الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تدنيس المقدس

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2012 / 7 / 5
الادب والفن


لا تسمع إلا الندب و العويل من ( متثاقفي ) سوريا الجهابذة الذين انقسموا ضدين.. تجمعهما فقط السفينة السورية الآخذة بالغرق...
الموت عندهم موتان.. موت مستحق الدفع لمن هو في الطرف المقابل و لو كان طفلا.. و موت استشهادي عظيم لمن هو في طرفهم و لو كان قاتلا.. 

هكذا يتم (تدنيس المقدس ) في " سوريا"، هكذا يشرعن القتل من أصحاب اللحى.. و هكذا تحولت الثورة السورية إلى صراع على الكرسي.. يبدأ بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء( طبعا من الطرف ذاته).. و ينتهي بالوقوف دقيقة حافية لرؤية ( صباط) أحد الآراء يدق في رأس رأي مخالف آخر.

حكاية أقلية في زمن تدنيس المقدس:
 و زمن " تدنيس المقدس" لم ينته منذ القدم.. و لنا في التاريخ عنوان لا يعرفه جيل عولمة ( الدردشة).. و المزرعة السعيدة..
و يسأل من لا زال يعتقد اللحى تريد عدالة.. لماذا تخاف الأقليات الآن ؟! و يضيفون أن أصحاب اللحى الذين يمسكون مستقبل " سوريا" اليوم من عنقه هم أصحاب تاريخ طويل في التسامح و العدالة.

لا لست ضد الدين.. أنا ضد من يستخدمون الدين لغرض التفريق بين الناس.. و تكريههم ببعضهم، ما هكذا تبنى الأوطان.. 
لا " الدين ليس هو الحل".. لأن الدين - أي دين- في القلب و علاقة مع الرب.. ليست للتداول و القياس.. ليست للإخضاع بالسوط و بالعنف...التسامح الديني و نبذ العنف هو حل في بحر حلول.
الثورات التي نادت بالحرية يجب أن تعلم أن ركوبها من قبل مازجي الدين و السياسة لن يؤدي إلا إلى بيع " الأوطان" في سوق للنخاسة...

تذكرة مقتبسة من التاريخ.. عما حدث في التاريخ:

(خلال فترة الحرب العالمية الأولى قام الأتراك  بإبادة مئات القرى الأرمنية في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق لاعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن.
كما اجبروا القرويين على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد انهاكهم. غير أن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتى ربيع 1915, ففي 24 نيسان 1915 قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وتم اعدامهم في ساحات المدينة.).
انتهى الاقتباس..
**********


في البدايات كان من حق الجميع أن يطالب الأقليات بالوقوف من أجل الحرية، بنبذ الخوف و طلب العدالة..
اليوم ما عاد في الأوطان أقليات.. كلهم صاروا أكثرية مع الأكثرية..

بقينا نحن الأقلية الحقيقية.. الأقلية التي تكره الظلم أيا كان فاعله، تحتقر المنافق أيا كانت طائفته، و تدين القتل أيا كان مجرمه...

نحن الأقلية التي نبذت لأنها لم تتحزب و لم تسب.. لأنها رفضت جور القوة.. و نبش قبور السلف الصالح و الطالح و ما بينهما من ( أسلاف) قتلت باسم " الله" المدهوش...

نحن الأقلية التي تقف لوحدها.. لا تلعنكم لأنها تريد للوطن النجاة، تريد له نهاية هذا الدور الدامي كمسرح لتصفية صراعات عمرها آلاف السنين...

كلكم أكثريات مهما كانت طوائفكم.. أنتم أكثريات طالما لكم هذه الكراهية التي تحارب.. بينما نحن أقلية منبوذة تدفع ثمن كل كلمة للحب و العدل.

نحن أقلية تراكم تسرقون الوطن و تبيعونه في مزاد للأقوى...

نحن أقلية لكننا متحدون.. لن يميتنا الحقد الذي أعماكم.. ننتظركم حتى تقولوا ما شئتم لكن.. لا تشرعنوا القتل باسم الوطن ( الواحد).

هامش:
يتهم السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني " صاحب شعار ( يا مسلمي العالم اتحدوا) بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية، ففي عهده نفذت (المجازر الحميدية).

هامشي:
لوحة " تدنيس المقدس" للرسام الأرمني "سورينيانتس فاردجس" Suren’iants, Vardges " 
أهداها إلى أرواح شهداء المجازر التي أرتكبت بحق الأرمن..

يرجى التمحيص في دين مرتكبي المجازر.. فقط كي نعلم أنه منذ الأزل للقاتل نفس الهوية مهما اختلفت لغته.. ديانته.. لون شعره.. و خ..ياراته الأخرى.
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيدة المحترمة لمى
احمد محمد علي ( 2012 / 7 / 6 - 02:42 )
اتمنى منك ومن كل الكتاب توضيح الفكرة التي يريد الكاتب ايصلها للقارئ
كل مافهمته من المقال انك لست ضد الاديان واعتقد انك تقصدين الاسلام بالتحديد
وكيف تحترمين ديننا يهين المراة ويامر بقتل الاخر الذي لايؤمن به
ارجو ان تتقبلي هذا الراي ولك كل تحية واحترام


2 - اتسائل
سوري حائر ( 2012 / 7 / 6 - 14:20 )
هل صحيح ان العرب د نسوا كل مقدس وقدسوا تقريبا كل مدنس؟ خذي مثلا هؤلاء الذين يقتلون على ايدي النظام او المعارضة في بلدي سوري, جميعهم يسمى-شهيد- وهل الشهيد الا ذاك الذي قتل دفاعا عن : اشهد الا اله الا الله . اذا هو مصادرة لكل القيم الرفيعة قبل ان يغزو البدو المنطقة ويفرضوا تقييماتهم وبذا يكون حتى غير المسلم او اللامؤمن مسلمين حين الموت في سبيل قضية اسمى من هذا الدين, ام ما رأي كاتبتنا؟.


3 - تحياتي
لمى محمد ( 2012 / 7 / 6 - 16:52 )
ارمِ قناعك.. و تعرَ..
من طين أنت فلا تبخلْ..
لا تتكبرْ
فتجد البارحة ترجل
يزحف زحفا نحو حفيدك..
يقتله بكلماتك أنتَ جَداً أكبر في حرب أخرى..
في زمن لا يفعل شيئا إلا أن يتكرر...

ارمِ قناعك.. حطم من يحتل العقل
حطم من ألبسك طوائفَ فضفاضة ثياباً في عيد لن يحضر

من يكره طفلا يتغنى بقطعة حلوى؟!
من أنساكَ المشي صغيرا خلف براءةِ (لا تقتل)؟! 
من يكره وطنا ممتداً .. يختلط الأبيض بالأسمر..بالأسود فيه و لا ينسى أن 
الألوان برمتها من صنع إله محبة
لو شاء الخالق لمحاها.. و صرنا كالماء.. محضُ تشابه

ارميها هذي الأحقاد
فبلادك أحلى بالسالب و الموجب و علاقات تضاد..
و موتك قدرٌ لن يتأجل مهما حاولت الإنكار...

لمى محمد
6-7-2012

أتمنى أن تكون الفكرة وصلت.. شكرًا لمروركم..تحياتي.

اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل