الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النضال من اجل تحرير الشبيبة من اليأس لاطلاق طاقاتها

سعاد خيري

2012 / 7 / 6
سيرة ذاتية


تألمت كثيرا عندما استمعت وانا في اعتصام اللجنة العراقية السويدية من اجل وقف الحرب على العراق ورفع الحصار الاقتصادي , في احدى ساحات ستوكهولم , الى مكالمة تلفونية من احد شباب انتفاضة اذار 1991 المجيدة , يحتج على الاعتصام ! ولايكتفي بتأييد الحرب الامريكية على العراق بل ويتطوع للمساهمة فيها !! بدعوى* لننهي معاناة الشعب العراقي ! والموت يوميا , على يد الدكتاتورية ! فالحرب ستبيده مرة والى الابد*
عرفت فيما بعد ما عاناه ذلك الشاب وغيره من شباب الانتفاضة من قهر وكوارث. فقد قتل صدام اخوته وهدم بيت العائلة على رؤس والديه وشرد الاهل والاقارب . الامر الذي اوصله الى هذا المزاج اليائس وهذا الموقف الفضيع. فتساءلت * من المسؤل عن ذلك!! وهل يكفي ان نقول انه *صدام* !! وهل نعفي انفسنا من كل مسؤلية!! ولاسيما مسؤلية توعية الشبيبة وتحصينها ضد جميع وسائل واساليب الراسمال العالمي واداته النظام الدكتاتوري لايصال الشعب العراقي الى هذه النتيجة المؤلمة!!
فكتبت هذا النداء الى شبيبة الانتفاضة
لقد ابهرتم العالم بانتفاضتكم المجيدة في اذار 1991 كما يبهر العالم اليوم شباب الانتفاضة الفلسطينية! وعلمتم الطغاة واسيادهم الامبرياليين , ان الشعوب لا يمكن ان ترضخ للذل وانتهاك حريتها وكرامتها مهما غالوا وتجبروا. واذا فشلت انتفاضتكم في تحقيق اهدافها لاسباب ذاتية وموضوعية , وفي مقدمتها مساعدة القوات الامريكية لصدام على قمعها, فان الخسارة الكبرى تكمن في نسيان دروسها. وفي مقدمتها , ان صدام ليس الا اداة الامبريالية لتحقيق حلمها باحتلال العراق! ولضمان هيمنتها على اغنى بقاع العالم بالنفط. فضلا عن تركيع الشعب الذي استعصى عليها تركيعه لما يزيد عن نصف قرن , ورغم كل ما استخدمته من وسائل لقهره.
ان افضل سلاح بيد الادارة الامريكية لتركيع البشرية عموما وشعبنا خصوصا هو نسيان كل تجاربها التاريخية, و* تريها الموت لكي ترضى بالحمة *, كما يقول المثل الشعبي. واية حمة!! فحمة الاحتلال الامريكي اقسى من الموت اذ يتمنى ضحاياه الموت في كل لحظة. ولذلك تطالب الادارة الامريكية باصرار بحصانة قواتها من المحاكم الدولية . وتجارب شعبنا في هذا الميدان غزيرة. ألم تحتل بريطانيا العراق بعد الحرب العالمية الاولى تحت شعار جئناكم محررين لا فاتحين!! ولم يخرج اخر جندي بريطاني من العراق الا بعد ثورة 14/تموز/1958, وتقديم شعبنا الاف الضحايا وبعد اربعين عاما من الافقار والتجهيل والمرض¬! وهل قامت امريكا بحرب الخليج لتحرير الكويت وانقاذ شعبنا والمنطقة من صدام! ام لاحتلال الكويت ومرابطة قواتها فيها بل والصرف عليها وقتل الاف العراقيين وتهديم منجزات اجيال والابقاء على صدام!! الم تسمح لصدام باستخدام الطائرات لسحق انتفاضتكم وقتل المئات منكم!! و خذلتكم ولم تقدم السلاح لكم بعد ان دعتكم للانتفاضة!! الم تحاصركم ولم تبق امامكم الا اللجوء الى مخيم رفحة الذي اعدته لكم في تابعتها السعودية!! الم تشهد قواتها التنكيل بكم وبعوائلكم من مجازر ومحارق دون ان تحرك ساكنا !! كما تسكت وتجبر العالم على السكوت على كل جرائم شارون على الشعب الفلسطيني !! هل كان شارون او صدام سيجرأ على اقتراف تلك الجرائم لولا حماية ودعم امريكي!! وهل استفاقت اليوم لتتذكر جرائم صدام لتحرير شعبنا منه باحتلال العراق , اما من خلال الحرب او الاستسلام رعبا من دون حرب!!
كيف يمكن لاي من الشبيبة العراقية المجربة ان ينخدع بالدعاية الامريكية ويتطوع للحرب على شعبه, من اجل الخلاص من صدام!! هل يمكن لليأس والالم ان يبرر لاي عراقي ان يجرم بحق نفسه وشعبه والبشرية!! ان جميع جرائم صدام جاءت بتخطيط امريكي من اجل ان يصل الشعب العراقي الى هذه المرحلة من اليأس والاستسلام للحرب والاحتلال , ولوبنسبة واحد بالمليون, وهو نتيجة مؤلمة يجب النضال بمثابرة لانقاذ شبيبتنا من هذا المزاج!
لقد اثبت شعبنا كما يثبت الشعب الفلسطيني بانه لايرضخ ولا يستسلم للاحتلال الامريكي الصهيوني الذي يهدد اليوم ليس العراق وفلسطين فقط, بل العالم العربي باجمعه. ولذلك يتحمل شعبنا والشعب الفلسطيني مسؤلية تاريخية جبارة وكلنا ثقة بشبيبة العراق ولاسيما شبيبة الانتفاضة بالوقوف ضد الحرب والدكتاتورية والنضال من اجل تحرير شعبنا من الدكتاتورية والهيمنة الامريكية والمساهمة بتحرير الشعوب العربية والبشرية عموما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال