الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداً على د. فيصل القاسم فى الإتجاه المعاكس ..

نورالدين محمد عثمان نورالدين

2012 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أن نخوض فى الهدف الأساسي من تناول مقدم برنامج الإتجاه المعاكس قضية الثورة السودانية بهذا الإختزال المخل فى تساؤل غريب مفاده ( هل مايحدث فى السودان إحتجاجات عادبة أم تململ عام ؟ ) .. عليه أن يعترف هو شخصياً أن قناة الجزيرة تجاهلت الأحداث عن عمد فى الوقت الذى نقلت فيه كثير من الفضائيات الأحداث بكل مهنية ..هذا وبناء عليه بقى لزاماً علينا الرد عليه ووضع الأمور فى نصابها الصحيح قبل أن يتمادى هو وتتمادى قناة الجزيرة فى تجاهل الحدث والتآمر ضد شباب السودان .. مايطلبه الآن مقدم برنامج الإتجاه المعاكس ترشيح شخصين احدهما من المعارضة والآخر من النظام ليتناولا مادة برنامجه .. وليس من المستبعد أن يأتى لنا بشخص يحسب نفسه معارضاً وهو من قلب النظام وبهذا يواصل الرجل فى الإستهانة بعقول السوادنيين وقدرتهم على التغير .. وهذا هو السبب من وراء هذا الإختزال للثورة السودانية ..وأقول له أن الشعب السوداني هو معلم الشعوب العربية والأفريقية فى الإنتفاضة ضد الطغيان .. ومايحدث اليوم من ثورات تخطاها السودانيون منذ زمن .. وعليه أن يقرأ تاريخ السودان جيداً وبحياد قبل أن يتناول أي شئ يخص السودان .. أما إختزال مايحدث من نضال فى السودان ضد نظام الجبهة الإسلامية منذ إنقلابها على الديمقراطية إلى يومنا هذا فى مجرد (إحتجاجات عادية) أو كما يريد أن يقول .. أو فى مجرد ( تململ عام ) كما يريد أيضاً أن يبتعد من ذكر ثورة عارمة ضد نظام الخرطوم .. فالإحتجاجات لم تتوقف فى السودان ولكنها تقمع وبطريقة شرسة عسكرياً وإعلامياً فالشعب السوداني محاصر من كل الجوانب حتى وصل لدرجة منعه من السفر خارج بلاده .. حتى وصل لدرجة من عدم الثقة فى كل شئ فالنظام الحالي فرق بين الإخوة فى البيت الواحد ..
وعلينا أن نمر هنا بمحطات فى طريق الثورة السودانية منذ إندلاعها فى 1989م من اليوم الذى إنقلبت فيه الحركة الإسلامية على الشرعية الديمقراطية فالمساحة هنا لا تسمح بالكتابة عن هذا النضال لصغرها فالثورة السودانية تحتاج لمجلدات وكتب حتى يتم التوثيق لها وحتى يتم رصد كل إنجازاتها فى كل القطاعات ..طلاب ، موظفين ، عمال ، شباب ، مزارعين ، عساكر .. ولكن على فيصل القاسم وقناة الجزيرة ومن يحاول أن يلف لفهم أن يعرفوا أن هذا النظام وجد معارضة شرسة ومتواصلة .. فبعد أن مارس سياسة التمكين بفصل المعارضين له من الخدمة المدنية وحل النقابات ..وتصفية الخصوم السياسيين جسدياً .. وممارسة الإغتيالات السياسية بطرق ملتوية ومختلفة ضد أي صوت يقف ضده حتى فاقت ميزانية مايدفع لمليشيات النظام وجهاز أمنه كل مايدفع فى التنمية والقطاعات الخدمية من صحة وتعليم ومياه وكهرباء والافظع من هذا قيام ذات النظام ببيع مؤسسات الشعب السوداني وبيع الأراضي السودانية بأبخس الأثمان للأجانب هذه يعض اللمحات من تاريخ هذا النظام ..
بعدها وصل الأمر بالمعارضة من إبتكار معارضة الخارج لدعم مناضلي الداخل بكل السبل .. فالوضع داخلياً لايطاق .. ولكن لم تتوقف الثورة السودانية ولم تتراجع .. وعندما وصل النظام لقمة قمعه وجبروته حينها أعلن وعلى الملاء .. بأنه – النظام – جاء للسلطة بالسلاح فمن يريدها فما عليه سوي حمل السلاح .. فكانت قوات التجمع الوطنى الديمقراطي التى كانت تضم ( جيش الأمة للتحرير التابعة لحزب الامة ) ، ( وقوات فتح التابعة للحزب الإتحادي الديمقراطي ) ، ( وقوات مجد التابعة للحزب الشيوعي السوداني ) ، ( والجيش الشعبي لتحرير السودان التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان ) ، ورفعت حينها شعار ( الإنتفاضة الشعبية المحمية والمعززة بالسلاح ) فما كان بعدها من النظام إلا التراجع كما عرف عبر تاريخه من تراجعات كلما وصل به الأمر لطريق مسدود، ولكنه تراجع غير أمين وغير صادق وفى أول محك عملي ينقلب مرة أخرى على الخصوم دون أي مبدئية ..وهكذا بدأ سياسة الحوار الثنائي بأصطياد أطراف التجمع الوطني الديمقراطي من حزب الأمة بقيادة الصادق .. والحزب الإتحادي بكل فروعة .. ولكن كانت هناك إيجابية حيث كانت هذه الأحزاب التى تتحاور ثنائياً مع النظام تواصل نضالها فى إطار التجمع الوطني حتى فشل النظام فى تفكيك التجمع الوطني الديمقراطي .. فتراجع مرة أخرى ، حتى كان إتفاق السلام الشامل الذى وضعت بموجبه المعارضة السلاح وإتجهت للكفاح السلمي الديمقراطي ( ورفعت شعار الحل السلمي التفاوضي ) كطريق للتحول الديمقراطي وحفاظاً على أرواح السودانيين وحينها إنتزعت هامشاً من الحريات كان نتاجه عودة الأحزاب للساحة السياسية .. ولكن أيضاً لم يوفى النظام بمعاهداته فكبت الحريات وقمع الأحزاب ومارس الإعتقلات ضد كل الخصوم السياسيين وتارة يدعو هذا للمشاركة معه فى السلطة وتارة أخرى يتفاوض مع ذلك الطرف .. منتهجاً سياسة فرق تسد ..التى كانت من نتائجها ..إتفاق نيفاشا الثنائي الذى أفضى إلى فصل الجنوب الحبيب عن الوطن ( ولو كان هذا الإتفاق قومياً وشاملا لما حدث هذا الإنفصال ) وبنفس المبدأ تواصلت الإتفاقات الثنائية .. ليس لضعفاً فى المعارضة ولكن نتيجة الكبت ومصادرة الحريات التى مارسها النظام حتى أصبح من شبه المستحيل التعامل معه أو الحوار معه فتمترست المعارضة خلف شعار إسقاط النظام أو قل تغيير النظام ..ومنهم من عاد لحمل السلاح أيضاً كرد فعل لممارسات النظام فى كردفان ، النيل الأزرق ، دارفور ، إلى يومنا هذا ومنهم من إرتضى الكفاح السلمي ويعاني الأمرين اليوم فى الداخل من كبت للحريات وإنتهاك للدستور ومصادرة للحقوق المدنية للمواطن ومصادرة الحريات الصحفية والإعلامية ومصادرة وإغلاق الصحف وإغلاق دور الأحزاب السياسية وقمع كل معارض للنظام بحجة الخيانة والعمالة حتى كان هناك قانون رد ( العدوان والخيانة العظمي ) الذي أخرجه برلمان النظام لقمع الصحافة والمعارضيين ..ولكن بالنضال المتواصل والضغط الشعبي والإعلام المضاد لإعلام النظام المسيطر على كل الأجهزة الإعلامية من تلفزيون وصحف وإذاعات .. حينها سيتراجع النظام ولكنه كالعادة تراجع تكتيكي ليعاود الهجمة الشرسة مرة أخرى على الحريات العامة ..مع تأكيدنا أن كل مايدور من حراك ضد النظام هو طريق سلمي تماماً بعيد عن التخريب والعنف وليس كما يدعي النظام ..فالتخريب والعنف يأتي من قبل أجهزة النظام لضرب المحتجين والمتظاهريبن سلمياً فى الأحياء والمساجد والجامعات ..
أما تلك الإتفاقيات الثنائية لم تكن سوى صفقات مالية بين الحزب الحاكم وبعض الأحزاب المعارضة والمعروفة فى الساحة .. والمال الوفير عند النظام .. فتارة هى – تلك الأحزاب - مع المعارضة وتارة مع النظام .. ولكن لم تتوقف الثورة السودانية حتى كانت ( قوى الإجماع الوطني ) التى تعارض اليوم و بشراسة .. كل هذا كان يحدث تحت تعتيم إعلامي ضخم من قبل النظام حتى إندلعت ثورات الربيع العربي فإنفضحت القنوات الفضائية التابعة للأنظمة وإنكشفت المنابر الإعلامية الموجهة .. فظهرت عورة الطغاة .. واليوم بعد أن إندلعت الثورة السودانية .. أصبحت هذه المنابر فى حيرة من أمرها بثورة هذا الشعب المعلم فجميع الثورات تم التقليل من شأنها فى بادئ الأمر ولكن فى النهاية إنتصرت الثورة فالثورة دائماً على حق والشعب هو من يختار حكامه فعهد الدكتاتوريات والطغاة ولى ولن يعود ..
وبين التجمع الوطني الديمقراطي .. وقوى الإجماع الوطني .. وثورة شباب السودان .. محطات نضالية كثيرة وإنتكاسات عديدة وإنجازات كبيرة .. على الجميع إستصحابها معهم فى قراءة الساحة اليوم .. فما يحدث اليوم هو تراكم موضوعي للثورة السودانية منذ إندلاعها وحتما ستؤدي لتغيير كيفي فى كل مناحي الحياة السودانية بدءاً بالنظام .. وإنتهاءً بدولة المؤسسات والقانون ..
فما يحدث اليوم فى السودان دكتور فيصل القاسم هو إستمرار طبيعي لنضال الشعب السوداني ضد الطغاة والدكتاتوريات والحكم العسكري وحكم الفرد .. فتاريخ الشعب السوداني ذاخر بالنضال .. واليوم نعم مايحدث هو تململ عام ولكنه ليس وليد اللحظة وليس وليد ثورات الربيع العربي فالمظاهرات كانت مستمرة ولكنها كانت تقمع بعنف والتململ كان موجود ولكن كل من يعلو صوته كان يفصل من وظيفته ويتم تشريده وتشريد عائلته والأمثلة لاتحصى ولا تعد ، والأحزاب كانت تحظر وماتزال والعمل السياسي كان يحظر فى كل الجامعات ويسمح فقط للحزب الحاكم و رغم كل هذا إستمرت الثورة السودانية ولم تتوقف للحظة واحدة ولن تتوقف حتى تستعيد الديمقراطية كاملة دون نقصان .. فثورة شباب السودان إنطلقت وستتمدد حتى تصبح ثورة شاملة .. فجمعة الكتاحة وحدت الشباب وجمعة لحس الكوع وحدت السودانيين فى جميع العالم ضد النظام وجمعة شذاذ الآفاق فتحت آفاق جديدة للثورة السودانية وهناك جمعات كثيرة فى الطريق ولن تتوقف الثورة .. فالوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم والنظام يزداد ضعفاً يوماً بعد يوم .. فهذا هو وجع الطريق الحقيقي وآلام المخاض من أجل غد أجمل ..
مع ودي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجزيره غير نزيهة
اسامة على عبد الحليم ( 2012 / 7 / 6 - 22:37 )
تحياتى
رغم اختلافنا مع دكتور فيصل القاسم فى بحثه الدائم عن الاثاره ولكن هو اعلامى كبير وله الحق فى تبنى المدرسة الاعلامية التى يحبها طالما قدم نفسه كمناصر للحق
فيصل القاسم بعرف ان القناة منحازه للنظام ولذلك اعتقد انه يتحسس طريقا لايستفز به اصحاب الجزيره سيما وان مصالحهم مع النظام معروفه, ومهما كانت الدوافع نتمنى ان تكون هذه المبادره نابعة منه وليس مدفوعا اليها لاسباب استخبارية او لتحديد المآلات او محاولة احباط الحراك السودانى
فى كل الاحوال ترجو من فيصل القاسم ان يحكم ضميره المهنى
شكرا لكم استاذ نور الدين

اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟