الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشكيلة الأجتماعية الأقتصادية في عراق مابعد 2003

علي عبد الكريم حسون

2012 / 7 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


تطبيقات نظرية وعملية على التشكيلة الأقتصادية الأجتماعية للعراق

========================= ===========

مدخل عبر التعاريف الماركسية

------ ------- -------

كلمة تشكيلة تشير الى (( سيرورة توليد مختلف أنماط الأنتاج وتطورها . أي أن السيرورة تتميز بشروط وجودها وتجديد انتاجها . أي سيرورة الأنتقال من نمط انتاج الى آخر , ومن تشكيلة الى أخرى . وهي حقيقة تأريخية خاصة تتكون من نمط انتاج[ معين , ومجموعة علاقات اجتماعية , وغير اقتصادية تطورت على قاعدة نمط الأنتاج هذا , وارتبطت به . ))

أي وحسب ماركس :

(( وجود قوانين تطابق بين الأنتاج المادي والتنظيم الأجتماعي .

أو بين البنية التحتية والبنية الفوقية . ))

وخلص ماركس بتقديم مفهومه للتشكيلة على الوجه التالي :

(( أن المجتمع بمجموعه , وفي درجة معينة من تطوره التأريخي : اسلوب الأنتاج, والعلاقات العائلية والمعاشية , ومستوى التقدم العلمي , والبناء الفوقي , كله يسمى : التشكيلة الأجتماعية . ))

ومن التعريف أعلاه نستنتج :

أن هناك تعاقبا متتاليا للتشكيلات الأجتماعية , والتي عبرها نستطيع رؤية (( الأتجاه العام لتطور البشرية )) وأن البشرية تتحرك من تشكيلة لأخرى ولكن ليس بالضرورة أن يمر مجتمع ما بكل التشكيلات . فالتشكيلة المشاعية قد خلت من من وجود الطبقات .

والأخيرة أي الطبقات ظهرت في أحشاء التشكيلة العبودية , وتشكيلة الرق , والتشكيلات التي أعقبتها , موجدة الصراع الطبقي . ومن هنا صواب تشخيص البيان الشيوعي بكون الصراع الطبقي هو المحرك للتأريخ المكتوب .

والطبقات حسب تعريف لينين هي : (( جماعات واسعة من الناس تمتاز بالمكان الذي تشغله في نظام الأنتاج الأجتماعي . ومحددة تأريخيا , بعلاقتها بوسائل انتاج , وبدورها في التنظيم الأجتماعي للعمل . وبالتالي بطرق الحصول على الثروات الأجتماعية , وبمقدار حصتها من هذه الثروات . ))

اذن فالطبقات ظهرت مع تطور التوزيع الأجتماعي للعمل .. فهناك طبقات رئيسية هي : البرجوازية والبروليتاريا , وقبلها مالكي العبيد والعبيد وبينهما الأقطاع والفلاحين . وهناك طبقات ثانوية .

ويؤكد ماركس وانجلز على تميز كل تشكيلة من التشكيلات الخمس عن سابقتها . مما يحفز الذهن على امكانية الأجابة عن سؤال حيوي وهو : امكانية مجتمع ما أن ينتمي في آن واحد الى تشكيلات اجتماعية مختلفة ؟؟ الأجابة هي نعم وهي أيضا وحسب ماركس وانجلز : (( اذا كانت القاعدة المادية لهذا المجتمع , ترتكز على تركيب أنماط انتاج عديدة , كانت قد ظهرت في أزمنة مختلفة ..)) وبالتالي فبأمكانية مجتمع ما أن ينتمي الى تشكيلة , حتى اذا اضمحلت هذه الأخيرة عند جيرانه , أو كانت في طريق الأضمحلال

بماذا يفيدنا التحليل أعلاه :

يفيدنا أن لينين استفاد منه وطبقه بأبداع على مجتمع روسيا القيصرية . عندما وصف الأنماط المختلفة للأنتاج التي تتعايش في الأمبراطورية , وهي بقايا الجماعات الفلاحية القديمة , والعلاقات الأقطاعية القديمة , ونمط انتاج الفلاحين والحرفيين الأحرار ورأس المال المصنع .

من هذا المنطلق فأن هناك من يميل الى الأراء الأخرى :

1 – اعتبار رئيسي لأختلاف أنظمة القرابة والديانات , وأشكال الحكم , التي تعاقبت عبر التأريخ . يتوضح ذلك عند ماكس فيبر , وفالح عبد الجبار , وتنظيرات الأورو شيوعية , والى حد ما في كتابات بعض من تركوا التنظيم الشيوعي العراقي وعاشوا في بلدان أوربا .

2 – لايجب اعتبار التمييز بين البنية التحتية والبنية الفوقية . كتمييز بين السلطات أو المؤسسات . ولكن وجب اعتباره كتمييز لوظائف مكتسبة أثناء عملية الأنتاج , وانتج الحياة الأجتماعية الى أن الآخرين يميلون الى اعتبار علاقات القرابة , تعبر بوضوح على أنها تسير في الداخل بوصفها علاقات انتاج , طالما أنها الأطار الأجتماعي لتنظيم الأنتاج والتوزيع . بينما نميل نحن الى أن :

التشكيلة تتبع في تطورها قدرة التعبير في مكان وشكل علاقات الأنتاج .

والآن لايزال التوصيف الذي قدمه الحزب الشيوعي العراقي يحتفظ بصحته بأعتبار :

أن التشكيلة الأقتصادية الأجتماعية في العراق هي :

شبه اقطاعية ..... شبه رأسمالية .

وسوف نحاول في الصفحات القادمة تقديم اجابات متواضعة ..

عن التشكيلة الأقتصادية الأجتماعية في عراق مابعد 2003

أصبح من نافل القول أن وضع الأقتصاد العراقي هو : (( وضع انتقالي واستثنائي , بمعنى صعوبة التحكم بصيغة نهائية لتوصيفه , أي أنه متحرك . ولكننا الآن ننتقل لأقتصاد السوق وهو يعني اقتصاد رأسمالي . ))

نحن في الحزب الشيوعي العراقي نقول أن اقتصاد السوق يجب أن يكون تحت العناوين التالية :

# حماية المستهلك . # تحسين الجودة . # تحسين ظروف العمل وشروطه . # اعتماد التقييس والسيطرة النوعية . # حماية البيئة . # تشريعات تضمن حقوق العمال وأولها قانون العمل . # حق العمال بالتنظيم النقابي والمهني . # تشجيع الصناعة الوطنية وتشريع القوانين التي تحميها من المنافسة الأجنبية .

بمعنى اننا ندعو لأقتصاد سوق منظم . وان الضامن لكل ذلك هو : الدولة . فلا يمكن لخصخصة عشوائية , أو استثمار أجنبي غير مقيد بخصوصيات اقتصادنا الوطني , أن يقودا البلد نحو المستقبل . فالأستثمار الأجنبي يبحث عن الربحية العالية دون الألتفات لبنية اقتصادنا . وما يجري في قطاع العقارات كأستثمار اجنبي هو خير مثال سيء على ذلك وخصوصا في كردستان .

الآن نرى أن أكثر القطاعات حيوية ونشاطا هو قطاع التجارة , ولكن على حساب قطاع الصناعة . بمعنى أنها بعيدة عن حقل الأنتاج . ويلعب ممثليها في الدولة دور الساند لها والشريك أيضا . فنشاهد الآن من هم في المواقع المتقدمة من مراكز الدولة , هم في نفس الوقت تجارا يبيعون للحصة التموينية مفرداتها عبر استيرادها . والآن فالشيء الذي نتوقعه هو مجيء الشركات الأجنبية لتحتل موقعا مؤثرا .

اقتصاد الصدمة :

بريمر يبدو أنه دس أنفه خلال (( سنتي في العراق )) في كل شيء . ولكن ألم نقل نحن بأن السياسة تعبير حي عن الأقتصاد , وبالتالي فالحقلين يتبادلان أدوارهما بفعالية . فها هو ومنذ يومه الأول , شجع على اقتصاد الصدمة , وعلى اقتصاد سوق تديره مافيات وتحالفات أرباب عمل ومسؤولين في السلطة , يتحدثون علانية عن الغاء أو اختزال دور الدولة , وتحويلها الى دور المنظم متناسين أن هذا غير موجود في أي دولة في العالم . ومثال الأزمة المالية العالمية الأخيرة جعلت الدول الرأسمالية تدخل بقوة لأنقاذ ما يمكن انقاذه . فما بالك بدولة مثل العراق اقتصادها ريعي توزيعي , تعتمد فيه فئات كثيرة من الشعب على الدولة في معيشتها (( قطاع الموظفين والمتقاعدين / مراتب الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والأستخبارية / شبكات الرعاية الأجتماعية )) . ويبدو أن التناقض بات واضحا بين دعوتهم كنيوليبراليين الى خروج الدولة من حقل الأقتصاد , وما هو موجود فعليا بكونها , أي الدولة غارقة في التشغيل للأفراد والمواطنين .

ومن الآثار السلبية لهكذا اقتصاد , أن الحاكم القابض على السلطة , يتصرف بالعائد الريعي عبر الأرشاء والفساد , وبالتالي سيصبح من يتقرب للسلطة ويكون في مركز القرار , مستحوذا على الثروة والجاه والنفوذ . مما أدى الى نشوء صراع شرس , لم يوظف لتحسين الأداء والكفاءة , بل على قضم الكعكة . ومن هنا جاء حديثنا في الحزب الشيوعي العراقي عن (( السلوكيات الريعية )) .والتي أدت الى تشوهات طبقية واصطفاف طبقي وتكون فئات وشرائح لابل طبقة كاملة ضمها حلف غير مقدس يجمعهم كمستغلين للكادحين والفقراء وسائر شغيلة اليد والفكر . وان تظاهروا بالشعارات والممارسات الطائفية الطاحنة فيما بينهم , وقودها الجمهرة الواسعة من طيف , ادعوا تمثيله . الا اننا نشاهدهم يصطفون معا ويتفقون كلا عندما تطرح للأقرار التشريعي قوانين الأستثمار الأجنبي وقانون النفط والغاز , وينبطحون كلهم وبدون استثناء أمام شروط صندوق النقد الدولي . لابل يستعيرون سلوكيات وأقوال طغاة التاريخ . عندما يبرر وزير الوزارتين ( الكهرباء والنفط ) قلة ساعات التجهيز لكهرباء الناصرية بقوله : عندهم الهور ومنه يهب الهواء المنعش , متشبها بماري انطوانيت الفرنسية بنصحها جياع الفرنسيين بأكل الكيك بدل الخبز .





تحليلنا أن السنوات القادمة ستشهد تحكما متشددا للدولة على قبضة : الأنفاق وتمويل المشاريع . وبالتالي سنشهد اعتمادا متزايدا للمواطن على الدولة يصل الى تحكمها على قدرته الشرائية , بأعتبارها مصدر رزقه .

الطبقة الوسطى

# دورها في تشكيل الدولة العراقية وبناء المجتمع

العراقي بعد 1921 ولغاية اليوم

# هل أفل هذا الدور . هل بقيت مؤثرة في المجتمع

العراقي ؟ من هم الذين يروجون لدورها السابق

والحالي ؟ وبالتالي اعتبارها بديلا عن الطبقة العاملة

هي طبقة انتقالية . وحسب ماركس (( تتلثم فيها مصالح طبقية مختلفة )) . في الحزب الشيوعي العراقي نقرأتحليل ماركس على الوجه التالي : أنه توجد طبقة فوقها , ترنوهي الى الصعود اليها , وطبقةأ سفل منها تضطر الى النزول اليها .

من هذه الطبقة خرج أبرز ممثليها : المعلم / المدرس / الطبيب / المهندس / الموظف الحكومي / الفنان والشاعر والمثقف والرسام والمغني . ويبدو أن هناك من يتأسى على غياب دورها في حركة المجتمع , فيعزوه الى : (( غياب الدور الفاعل للطبقتين البرجوازية الوطنية والطبقة العاملة , الناتج عن الأحتلال البريطاني للعراق .))

واذا كان التحليل هذا يستند على أن توسع الرأسمال الأجنبي والبريطاني خاصة , والمرتكز على تصدير سلعه للسوق العراقية , فضعف نمو الطبقة البرجوازية الوطنية , فهذا لاينطبق على الطبقة العاملة العراقية , التي شهدت نموا عدديا ونوعيا , برغبة المحتل البريطاني أو بدون رغبته .

فمشاريع السكك والموانيء والسدود ومعامل التبغ والزيوت والنسيج , أصبحت حقولا لنشاط الطبقة العاملة العراقية وحزبها الطليعي , الحزب الشيوعي العراقي . وحتى حجة بعض اليساريين العراقيين تساقطت بمقولتهم : (( ان الكفاح الأقتصادي للطبقة العاملة , لم يرقى الى الطموحات البرنامجية لممثليها السياسيين ... وان ازدواجية المهام الوطنية / الطبقية التي اعتمدها الحزب الشيوعي العراقي كممارسة سياسية لم تساندها قاعدة اجتماعية فاعلة في التشكيلة العراقية ))

ان قراءة متأنية تجعلنا نستخلص صواب نظرة الشيوعيين العراقيين , بالتوجه لأقامة حلف طبقي من العمال والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر , والتي جعلت كامل الجادرجي يتحسر على ذهاب الكثيرين من مراتب الطبقة الوسطى الى الحزب الشيوعي بدلا من حزبه الوطني الديمقراطي . متغافلا عن الطيف العريض الواسع الذي أقامه الحزب الشيوعي العراقي في عضويته والذي لم يستوعبه برنامج حزبه .

يجمع الكثير من الباحثين على أن أبناء الطبقة البرجوازية انحدروا من أصول اجتماعية غير متشابهة . فهم أما من عائلات فلاحية فقيرة أو من ملاكين صغار , أو من الطبقة الوسطى أو الوسطى الصغيرة . ولايزال جيل الخمسينات والستينات وأوائل السبعينات , محفورة في ذاكرتهم صورة الأحترام والتقدير والتقبل , لا بل الأعجاب المتناهي لأبناء هذه الطبقة , والتي ساعدها دخلها المنتظم على الأبداع كمعلمين في الأهوار والأرياف وحواضر المدن , وأطباء في المستشفيات . ومهندسين في حقول الأنشاء والكهرباء , وشعراء يلقون قصيدهم اللاهب حماسة وطنية قارعت المستعمر وعميله .

ولكن جاء التدهور نهاية السبعينات وأوائل الثمانينات زمن الحرب الحمقاء المخطط لها من الغرب ودول الخليج , تبعتها حرب كارثية عبرت حدود دولة مجاورة ( بجيش لم يجد مايأكله , فذهب لأرض أخرى يأكل من انعامها ). جاء التدهور صادما مؤديا لتردي دخل هذه الشرائح المتوسطة وتشظي موقعهم الأجتماعي . فأصبح مألوفا مشهد :

البسطات والجنابر والأكشاك . وقد وقف ورائها المعلم والموظف والمهندس وخريج الجامعة العاطل . وكذلك صورة بائع الشاي الدوار , أو الشاب الجامعي وهو يدفع عربانة الحمل أمامه في اسواق الشورجة . . قابل هذه الصورة التي ضمت هذا الطيف الواسع من هذه الشريحة , جانب آخر لها هو صورة الطفيلي والمقاول الثانوي والموظف المرتشي والمستفيد من علاقة قرابة أوصداقة مع مسؤول للحصول على منافع هي فتات يلقيها له مسؤول كبير يختفي وراء مقاولة أو عقد مشبوه .

ويبقى التساؤل مشروعا عن امكانية الحديث عن ادراك الطبقة الوسطى لذاتها آنذاك بحيث تستطيع الدفاع عن مصالحها , وأن يكون لها حزب سياسي وبرنامج واضح .

والتحليل أعلاه له تكملة , بأستسلام الكثير من أبنائها لسياسيين ورجال دين قادوهم وفق مصالحهم السياسية هم ,و بدلا من أن يكونوا هم قوادا لهم , أصبحوا تابعين يستلهمون غيبيات المسجد والحسينية والتكية . فتعمم منهم من كانوا أفندية , قانعين أحيانا بفتات يلقيها لهم الآخرين الذين صعدوا على أكتافهم , وتسلقوا لمراتب وفئات اجتماعية مشكلين طبقة جديدة سداها ولحمتها :

طفيليون / حواسم مسنودين من سلطة الأحتلال مدافعين عما سرقوه برفعهم شعار سيادة القانون , يريدون به حماية ماجنوه عبر الحواسم . / ومسؤولين حكوميين , وصلوا لمناصبهم عبر المحاصصة ليباشروا استغلالا بشعا لأمتيازات هذا المنصب و( ليحوسموا ) أكثر . / ونيو ليبراليين , منبطحين على كروشهم أمام سلطة ووصايا صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية للنظام الرأسمالي العالمي , متحمسين لخصخصة أكثر

من 196 مؤسسة للقطاع العام لم يجدوا من يستثمرها لغاية اليوم , لعدم وجود قطاع خاص أو محلي أو أجنبي يتقدم لشرائها .

مصادر البحث

معجم الماركسية النقدي / ترجمة جماعية / ط1 / 2003

2- عرض موجز للمادية التأريخية / دار التقدم / موسكو / 1975

3 – خليل اندراوس / مقالات في موقع الحوار المتمدن / 31و 27 تموز 2010—

4 – منير العبيدي / مقالة في جريدة ايلاف الألكترونية / 6 / 11 / 2009

5 –لطفي حاتم / مقالات في موقع الحوار المتمدن والثقافة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة