الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يفقع الاصبع البنفسجي بعض حثالات الساسة؟

محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)

2012 / 7 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا شك أن المواطن العراقي يشعر بمرارة كبيرة ، وحزن عميق ، لانه يعيش اليوم أبشع ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية ، بسبب غياب المشروع الوطني ( الاقتصادي ، السياسي ) ، وضيق الافق لدى السياسين ، الذي تعثر مسيرة الإصلاح والإعمار لدى الحكومة العراقية ، وعدم تقديم الخدمات بصورة جيدة وحسنة الى المجتمع العراقي ، ويشعر المواطن بالدهشة وللأسف في الوقت نفسه ، حين يلاحظ ان الاختراقات الأمنية في الفترة الأخيرة تصل حتى الى أماكن ومناطق آمنة ومستقرة ، والحكومة غير قادر على ردع الاعتداءات .
الشعب العراقي كان يعتقد وبعد ان ذهب النظام البائد ( الذي حدث في زمنه الويلات والمصائب في البلاد ) ، أنه ماضي الى ربيع سياسي واقتصادي ، لقد استبدل ازهار الربيع باوراق الخريف الصفراء ، وكان يعتقد ايضا ان النظام الجديد يحترم تضحيات ابنائه سخية في النضال ضد الدكتاتورية ، ويقدر معاناته ، ويعالج الامه الماضية ويعمل على تحديث المجتمع العراقى الجديد الذى تخلف كثيرا عن ركب التقدم الحضارى بسبب مغالطات النظام البائد . وكذلك كان يحلم ان يكون حياته افضل في عراق جديد فى أقامة نظام ديمقراطى ، يضمن الحرية ، والمساواة ، واهتمام برعاية الفقراء تحت جناح الرعاية الاجتماعية كما تفعل الدول التي تسمى بدول الكفار ، ويقوم برعاية الاطفال المشردين في الشوارع والطرقات ، ويحقق العدالة الأجتماعية لكافة مكوناته ، بصرف النظر عن الأنتماءات القومية والدينية والطائفية . وبالعكس لقد أزدادة قلق الشعب العراقي عندما اكتشف بأن ذلك مجرد حلم ، والسبب هو ما يعيشه اليوم الفرد العراقي من شقاء وجحيم بدلاً عن الفردوس الموعود المفقود ، لان هناك مصالح لاشخاص متنفذين في الحكومة العراقية الجديدة لا يهمهم المعاناة والآلام العراقيين وأحلامهم ، وكأنّ هذا هو قدره المحتوم له الذي لامناص منه لدى جميع الحكومات المتعاقبة على العراق ( عدا فترة حكومة الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم ) .
كانت هناك من المطلبات التي وجهها العراقيين الى الحكومة العراقية من خلال الاعتصامات في ساحة التحرير ، والمسيرات في المحافظات وبالاخص المحافظات الجنوبية ، والوقفات الاحتجاجية في عموم العراق ، المُطالبين بالإصلاح ، وعدم تهميش الطبقة الفقيرة والمسحوقة التي تسكن الصفائح والصرائف ، ومحاسبة الفاسدين الذين أوصلوا البلاد إلى ما هي عليه ، لقد تبين أن النظام القاصر في الإصلاح وفي تقديم الخدمات المطلوبة ، لان عدم قدرته على محاسبة المسؤولين القاصرين في واجباتهم ، هذه الأسباب قد أدى الى بروز النزعة الفردية والحزبية والطائفية لدى بعضهم ، واستغلالها لمصالحها الخاصة .
برغم أن العراقيين ما زالوا مستمرين بدفع دمائهم وحياتهم كفاتورة من اجل حفنه مستقوية على الشعب ، إلا ان هؤلاء المستقوين بالسلطة لا يرون إلا نفسهم وتناسوا حقوق العراقيين ومستقبلهم . لانهم أصبحوا ضمائر جامدة وقلوب متحجرة لا تسعى الا الحفاظ على وجودهم ومكاسبهم من خلال صراعهم من أجل البقاء والتبادل المنفعة ، على حساب الشعب العراقي باسم الديمقراطية . إذن إن الساسة العراقيون المتربعون على كراسي المسؤولية واستقوائهم بالسلطة والمال المسروق ، لاشك هم يتحملون أوزار الجور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المتفشي في هيكلة النظام ومؤسساته ، كما يتحملون مسؤولية أرواح الأبرياء بشكل عام ، نتيجة الانتكاسات الأمنية المتكررة ، وجلب الجفاف الى حياة العراقيين بعدم تقديم الخدمات الحياتية والإنسانية . بإضافة الى الأمراض تنهك ابناء الشعب العراقي وعلى رأسها السرطانات الجديدة والقديمة . كما يتحمل الشعب العراقي الجزء الاكبر من المسؤولية لاختيار هؤلاء في الانتخابات الماضية ، هل يفقع الاصبع البنفسجي بعض حثالات الساسة في الانتخابات القادمة ؟
نرى اليوم ان الحكومة العراقية الجديدة (على طريق البعث) شراء ولاءات بعض الاقطاب من الحكومة السابقة وبعض الزعامات العشائرية والسياسية من الطارئين على الساحة العراقيه واغراء مثقفين الواعظين ماديا ، الى جانب التزاماتهم بأجندات خارجية ، ومن اجل تهيئة الارضية السياسية لنمو سياساتها المتعرجة ، حيث منح الحكومة الجديدة لاعوانها كافة وسائل الاستغلال والاثراء الفاحش كالعقود ووكالات الاستيراد والتصدير ووسائل الاستغلال الاخرى التي تدر الارباح السريعه ، وبذلك عبد الطريق لنمو وتضخم الطبقات والفئات الاستغلاليه التي تشكل القاعدة الاقتصادية والسياسية للتجارة الاستغلالية . وقد أدى هذا الانحدار في السياسة المرتبكة ألى وقوع العراق في الحلقه المفرغة .
ان السبب هذه الصراعات بين القوى المتنفذة ، هو غياب العقل الجماعي في اتخاذ القرارات ، بما أدى ألى نشوء ازمة مستعصية على الصعد المختلفة في ادارة الدولة التي رفعت من معنويات الارهابيين ولاستفحال الفساد بتجلياته المختلفة. هذه الأجواء المتوترة والمشحونة ، يستهدف ايقاف عجلة التطور وعدم إنتاج بيئة اجتماعية سياسية واقتصادية متنورة ، وعدم خلق مجتمع له هويته الحضارية المؤثرة في عملية التقدم الاجتماعي والتطور السياسي والأزدهار الفكري والاقتصادي ، ولم تكن هي أداة فاعلة في عملية التغيير والتطوير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، حيث تؤثر هذه الصراعات على مؤسسات الدولة وعلى فعالية أجرياتها ، وهذا يضعف من قدراتها ونشاطها ، وكما تؤثرعلى الشخصيات الكفؤة في إداء المسؤوليات والواجبات المناطة لهم .
للأسف الشديد لم يستوعب المسؤولين الجدد درسا من الماضي جيداً وان يعملوا على توطيد العلاقة فيما بينهم بعيداً عن الابتعاد عن ممارسة فرض الفكر الواحد والرؤية الواحدة للحياة واستخدام ادوات الترهيب والتخويف ضد من يخالفه في الرأي ، ولم يستعبوا العمل على انجاز المهمات الوطنية بعيدا عن حالة التشنج والاستعصاء المطبـِقة والصراعات السياسية ، سواء على نحو مكشوف او مستتر .
ونرى ان الخروج من نفق الازمة المظلم وتحقيق الاستقرار السياسي والامني ووصوله الى البر الامان ، ووضع البلاد على طريق التنمية والتطور ، وتصفية مخلفات النظام البائد ، يجب ان تعالج المشاكل بين المتصارعين بطريق هادئة وبدون تشنجات او تجييش للعواطف والمشاعر وإنهاء الخلافات السياسية التي جرت البلاد الى الويلات بطرق السلمية والسياسية .. وثم يتطلب أقامة حكومة ذات توجه ديمقراطي على اسس المواطنة والمهنية وليس على اسس المحاصصة والولاءات الطائفية والحزبية الضيقة تؤثر على سياسة البلد ، وبناء الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية على الأسس الصحيحة ، واحترام العراقيين والايمان الجاد بحقيقة التنوع والإختلاف واحترام كافة مكونات الشعب ، وتحشيد قوى شعبنا المبدعة وتحصين جبهته الداخليه لتجفيف بؤر الارهاب وتصدي الى مداخلات دول الجوار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا