الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقائع مسروق بن مسروق - مزة المطنش -

محمد منير

2012 / 7 / 5
كتابات ساخرة


مصمصت أم العيال شفايفها وهى جالسة فى لحظة صمت غير معهودة، وظلت تنظر لى نظرات غير ذات أى معنى، ثم انفجرت قائلة: «جرى إيه ياراجل كل الأنظمة مرت عليك والدنيا اتقلبت، وإنت زى ما انت لا درت مع نظام ولا حد عبّرك، ما تقوم تشوف مصلحتك مع الناس الجديدة زى اللى شافوا مصلحتهم».. بصيت لها فى استعلاء وقلت لها: «الموقف المحترم نابع من ذاتى وليس من رؤيتهم»، فغر فوها فى اندهاش وكأنى نطقت بعبارات تحضير الأسياد، فأيقنت أنها لم تفهم، فقررت التبسيط وقلت: «شوفى انتى يا فالحة ممكن أعمل إيه؟»، ردت: «روح لاغى الشيخ هادى جلاب الخير، ده بقى مفتاح الخير كله، وبعدين سكته بسيطة وواضحة»، قلت فى نفسى: «نصيحة لئيمة بس فى الجون».
جلست على المقهى وبجانبى «السالك» وسألته: «ما تشوف ليا سكة مع الشيخ هادى لاغيه وسيب عليا الباقى»، سحب «السالك» نفسا من الشيشة وبص ليا وقال لى: الواد «حودة المطنش» الدراع اليمين بتاع الشيخ هادى شبكته النهاردة، الفح هدية وخش بيها على حودة يسلكك مع معلمه.
جريت على أم العيال وبعد صد ورد بعنا حلتين النحاس بتوع جدها وجبت بتمنهم طقم خشاف محترم، واتهندمت عشان أروح بيهم شبكة «حودة» بالليل.
وفى طريقى لشبكة «المطنش» تقابلت مصادفة مع مزته القديمة اللى خلع منها بعد ما خطب، وحلفتنى بكل الغاليين إنى آخدها معايا عشان تبارك له وتودعه، ولأنى ينبوع حنان وافقت.
كلبشت بنت اللئيمة فى ذراعى وسارت بجانبى فى دلع لم أتعود عليه لافتة نظر كل اللى ماشيين فى الشارع وخلتنى فرجة، وخاصة وإن ذوق الواد «حودة» كان عالى والبت تحل من على حبل المشنقة، فقررت أعيش اللحظه علها تصبرنى على قسمتى ونصيبى.
وعلى ناصية الشارع الهادى، وقبل بيت حودة أحاط بى ثلاثة مشايخ يحمل كل منهم أسفل رأسه قنطاراً من الشعر، وفصلونى عن المزة، وسألنى كبيرهم: «من هذه يا أخى التى تسير معك فى خلوة»، أحسست بالخطر فألهمتنى قريحتى وأجبت: «هى خطيبتى إن شاء الله»، فقال: «إذاً لم تتزوجا.. فهى أجنبية عنك، فلماذا تخالف شرع الله وتسير معها فى خلوة؟»، قلت له: «خلوة إيه يا عم الشيخ إحنا فى الشارع الكبير وبعدين خلوة إزاى وحضراتكم حوليا».. رد: «اسكت يا عدو الله ولنضربنك على مؤخرتك بالدِّرة حتى لا تعود لفعلتك هذه وسنصادر هذه المزة وسنحسن معاملتها فنحن لا نقسو مع السبايا»، وأخذ اللعين مزة حودة على جنب، وقال لها: «قولى زوجتك نفسى على سورة الإخلاص»، نقحت عليا رجولتى وصرخت فيه: «إيه يا عم الشيخ مؤخرتى تحت أمرك اضرب فيها زى ما انت عايز، بس سيب المزة أنت حتتجوزها قصادى، طيب أنا أولى بقى»، رد: «ما ينفعش أنت مارق ومخالف شرع الله لأنك ماشى مع أجنبية فى الشارع فهى لا تجوز لك»، رديت: «يعنى تجوز لك أنت؟»، رد: «طبعا فهى سبية أخذتها لحظة جهاد فى سبيل تطبيق شرع الله، ويجوز عليها زواج اليمين» وغمز إلى زميل له فرفع عليا السنجة، وفوراً آثرت السلامة وديلى فى سنانى وعلى فرح حودة.
هناك قابلت الشيخ هادى، وحكيت له ما حدث، بص ليا وسألنى: «المزة تخصك؟»، رديت: «لأ كانت تخص صبيك حودة»، قال: «كانت وراحت لحالها كبر يا سرقرق»، ونظر إلى اللفة اللى فى إيديا وسألنى «إيه ده يا مسروق؟»، رديت بابتسامة خبيثة ذات معنى: «مجاملة لصبيك عشان خاطر عيونك يا شيخ»، ضحك كعفريت العلبة ورزعنى قفا مودة وقال لى: «إذا حضر الماء بطل التيمم يا أخى، وأنا موجود» واختطف الهدية من إيدى، قلت فى بالى: «قضا أحسن من قضا».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتى لاعظم كاتب ساخر فى العالم كله
sameh takla ( 2012 / 7 / 6 - 13:37 )
انت من اعظم الكتاب الساخرين لا ابالغ اذا قلت فى العالم كله على الاقل بالنسبه لى
كم انتظر مقالاتك و ان كنت لا تعلم كم اعانى من محاولة خفض صوت ضحكى حتى لا يسمعه احد فى العمل

مرة اخرى تحياتى لاعظم كاتب ساخر فى العالم كله

اخر الافلام

.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت