الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب الفلسطيني احوج ما يكون الى قيادات تاريخية

عباس الجمعة

2012 / 7 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



إن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة دقيقة وخاصة بسبب المعايير الدولية المزدوجة والكيل بمكيالين من قبل المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فعلى الرغم من القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن منذ أكثر من (40) عاما إلا أن أمريكا لا زالت تعمل على تجاهل تلك القرارات الدولية وتعمل على حماية إلكيان الاسرائيلي وتوفر لها الغطاء السياسي (بالفيتو) وبالدعم العسكري والمالي والمعنوي وحمايته والدفاع عنه في كافة المحافل الدولية، هذا الكيان الذي ارتكب افظع المجازر بحق الشعب الفلسطيني وقيادته وفي مقدمتهم الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات ، هذا القائد الرمز الذي لم ينس الشعب الفلسطيني جريمة اغتياله ، ولن يتوقف عن السؤال والمتابعة، لاستكمال الكشف عن الحقيقة، ولذلك لابد من دعم عربي ودولي لتشكيل لجنة تحقيق في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتأمين كافة أشكال الدعم لها من الجهات كافة، وتزويدها بصلاحيات تخولها الوصول إلى الحقيقة لعرضها على الملأ على الشهب الفلسطيني والعربي ، دون تحفظات أو اعتبارات.
وامام هذه المرحلة نؤكد إن الشعب الفلسطيني احوج ما يكون الى قيادات تاريخية بحجم الرئيس الراحل ياسر عرفات والقادة المناضلين ابو العباس وجورج حبش وابو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين وسمير غوشه وعبد الرحيم احمد وفتحي الشقاقي وابو جهاد الوزير وابو عدنان قيس وبشير البرغوثي وطلعت يعقوب وعمر شبلي وفضل شرورو الذين وهبوا حياتهم من اجل فلسطين حيث كانوا يجمعون بين المقاومة والنضال السياسي حيث قادوا المرحلة ورغم كافة المؤامرات التي عصفت بالقضية والثورة وتمسكوا بالثوابت الوطنية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واكدوا على وحدة الصف الفلسطيني خلال تاريخهم السياسي والنضالي وظلت القضية الفلسطينية هاجس الجميع في مختلف اشكال النضال , ونحن لا نشك لحظة بان قياداتنا قادرة على حمل الامانة والمضي قدما بما تركوه الشهداء القادة وصولا الى تحقيق الاهداف الوطنية المشروعة لشعبنا .
وغني عن القول ونحن نستحضر واقع القضية الفلسطينية نرى من تبعات غرق النخب السياسية الفلسطينية مجدداً في خطابات ، فالقضية الفلسطينية وما تمخض عنها من صراع، فضلا عن السبيل إلى حله بما يستجيب ولو للحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية المغتصبة، أكثر تعقيداً نتيجة عدم وضوح الرؤية، وخاصة ان الشعب الفلسطيني يرى ان حقوقه تختزل ، ومن هنا يجب على الجميع ان يعي المخاطر وذلك قبل فوات الاوان ويعيد للمشروع الوطني الذي اصيب بعدة نكسات نتيجة تعثر الحالة الفلسطينية لجهة تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا متمثلة بالتحرير والعودة وتقرير المصير, وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني بعاصمتها القدس .
لهذا نرى ان العودة الى اهمية تعزيز وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية الكيان السياسي والمعنوي والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وتعزيز وحدتها واستقلاليتها باعتبارها الرافعة التي تنهض بالقضية الوطنية، وخاصة ان شعبنا قدم ثمن باهظ من اجل المحافظة عليها ,من اجل حمل القضايا الوطنية، في ظل انغلاق أفق التسوية وحالة الانقسام الفلسطيني ، كل ذلك يتطلب وقفة وطنية صادقة امام شعبنا الذي يتسأل اين المشروع الوطني هلا ما زال قابلا للتطبيق أم أننا أمام معادلة جديدة للصراع.
ان معالجة الازمة الفلسطينية يتطلب ضرورة أن تبقى م.ت.ف، اطاراً ائتلافياً لمجموع القوى الفلسطينية، وان تعكس الخارطة الجديدة للقوى السياسية الفلسطينية، ولكن على اساس تعميق طابعها الديمقراطي.
ان مجمل هذه العوامل، تدفع الى تفعيل وتطوير م.ت.ف والى الحاجة الموضوعية، لذلك، وعلى هذا الاساس فليس حافز تفعيل م.ت.ف فقط هو تراثها السابق، مع كل اهمية ذلك، ولكن متطلبات الواقع الراهن والمستقبل الذي يتطلبه وجودها، وعلى هذا الاساس فإن شعبنا الفلسطيني يتطلع الى المستقبل ، والى الانجازات التس حققتها الثورة الفلسطينية المعاصرة، عبر ذلك يمكن كسر حالة الاغتراب التي نشأت خلال السنوات الأخيرة في عمر م.ت.ف بالنسبة للجيل الجديد من ابناء الشعب الفلسطيني.
وعلى هذه الارضية يحظى هدف الوحدة الوطنية الفلسطينية بجاذبية لا تقاوم لدى كل الغيورين على مسار النضال الوطني الفلسطيني ومصيره، وبالنسبة للبعض ترقى أهمية السعي إلى تحقيق هذا الهدف إلى مرتبة الأولوية القصوى والشرط الرئيسي لمتابعة كل ما عداه من أهداف.
ونحن اليوم ما زلنا في مرحلة تحرر وطني لم تتمكن من الانتصار بدون التوفر على شرط الوحدة الوطنية، ورسم استراتيجية وطنية تستند لكافة اشكال النضال بما فيها التوجه للأمم المتحدة لانتزاع عضوية فلسطين فيها وإقرار المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وبحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم وفق القرار الاممي 194، لان معظم حركات التحرر استندت للوحدة وللتفاعل مع الجماهير قبل ان تحقق انتصاراتها .
واليوم تقوم الادارة الامريكية بتنفيذ مشروعها الخاص لبناء شرق اوسط جديد بعد ان اتخذت من نشر واشاعة الديمقراطية في المنطقة من خلال السطو على الثورات العربية التي رفضت الواقع المذل والتبعية، والتخلص من انظمة الاستبداد والتخلف والفقر ،وطالبت بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وإعادة الاعتبار لقيمة الانسان ، وتحويلها الى ثورات الفوضى الخلاقة كستارا لبناء نظام أمن اقليمي يخدم المصالح المشتركة لكل من الولايات المتحدة واسرائيل ،حيث يستبعد المشروع من جدول اعماله اية جهود للتسوية السياسية للصراع الفلسطيني والعربي ـ الاسرائيلي وهذه نقطة الانكشاف الجوهرية في حقيقة وجوهر واهداف المشروع وتغيب فلسطين عن اي تحرك ، بينما كثرت المؤتمرات حول الأزمة السورية وخاصة من قبل القوى الداعمة للمعارضة السورية والتي تتقاسم ولاءات هذه المعارضة، ومن مؤتمر إلى مؤتمر تتكرر النتائج، أو بمعنى آخر يتم ترديد الاسطوانة ذاتها التي تلغي الاعتراف بالطرف الآخر، وتحرض على العنف والقتل، وتستجدي التدخل العسكري الأجنبي لقتل الشعب السوري وتدمير سوريا.
ولكن الوعي الفلسطيني بتحييد مخيمات شعبنا عن الصراع القائم، وعدم الانحياز لأي طرف وعدم التدخل في الشؤون العربية يشكل خطوة مهمة على المستوى الفلسطيني ، ونحن نرى البعض يحاول الزج بالفصائل والوجود الفلسطيني في اكثر من مكان .
ندرك أن إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته حتى يتحقق بالداخل الفلسطيني والشتات وعلى الأخص مشروع إعادة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك بلورة دورها في وحدة الشعب الفلسطيني وتحقيق الإنجاز المرحلي بإقامة الدولة المستقلة ودعمها، تقوم على وحدة الأرض الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني ووحدة القيادة الفلسطينية.
ان الحال الفلسطيني اليوم بكل أسف اصبح مادة مستهلكة من أجل المصلحة الفصائلية الضيقة، بل إن الشخصية الفصائلية للعديد من التيارات صارت تستغل مفردات الثوابت والقضية، والقدس، والشهداء واللاجئين ، وهكذا تحولت النزعة الفصائلية إلى عبء وطني بدل أن تكون رديفا للتنوع والإثراء للقضية والشعب والنضال الوطني، وهو ما يتجلى فيما يجري اليوم من انقسام كارثي.
وفي ظل هذه الظروف ندعو أبناء الشعب الفلسطيني لثورة شعبية للحفاظ على المشروع الوطني التحرري وانهاء الانقسام الكارثي الذي يتغلغل منذ خمسة أعوام في جسد القضية الفلسطينية، حتى يتوحد الجميع للسير نحو طريق الوحدة الوطنية والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي .
ان التوجه للانتخابات بشكل ديمقراطي ونزيه يشكل بارقة امل للشعب الفلسطيني ومن اجل تجاوز اخطاء الماضي وصناعة المستقبل ، ويجب على الجميع ان يدرك بان ارادة الشعب ستكون هي الاساس .
ختاما : ان الشعب الفلسطيني تواق لوحدته وفي كل أماكن تواجده وحريص على ثوابته الغير قابلة للتصرف من اجل إنجاز وحدة الأرض والشعب مهما غلت التضحيات ،وحتى نعيد البوصلة السياسية إلى مكانها الطبيعي فيجب ان تتوحد كل الإرادات وتتكامل على أساس المشروع الوطني الكامل من خلال العودة الى المقاومة بكافة اشكالها باعتبارها السبيل الأمثل لتحرير الارض والانسان .
كاتب سياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تراجع شعبيته.. ماكرون يكثف حملاته الدعائية | #غرفة_الأخب


.. اتهامات متبادلة بين فتح وحماس بعد تأجيل محادثات بكين | #غرفة




.. أنقرة تحذر.. يجب وقف الحرب قبل أن تتوسع | #غرفة_الأخبار


.. هل تنجح جهود الوساطة الألمانية في خفض التصعيد بين حزب الله و




.. 3 شهداء إثر قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لفلسطينيين شمالي مدينة