الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر المحروسة تترنح

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2012 / 7 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


مصر المحروسة تترنح

• أتصور أن البداية الحقيقة لحداثة مصر ولنفضها غبار التخلف وأقذار الكراهية والعداء للعالم عن نفسها وثقافتها هو أن تدرك أكذوبة عروبة مصر، وأن يرى المصريون أنفسهم مجرد مصريين فقط لا غير، ليبدأوا في التعامل مع العالم المحيط والبعيد على أسس إنسانية ومصلحية دون عقد الكراهية والتوجس التي حقنتها بها أيدولوجية العروبة.
• من أهم معالم الثقافة المصرية "ثقافة الإنكار"، وبها يهرب الإنسان من مواجهة حقائق الحياة، فلا يستطيع عقله تقبل ما يخالف تصوراته المسبقة، فهو يعجز سيكولوجياً وليس عقلياً فقط عن مواجهة أي ملامح لصورة مختلفة مضادة لما استقر في مخيلته ويقينه، فيلجأ للإنكار والتحول إلى من ينبهه لتلك الحقائق المختلفه ليواجهه بشراسة مكيلاً له قائمة اتهامات تجرده من الموضوعية وتصمه بدوافع دنيئة وما شابه، وكأن هذا الهجم كاف لمحو تلك الدلائل المزعجة التي تهدد استقراره النفسي والعقلي.
• لا شك أن مرسي وجماعته ينشدون استقرار مصر، لكنه استقرار في قاع المجتمع الدولي والحضارة والقيم الإنسانية. . استقرار بعد تجريد مصر من ركام حضارتها عبر آلاف السنين، لنحيا بقيم البدو البدائية الوحشية. . تاريخ ممتد من العنف والإرهاب. الكذب والتدليس. الصفقات المشبوهة. التجارة بالدين. . هذا هو تاريخ الإخوان المسلمين الذين تنحو بعض الروايات أنهم من اغتالوا حسن البنا مؤسس الجماعة. . الجماعة وتوابعها ليسوا تشكيلات هامشية هشة، بل يستندون لقاعدة جماهيرية ونوعية فكر وثقافة ضاربة بجذورها في الشعب المصري. . أظن أنه من المبالغة في حسن النية أن نتوقع من مرسي في مواجهة جرائم المتهوسين الإسلاميين أكثر من الإدانات الكلامية التي تتضمن استحساناً وتشجيعاً مضمراً، فهو منهم وهم منه يا سادة. . أتمنى لو استطعت التسلل لمخ مرشد المحظورة، لأضطلع على الأسباب الحقيقية لجعله مرسي رئيساً لحزب الإخوان ثم ترشيحه رئيساً للجمهورية، فربما كان نشر هذه الأسباب بمثابة هدية بشعة لمن انتخبوه!!. . هل ينجح طنطاوي وعنان في أن يحلوا لدى مرسي الجميل المطيع محل فضيلة المرشد ونائبه الشاطر؟. . أعتقد أن من يطالبون مرسي بتأسيس دولة مدنية حديثة يطلبون منه هكذا أن يخون مبادئه التي أنفق من أجلها عمره، ويخون جماعته ومن انتخبوه من أجل دولة قروسطية إرهابية.
• تحتاج حرية الإنسان إلى الحماية في مصر، لذا فهي تحتاج للحماية الدستورية، أما الدين فهو في مصر أقوى من الدولة ودستورها، لذا فالمادة الثانية لا مبرر لها ويجب حذفها من الدستور.
• العلمانية ولا طريق غيرها يؤهل الشعوب للالتحاق بموكب الحضارة الإنسانية، وبدونها ننكفئ على وجوهنا في مستنقعات التخلف والجهالة. . العلمانية الصريحة المستقيمة طريق النجاة يا سادة. . هناك شعوب تجتهد وتشقى من أجل إنتاج العلم، وشعوب أخرى نتوسل إليها أن تتفضل وتقبله، رغم شغفها باستخدام واستهلاك تطبيقاته!!
• لقد ظل الشعب المصري وصفوته طوال مائتي عام يجمعون في ثقافتهم وسلوكياتهم بين متناقضات لا تجتمع من التقاليد والأفكار العتيقة وكذا من الحداثة وقيمها ومفاهيمها، في مزيج غريب متنافر غير متوافق أو متناسق، ولقد حاول سلامة موسى وغيره التشجيع على الحسم لصالح قيم الحداثة، فيما ظهر حسن البنا للحسم باتجاه انتصار القديم واستئصال الجديد ومعادته وتكفيره. . كان الحسم في الحقيقة ضرورياً وملحاً، ولقد قيض النصر أخيراً لصالح التخلف والارتداد عن هامش حداثي فشلنا في التوافق مع أو تعميقه.
• لا أنكر وجود مؤامرات، ولكن أستهجن نسبة كل ما يحدث لمؤامرات دون وجود دلائل مادية تشير إليها.
• مايحدث من تجمهر أمام القصر الجمهوري يؤكد مقولة أن العبيد لا يعرفون الحرية ولكن الفوضى.
• الفلول أنواع، أسوأهم فلول المعارضة وفي مقدمتهم الإخوان والسلفيون أصحاب الصفقات الشهيرة مع عهود ستة العقود الماضية، والذين كان يعيش نظام مبارك على تخويفنا من سيطرهم، وهو ما اتضح حقيقيته، يليهم العروبجية المعادون لكل العالم حتى لأنفسهم، والذين يتاجرون بكل القيم في دعارة سياسية لا يستطيع أحد منافستهم فيها، واليساريون الذي عجزوا عن التوافق مع حقائق العصر وظلوا أسرى نظريات اكتشف العالم أجمع فشلها، أما فلول الفساد الذين استشروا في عهد مبارك فهؤلاء يصعب حصرهم لأنهم ينتمون للشعب المصري بجميع طبقاته، يتبقى فلول التسلق والانتهازية، وهؤلاء يتزايدون الآن بمن يزحف على بطنه لنفاق والاسترزاق من عهد دولة مصر الإسلامية. . إنها مصر المحروسة يا سادة التي تترنح الآن من فساد وتهالك شعبها وترهل دولتها وفشلها.
الولايات المتحدة- نيوجرسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصر تتفتح
عبد الله اغونان ( 2012 / 7 / 6 - 19:50 )
بالعكس عما يقوله الكاتب الذي يغفل كل التحول الثوري والجديد والديمقراطية والاختيار الشعبي الاتجاه الاسلامي في مصر والعالم العربي عامة
لغة الكاتب نتطرفة وطائفية ومضادة للتضامن العربي فمصر كما يعرف من تاريخها
عربية اسلامية ولاقيمة لها بعزلها عن محيطها العربي لاسياسيا او اقتصاديا او تاريخيا ومايخفيه الكاتب واضح اذ يتخذ مواقف طائفية غير مبررة خاطة في ظل التصريحات والموافق المنصفة للحكومة الجديدة
كل كلامك ضد التيار وسيبين التاريخ باته مجرد نعرات لااساس لها في الواقع


2 - لا خوف على مصر يا محترم
ميس اومازيغ ( 2012 / 7 / 6 - 20:49 )
عزيزي كمال كابريال تقبل تحياتي/ايها المحترم لا خوف على مصر ستدرك وقريبا اكذوبة عروبتها كما ستدرك سبب تغني غيرها بكونها قلب العروبة النابض اتعلم لماذا لأن الأهرامات ما تزال تطل على مساكن احفاد بناتها. اما عن العلمانية فهي قادمة لأتها من اهداف الفوظى الخلاقة التي تفتق عنها فكر الحكيمن الأسرائلي والغربي كوسيلة لتجنب مآسي الفتن والحروب وبالتالي التعامل بالندية في اطار الأحترام المتبادل مع الأستفادة من الأنتاج البشري بشكل عادل بعيدا عما يسوقه النصابة والمحتالون من ابناء جلدتنا من ان الغرب يريد خيراتنا ناسين او متناسين ان هذا الغرب ماض في اكتشافاته على الأرض وفي اقطار السماوات في الوقت الذي ما يزالون هم لا يغادر تفكيرهم فروجهم.
تقبل تحياتي


3 - الأهرامات ما تزال تطل
‎هانى شاكر ( 2012 / 7 / 6 - 21:08 )
نعم ميس او مازيغ ... حتى تاريخ هذا ألتعليق

وإلى إشعار آخر .. يتبعه ألبيان رقم واحد



4 - العبيد يشتاقون الى الفراعنة
عبد الله اغونان ( 2012 / 7 / 7 - 02:36 )
الفراعنة الذين طغوا في البلاد واذلوا العباد ولم تعرف حضارتهم الابناء اهرامات اهرامات لقبورهم كانت حضارتهم حضارة قبورية
يظهر ان جينات احفاد الاحفاد تشتاق الى العبودية وعودة الفراعنة
انها قابلية الاستعباد
في الحديث الشريف
ان قوما يجرون الى الجنة بالسلاسل
الرئيس المنقذ محمد مرسي العياط رئيس جمهورية مصر العربية جاء على صهوة جواد الديمقراطية
جرعة
جرعة
ياسيدي فبعض المرضى لايحبون الطبيب
اعانك الله وصالح المومنين


5 - الشعب و الدستور و الجماعة
عماد عبد الملك بولس ( 2012 / 7 / 7 - 05:43 )
الشعوب التي بلا عقل كالبحر، جبار و عميق، لكنه لابد من استغلاله فقط، و لابد أن يتعلم البحار كيف و بأي أداة يركبه للوصول إلي غايته

أسئلة حول الدستور: هل كان في دستور المدينة مادة كالمادة الثانية؟ هل يُعقل أن يحتوي دستور منوط به العدالة أن يُعلِي التمييز و يتبناه؟ هذه المادة معيبة، و لا أعني إلغاء الهوية الإسلامية من الدستور لأنها واقع، و لكن لماذا لا نسمي الأسماء بمسمياتها بدلا من احتضان و تبني الفتنة و التمييز ثم الشكوي منه، لابد من إعادة سيادة هذه المادة، البلاد العلمانية توجب ذكر الدين فقط للتذكرة بمرجعية الأغلبية و ليس لتمييز مكون وطني عن غيره، أتفق مع سيادتكم - بتصرف - في وجوب إلغاء التمييز الديني - مع الاعتراف بكل مكونات الوطن - في الدستور و إلا كرسنا الفتنة، و لتوضيح الفكرة: تخيلوا لو قلنا أن أهل مصر هم الأقباط و أن هم أصحاب الأرض، فنكون بذلك ألغينا باقي مكونات الوطن

الجماعة كيان منظم يتاجر بالوهم إلي جانب الدين في سبيل مكاسب سياسية، و أغلب الشعب يتعاطي هذا الوهم، المعركة ليست مع الجماعة، و لكن مع الوهم و التجارة في الدين


6 - الى العبد مدمن العبودية اوغنان
Ali Hussain Al-Janabi ( 2012 / 7 / 8 - 13:07 )
لايصلح الناس فوضى لاسراة لهم ولاسراة ادا جهالهم سادوا
السيد اوغنان الكل يعرف ان مفهوم اليوم الاخر والحساب بعد الموت هى فكرة مصرية فرعونية معناه ان الفراعنة ناس طيبون وعادلون يخافون تلك اللحظة من الحساب واثارهم تدل ومنها كتاب الاموات دليلى على دالك ارجوك قراءة تاريخ دالك الشب الطيب وتاريخ حفدتهم الطيبين الاخوة الاقباطفالانسان عدو ماجهل رغم اعتقادى الجازم انك لست بجاهل بل متعصب ومدمن على التعصب الفارغ ادو لك بالهداية ومنك الاستغفار ان تجاوزت حدودى فى التعليق

اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال