حماس ورفع الاردن للمستوى السياسي للعلاقة بها, يتناغم مع عودة قناة الجزيرة لتفجير قضية اغتيال المرحوم الشهيد ياسر عرفات, ويتناغم مع اشتداد حالة الحصار المالي التي تمارسها الانظمة على السلطة, والتي يبدو ان مداها الزمني سيطول الان, ويتناغم مع بدء تبلور ملامح انتفاضة فلسطينية في الداخل والخارج ليس ضد الاحتلال الصهيوني بل ضد السلطة الفلسطينية وحركة فتح,
ان الوظيفة السياسية التاريخية لتعطيل حركة حماس للمصالحة السياسية, لا يزال يستهدف احلال حركة حماس حسنة التنظيم محل المؤسسة الرسمية الفلسطينية, واداة انجاز هذه المهمة هو الانتفاضة الفلسطينية التي تتبدى ملامحها وتتأطر ملامحهاالان حول شعار مرحلي يطالب بالغاء اتفاقيات اوسلو وحل السلطة الفلسطينية, ولا نعلم ما سيكون الشعار المتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني,
اننا لا نحمل حركة حماس وحدها مسئولية ما سيحدث من انهيار شامل للمهمة والمؤسسة الوطنية الفلسطينية, فمسئولية حركة فتح عن ذلك ستكون ولا شك اكبر, فهي التي جردت الشعب الفلسطيني من ثقافة وادوات المقاومة وحصرته في ثقافة التنازلات والمقاومة الشعبية السلمية, وكذلك مسئولية باقي الفصائل النواحة
ان معارضة مطلب الغاء السلطة والغاء امتيازات ال vip لن تكون سوى معارضة الغاء لوجود شكل سلطوي يظلل وجود حالة احتلال فعلية راسخة, اما تاييد حلول حركة حماس محل السلطة فلن يكون سوى الوجه السيء الاخر لنفس المصير, بل وربما الذي سيهدر ما تبقى من شرعية دولية تعترف بالوجود الفلسطيني وحقه في الاستقلال والسيادة وحق تقرير المصير
ان الفلسطينيين يواجهون اخطر الاخطار المتعلقة بوجودهم وحقوقهم وهويتهم ومصالحهم, ولا يجدون في نفس الوقت من بين قواهم السياسية من هو مؤهل للاخذ بيدهم بعيدا عن هذه المخاطر, فهذه القوى السياسية باتت لعبة يديرها عن بعد الاجندات السياسية والاجهزة الامنية والاستخبراتية الاجنبية, فما هو شكل ومحتوى المواجهة الوطنية التي سيبتكرها كعادتهم الفلسطينيون في مواجهة هذه الاخطار ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا الحال دائما
أبو لهب ( 2012 / 7 / 4 - 20:09 )
لم أتفاجأ بقيام حماس تعطيل عمل لجنة الانتخابات حين تذرعت بالادعاء أن فتح ستعمل على تزوير الانتخابات، فهذا هو ديدن حماس في تشبثها في تأمين سيطرتها على غزة،فقد باتت تدرك أنه ورغم المد الربيعي للاخوان القطريين في خطف ثورة الجياع في مصر وتونس، فقد أدركت حجم الوعي الجماهيري الذي أخذ يتنامى ويتسارع في فهم حقيقة الدور الاخواني الذي رهن حاله عبر قطر والسعودية الى الموقف الامريكي، فما بالكم اضافة الى ما تقدم ادراك الشعب الفلسطيني الذي اصلا لم ينتخب حماس اقتناعا ببرنامجها بل كان انتقاما ومحاولة لتغيير الواقع المر لسيطرة الفاسدين على السلطة و م.ت.ف،لذا وحيث تدرك حماس هذا الامر خصوصا وانها لم تأت بجديد حين سيطرت على غزة بل مارست نفس الدور الذي كانت تقوم به السلطة، فمن غير مصلحتها الان الذهاب الى المصالحة والوحدة التي تعني الذهاب الى صناديق الاقتراع التي باتت تخشى نتائجها ، وخصوصا أن الشعب لم يعد من الممكن رشوته بالزيت والسكر، اذن الى اين المفر بعد هذا الموقف ، هل هو عودة غزة الى مصر الاخوانية اليوم أم الى أين ستقودينا يا حماس، فقد بتنا ندرك كم هي واهية ذرائعك في التملص من استحقاق الوحدة الوطنية

اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها