الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في المشاهدة يجري قتل من يعزف الموسيقى

علي عبد الكريم حسون

2012 / 7 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في (( المشاهدة )) يجري قتل من يعزف الموسيقى ........
وفي (( الشعلة )) يفجّر محل الحلاق وبيت العائلة المعوقة .....
كتابات عن الوضع الأمني وتداعياته السياسية .
علي عبد الكريم حسون
الحادثتين أعلاه , حدثتا في أواخر شهر حزيران الماضي . فقضاء الطارمية الواقع شمال بغداد , يشهد نشاطا وتواجدا لقوى القاعدة وربيبتها ( دولة العراق الأسلامية ) , ومنطقة المشاهدة تقع ضمن رقعتها الجغرافية , فقد تم قتل مواطن أمام أنظار عائلته بحجة أنه يعزف على آلة موسيقية . و حيث تستعرض المجاميع الأرهابية قواها وبشكل علني ,ففي يوم 19 حزيران الماضي , كان إستعراضهم العسكري أمام الناس , تحديا وجسارة وصلفا , وإعلانا بوجودهم ضمن المنطقة التي شهدت أيضا توزيع المنشورات التي تهدد عناصر الشرطة والصحوة .
الحادثة الثانية , حادثة الشعلة الواقعة شمال غرب بغداد , جرت وقائعها يوم 27 – 6 – 2012 بين أحد فصائل البيت الشيعي ( عصائب أهل الحق ) حيث قامت مجموعة عصائب مدينة الحرية بالهجوم على مجموعة عصائب مدينة الشعلة المجاورة , حيث دارت المعركة في شارع 60 في الشعلة , وتحت أنظار قوات الشرطة والجيش التي لم تتدخل . ومنطقة الشعلة ينشط فيها التيار الصدري وجناحه المنشق عنه ( العصائب ) , وحيث جرى في نفس اليوم تفجير محل حلاقة , وعند الرابعة فجرا , تفجير بيت على ساكنيه الأربعة في منطقة الغزالية المجاورة للشعلة . والمفارقة المؤلمة أن الأب وإبنته معوقان , حيث أستشهدا مع الأم والأبنة الآخرى .
يستدل المواطن العادي من قراءة وتحليل الحادثتين , على أن هناك تشابها في الأسلوب بين المختلفين مذهبيا , وأن إعلان الوجود وإشهار التواجد , يتم عبر القتل والترويع , وأن الرسائل المراد توصيلها للآخرين تتم أيضا عبر إنهاء حياة الناس البسطاء .
والغريب أيضا أن شهر حزيران وبالتحديد يوم الثامن والعشرين منه , شهد تفجير ثلاث سيارات مفخخة , كان خط سيرها من جسر المثنى بإتجاه الكاظمية , وبنفس إسلوب تفجير سوق الشعلة قبل أيام , بسيارة محملة بالخضر والفواكه . وكانت حصيلتها هدم أجزاء من خمس عمارات في ( جرد آلبو عبود ) في منطقة شاطيء دجلة , وتضرر أكثر من خمسين محلا ودكانا , وأكثر من مائة بيت . ويوم أمس الثلاثاء الثالث من تموز الحالي حدث تفجيرا الديوانية وكربلاء بنفس إسلوب سيارات نقل الخضرالمخخة والمتجهة لسوق الفواكه والخضر .
وإسترسالا في عرض تسلسل الأحداث , جرى في نفس الفترة الزمنية , وفي منطقة شاطيء دجلة تفتيش بيوت الطائيين بحثا عن السلاح , وهم المشهود لهم بالتصدي للأرهاب والأرهابيين , حيث كان نصيب منطقتهم 83 قذيفة خلال سنتي 2006 و2007 وسقوط عدد منهم شهداء وجرحى .
وضع أمني هشّ , وقوات وسيطرات مخترقة , وأجهزة تتحرك ببطئ السلحفاة , تتواجد بعد الحدث , تقطع الطرق وتعيق حركة الناس بنقل جرحاهم , حيث تتأخر سيارات الأسعاف بالمجيء وكذلك سيارات إطفاء الحرائق .... الكل متورطون , والكل مساهمون ومشاركون بالتدهور الأمني . سواءا بالتخطيط أو التنفيذ أو الأهمال واللامبالاة ... وإلاّ كيف يفسرّ إتهام مدير شرطة مرور الرصافة بالأهمال والتواطؤ أو التغافل عن حركة السيارات المفخخة . وما معنى قتل محامية في مدينة الحرية وتفجير سوق مفتن في حي الوشاش , إن لم يكن لزعزعة الأمن الذي هو متزعزع أصلا , وكرسي حكام العملية السياسية لايتزعزع ....
أما آن , لساكني المنطقة الخضراء , أن يترجلوا لاسيرا على الأقدام , فذاك بعيد المنال , بل بسيارة عادية ليتجولوا ليس بعيدا عن قصور الطاغية المقبور التي سكنوها غصبا بعد أن إغتصبها صدام وحاشيته , من سكان منطقة العباسية في كرادة مريم . أقول ليتجولوا في علاوي الحلة والكريمات والشواكة وباب السيف والصعدة ومحلة الذهب وسوق حمادة , وليشاهدوا الناس في حياتهم اليومية . أليسوا هم نوابهم الذين وصلوا للمجلس بأصوات من بكى ولطم وندب مأساة الأمام الحسين ومأساته الشخصية , وهم الآن يعيشون العوز والحرمان والفاقة وإنعدام الخدمات وتفشي البطالة ... هذا المواطن البسيط , والذي عضّ أصابع بنفسجية , ندما , على إنتخاب ستة عشر نائبا وصلوا للمجلس بالقاسم الأنتخابي فقط من أصل 325 , أوصلتهم أصوات كتلهم الطائفية والأثنية والعرقية والمناطقية والجهوية .
رب العائلة وجد نفسه أمام هرولة غير مجدية , وراء حاجيات بيته الغذائية , فما عادت ألوف الدنانير التي تتسرب من بين يديه , تسديدا لفواتير الكهرباء والماء والمولدة الأهلية وتطبيب أفراد العائلة , كافية في ظلّ تضخم ينهب مافي اليد القابضة على دريهمات معدودة . ووعد حكومي بائس بمكرمة رمضانية تتضمن خمسة كغم من الطحين نمرة صفر وحبيبات عدس , ولسان حكومي جرى إبتلاعه عن قرب تجهيز المواطن بسلة غذائية متكاملة ومتعاقد عليها مع شركة أجنبية , في محاولة باهتة للقضاء على فساد مستشري في وزارة التجارة , المحكوم على وزيرها السابق الهارب , بالسجن أخيرا وبدون مذكرة قبض معممة على الأنتربول .
المواطن البسيط وإبن البلد الشريف , لم يعد معنيا بإسطوانة مشروخة , عن سحب للثقة أم إستجواب , من المستجوب ومن المسحوب عنه الثقة ؟ رئيس الوزراء , أم رئيس مجلس الوزراء ؟ ... حوار للأصلاح , أم تهديد بفتح ملفات ؟ ياترى مالذي تضمه هذه الملفات الشيطانية من فساد وإجرام ؟ ولماذا تجميعها عبر السكوت عنها سنينا ؟ ثم التلويح بفتح صندوق بندورا الذي يضمها .....
الأفق مسدود , والمستقبل معتم , مادام هؤلاء المتحاصصون والمتوافقون أصلا على الأقتسام للمغانم والمكاسب والأمتيازات , ممسكون بتلابيب السلطة , التي جعلوها فيئا لهم , حلالا زلالا فتوردت خدودهم وأصبحوا في نعيم يرفلون بالسحت الحرام , مكتنزين الأموال والعقارات والأرصدة والأبراج في أبو ظبي ودبي وعمان وبيروت التي ( تكرشوا فيها فعادوا بلا رقبة )
تجارب العالم تقول لنا بأن مسؤولا ما في دولة ما , إستقال والسبب ليس فضيحة مالية أو فساد أو إستغلال منصب فقط . وإنما لأسباب المحاباة أيضا . وأن دولا في العالم لاتنتظر إنتهاء الدورة الأنتخابية , لكي تأتي حكومة أخرى , بل تسقط الحكومة أو تستقيل أو تسحب الثقة عنها فتجري عندئذ الأنتخابات مجددا . أما عندنا فالمسؤول الأول والثاني والعاشر ومن هو في الصف الأخير ( خانة الشواذي ) لايتزحزح من كرسيه الذي قد حباه به الله والنبي والأئمة الأطهار . فهو ظلهم على الأرض , والمصطفى من كل البشر لأتمام الرسالة الألهية , ولأتمام برنامجه الحكومي , الذي عرقله ويعرقله الحاسدون والمتصيدون في الماء العكر ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف