الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش على دفتر وطن مضطرب

هانى جرجس عياد

2012 / 7 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


* نشرت وكالة الأنباء الإيرانية ما قالت إنه حديث مع الرئيس المصرى «الجديد»، فجاء رد القائم بأعمال الناطق الإعلامى باسم الرئيس مرسى نافيا ما نشرته الوكالة على لسان الرئيس جملة وتفصيلا، مؤكدا أن رئاسة الجمهورية بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية ومقاضاة الوكالة الإيرانية.
بعد أيام قليلة نشرت وكالة الأنباء الألمانية خبرا مفاده أن الرئيس المصرى أوفد نجله إلى مطار القاهرة لتوديع الدكتور راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية، وتسليمه قلادة خاصة من والده، وقالت الوكالة إن الدكتور الغنوشى رفض الحديث عن الهدية لأنها «شأن خاص»، فجاء رد القائم بأعمال الناطق الإعلامى باسم الرئيس مرسى نافيا الخبر جملة وتفصيلا. وبس خلاص. لم يقل القصر الرئاسى إنه بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الوكالة الألمانية!!!.
* عندى شكوك كثيرة فى قدرة الرئيس محمد مرسى على الوفاء بما وعد بتحقيقه خلال المائة يوم الأولى من حكمه، وحتى لو فعلها وحقق ما وعد به فلا يستدعى هذا تهليلا وتطبيلا، ولا يفترض أن ينقلب المعارضون مؤيدين، فالرئيس موظف يتقاضى راتبه ليقوم بعمله، ومن أولويات عمل الرئيس –فى هذه المرحلة- القضاء على الانفلات الأمنى وإعادة الشعور بالأمان للمواطن، والقضاء على حالة التسيب التى تفشت فى شوارع القاهرة، (وغيرها من مدن الجمهورية)، من التحرش والاعتداء على النساء، إلى جيوش الباعة الجائلين الذين احتلوا شوارع وسط البلد ومحطات المترو، إلى لجم غول الأسعار (قبل منح العلاوة ياريس)، وصولا إلى انتشار القمامة، التى هى وصمة عار فى جبين الحاكم، قبل أن تكون مدعاة للأسف على عاصمة كانت واحدة من أنظف عواصم العالم فى الستينيات (وما أدراك ما الستينيات)!!.
إذا أنجز الرئيس برنامج المائة الأولى فلا شكر على واجب، أما إذا لم يفعل (وهو الراجح عندى)، فنحن أمام مؤشر مهم لقدرة الرئيس على القيام بمهام منصبه التى يتقاضى راتبه مقابل القيام بها.
* فى لقائه مع الصحفيين قال الرئيس مرسى عن الشباب الأسرى فى سجون المجلس العسكرى «قيل لنا إنهم بلطجية»، وأثناء إلقاء خطابه فى ميدان التحرير، لمح الرئيس، بين مئات الألوف، أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن المسجون فى الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة القتل، فوعد أنه سيعمل على إطلاق سراحه.
الشيخ المجرم صاحب فتاوى استحلال أموال المسيحيين وتكفير فرج فوده ونجيب محفوظ، والذى تسببت فتاويه فى قتل عدد كبير من تجار الذهب المسيحيين، واغتيال فوده، ومحاولة اغتيال محفوظ، هذا الشيخ المجرم يحظى بوعد من الرئيس الإخوانى بالإفراج عنه، بينما الشباب الأسرى لدى عساكر مبارك «قيل لنا إنهم بلطجية».
بالمناسبة: ماذا كان موقف الإخوان المسلمين من اغتيال فرج فوده ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ؟
* مازال الرئيس محمد مرسى يتستر على، أو يغض النظر عن جماعة خارجة على القانون، تمارس عملها بأسلوب أقرب ما يكون إلى أساليب العصابات، لقد أقسم الرئيس ثلاث مرات على «احترام القانون والدستور»، فإذ به يدوس بقدميه الدستور والقانون، وأظن أنه ما لم يبادر رئيس الجمهورية باحترام القانون، عمليا، واتخاذ موقف واضح وحاسم من الجماعة الخارجة على القانون، فربما يجد نفسه ذات صباح مطلوبا للتحقيق بتهمة التقاعس عن أداء واجبات وظيفته.
* لا أستطيع أن أفهم معنى وجود نائب رئيس مسيحى ورئيس وزراء ليبرالى ونصف الوزراء من خارج حزب الرئيس؟؟ هل تخلى الرئيس الإخوانى عن برنامجه ومشروع نهضته؟ أم أن هؤلاء سيساهمون فى إنجاز برنامج الجماعة الخارجة على القانون؟ اتركوا الرئيس يختار نوابه ومساعديه ومستشاريه وحكومته، حتى نرى نتيجة مشروع النهضة، وأليس من المنطقى أن «مشروع النهضة» يبدأ من نقطة «تصفية الحسابات» العالقة بين الجماعة والعسكر؟ وهى «معركة» لا ناقة فيها ولا جمل لقوى الثورة، بل تخص طرفيها فقط؟
* لماذا يقود محمد بديع وخيرت الشاطر مفاوضات انتزاع صلاحيات الرئيس، وتشكيل الحكومة، واختيار نواب الرئيس ومعاونيه؟ ما أعرفه أن المصريين انتخبوا محمد مرسى رئيسا، وأن الرئيس لا يتحاج لإحضار ولى أمره.
* الاحتجاجات المطلبية المشروعة (المسماة فئوية على سبيل التشويه) تحاصر الرئيس محمد مرسى فى قصره، بينما الرئيس ينتظر نتائج مفاوضات بديع والشاطر!!
* فى يناير 1953 استثنى ثوار يوليو جماعة الإخوان المسلمين من قرار حل الأحزاب، باعتبارها جماعة دعوية وليست حزبا، وعندما طلب جمال عبد الناصر أن يستمع إلى رأى الإخوان، وما عساهم يريدون من الثورة، لم يطلب مرشد الجماعة الاهتمام بالفقراء والمعدمين، ولا إطلاق الحريات الديمقراطية، ولا مواصلة الكفاح ضد الاحتلال الإنجليزى، ولا الاهتمام بالزراعة ولا النهوض بالصناعة، كل ما طلبه فضيلة المرشد «الستات يلبسوا طرح»!!. ثم طلب فضيلته أن يكون لهم ثلاثة وزراء فى الحكومة، وأن يوافق شخصيا على التشكيل الوزارى قبل إعلانه (جماعة دعوية بجد!!). باختصار، أفصحت «الجماعة» منذ أكثر من ستين عاما عن هدفها الحقيقى، أن يكون «فضيلة المرشد» هو الحاكم الفعلى من وراء الستار، وأن يكتفى جمال عبد الناصر، وضباط يوليو، بدور الواجهة، وهو وضع قد يليق بمن يسرق ثورة أو يركبها، لكنه بالقطع لا يليق بمن يصنع ثورة.
* تعرض الشيوعيون المصريون والإخوان المسلمين للقمع والتنكيل فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، لا أحد يستطيع إنكار ذلك، لكن الفارق أن الشيوعيين (الكفرة اللى ميعرفوش ربنا) قالوا فى المرحلة الناصرية ما لها من إيجابيات وما عليها من سلبيات، وانتقدوا أنفسهم أيضا على ما ارتكبوه من أخطاء خلال تلك الفترة، بينما الإخوان (المؤمنين اللى يعرفوا ربنا) كتموا شهادة حق، ولم يعد بمقدورهم أن يروا أى شيء إيجابى فى تلك المرحلة.
* من ميدان التحرير فى القاهرة قال الرئيس محمد مرسى «وما أدراك ما الستينيات»، ومن مسقط رأسه فى الزقازيق جاء الرد على لسان شقيق الرئيس «عندنا فدانين تمليك أخدناهم من الإصلاح الزارعى فى الستينيات وعايشين من خيرهم»!!.
* أظن أن معركة الجماعة الخارجة على القانون ليست مع فلول نظام مبارك (لا فارق حقيقى وجوهرى بين خيرت الشاطر وحسن مالك من جانب، وأحمد عز وهشام طلعت مصطفى من جانب أخر)، لكنها مع ثورة يوليو، أو ما تبقى منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أيظن ... إن بعض الظن إثم
عادل الليثى ( 2012 / 7 / 4 - 17:33 )
أظن أن معركة الجماعة الخارجة على القانون ليست مع فلول نظام مبارك (لا فارق حقيقى وجوهرى بين خيرت الشاطر وحسن مالك من جانب، وأحمد عز وهشام طلعت مصطفى من جانب أخر)، لكنها مع ثورة يوليو، أو ما تبقى منها.

فى مقالاتك السابقة كم طلبت من الإخوان أن يرجعوا لصفوف الثوار ... ونهيت أحد مقالاتك بمقولة - والكرة الآن فى ملعب الإخوان .. وملعب قوى الثورة -

والأن تظن ... إن بعض الظن إثم سيدى
ليتك تتوارى وتمتنع عن الكتابة ما دمت تظن ولا تضيع وقتنا فى تسطير الأخبار وتذيلها بظنونك


2 - الأستاذ عادل الليثى
هانى عياد - الكاتب ( 2012 / 7 / 4 - 18:35 )
بعض الظن أثم، وليس كله
نعم ناشدت الجماعة أن ترجع إلى صفوف الثوار لأنهم بالفعل التحقوا بالثورة، ولو كان ذلك متأخرا، ولأن شبابهم أبلى بلاء حسنا فى الدفاع عن الثورة، وخاصة فى موقعة الجمل، ولأنهم ظلوا طوال الوقت يتشدقون بالثورة وبدورهم فيها، ومن الطبيعى أن أناشدهم ترجمة هذا التشدق عمليا، وأن يعودوا إلى صفوف الثورة، ما الخطأ أو الجريمة فى ذلك؟ أما عندما يحتفظ الأخ الإخوانى سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب بكل الطاقم الذى كان يعمل مع سلفه فتحى سرور، وعندما لا يجد الرئيس الإخوانى محمد مرسى ما يقوله عن الشباب الأسرى فى سجون ومعتقلات العسكر أكثر من (قيل لنا إنهم بلطجية)، ولا يجد ما يقوله للعسكر الذين قتلوا شبابنا وسحلوا بناتنا فى الشوارع، ويكون كل همه أن ينعى الستينيات، فعندها يتبين بالقطع أن معركة الإخوان هى مع ثورة يوليو، هل أزعجك ذلك يا أستاذ ليثى؟ ليس ذنبى يا سيدى أنك تقرأ الأحداث بالقطعة، وأنك لا ترى أبعد من أنفك
ثم... حتى لو كنت ترى من وجهة نظرك أننى أخطأت التقدير مرة، فهل يعنى ذلك أن أتوارى، إلا إذا كنت أنت وكيلا لله على الأرض


3 - السيد المحترم : هانى عياد
عادل الليثى ( 2012 / 7 / 4 - 19:52 )
السيد المحترم : هانى عياد
تحية طيبة ... أعتذر لشخصك الكريم و لم أقصد الإساءة

اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا