الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة شرم الشيخ ونوايا حكومة تل ابيب

محمد بسام جودة

2005 / 2 / 10
القضية الفلسطينية


إن نجاح قمة شرم الشيخ الرباعية التي عقدت بتاريخ 8/فبراير/2005م، يتوقف أساسا على مدى جدية إسرائيل في إحياء مسيرة السلام ورفع يدها عن الفلسطينيين الذين تعرضوا لأبشع أشكال الظلم والعدوان منذ وصول ارييل شارون الى سدة الحكم في اسرائيل ، لقد توهم حاكم تل أبيب أن لغة القتل بل وسياسة الأرض المحروقة التى مارسها فى العديد من المدن الاسرائيلية ستحقق ما يصبوا اليه هذا الرجل الذي يتلدد علي سفك دماء الفلسطينيين طوال السنوات والعقود الماضية ، ولا ننسى أنه قال عندما اعتلى سدة الحكم فى عام 2001 - وكان وقتها يسخر من عجز سلفه باراك عن قمع الانتفاضة - انه سيقضي على المقاومة الفلسطينية فى غضون مائة يوم.
لكن الانتفاضة لم تخمد نيرانها حتى بعد ألف يوم من حكم شارون، ومع ذلك أصر رئيس الحكومة الاسرائيلية على عدم التنازل عن لغته العدوانية حتى هذه اللحظة، ولذلك فان أبرز المطالب الفلسطينية للتهدئة الآن - كما جاء على لسان كل القوى الفلسطينية - هى وقف العدوان والجرائم الاسرائيلية بحق الفلسطينيين بكل أشكالها ويشمل ذلك رفع الحصار الخانق المفروض على الشعب الفلسطينى الذى يبين مدي عنجهية وهمجية ووحشية الاحتلال على مدى سنوات طويلة.
ان قمة شرم الشيخ التي عقدت تستهدف - كما قال وزير الأمن الفلسطينى السابق محمد دحلان - تحديد الاطار المناسب لاستئناف عملية السلام على أساس متين، فهل اسرائيل جادة فى ذلك؟
حتى الآن لم تتخذ اسرائيل أي اجراءات على أرض الواقع لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى، وما نسمعه من قيادتها ما هو الا مجرد كلام معسول لتجميل سياستها الدبلوماسية أمام العالم، قد تكون هناك اشارات ايجابية ساهمت فى الدعوة الى القمة المنعقدة، ولكن هل نسينا أن قمما سابقة مثل قمتى شرم الشيخ والعقبة اللتين عقدتا منذ عامين - بحضور الرئيس الاميركى جورج بوش - لم تسفر عن شيء سوى المزيد من العدوان والمجازر الوحشية التى تعرض لها الفلسطينيون فيما بعد؟
إن هناك بالفعل فرصة ذهبية هذه المرة لإحياء عملية السلام ،خاصة وأن على رأس السلطة الفلسطينية الآن داعية سلام لا يحمل فى يده سوى غصن الزيتون، والأكثر من ذلك أن الفصائل الفلسطينية قبلت التزامها بالتهدئة للكشف عن نوايا حكومة تل ابيب ومدي صدقيتها هذه المرة فيما تصرح به عبر حكامها وجنرالاتها ووسائلها الاعلامية بهذه التهدئة ، حيث اعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس ان الفلسطينيين أعلنوا من جانبهم وقفا لاطلاق النار وأن على الجانب الاسرائيلى أن يتخذ نفس الموقف.
اعتقد أن الكرة الآن فى الملعب الاسرائيلى ونأمل أن تكون قمة شرم الشيخ وسيلة لتحقيق الهدف الذى عقدت من أجله، والا فإنها ستلقى نفس مصير قمتى شرم الشيخ والعقبة السابقتين، واذا حدث ذلك فإننا سنظل عند نقطة الصفر بل قد يزداد لهيب المنطقة، والجانى الوحيد حتما هو اسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا