الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال ابو عمار

جورج حزبون

2012 / 7 / 7
القضية الفلسطينية



تطوع محطة إذاعية إعلامية، وان كانت فضائية متلفزة ، للبحث عن أسباب وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ، أمر ملفت للانتباه ولعدة أسباب ، أولا: هناك كيان سياسي خلف هذا الزعيم يتقصى ويشكل لجان متخصصة وصولاً إلى معرفة السبب ، ومن ضمن هذا الطاقم ابن أخت الزعيم ، وهو شخصية سياسية معروفة على الصعيد الدولي ، ولهم هنا اهتمام مزدوج في معرفة الحقيقة ، الصلة الاجتماعية والأخلاقية والصلة السياسية ، ثانياً: لم تقتصد السلطة ولا تستطيع ، في توفير المال للمساعدة على معرفة الحقيقة ، وتتابع مع الفرنسيين باستمرار ، حيث ان المستشفى الذي قضى فيه أبو عمار ، يعتبر من أهم مشافي العالم ،وبالتأكيد يملك قدرات الخبراء السويسريين ثالثاً : لم يكن أبو عمار مجرد رئيس بقدر ما كان قائداً سياسياً ثورياً وشعبياً ، لا يمكن ان يكون هناك تهاون في أمر معرفة الحقيقة ، وان سكن في خلد الشعب الفلسطيني ان إسرائيل بالضرورة خلف الموضوع ، فهي صاحبة المصلحة في إزاحته ، للرهان على تغير موقف القيادة الفلسطينية سياسياً ، ولكن الأحداث بينت إن لا تغير بل تمسك ومبادرة بالأهداف والغايات ذاتها ، وهذا رداً هاما في معادلة غياب أبو عمار .
رغم الفارق ، بالزمن والجغرافيا ، فقد ذكر ذلك الموقف وتلك المحطة وهي تعرض ملابس الرئيس المغدور، بموقف معاوية بن أبي سفيان ، يوم وضع ملابس عثمان وأصابع زوجته على المنبر لأشهر ، غايته تحريض الناس وتعبئتهم خلف إطماع بدت له موصله للحكم العضوض ، فكانت الفتنه وتواصلت وأصدائها الى اليوم ، كان يمكن للقائمين على المحطة المذكورة ، ان يقدموا ما وصلوا إليه إلى القيادة الفلسطينية ، دون تكلف ،وان يعلنوا انهم قاموا بجهد مشكور ، سيقدمونه لاحقا الى الجمهور ان لم تتخذ إجراءات او تراخت ، يمكن عرض الأمر إعلاميا ، لكن كما يقول المثل الشعبي ، ( نية الصياد في مخلاته ) ، فهذه المحطة أطلقت قبل زمن ، ما سمته فضحية تسريب وثائق المفاوضات مع إسرائيل ، وتوخت من خلف ذلك تحريض الناس على قيادتها ، اليوم تعود لتطلق اكتشاف / البلونيوم / في ملابس الرئيس ، مستعينة بجهة أطباء معهد سويسري ، والملابس اخضرت من مقتنياته لدى زوجته ، وهي السيدة التي أطلقت بعد التصريحات حين وفاة زوجها تتضمن اتهامات لبعض القيادات الفلسطينية ، وقد يكون وضعها الراهن غير مريح ، بعد مغادرة تونس ، وغيابها عن الوطن ، لسبب لا نعرفه ، كلها أسباب سهلت عملية الاستعانة معها ، لفحص عينات الملابس ، ليظهر في ذلك السم المشع ، الذي حقيقة ظهر دون تشكيك بالقدرات السويسرية ، لكن يظل حائراً سؤال منطقياً ، ما هو حافز المحطة لهذه المبادرة ، ولماذا كان شاغلها ، ثم وان كانت المواد التي ظهرت بالملابس وبتلك الكمية موجودة في حفظ السيدة ( سهى ) فلا شك ان من لامس تلك الحاجيات تضرر ، وليس فقط العائلة المقربة ، بل الأطباء الفرنسين المعالجين للرئيس الذين سلموا الحاجات لزوجته ، الا إذا كانت المحفوظات قبل فحصها السويسري لم تكن تحمل تلك الكمية او تلك النوعية .
لقد مضت ثماني سنوات على وفاة الزعيم ، وبطبيعة الحال فان المواد المشعة او السمية ، تضعف فاعليتها ، وان كانت عملية التسميم للرئيس كانت بجرعة كبيرة ، فان وفاته كانت ستتم في مقره المحاصر ، حيث عالجه لأسبوع أطباء من فلسطين وتم إحضار أطباء من تونس والأردن ، وفي هذا الزمن كان يمكن للجرعة العالية ان تفعل فعلها خلال بضعة أيام ، اما وقد مرض الرئيس لحوالي الشهر حتى وفاه الآجل ، فان الجريمة كانت بطيئة ، ولهذا ما كان يمكن ان تتواجد لها بقايا عالية بعد ثماني سنوات في حاجياته .
كذلك فان الدفع لإخراج الجثمان من الضريح واخذ عينات منه ، أمر فيه من الإثارة أكثر مما فيه من الموضوعية ، وإذا لاحظنا الفترة السياسية التي تم فيها إعلان النباء، مع ملاحظة أزمة السلطة المتعددة حتى عدم صرف رواتب الموظفين ، إلى جانب المأزق السياسي الذي تمر به القضية الوطنية بفعل هذا الاستيطان والتغزل على الأرض والشعب الفلسطيني ، بل وأكثر من ذلك هناك ما يؤشر الى ان إسرائيل قد تلجأ لمشروع / الترنسفير / عند حدوث حرب إقليمية قد تكون متوقعة ، مع رؤية أزمة بلدان الربيع العربي ، حيث إمامها أولويات ليس اقلها صيانة الأمن الداخلي وتراجع دخلها القومي وتزايد البطالة فيها مع تزايد مطالب الجماهير التي أوقدت الثورة وانتصرت فيها ، ثم ما هو جار في سوريا ويشير بوضوح الى احتمالات تدخل عسكري بغض النظر من اية جهة لكنه سيشمل حزب الله ويمهد لإعادة صياغة المنطقة سياسياً وامنياً وجغرافياً ، كل ذلك له غاية متواصلة منذ مطالع القرن العشرين وهو تصفية القضية الفلسطينية ، ويمكن بعدها عقد مصالحة تاريخية حسب المبادرة العربية التي أطلقها الملك السعودي عبدا لله وأقرتها القمم العربية ، ولاستكمال هذا السيناريو يجب ان يتم تحرك فلسطيني داخلي ليس فقط انشقاق حماس بإمارة غزة والتي يتوقع ان تعلن مصر الاخوانية فك حصارها وفتح بوابة مصر لها ، وأيضا لخلق فوضى فيما تبقى وإلغاء وضياع ( م.ت.ف ) كممثل شرعي وحيد بفعل التعددية في الخارج وغزة وأخيرا الضفة ، وقد تتشكل تكتلات وينتهي الأمر بضم الأجزاء الى صيغ الشرق أوسطية الجديدة ، ويكون قد قضي الأمر .
فليست حسن النوايا خلف هذا الإطلاق لأمر وفاة ابو عمار ، إنما هي جهد ظالم لمنعه من الرقاد بهدوء ، ليبدد الشعب ورفات الرئيس ، وان طريق جهنم مبلطة بالنوايا الحسنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القضيه الوطنيه تفع حاليا في دائرة إستهداف ثلاثية
كنعان الكنعاني ( 2012 / 7 / 7 - 17:00 )
تحياتي أستاذ حزبون
م.ت.ف ومعها القضيه الوطنيه تفع حاليا في دائرة إستهداف ثلاثية الأطراف، فمن جهه هناك إسرائيل المدعومه أمريكيا توغل في فرض الحقائق على الأرض، ومن جهة أخرى هناك دول عربيه تفرض حصارا ماليا وتمارس خذلانا سياسيا للسلطه الفلسطينيه، ومن جهة ثالثه يقف الإسلام السياسي متحفزا عن طريق تقديم أوراق إعتماد بقبوله لحل مؤقت قائم على إنسحاب جزئي.
المخرج الوحيد أمام م.ت.ف والسلطه يبدو في العوده إلى الشعب والدعوه لإنتخابات للتشريعي وللرئاسه، وإن أرادت حماس الإستنكاف فلتفعل، ولتتم الإنتخابات أينما وكيفما أمكن القيام بها.

اخر الافلام

.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي


.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال




.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة


.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم




.. روسيا تعلن اعتراض أكثر من 100 مسيرة أوكرانية فوق جنوب البلاد