الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفساد أخلاقي!

مزهر بن مدلول

2012 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


(انَّ الاخلاق هي روح العبقرية.. بل انَّ الاخلاق اندر من العبقرية، والاخلاق اثمن موهبة). جورج ديهامل

منذ ان كنّا صغارا، وجماعة (التربية الاجتماعية والتربية الوطنية) يعلموننا الاخلاق المزورة في طقوس لها مظهر خارجي مزيف، ودون ادنى مراعاة للعواطف الذاتية الشفافة والنقية التي يتميز بها كل واحد منّا، فصغرتْ بسبب تلك المهرجانات والزخارف عقولنا، وتشوهتْ خيالاتنا، وامتزجتْ ذواتنا بذات الآخر (الفاسد البطل) الذي تمتلأ عيناه بالسم!.
منذ عشراتٍ من القرون، ونحن نتمرن بكامل السذاجة على نكران الذات!، من اجل ذاتٍ كبرى مهيمنة وفاسدة، ولاتعلو عليها بالفساد ذات!، فنتج عن ذلك معركة استنزاف طويلة ادّتْ بنا الى عدم القدرة على التحديق في عيون غيرنا من الشعوب المتحررة، وجعلتنا نقع في فخاخ الحاقدين والفاسدين الذين ادخلونا في المنعطفات الضيقة والدهاليز المظلمة!.
منذ مئات السنين، ونحن نبحث عن اقصر المسافات، لكي نتقرب من الحقيقة العليا التي تسكن السماء، فوقفنا في طوابير طويلة امام شبابيك دور العبادة، التي صار عددها اكثر من صالونات الحلاقة! ننتظر توزيع تذاكر الجنة والنار!،
ولكن الغلة التي حصدناها في نهاية الموسم، هي لسان معقود لايستطيع ان يلفظ مفردات حريته وانعتاقه، ووعي مثقوب لايميز بين مايريده (الامام علي) في نهج البلاغة، ومايريده (ميكافيلي) في الامير!.
الفساد اخلاقي.. في كلِّ زمانٍ فسادٌ اخلاقي.. منذ حواء والخطيئة الاولى حتى آخر الزمان فسادٌ اخلاقي!،
وبسبب هذا الفساد، تعرّتْ ارواحنا من الرغبة والحب، واجتاحتْ قلوبنا موجة الاستمتاع بمنظر الخراب، وبسببه ايضا وضعنا علامة حمراء تحت كل ماهو جميل وممتع، واغلقنا الطريق امام اي عمل متميز، ففي الوقت الذي يستمتع فيه العالم بالاتصال مع جوتة وبريخت وشكسبير، ويرقص مع زوربا وكازنتزاكيس، مازلنا نحن، نستمتع بفشلنا ونعتقد باننا نستطيع ان (نحارب الرشاش بسيف عنترة بن شداد)!.
الفساد اخلاقي.. في كلِّ مكانٍ فسادٌ اخلاقي.. حتى في صحافتنا التقدمية فسادٌ اخلاقي!، بل حتى في المقابر فسادٌ اخلاقي!، حين جاء البعض بموتاه ليلبسهم الاكفان الجميلة ويستخدمهم كملصقات اعلانية في معاركه الفاسدة للوصول الى مآربه وغاياته الانتهازية!.
فسادٌ اخلاقي..
الامهات والارامل واليتامى وكلّ الافواه الجائعة تصرخُ: فسادٌ فساد!..
مالذي يمنعنا من ان نجر التاريخ الفاسد من ربطة عنقه ونوقف مسيرته الغامضة وسيناريوهاته الدموية التي جعلت الابتسامة لاروح فيها غير الألم؟!.
مالذي يجبر الكفاءات على الاستمرار بالنزيف والانسحاب بصمت من اجل ان تبقى الحقيقة المطلقة معلقة في فراغ عقولنا؟!،
من منا يستطيع ان ينزع عن جلده خلاياه الملوثة بالنفاق والادعاء الكاذب والكراهية والوقاحة التي تصل احيانا الى مستوى وقاحة مومس تمرست في استدراج الزبائن؟!!،
ومن هو الذي يعي بأن السياسة عمل تطوعي ومن اجل الصالح العام، وليس في سبيل الكرسي والثراء، وان المهمة والمسؤولية التي يحملها على كتفيه مهما كانت صغيرة وتافهة لاتُستغل لاهداف انانية ولا لتمرير غايات رخيصة؟!.
اسئلة بسيطة، غاية في البساطة، يسألها كل انسان مهمش، وكل انسان مجروح، وكل انسان يطارده الاحساس باليأس وبعدم جدوى الصراخ!، ولااحد يجيب على هذه الاسئلة، الاّ ذلك العاقل الفاسد!، والفاسد المريض!،الذي سوف يخبرنا، بأننا آثمين لأننا ولدنا بالجزء غير النافع من الخريطة!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم