الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العوائق الخفية للتقدم

حميد المصباحي

2012 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الدول في العالم العربي,تجد صعوبات كبيرة لتحقيق التقدم,صارت هذه الحقيقة مؤلمة,يدركها المثقفون,ويخشون من التصريح بها علنا,لكن الساسة,يعتبرون من يقول بذلك,سوداويا وعدميا,فهم يعتقدون بأن التطور قابل للتحقيق,إذا ما اختار الناس المصوتون,النخبة القادرة على تحقيق هذا الطموح,فتجدد الآمال ضرورة سياسية,وحيوية لاستمرارية المجتمعات البشرية,في كل العالم,وطيلة مسار التاريخ البشري,لاتوجد حضارة انقطعت عن الحلم بما هو أفضل,ولذلك احتاجت دائما إلى العارفين والمتعلمين من الساسة والمثقفين,لكن هل نجحت كل الحضارات في تحقيق المزيد من التطور,والرقي؟وهل استطاعت كل الحضارات تحقيق أحلامها؟
قديما كانت الدول والحضارات,التي تعجز عن النمو والتقدم,تتعرض للزوال,بفعل هجومات الغير,أوتفكك بنياتها المجتمعية,وتشتت الناس,وحتى تدميرهم لمدنهم وحياتهم المشتركة وكل ما كان يرمز لها,لكن هذه الحضارات سرعان ما كانت تنبعث بطريقة مغايرة,باحثة عن مبررات وجود جديدة,ومبررات لزوال السابقين,وإعلان البراءة مما خلفوه,أو تبني البعض فيه لتطويره وإغنائه,هنا تحدث القطائع,وتنبعث أشكال جديدة من الإستمرارية,المزعومة أو الحقيقية.
في عالمنا العربي راهنا,ضعف الدول,وفشلها متحكم فيه,فرغم انهيار بعض أنماط السلط فيه,خصوصا المنغلقة والأكثر استبدادية ,ووقوف أخرى على هاوية الإنهيار,وسير غيرها نحو الديمقراطية التمثثيلية,دباجة الدساتير,وحدوث التناوب بين النخب السياسية,فإن هناك أصواتا,تسائل الوضع الجديد,إن اكتملت جدته,ترى هل الديمقراطية,والتمثيلية,وسلطة القوانين,كافية لتحقيق النمو والرقي؟إن لم يتحقق ذلك,فهل تعاد الدورة مرة أخرى,أم تتكيف المجتمعات العربية والسلط الحاكمة لها مع التخلف وتقبل به,كقدر أو ما يشبه القدر؟
ترى هل يحلم الإنسان العربي,بأن يتحكم في واقعه ويحكمه بالعقل,ليعيش الخالة الأروبية,في رقيها الحضاري والثقافي والإقتصادي,بحيث تتقلص مظاهر الفقر,والأمية,والإنحطاط في كل أشكاله,من فساد ورشوة,واحتقار للعمل والزمن,واستهتار بالحياة الإنسانية؟؟؟؟
المثقف الرصين,ينظر وينصت للكثير من الشعارات,التي عادة ما يرفعها الساسة,والذين تناوبوا على السلطة,وقبل الوصول إليها,كانت شراستهم مخيفة,لكنهم أدركوا مع الزمن والتجارب السياسية,أن صيحاتهم لايمكنها أن تخيف بنى ثقافية,وذهنيات وعمولات لها أصحابها مستعدون لإشعال حروب دفاعا عن امتيازاتهم,وعلاقاتهم,وحظوتهم,وأنهم مستعدون لشراء الصمت,والسكينة بأي ثمن,حتى لو كان بثروات الوطن وكل ما تطاله أيديهم,هؤلاء من تخاف السلطة نفسها,إن لم نقل أنهم السلطة نفسها,لاأحد يراهم,لكنهم الأكثر حضورا,والأكثر حركية,حاضرون في الروحي,بتدينهم,وتأويلهم للمشترك الديني,وحاضرون في الإقتصاد بريعهم,ومالهم,وفي السياسة,بخدامهم,الناطقين باسمهم,إنهم شبيهون برجالات الكنيسة,أيام ثورات التغيير الأنوارية,بالإقطاعيين,وملاك الأراضي,شبيهون بسلط اللاهوت,تلك التي تحاول إقناع الناس,بتحمل عقوباتتها الأرضية,فهي مطاقة أكثر من عقوبات الروح الأخروية,التي تدوم إلى الأبد,وقد استفاد أعداء التطور من التجارب السابقة,فاختاروا لأنفسهم الكثير من الأقنعة,فهم خلف كل شيء,وكل القيم,وكل الإيديولوجيات,وكل السياسات,ولن تجد مشروعا واحدا خاليا منهم,فما الذي يجمع بينهم ويوحدهم؟؟؟

إنها غريزة البقاء والسيطرة,,هم رافضون لمنطق التاريخ,بما هو تغيير لأنماط العيش,وطرق الحكم والتحكم,حقيقة,إنهم ليسوا أشباحا,لكن قوتهم,تجنب الكل الإساءة لهم,أو تجاوز حدود التنديد,ببعض وجوههم التي عرفت,أو كشفت عن أقنعتها,في صراع اتضحت معالم المتصارعين فيه نسبيا,ربما يقول قائل أنهم طبقة اجتماعية,فالطبقات منسجمة,ولها موقع اقتصادي في علاقات الإنتاج,أما هؤلاء,,فإنهم يشتغلون بالأغنياء والأقوياء والفقراء والضعفاء,يمسكون كل سلطة من حيث لاتدري,همهم إخفاء سلطاتهم,يبدو للبعض أنهم بمثابة لوبي,,أي جماعة ضغط على سلطة القرار,كما يحدث في أروبا وأمريكا,اللوبي,له مصالح,اقتصادية,تمتزج بالرغبة في تطوير البنى,أو الدفاع عن حليف مهدد,شخصا كان أو نظاما سياسيا,لكن هذه الطغمة,غايتها الحفاظ على الوضع كما هو,أي في تخلف البنى الإقتصادية والسياسية والثقافية,مع ترميم المتلاشي منها واعتباره تراثا,صالحا للعرض في الساحات العمومية,والملتقيات الدولية والعالمية ,باختصار إن خطورة هذه الطغمة,هي عدم وضوحها,فليس لها فكر محدد,يمكن بناء عليه تحديد مساحة تفصلها عن السلطة أو المجتمع,إنها لاعب,مثير وغريب,,وكل التفكير السياسي,في العالم العربي,حاول اختيار نظريات لتحديد خصومه,استوردها ولم يطورها,فكانت مهربا له من التفكير الجدي,في أسباب عدم تحقيق العالم العربي لنهضته المنتظرة,والتي يبدو أنها اتخذت كل الوجهات ولم تحقق غايتها.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك