الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق من المعتقل

باسم الخندقجي

2012 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



قد أكون بعيداً..وأنتم كذلك أيها الأحرار ..قد لا اراكم ببصر عيني ولكنني ادرككم ببصيرة عقلي وقلبي ..
ومن هنا ..من هذه الغربة الحديدية ها انا اجدد لكم الواجب المحتوم والمجيب لي ..واجب إتحادي بكم وتواصلي معكم وهذا الإطار العظيم الذي لطالما حرسني ويحرسني من البرد والصدأ..
اليكم رفاقي الأحرار أكتب أهمية وضرورة مشاركتي إياكم الهموم والتحديات والمسؤوليات والوقوف بوجه التحديات ورياح التخاذل .. ومن هنا فإنني أعتبر هذه المساهمة المتواضعة – وللأسف لم تأخذ مداها الأرحب بسبب ظروف الغربة القهرية – والمكثفة نتاجاً جدلياً ضئيلاً يحتم عليْ كتابته وبالرغم من الهاوية العميقة التي تفصلني عنكم إلا أن جسر الكلمات والعقل كفيلٌ بأيصال ما يجول بي من أفكار وخواطر كانت ولم تزل من حبر حشف.
إنني وعبر مقدمتي هذه آمل أن يتم الأخذ بعين العقل والإهتمام بما أطرحه هنا في هذه الأوراق المكثفة من رؤية وواجب مطلوب مني ..ومن هنا فإنني أتوجه إليكم بهذه الأوراق لضمان مناقشتها ونشرها داخل ما هو مناسب لها ..وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،

رفيقكم :باسم الخندقجي..أ.جيفارا
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن ايشيل – بئر السبع
يوليو . 2012
ملاحظة هذه المداخلة ستنشر على اجزاء في مؤتمر حزب الشعب الفلسطيني الخامس

الورقة الأولى:الضمانات التنظيمية وبوصلة الحزب

ثمة قاعدة تقول :لا يمكن تنفيذ برنامج تكتيكياً كان أم إستراتيجياً دون أن يكون هنالك آليات عمل تنظيمي تصل لحد أن تكون حديدية صارمة تفضي الى نجاح ذلك البرنامج . اذ ان الضمانة التنظيمية هي بمثابة الممول القوي والحامي الحقيقي الذي يحرس الاتجاه المرسوم والمخطط له ويقوده الى ارض النجاح والتحقيق .. ولا يوجد مؤسسة ناجحة لم تمارس وتؤسس لضمانات ادارية او تنظيمية قوية وسلمية تحتضن التحول من الواقع والى الواقع . واما الضمانة التنظيمية فهي تتجلى بصورتها التقدمية عبر عدة مراحل من اهمها الحاجة او "وعي النقص"-هيجيل- فعندما ندرك حاجتنا ونفهمها ونقرأها .. عندها نبدا بتاسيس ضمانات التي هي بطبيعة الحال نتاج جاء لتلبية الحاجة ويتلاءم مع اهمية سرعة التحرك نحو التغيير وعندما نبدا ببلورة الضمانة ومفهومها وبنائها من مادة الحاجة فإنه لن يكون هناك عدة عقول وآراء وآليات عمل مختلفة ..لأن هاجس الحاجة بدا بالسطوع والتاثير على مجريات الجانب التنظيمي ..بحيث أن الوحدة حصلت بين النقيضين –الحاجة والضمانة- وبالرغم من ضرورة حدوث أخطاء أثناء الممارسة الا ان الضمانة الصلبة هي التي تعالج من خلال تفهمنا نحن لأهميتها .ان ما يمر به حزبنا اليوم من ازمة ومتاهة سببه الرئيسي هو افتقار للعقل الجماعي الذي يقود ويرشد ويصوْب ..مما يؤدي هذا الافتقار الى عدم قدرة الحزب على قراءة اللحظة المناسبة التي يجب ان يكون بها خالق لضماناته التنظيمية التي بدورها هي الاسس الحقيقية لكل حزب اذ ان هناك مراحل ولحظات حرجة تمر على الحزب مرور الكرام لتنهشه دون ادنى مقاومة ملموسة تحميه وتقيه وهذا يعكس استمرارية تفاقم الازمة ..وانا هنا اقصد الداخل الحزبي حيث العديد من اللحظات الخانقة والصعبة باتت تزداد واكثر من أي وقت مضى باتت تهدد وجود الحزب والسبب هو عزل الحزب بمحركه التنظيمي عن واقع الحاجة للتغيير ..عزلٌ متعمد ومقصود لتوفير مناخ مناسب لذوي النزعات المرضية الدكاكينية ..ان الافتقار لا يعني الجهل وانما افقار الحزب من كل شيء تقريباً ..بدعوى التجدد والتغيير والتجديد ..افقاره لدرجة الافلاس ..وها نحن اليوم امام التحديات .. ولا اعتقد انه يمكننا لان ان نجازف بمزيد من دعاوى التغيير اللاواعي ..فعندما يقف الحزب عاجزاً عن اتخاذ ضمانات تنظيمية مصيرية لصون وحدته وتنفيذ برامجه فإن هذا يعني ان الوقت قد حان لاكبر كم من الاسئله التي هي مفتاح النقد الجذري للحالة الراهنة للحزب ..ان أي فكرة في هذا العالم يمكن تحقيقها وتطبيقها وفق اليات عمل وضمانات تنظيمية صارمة وفق الحاجة والظرف .. فولاذية مرحلياً..وتلاؤم وتوافق ودينامية حزبية مرحلياً أيضاً بحيث لا يتحول الحزب الى دكتاتورية ستالينية مطلقة قامعة لحرية التعبير والنقد داخل اروقة الحزب .ان البداية يجب ان تكون فولاذية .. القاعدة الحقيقية ومصدر قوة الحزب التي لا يمكن المساس بها تحت أي ظرف من الظروف ..وما يحدث الان هو انتهاك صريح لاهم معايير العمل التنظيمي ...
المطلوب اليوم لضبط البوصلة الحزبية هو اعادة الاعتبار واحياء ما تم خنقه ودثره..المطلوب فضح العجز الداخلي ونشر الهاجس ..هاجس الضياع داخل اروقة الحزب ..اقرعوا الاجراس ..دقوا على جدران الخزان ..فما نحن بحاجة اليه اليوم هي ثورة حزبية داخلية تزيل التراكمات الخبيثة وصدأ الردة ..والضمانة الحقيقية هي الضمانة التنظيمية الاصلية الناشئة منا ... من حاجتنا ونقصنا وعجزنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني