الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنتخابات المبكرة والتيار الديمقراطي

جواد القابجي

2012 / 7 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




الأزمة والحل
تستمر الأزمة السياسية قائمة منذ سقوط نظام صدّام والى يومنا هذا وقد تطول الى زمنٍ ليس بقريب ..ان أحد أسباب هذه الأزمة الأزلية هي التكتلات والأحزاب ذات الطابع الديني والمذهبي زائداً الأحزاب التي سبق وإن إدَّعت القومية العربية والتي إتَّسمِ جل نشاطها في تفتيت وتشرذم الأمة العربية على غرار الشعار المشهور ( وحده امريَّه اشترا كُبَّه ) .. من خلال الثقافة الفكرية التي تحملها تلك الأحزاب والكتل والتي ما لمسنا منها سوى ( عدم الإهتمام بالوطن الأُم ) وإنما رزحت تحت ظلال أجندات أجنبية حسب إنتماءاتها العقائدية الدينية والطائفية والعرقية وتركت العراق هدفاً للتمزيق والتشرذم وتنفيذ رغبات أعداء العراق كما حصل في التناحر والإقتتال الطائفي في الأعوام 2006 و2007 وما نتج عنه من مآسي يندى لها الجبين..وهذا مالمسناه من هذه الأحزاب المتسلطة والتي لحد هذه اللحظة يستمر عراكها حول تقاسم الكعكة العراقية وأمام أنظار وأذهان كل أبناء شعبنا العراقي بدون رادع من خجلٍ ولا إستحياء وكأن العراق هو ملك لمجموعة خاصة من الناس ..!!
وقد تابعنا البعض من هؤلاء المسؤولين الجدد كيف يتعمدون الإساءة للعملية السياسية حاملين عدّة أهداف وأهمها هو الإثبات بأن النظام الديمقراطي لايمكن أن ينجح في العراق وثاني أهم هدف وهو مايسعون إليه بكل جدّية هو ( تبيان بأن نظام صدّام المقبور هو الأفضل ويجب العودة إليه ) وهذا مايقوم به بقايا البعث الذين تغلغلوا في باطن العملية السياسية .. وهذا التخمين جاء من خلال تعاون هؤلاء الخونة مع شراذم المجرمين في القاعدة والذين شاهدناهم من خلال الإعترافات بأنهم - أذلّاء أدلّاء - باعوا الوطن من أجل حفنة من الدولارات ..
إن الحل لهذه الأزمة المتفاقمة هي ( الإنتخابات المبكرة ) والتي أصبح المطلب الملح من قبل أحزاب وطنية لها تأريخها النضالي المشرِّف وشخصيات وطنية لها أيضاً تأريخها وفهمها للواقع العراقي .. وأهم من ذلك أن يُسن قانون الإنتخابات حسب قوانين وطنية صرفة وتكون هناك إشارة مهمة لإبعاد ومنع الأحزاب أو الكتل التي تنضوي تحت عباءة الدين فإن ( الدين لله والوطن للجميع ) فقد شاهدنا أن الكثير من المواطنين ذهبوا للإقتراع مرغمين لإختيار طائفي بسبب الإحتقان الطائفي الذي دعت إليه العناصر السيادينية المتطرفّة وكانت النتيجة قد ذقنا مرارتها طوال سنون مابعد السقوط ..!!
الآن يكمن الحل الوحيد بيد القوى العراقية وأهمَّها ( التيار الديمقراطي العراقي ) ليتصدّر هذه العملية القادمة بنشاطه وعمله الدؤوب في التوعية لعموم الشعب العراقي وليفهم الكل أن ليس هناك حلاً إلاّ بنظام ديمقراطي حر لا يميّز بين مواطن وآخر وهذا لن يتحقق إلا بتعاضد وتكاتف كل القوى اليسارية المنتمية والمستقلّة وقد آن الأوان لترك الخلافات والتشظيات جانباً والعمل على تنشيط وتقوية التيار الديمقراطي العراقي ليكون هو الحل الأمثل لقيادة العراق بإتجاه نشر المساواة والعدالة لكل مواطنة ومواطن مهما كان دينه او مذهبه وعرقه وأصوله ..
إن التجارب التي سبقتنا في الدول المتحضرة في البناء الديمقراطي قد تسهِّل بناء وضعنا العراقي وكلنا يعرف ان هذه الدول قد عانت ماعانت من فشل الأحزاب الدينية في إدارة أنظمتها وذهبت بها في غياهب مظلمة من دمار وحروب وقتل الملايين من أبناءها وقد إستفاقت هذه الشعوب من غفوتها وألغت الأنظمة الجائرة وإتخذت النظام الديمقراطي هو الإتجاه الوحيد الذي يحقق العدالة والمساواة في كل المجتمعات في العالم .. وفيه الإحترام لحرية الأديان في الاعتناق ونشر العقيدة وأجمل شعار تحمله هو ( الدين لله والوطن للجميع ) والكل متساوون أمام القانون ..
كل هذا لم ولن يتم في عراقنا العظيم إلا من خلال التيار الديمقراطي العراقي الذي سيحقق لشعبنا هكذا نوع من النظام الإنساني الحقيقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الامل لا زال موجودا رغم وعورة الطريق
علي الشمري ( 2012 / 7 / 4 - 22:08 )

الاخ والصديق العزيز جواد القابجي المحترم
لا يمكن أن يتجه الشعب نحو الديمقراطية الحقيقة والتمسك بالتيار الديمقراطي كبديل ماجح لتجاوز الازمات الطائفية والمذهبية ,طالما لم يتخلص من القيود الفكرية التي وضعت عليه والتفكير جديا بالخروج من سياسية الانقياد الاعمى لدعاة الاديان
وميلاد فكر قيادي حر لا يساوم على وطنيته
تقبل تحياتي


2 - لازال الأمل موجودا
جواد القابجي ( 2012 / 7 / 5 - 10:16 )
أخي الغالي علي الشمري
شكراً لمرورك والأهم التوضيح ودقَّة التعبير حول وضع العراق الشائك .. لا يثور المظلوم على واقعه إلّا إذا شعر بالظلم .. ومانلمسه هو التخدير المقصود والمتعمد .. شكراً أخي علي


3 - مقالاً جميلاً ومفعماً
زاهر جميل خليفة ( 2012 / 7 / 5 - 11:01 )










السيد جواد

تحية عطرة وبعد

لقد قرات مقالك وكان بالفعل مقالا جميلا و مفعما بروح المسؤولية وذات طابع تحليلي رائع

العنوان جميل ويدل على الموضوع دلالة واضحة ومعمقة

البداية كانت قوية, واريد ان اعلمك ان لكل مقالة مقدمة, وكأن موضوعك لايحتاج لمقدمة, كالاعلان او البرقية المستعجلة وكان رائعا حيث ابتداته وبدون مقدمة ب (تستمر الأزمة السياسية قائمة منذ سقوط نظام صدّام والى يومنا هذا وقد تطول الى زمنٍ ليس بقريب). لقد اعجبتني كلمة ( السيادينية ) ولم تطرق مسامعي من قبل . في البداية افتكرتها خطا مطبعي ولكني عندما امعنت النظر والعتب على النظر تاكدت من ان قائلها سيد جواد

تحية للكاتب والمحلل السياسي السيد جواد القابجي


4 - دعاية التيار
احمد ( 2012 / 7 / 5 - 16:34 )
في حال كون التيار الديمقراطي بديل حقيقي لهذه الاحزاب الايرانية السعودية فهو لا يملك قواعد شعبية و دعايته لا زالت ضعيفة جدا مما يجعل نتائجه في اي انتخابات مخيبة للامال .


5 - حول تعليقات الأخوان زاهر وأحمد
جواد القابجي ( 2012 / 7 / 5 - 18:22 )

الأستاذ الأخ زاهر جميل خليفة المحترم
الأخ أُستاذ أحمد المحترم
شكراً لمروركم والتعليق والتقدير السليم لما يحتاجه البلد في هذه الضروف الحرجة , فخلال تعايش الكثير من العراقيين في البلدان المتحضرة وهناك عرفوا ان للحرية معنىً راقي جداً لا كما يسميه البعض من الذين طغى وإستشرى في أدمغتهم التخدير بإعتبار البطالة وحرية اللطم والتطبير وترك العمل لغرض الزيارات المليونية كما يتصور البعض هي الحريّة ..!! أما تعليق الأخ أحمد هو الدعاية للعلمانية فأرجو تذكيره بأننا لن نقصد علمانية البعث بيسارها ويمينها وديكتاتوريتها ولا يمكننا أن نساوي بين علمانية الديكتاتور هتلر او صدّام او موسوليني ومايحصل الآن من وجود علمانية في ألمانيا ومثلها شعوب كثيرة أخذت لها هذا المسار ويجب ان تعرف بأن في الدول العلمانية فقط يُحترم الدين وأنت ترى وتسمع بمايجري في العراق من سفك دماء بإسم الدين فالعلمانية تحترم الأديان .. وأما قتل او تصفية الأديان
الأقلية او الأضعف فهذه غير موجودة إلا في دولنا الإسلاموية للگشر وشكراً

اخر الافلام

.. أكسيوس: الولايات المتحدة علّقت شحنة ذخيرة موجهة لإسرائيل


.. مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين أثناء اقتحامهم بيت




.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقوم بتجريف البنية التحتية في م


.. إدارة جامعة تورنتو الكندية تبلغ المعتصمين بأن المخيم بحرم ال




.. بطول 140.53 مترًا.. خبازون فرنسيون يعدّون أطول رغيف خبز في ا