الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-اختطاف- البرلمان، والخوف من فيروساته!!

سعد سامي نادر

2012 / 7 / 6
كتابات ساخرة


"اختطاف" البرلمان، والخوف من فيروساته!!

في احلك أزماتنا السياسية، مُنح أعضاء البرلمان العراقي إجازة ثلاثة أيام . الحجة لم تكن للعمرة، بل لرش حدائقه بالمبيدات .! صدق الشاعر الشعبي:( يا هور الجبايش يا جثير البكَـ..أكَلك لا تسد الشط ).
يتبادل قادة الكتل السياسية تهمة اختطاف البرلمان. حقيقة الأمر ان جميع ساستنا مشاركون في تعطيل دوره التشريعي والرقابي. واختطاف إرادة البرلمانيين لدرجة المسخ. واعتادوا بألف طريقة وحجة ، منح إجازات لا حصر لها لأعضائه ، لتعطيله وتأجيل مشاريع القرارات وتسويف مشاريعه الهامة.
أظن ان توقيت "تعفير" حدائقه، يمثل واحدة من مهازل العملية السياسية.. فتوقيت الخوف على صحة حملانه الخُرس، أمر يثير العجب، لقد فاتهم، أن باستطاعة الكثير من نوابنا، أكل خنزير كامل من دبره دون غصّة !؟ الظاهر ، ان أصل الخوف،هو على حدائقه الخضر. هناك حيث تمرح وتسرح بها قطيع حملان القادة الوديعة ، وحيث تمرّر عليهم مؤامرات ومشاريع قادتهم العظام.
في زمن تـُجرّد روحنا من مفردات حياتها الإنسانية، زمن تراكم الخراب، فإن إعادة النضارة للمنطقة الخضراء، غلو وتحدي وترف منافع برجوازية تعودنا عليه، في إثارة سخطنا ويأسنا باستمرار.
سؤالنا: مادام البرلمان مكيف ومبرد، لِمَ الخوف على صحة حملانه إذن،.؟
يقيناً ، إن هاجس الخوف على صحة نوابنا، بالمقارنة مع عدم اكتراثهم لنكد المواطن المسكين، يؤكد إصرار الساسة على عدم الحس واللاشعور بمعاناة الناس وعدم الاكتراث لتلبية حاجاتهم الضرورية من كهرباء وماء وخدمات الصحة والتعليم، ناهيكم عن نكد، غبار الله.

حاسد خبيث ، وبنفس "بعثي" ، علّق مقترحا لبرلمانيينا، أحد مبيدات صدام ال الفعالة..! تمنيات لئيمة أمل بها، حل أزمتنا السياسية جذرياً "من العركَـ" على حد قوله.
عكسه، أحد الحالمين بعراق "ديمقراطي تعددي فدرالي موحد"، ذكرنا بضرورة تفهّم الموقف الديمقراطي وآلياته !. فقال ساخراً: (لقد منحتهم صوتي سابقاً، ورضيت بتمتعهم بكافة أنواع المنافع والامتيازات ومنها ، حصانة لا تتعلق بالنزاهة والمساءلة الوطنية ! لكن واحدا فقط من 325 نائباً، كان جديرا بالثقة والبقاء في برلمان الخرسان.. الغريب أنه ترك مسئوليته الوطنية وهرب خوفا من التلوث بفيروس الفساد .!!!؟؟) يقصد النائب جعفر الصدر.

أكيد ان العطلة لا تتعلق بتعفير حدائق البرلمان. ربما المهلة منحت لتصفية النيات الطيبة لقادة الكتل ، لغلق حرب التصريحات والتهديدات المتبادلة المتعلقة بكشف ملفات فساد كل منهم، عند استجواب النجيفي والمالكي !
حتماً مهلة الثلاثة أيام لا تكفي لتسوية وغلق عدد مخيف من ملفات النهب والفساد، والقتل والارهاب!. لكنها ربما قد تقلل من تصريحات وتهديدات النواب المتبادلة، كي لا تحرج حلول القادة. لعلها اجازة قسرية :"جفيان شر ملا عليوي".

مثل هكذا إجازة، مهلة تسبق نهاية كل أزمة مستفحلة !. وال "فحولة" تخصص رجال الأزمات المفتعلة، قادتنا الرمز. أليست صناعة الأزمات وتسييرها، وتخمير الملفات العالقة، أهم وظيفة ومنجز تاريخي ناجع لدى ساستنا، بل هو قلب وروح استمرار حياتهم السياسية الناطق بالكذب ، والنابض بالنهب والموت .
بلا حياء اختطف قادة الكتل البرلمان بنوابه، وعطلوا دوره وروحه وكل آلياته. وهاهم بلا خجل، يتبادلون فيما بينهم التهديدات والوعيد، بكشف المستور والمؤجل من ملفات الفساد والسرقات والإرهاب، التي اشترك فيها جميع الساسة، قادة ونواب، حكومة ومعارضة. كلّ بقدر ما وبشكل ما شارك فيها، حتى لو بالصمت.. فهم يهددون؟؟؟!! بكشف الفساد ! وملفات الإرهاب ؟؟! يا للعيب !
الحياء نقطة، خدشت جبين الشجاع جعفر الصدر، مسحها بجملة :" لا أمل من عملية سياسية يحكمها الفساد". انه يؤشر على فيروس المأزق السياسي: الفساد والنهب، مسبب الإرهاب.

فمهزلة التهديدات بكشف الفساد واللصوصية والارهاب، هو بحد ذاته، اعترافاً ضمنياً بممارسة الفساد بأبشع صوره، وبما يعني التستر عليه للمساومة مستقبلا.! انه إرهاب الدولة بابشع صوره!!
لا غرابة، ان ساستنا يمارسون تخصصهم الفاعل الرئيس. يمارسون أهم وظيفة نجحوا في أدائها بامتياز. الفساد واللصوصية، هو ذاته من هدّ الدولة وفكـَّك أركان العملية السياسية ودمَّر الوطن.
وهو وحده من سيسقط الضالعين بملفات القتل والنهب والفساد، عاجلا ام آجلا ...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي