الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في نص - شاهد قبر - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2012 / 7 / 7
الادب والفن




إلى روح الشاب" كاوه" الذي ترك وراءه كمّاً هائلاً من الأحزان.


شاهد قبر


جوتيار تمر

عاد منهكاً لم يتحدث إلى أحد على عكس عادته، صعد إلى غرفته،، نظرت الأم إليه ,سألت أخته: بنيتي ما به أخوك مهموماً هكذا،، ردت بصوت خافت ليلة أمس أخذت الأقدار منه صديقه،، انهمرت عيناها دمعاً التفتت يمينها ونظرت إلى الحائط الجاثم فوق صدرها منذ سنوات،، بنيتي على الأقل سيكون لهم شاهد قبر يواسي حزنهم...!


31-7-2011




شاهدان هما لا شاهد واحد :
شاهد لهذا الشاب الراحل الذي ترك ورائه كما هائلا من الحزن برحيل مفاجىء ربما ... و شاهد أخر يختبىء هناك في عمق هذا الصدر الغافي على ذكرى لا تهدأ و إن كانت اصبحت رماد تثيرها رياح التجدد كلما قطفت يد القدر زهرة جديدة و ألقت بها تحت التراب
شاهدان هنا : شاهد ستعرف أمه أين توجه نداء الصباح حين تنادي و لا تجد غير رجع الصدى .. و شاهد هناك ظل ينادي و لا مجيب .. حتى الصدى حُرم منه هذا الغافي بين تراب الصدور فتراب الأرض لم يسعه ... شاهد لم يجد أرضا تتسع له و لا لغيره من آلاف الشواهد التي فقدت حق الوقوف شاهدة تحكي تاريخ فقد عام و فناء مدبر .. فكيف لأرض اشتعلت بحمق الرغبة في الفناء أن تحتمل شواهد من حاولت إخفاء هوياتهم ذات وقت ...
شاهد قبر قصة واقعية بامتياز و إن كانت ترصد حالة خاصة في الظاهر لكنها في الباطن تشير و تلح على الذاكرة ألا تنسى أن هذا الشاهد ليس وحيدا بل هو واحد من آلاف غيره لم يملكوا شواهد حقيقية تحكي قصتهم ..
شاعرية اللغة ساعدت على خلق جو عام من الحزن أدخلتنا فيه برفق شديد لتجعلنا وجها لوجه أمام حقيقة ثابتة هي الموت الجاثم فوق الصدور و الذي ربما نتغافل عنه إلى أن يجبرنا على التوقف أمامه و مواجهته ....
جاءت الخاتمة في هدوء عبارتها و عمق معناها لتشكل نقطة التحول ليس في اتجاه السرد و حسب و لكن في ما تفعله في نفسية القارىء و ما تتركه عليها من عمق شديد و تكثيف بارع يسرد تاريخ شعب في حياة فرد .
من عمق المأساة الشخصية خرجت لنا بقصة لم يكن الهدف منها - في رأيي - هو فقط هذا الإهداء لروح هذا الشاب الراحل لترحمه السماء و لكن أراك تثير ما هو أعمق من حالة فقد فردية و لا أعلم بصحة افتراضي هذا و اقترابه من مغزى قصتك أم لا لكنها الصورة التي تتبادر إلى ذهني كلما هممت بكتابة رد على قصتك ...
و كما قلت سابقا هناك من النصوص ما تمنحنا كقراء أوجه عديدة من الاحتمالات تثير فينا رغبة تكرار القراءة لعمق الفكرة و متانة السرد و التكثيف المطلوب بخاصة في نصوص الـ ق ق ج و التي أرى قصتك هنا تندرج تحت هذا النوع بامتياز .
جوتيار الراقي
تقديري لحرف مميز لا يخطه سواك
و عزائي لأم هذا الشاب و للكثيرات غيرها
مودتي
عايده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر.. -سوق أزمان- في تلمسان رحلة عبر التاريخ والفن والأد


.. المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها




.. هاجر أحمد: بوعد الجمهور إنه هيحب شخصيتى في فيلم أهل الكهف


.. حاول اقتحام المسرح حاملاً علم إسرائيل فسقط بشكل مريع




.. لماذا غنت كارلا شمعون باللهجة الجزائرية؟.. الفنانة اللبنانية