الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات عراقيه، والفائز شمعبعثيه

رزاق عبود

2005 / 2 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بصراحة ابن عبود
أنتخابات عراقيه، والفائز شمعبعثيه

انا، والكثيرون غيري استبشرنا خيرا، بيوم الأنتخابات، وكتبنا عنها. وكما تعودنا، فان عاطفتنا تغلبت علينا. فلم نر السلبيات، ولم نذكر التجاوزات، ولم نتحدث عن الخروقات، والضغوطات. واعتبرنا يوم الأنتخابات يوم عظيم. وهو عظيم فعلا، بمعانيه، ومغزاه، وتاثيره. ولكن، وللأسف، وكأي عيد لابد، وان يعكر، بحادث اليم. وككل المناسبات، الوطنيه، والأجتماعيه لابد من شذوذ، وتطرف، واساءه. مخمور يخرب حفلة عرس. أومجنون يقتل في يوم فرح، أو كارثه وسط البهجه، وهكذا.

بقدرة قادر تجاوز عدد العراقيين المقترعين، في ايران، اي عدد، في أي بلد، من دول المهجر.سبحان الله. كل القيود المفروضه على حركة العراقيين طارت. ومئات الوف العراقيين الذين، لم يتمكنوا من العوده الى العراق، او السفر لبلد اخر بسبب فقدان الوثائق الشخصيه. توفرت لهم الوثائق الصحيحه، والمصدقه، التي سيق، وأن سلبهم النظام الفاشي أياها. فهل ياترى سلمتها مخابرات صدام للحرس ألأسلامي ألأيراني.

وفي الوطن، في العراق، وفي يوم ألأنتخابات. فجأة، وبدون مقدمات، ولا تسجيل مسبق للأسماء تحول ألأئمة ألأثني عشر الى مرشحين في قائمة الحكيم، والجلبي، والجعفري. وأصبح علي ابن ابي طالب، وفاطمة الزهراء، في راس قائمة "الشمعة". وعاد المهدي، من غيبته، ليجد نفسه الرقم واحد في قائمة المرجعيه. النساء(الحريم) لايحق لهن ألأختيار. فهن مجرد رقم في قوائم ألأنتخاب فالأب، والأخ، والزوج، و"السيد"، و"المله" ، ومسؤول المركز ألأنتخابي الملتحي هم الذين يقررون، لمن "يجب" أن تصوت هذه "ألأمه".

وفجأة تحولت مساجد الله، وبيوت الله، وحسينيات ابو عبدالله، الى نوادي سياسيه. وتحولت سماعاتها الى ابواق انتخابيه تدعو، وترشد، وتوصي، وتهدد من لا ينتخب، او يصوت لقائمه بعينها. عجائز، وشيوخ، ومعوقين، حملوا حملا، رغم ارادتهم، للمشاركة في "يوم الغدير". التهديد، والوعيد، والضغط الديني هي السمات الغالبه، لأول انتخابات في العراق الجديد، للأسف .

البعثيون الجدد مارسوا، بدورهم، نفس اساليب صدام، واضافوا لها شراء الذمم. ففي السابق، كان على الكل ان يبايع القايد. ويرغم الناس على الحضور، ويستلمون استماره مكتوب عليها "نعم" . واليوم صار جنود، وشرطة، وحرس الحكومه القدامى، والجدد يمارسون نفس الدور. والفرق هذه المره هي قائمه بعثيه بقيادة رئيس الوزراء البعثي، وحلفائه من عشائريين، ومغتنين جدد.

فالمنتخب، بين سندان تهديد، ووعيد العمامة، وخوف "الفتوة الشرعيه"، ورهبة جهنم. ومطرقة الحفاظ على الوظيفة، العلاوة، استلام بيت جديد، وظيفه ارقى، أو سلطات اوسع. فالديمقراطيه الجديده هي الشمعبعثيه على اساس اتفاق ائتلاف الشمعه، وبعث علاوي في سبيل ابقاء العراق قطعة مساومه لتقاسم السلطات، والمواقع الوزاريه، على حساب دماء الشهداء، واستهتارا برغبة الملايين التي تحدت ألأرهاب.

سيحاول البعض تصويرنا، وكاننا ضد اليمقراطيه، وضد الحريه، وضد التجربه الأنتخابيه. والواقع هو العكس تماما، فالأنتخابات الديمقراطيه، يجب ان تكون حره، وشفافه، ونزيهه. ولم تتوفر هذه الصفات للأسف. واساء "الفائزين" للديمقراطيه، وألأنتخابات، بالمضايقات، والضغط بالدين، والمال، والسلطه، والعنف، والتهديد. وبدل، ألأستقلاليه سيطرت الطائفيه، والعشائريه، والتحيز، والتمييز، وكل هذه السلبيات لا يجمعها جامع، لا مع الديمقراطيه، ولا مع الحريه، ولا مع ألأنتخابات الشفافه. وتحول "الديمقراطيين" الى مزورين. فهل الوم ذاك العراقي، الذي لم يصوت، وعندما عاتبته قال، بحسره:

ـ نفس الشي مثل صدام. اللي يريدوه يجيبوه!!!

فهل يقبل شعبنا، وقواه الديمقراطيه، بتكرارهذه ألأساءه، في الأنتخابات ألأقادمه؟؟؟

رزاق عبود
7/2/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية في ظل


.. الانتخابات الفرنسية كيف تجرى.. وماذا سيحدث؟| #الظهيرة




.. استهدفهم الاحتلال بعد الإفراج عنهم.. انتشال جثامين 3 أسرى فل


.. حرب غزة.. ارتفاع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 19




.. إطلاق 20 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأدنى