الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش الشعوب

مها الجويني

2012 / 7 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


منذ ستون سنة و مسلمي بورما يتعرضون الى شتى أنواع التعذيب و الارهاب من قتل و ذبح و تهجير من الديار و خطف و إحتفاء قسري و مجازر و تمييز عنصري من طرف الجماعات البوذية المتطرفة .وقد قامت هذه الجماعات أيضا باختطاف العديد من المسلمين و التنكيل بهم بالإضافة إلى هدم ما يقارب 20 قرية و ألاف البيوت و تقتيل الاطفال و إغتصاب النساء و تهجير للعائلات .
وفق المادة 6 من اتفاقية منع الابادة الجماعية و المعاقبة عليها يستوجب معاقبة المجرمين و القتلة أمام محكمة مختصة من محاكم الدولة و امام المحكمة الجنائية الدولية و ذلك لاعتبارها جريمة انسانية لا تتوافق مع مبادئ حقوق الانسان . ويمنع القانون الدولي الانساني حرمان أي مجموعات إثنية أو عرقية من التمتع بحقوقها المدنية و السياسية و ممارسة شعائرها الدينية و يضمن القانون الدولي الانساني حق حماية الاقليات من التعصب و التطرف و حقهم في طلب اللجوء في حالة حصول تطرف. و يقوم نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية 1998 بالنظر في جرائم الابادة الجماعية .
رغم ما تحمله الاتفاقيات و المعاهدات الدولية من حقوق و مبادئ تنص على تجريم التميز العنصري و التعذيب و الاختفاء القسري و قتل الابرياء .إلا أن ما يحصل لمسلمي بورما لا يحرك ساكنا داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة و لا يجد صدى لدى مجلس حقوق الانسان و لا نرى أي مبادرة من طرف الوكالات المتخصصة و كأن مسلمي بورما لا ينتمون إلى شعوب الارض و لا يشملهم الاعلان العالمي لحقوق الانسان و ما يحصل هناك من إبادات ومجازر لا يستوجب بعث مقررين خواص او التحرك من اجل انقاذ من بقي حيا من مسلمي بورما .
كتب بعض المدونين في الفايس البوك :"لو تعلق الامر بفتى مسلم قذف بالحجارة راهب مسيحي أو حبر يهودي لقامت الدنيا ولم تقعد". لأننا سنرى مبادرات ديبلوماسية لحماية المضطهدين ، ولشهدنا مؤتمرات تعطي للعالم الاسلامي دروسا في التحضر و إحترام الاخرين و حب الانسانية . فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما قامت جماعة طالبان بهدم تمثال لبوذا في أفغانستان تم اعتبار ذلك جريمة في حق التراث الانساني و البشري و انتهاك لحقوق البوذيين و إساءة لهم و قامت العديد من منظمات الامم المتحدة بالتعبير عن استيائها لما حصل . أما الان فمن يعبر عن ضجره أمام ما يحصل لمسلمي بورما ؟ لماذا يتواصل التقليل من شأن أصحاب هذه الديانة ؟ و إلى متى سيبقى المسلم في نظر هؤلاء المتطرف و إرهابي حتى تثبت برائته ؟
الاسلام كدين سماوي لا يختلف عن بقية الاديان ، فمحمد (ص) قدم نفسه كخاتم للأنبياء و أخ لموسى لعيسى و صلى امام قبر ابراهيم (عليهم السلام) ودعى الى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة و قال " من خاصم ذميا فأنا خصيمه يوم القيامة " و بمقتضى الحديث فاحترام أصحاب الديانات الأخرى هو واجب و فريضة على كل مسلم يثاب و يحاسب عليه . من أجل ذلك قال الامير عبد القادر الجزائري في رسالة كان قد كتبها إلى أسقف الجزائر في 1862 :" وما فعلناه من الخير مع المسيحين هو شيء لازم علينا بمقتضى الشريعة المحمدية و حقوق الانسانية ، إذ الخلق كلهم عيال الله و أحبهم إليه تعالى أنفعهم لعياله ". اذن فمرجعية المسلم لا تحمل الكره و لا الضغائن لبقية الشعوب و لا تدعوا إلى رفض المختلف و نبذه .
كيف يختزل العديد من المفكرين و المثقفين هذا التاريخ الثري و المضيء للإسلام في 11 ستمبر 2009 أو في عمليات تفجير لبعض الجماعات المتطرفة دون النظر او التمعن في تشعب المذاهب الاسلامية و تعدد المدارس الفكرية فيه أو التعرف على سيرة النبي محمد (ص) ؟ قد يعود ذلك للعالم الاسلامي الذي اكتفى أئمته بإصدار الفتاوى و التفاخر بأية " خير أمة اخرجت الناس حتى فاته قطار الحضارة أو ربما بسبب جهل اتباع هذا الدين لدينهم و عدم سعيهم لفهم مقاصد ه و تجديد رؤيتهم لعقيدتهم فجلعوا من أمتهم على هامش الشعوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيدة مها الجويني المحترمة
ليندا كبرييل ( 2012 / 7 / 5 - 12:15 )
قبل أن ترمي البصر بعيداً إلى تلك المنطقة من آسيا وتحتجين على المعاملة العنصرية وحضرتك لا تعرفين أسباب تلك المشاحنات الدينية لأن لها أكثر من سبب بالحقيقة ولم تحيطينا به
قبل أن تتعاطفي مع شعب لا يربطك به أية علاقة وأسباب حربه لا دخل لنا بها
قبل أن تتهمي المثقفين والمفكرين باختزال الإسلام في عملية 11 سبتمبر
الرجاء أن تلقي ببصرك الكريم إلى ما حولك في بلادنا العربية وأنت تعلمين تماماً الأسباب التي تؤدي إلى الإرهاب ضد الطوائف الأخرى من المسلمين لإخوانهم من الديانات المختلفة بما فيها من هم من نفس دينهم
أو زيحي نظرك قليلاً أبعد من بورما وانظري في حرائق الكنائس في أندونيسيا
أو كينيا
أو .. يكفي هذا
ما لك وشعب وبورما ؟ ليتّسع قلبك الرقيق لأبناء بلدك قبل أن تذهبي لهناك
أختي الكريمة : هناك أسباب لحربهم غير دينية ، أما أسباب الإرهاب في بلادنا فدينية بالتأكيد بالإضافة لعوامل أخرى لا مجال لها هنا
شكراً


2 - للمحترمة ليندا كبريل
مها الجويني ( 2012 / 7 / 5 - 16:47 )
المحترمة ليندا كبريل ، شكرا لمرورك
سيدتي الكريمة انا في البداية انسانة و انتمي للعالم ، و تعاطفيمع شعب بورما من باب احترام الذات البشرية و تقديسي للكرامة الانسانية ، لا ينكر احد معاناة هذه الجماعات من اضطهاد و قهر و عنف امام صمت دولي مدقع / -قبل ان ترمي البصر بعيدا : ليس للفكر حدود و بصري يرى كل ظلم و يقف عنده ، و هذا واجبي كحقوقية و التزم به . اما عن الارهاب الذي يحدث في بلادنا فهو يعود الى عديد الاسباب و في مقالي لم اتطرق اليه لانني تحدثت عن حقوق الاقليات المسلمة في بورما و سياسة الكيل بمكايليين عند هيئات الامم المتحدة


3 - الإرهاب العالمي باسم الدين من طرف المسلمين أكبر
ليندا كبرييل ( 2012 / 7 / 5 - 17:33 )
أختي الكريمة
أحترم موقفك من شعب لا يمت لنا بأي صلة ، هذا تعاطف إنساني محمود دون شك، لكنك تتعاطفين من منطلق الإخوة الدينية
وسيكون صدى لكلامك في نفسي وأتعاطف فوراً عندما تشيرين إلى الحرائق المقصودة في كنائس المسيحيين في أندونيسيا التي بلغت ذروتها أوائل هذا العام وما زالت ، ولا تنسي كينيا مؤخراً، ونيجيريا أيضاً، لا تنسي في بلادنا ما يحدث من تقتيل للعراقيين المسيحيين وتهجيرهم ،
ما يحدث للأقباط
ما يحدث بين الشيعة والسنة ، ومن السنة تجاه مختلف الأديان
أيهم الأولى بالمناقشة ؟ الغريب أم القريب ؟
وهل تتناولين القضية في بورما كونك حقوقية أم بصفتك مسلمة؟ الفارق كبير
ثم لماذا يحدث هذا الاقتتال هناك ؟ لم توضحي لنا
أنا لدي معلومات أن البوذيين أيضاً لهم أسبابهم
الحقوقي إنسان العدل، عندما تتناولين بالعدل هذه القضايا سأقف معك
وكان الأولى بك أن تبدئي بأهل بيتك أقصد وطنك أو الوطن العربي
أحييك على إنسانيتك وأرجو السلام لجميع البشر


4 - ساعيد النظر
مها الجويني ( 2012 / 7 / 5 - 18:10 )
فهمت قصد استاذة شكرا لك مرة اخرى لقد غاب عني الجانب الاخر في النص و قد اكون انحزت بعض الشيء و لكنني كنت قد نقدت التطرف الاسلامي في مقالات نشرت لي في موقع اخر ،واعدك ه سأعيد النظر فيما كتبت وفي المرة القادمة سأتوسع اكثر ،

اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة