الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر جمهورية افلاطون

مصعب الفياض

2012 / 7 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية



قيل قديما ان المدينة الفاضلة التي انشئت من بنان افكار الفيلسوف افلاطون لا وجود لها الا في مخيلة افلاطون نفسه... رغم ذلك نسمع يوميا من كثر((ويصرون)) ان هذه الجمهورية الكاملة موجوده على ظهر البسيطة... متمثلة بأمارة الغاز والبترول قطر... حكامها عرب احفاد قحطان وعدنان ويرتدون زيا عربيا ويتكلمون بلسان عربي ((فصيح))... كان اول من انتبه لخطرهم شاعر العراق احمد مطر حينما قال من باب السخرية وهو لا يعلم ان كلماته ستصيب كبد الحقيقة... قال في افتتاح قصيده له نشرت بداية التسعينات من القرن الماضي (جائنا الخطر من دولة تدعى قطر)... ولكن كما يقولون يوضع سره في اضعف خلقه... انشئت الجامعة العربية ((قطر دولة فاعله وعضو مهم)) في عام 1945 استجابة لطلبات جموع الجماهير العربية من الشام الى بغدان ومرورا بنجد الى يمن ومن مصر فتطوان ورغم ذلك كانت الدول التي وقعت على ميثاق الجامعة العربية في بداية الامر 7 فقط هي... 1- المملكة الاردنية الهاشمية / 2- الجمهورية السورية / 3- المملكة العراقية في ذلك الوقت / 4- المملكة العربية السعودية / 5- الجمهورية اللبنانية / 6- المملكة المصرية في ذلك الوقت / 7- المملكة المتوكليه اليمنية في ذلك الوقت... انضمت قطر للجامعة العربية عام 1971 برفقه دول اخرى (الامارات, البحرين وعمان) جميعهم في عام واحد ولم يظن احد في ذلك الوقت ان يكون لدولة قطر نفس الدور الاسطوري الذي تلعبه الان... الدول التي كانت فاعله ولها دور الريادة في الجامعة العربية معروفه منذ نشأت هذه الجامعة... فدول مثل مصر والعراق والمملكة السعودية وسوريا والجزائر كانت دائما هي الرائدة والموجه للعمل العربي المشترك بما يمتلكون من مواقع جغرافيه داخل الجسم العربي وزاد بشري واقتصادي وعمق وتاريخ ثقافي وارث حضاري... وبسبب غياب هذه الدول لاسباب مختلفه عن لعب دورها الحقيقي... نجم فراغ كان لابد ان يملاه الغير وهنا برزة دولة بحجم قطر اصبحت هي اللاعب الابرز والتي تنعقد حولها الامال... بحسابات الواقع حتى يكون لك دور ريادي او طليعي في قيادة اي امه او منطقه لابد من مواصفات معروفة للجميع تؤهلك للعب هذا الدور وهنا لابد ان استعرض اسباب القوة التي تؤهل دولة ما لقيادة امة... اولا موقع ومساحة جغرافيه متميزين وكلا الامرين غير متوفر فقطر صغيره بحساب الحجوم وموقعها ليس بذلك الموقع المثير والمهم في الشرق الاوسط... ثانيا كثافه سكانيه ونفوس بشريه ليست قليلة تعطيك الحرية لرسم السياسة التي تريد الوصول اليها ومعلوم ان عدد سكان قطر قليل جدا ويعادل ربما عدد شهداء العراق مثلا في حرب الثمان سنوات... ثالثا اقتصاد قوي... لن يسمح لي اي شخص ان اعيب على اقتصاد قطر فهي من اغنى دول العالم ولكن دعوني اقول كونها من اغنى دول العالم لا يعني ان اقتصادها قوي فهي دولة غنيه لا شك ولكن اقتصادها غير مرن بمعنى انه يعتمد على الغاز والبترول فلا صناعات ثقيله ولازرعه ولا تجارة مهمه ولا تنوع اقتصادي يوفر لها هامش من المناورة كما هو موجود بالدول الغنيه الاخرى... رابعا قوى ناعمه بمعني تاريخها وبعدها الحضاري واسهامها باثراء التاريخ البشري واشعاعها الفكري
وواضح هنا انها بعيدة عن كل ذلك كل البعد... سيقول قائل لو صح كل ما سبق كيف لقطر ان تلعب كل الادوار التي تلعبها الان؟ واجابتي باختصار لبسة قطر جلباب كبير وفضفاض عليها ولعبة ادوار لا ينبغي لمثلها ان تلعبها معتمده على ثلاث او اربع قوى رئيسيه... اولا وجود القاعدة الامريكية على ارضها وبالتالي امنة قطر ((ولو مؤقتا)) من اي اعتداء عليها ومن اي مكروه فلن يغامر احد بعمل عدائي ضد دولة فيها اكبر قاعدة امريكيه في المنطقة وبالتالي اصبحت قطر تتصرف كيف ما تشاء وهي تظن - وهم على حق في ظنهم - بانهم دولة لا يمسها الا المطهرين... ثانيا فوائض اموال مهولة تصرف بقرار فردي من الامير كيف ما شاء ووقت ما شاء وعلى من يشاء دون حسيب او رقيب... واغلب هذه الاموال تدفع بصورة رشا لشراء مواقف سياسيه معينه ولم يصرف درهم واحد لتنميه حقيقه كبناء مصانع او خلق فرص عمل في دول عربيه... وانما ممكن ان تدفع لصرف رواتب موظفين في دولة (سلطة فتح) وممكن ان تدفع لاعمار ما خربته حروب اسرائيل في المنطقة (جنوب لبنان) وممكن ان تطعم الجوعى (الصومال) ليوم او شهر او حتى سنه دون ان تجد حل جذري لهذه المشاكل بتنميه حقيقيه مستدامه... ثالثا الة اعلاميه رهيبه ومن طراز عالمي مرموق وهنا اقصد قناة الجزيرة الاعلامية بكل فروعها ونشاطاتها بميزانيه ضخمه فيها الرأي والرأي الاخر يوجه فيها ((العربي التائه اصلا)) لهدف مرسوم تماما كالحصان عندما يضع له سايسه غطاء العين حتى لا يرى غير الذي امامه... ورابعا وهنا ترددت كثيرا بكتابة القوى الرابعة ولكني للأمانة مع نفسي قررت ان اكتبها ولن اطيل... وجود الشيخ يوسف القرضاوي على ارض قطر ومتبني لسياساتها ويظهر في اعلامها اضفى على هذه الدولة قدسية مطلوبه لشعوب مثل الشعوب العربية (اعترف ابتداء ان ليس لمثلي ان ينتقد مثل الشيخ القرضاوي) ولكن رغم هذا وجوده في قطر باعتقادي المتواضع يحسب على فضيلته ولا يحسب له حفظه الله من كل مكروه... في الختام تحضرني قاعده فقهيه معروفه في الفقه الجعفري معناها ان اشكل الاشكاليات توضيح الواضحات وهنا ربما بقلة وعي مني حاولة ان ابين امر جلي ولا يحتاج الى بيان
مع الود
والله من وراء القصد
للمقالات وجمهوريات افلاطون بقية
مصعب الفياض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قطر الخير
عبد الله اغونان ( 2012 / 7 / 6 - 06:49 )
وما بالها قطر؟ قطر كاسمها الدال على الغيث والخير
فيها عائلة تحكم كجل الدول العربية ملكيات او جمهوريات
تمتازبالثروة البترولية وذلك فضل الله يوتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
رضعتم من احقاد اليسار والصراع الطبقي كراهية اهل الخليج حسداوكأنها ثروة ابائكم انتزعها القطريون منكم
العبرة ليس بالمساحة وكثرة العدد العبرة بالدوروالفعالية والناس كالمعادن اقلها وزنا أغلاها ثمنا واكثرها كما اقلها قيمة شتان بين الماس الناذر القليل والقصدير بالاطنان
قطر دولة عربية شقيقة ان كانت لها ثروة زادها الله خيرا وكما نرى في كثيرين ينالون من خير قطر هذه العواطف الحقود ظهرت في حرب الخليج احتلال الكويت الحسد واعتبارها احتقارا دولة صغيرة وان بغداد ذات حضارة ابونواس وهارون الرشيد هذه العواطف هي التي انفجرت واتت على الاخضر واليابس

اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان