الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية : أزمة أم موت ؟

هشام صالح

2012 / 7 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


(( ان كانت الحركة في الفلسفة لم تعد موجودة , لا بد من ان السبب يعود إلى أحد من هذيين الأمرين : أما الفلسفة كانت قد ماتت أو تمر بأزمة . في الحالة الأولى لا مجال للمراجعة أو السؤال , أما بالنسبة للمبنى المتهالك المتعفن ( الحالة الثانية ) المصطلح " الأزمة الفلسفية " هو التعبير الأدق للأزمة الإجتماعية , و جمودة هو مشروط بالتناقضات التي تفصل المجتمع )) .
جان بول سارتر ( الماركسية و الوجودية ) (Marxists Internet Archive)

يحاول هنا سارتر , بكل عقل متفتح , أن يفسر سبب جمود الفلسفة أو جمود الحركة فيها فهو يستند إلى سببين : موت الفلسفة أو ازمتها , لكن سارتر بطريقة ما , لم يفرق بين الأثنين , أيّ , الموت و الأزمة , فالأزمة هي مثل المبنى المتهالك المتساقط , و الأزمة الفلسفية تعني عدم تعقب المجتمع كما ينبغي .
فالمسألة الماركسية هي من المسائل المهمة التي يجب علينا طرحها , فهل الماركسية في أزمة أم أنها قد ماتت , و هل نأخذ مفهوم الأزمة و الموت مثل مفهوم سارتر ؟

لكن الماركسية في زمن سارتر , 1960 , كانت بشكلها اللينيني البيروقراطي , فهل توقف أو جمود الماركسية آنذاك كان بسبب حلتها اللينينية ؟ فهل سارتر كان ينتقد الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟

أن مشكلة الماركسية اللينينية , الآن و سابقاً , تكمن في صعوبة تحليلها للصراعات الجديدة , فاللينينية هي شكل من أشكال الماركسية ظهرت في فترة زمنية و ظرف زمني محدد و رحلت , فالزمن قد تجاوز المرحلة التاريخية للينينية ليس بدءاً من القرن الواحد و العشرين بل منذ منتصف القرن العشرين .

فاللينينية هي شكل من أشكال الماركسية تحلل الزمن التاريخي التي تعيشه , أيّ , بدايات القرن العشرين , فعندما تغيرت الصراعات في العالم – تحديداً بعد الحرب العالمية الثانية – لم تتطور اللينينية وفقاً لتلك الصراعات بل ألتزمت بالصراعات الموجودة في زمن لينين . ففي نهايات الستينات , تحديداً 1968 , أكتشف العالم أن العمال ليسوا العامل الوحيد أو الفئة الوحيدة التي من الممكن أن تخلق ثورة , بل أن الطلاب و الشباب أصبحوا جزءاً و عاملاً في التغيير و الثورة .
فالتغيير الإجتماعي أو التغيير في الصراع الاجتماعي لابد أن يلاقي تغييراً في الأطروحة التحليلية للمجتمع لدى الفلسفة , فالماركسية لابد أن تجاري التغيرات الاجتماعية التي يشهدها العالم اليوم لا البقاء تحت أجنحة تحليلات ماركس و أنجلز و لينين .

فالماركسية هي تحليل الرأسمالية و نقدها , و بهذا تقديم قراءة حول الصراعات التي تسببها الرأسمالية و ضمن تلك الصراعات نجد الصراع الأكثر بروزاً هو الصراع الطبقي , و لكن هذا لا يعني أن الصراع الطبقي هو الصراع الوحيد في المجتمع , فتنافسات الرأسمالية بشكل محلي أو عالمي هي التي تسبب بتلك الصراعات , فبسبب تطالعات الرأسمالية التوسعية , ترى أن نشوب صراعات طائفية أو حدودية ستفيد هذا التوسع بنشر الثكنات الديمقراطية ( بالمعنى البرجوازي للكلمة ) في العالم هذا لإتمام التطبيق لنظرية العولمة .

فمن حاول فهم تلك التغيرات جرد نفسه من التحليل الماركسي الصارم و التقليدي , فهذه المحاولات يشهدها العالم منذ القرن الماضي , الوجودية و الماركسية الإنسانية و الماركسية الأوروبية , كل هذه المحاولات كانت محاولات لتجريد الماركسية من شكلها التقليدي و القديم , فسارتر رأى أن الوجودية هي جزء من الماركسية و ليس منفصلة عنها و أن الوجودية هي الشكل الترميمي للماركسية , و لقد رأى الماركسيون الغربيون أو الإنسانيون بأن الماركسية يجب عليها أن تظهر بشكلها الإنساني بدل من الشكل الإستبدادي , و قد رأت الماركسية الأوروبية خللاً بمفهوم دكتاتورية البروليتاريا و قررت العمل ضمن الأنظمة الديمقراطية .

وقد شهد العالم تيارات أخرى حاولت الإنفصال عن الشيوعية التقليدية . فماهي الأسباب التي جعلت أولئك المفكرين أو تلك المجموعات تنفصل عن الشيوعية التقليدية ؟ من أهم تلك الأسباب هي فرض الأفكار الشيوعية و الماركسية – سواءاً كان في الأحزاب أو الدول – فرضاً صارماً و حديدياً على الشعب أو أعضاء الحزب , ثانياً فأن هؤلاء المتنورين عرفوا أن البلشفية – التي يتبعها معظم الأحزاب الشيوعية – قدمت الديالتكيك بشكله الدوغمائي , فالديالكتيك الدوغمائي هذا قدم أجوبة جاهزة للماركسيين حول كل شيء , فالماركسي الذي يتبع هذا الشكل من الديالكتيك لا يريد أن يعرف أكثر , فهو قرأ و أكتفى بالقراءة المحدودة التي قدمها الديالكتيك الدوغمائي , هذا من جانب , أما من جانب آخر البلشفية أيضاً قدمت شكلاً دوغمائياً للتاريخ , بتعليب هذا التاريخ في قوالب و التأكيد على فوز البروليتاريا و سقوط الرأسمالية , فهؤلاء رفضوا هذا الشكل من التحليل الجامد و قرروا الإنفصال عن هذا الشكل من الماركسية .

فمن أكبر خطايا البلشفية هي تعليب و تجميد الديالكتيك بصورة إلهية , و تقديم الأجوبة لكل الأسئلة و بهذا تحول الديالكتيك الى السدّ الذي يمنع تدفق البحث خارج الاطار الماركسي.

لا زال يربط بعض مفكرينا الواقع الموجود في القرن الماضي بالواقع في هذا العصر , أيّ , ربط ما بين مفهوم الإمبريالية و العولمة بإعتبارها مفهوماً واحداً. و لا يمكننا هنا أن نقول أن للإمبريالية و العولمة مثل المعنى بإختلاف الأسم , فالإمبريالية بشكلها السابق أنتهت , و الآن نشهد عصراً آخر , عصر العولمة أو إن شئت عصر الإمبريالية الحديثة , و لكننا لا يمكننا ما بين مفهومي إمبريالية القرن العشرين و عولمة القرن الواحد و العشرين , فهل يمكننا أن نقول أن الإستعمار كالإمبريالية و لكن بإختلاف بالأسم ؟ , بالطبع لا يمكننا , لأن الفترة الإستعمارية تختلف أختلافاً جوهرياً عن الفترة الإمبريالية , و الأمر سيان مع مفهومي الإمبريالية و العولمة , , فالإمبريالية فهمت أن شكلها هذا لن يلبي رغباتها فغيرت أستراتيجياتها و شكلها , فظهرت بالشكل المسالم المساعد للدول و الشعوب المظلومة , لتوحد هذا العالم تحت قوانينها و نظامها هيّ و بهذا تتحكم بالرأسمال العالمي من دون خوض الحروب و من دون قتل و سفك الدماء . فالعولمة تشمل خصائص مختلفه كلياً عن الإمبريالية و لا يمكن الدمج بينهما .

لا زال الشيوعيون و الإشتراكيون يستخدمون الخطاب المستخدم في القرن الماضي , " أيها الشعب العظيم " , " يا عمال الأشاوس " , " الظفر الحتمي " , " إغضاب المستعمر أهون من إرضاءه " ألخ .. كل هذه الأنواع من الخطابات قد حفظتها الجماهير من دون أي فعل حقيقي , فهذه التراتيل الماركسية أو اليسارية بشكل عام كانت مثل الأفيون بالنسبة للشعوب , كلمات زائدة و فائضة ليس لها أي قيمة أو معنى سياسي حقيقي. فتغيير هذا الخطاب السطحي و القديم هو ما سيقرب اليسار و الماركسية من الشعوب , من حيث فهم الواقع الحي للشعوب و من دون الكذب و الإفتراء عليهم بعبارات مأدلجة . فمن أهم واجبات الخطاب السياسي هو الوضوح , فالوضوح هو ما سيلغي الحاجز ما بين الاحزاب اليسارية و الشيوعية و الجماهير , الوضوح في الهدف و الغاية , الوضوح في طرح المشكلات و الصراعات الاجتماعية الموجودة.

الماركسية هي تحليل و نقد الرأسمالية , و لهذا من واجب الماركسية متابعة الرأسمالية أول بأول لمعرفة كيفية تحليلها , فلا تحليل من دون تحقيق , و بهذا لا يمكننا وضع الرأسمالية في قالب و وصف و مفهوم معين , بالصورة مثلها السابقة و القديمة , فالرأسمالية تحولت جذرياً منذ القرن الماضي , فالآن الرأسمالية أصبحت تتبنى أسلوباً جديداً لترويج السلع و بقاء هذه السلع في السوق بتثبيت الثقافة الإستهلاكية, و تثبيت مفاهيم التسهيلات و الأقساط و الدفع المتجزأ فقط لبقاء السلع في السوق , فالثقافة الرأسمالية الجديدة التي نشهدها تريد بقاء منتوجاتها و سلعها في السوق بأي طريقة ممكنة , و بهذا تدعم مفهوم التسهيلات في الشراء و الدفع و تجذب الزبون ليشتري أكثر و أكثر ,و فوق ذلك , لقد ربطت الرأسمالية الجديدة عبر العولمة السلعة و المجتمع , فلنقل أن هناك هاتف بحوزة الأغلبية في المجتمع , هذا يعني أن المجتمع يتواصل عبر هذا الهاتف و يستخدم خصائصه , فحين يأتي من لا يستخدم هذا الهاتف يصبح غريباً عن المجتمع و بهذا يتعرض لضغط أجتماعي شديد لعدم استطاعته تعقب تطورات المجتمع فيفرض عليه تحت الضغط شراء الهاتف , فالسلعة هنا ارتبطت بالمجتمع , و فوق هذا , السلعة أصبحت لها قيمة أجتماعية معينة , فمع التسهيلات , يلجأ الفقراء و البرجوازيون إلى شراء هذه السلع التي كانت في السابق تنتمي للإغنياء و حسب , فالفقير يستطيع أن يحظى على هذه القيمة الاجتماعية أو المرتبة , بقيادة سيارة مرسيدس مثلاً –بشرائها عبر الدفع المتجزأ – مثل الغني , فهذا الخلل في الخصائص الطبقية للمجتمعات قد خلفتها الرأسمالية من أجل بقاء سلعها في السوق , فلا يمكننا ربط الثقافة القديمة للرأسمالية بالثقافة الجديدة و إزاء ذلك يقول هيربيرت ماركوز : (( ليس كل خلاف ما بين الرجل و صديقته الحميمة مرتبط بالإنتاج الرأسمالي )) .

أن قراءة المجتمعات لدى أغلبية الماركسيين أصبحت عبارة عن أقتباسات من قراءات ماركس و أنجلز و لينين و أحياناً تروتسكي و ستالين , فأغلب الكتبة لا يتحدثون عما في عقولهم , بل يتحدثون عما في عقول المفكرين الآخرين , فلا يقدمون طرحاً جديداً , بل يقدمون أفكاراً مطروحة سابقاً , و بكلمات أخرى نستطيع أن نقول أن هؤلاء يتحدثون بالنيابة عن المفكرين الآخرين , و يقول سارتر عن هؤلاء أنهم لا يستحقون لقب مفكرين أو فلاسفة . فالقراءة هي " هي " , منذ 1917 إلى اليوم , بروليتاريا و برجوازية , إمبريالية و استعمار , رأسمالية و اشتراكية ألخ , لا يوجد جديد .

و فوق ذلك , كل شيء ينسب إلى الصراع الطبقي , و هنا تكمن المأساة في تحويل كل شيء بشكل يائس إلى الصراع الطبقي لإثبات صحة كلام ماركس حول أن الصراع في كل المجتمعات على مدى التاريخ هو عبارة عن صراع طبقي , ماركس يجب أن لا يجسد و يصور على الشكل الإلهي او النبوي , لا يمكننا إنكار الصراع الطبقي هذا صحيح , و لكننا لا يمكننا نكران سائر الصراعات في المجتمع في سبيل إثبات صحة ماركس , فالعمل في هذا السبيل يعني التزييف و الكذب و عدم الدقة في التحليل , و تقديم تأويلات خاطئة للمجتمعات في سبيل إثبات صحة كلام مفكر أو فيلسوف .

الماركسية دائماً كانت تتعمق إلى جوهر المجتمعات هكذا يصفها تروتسكي , و تعقيباً على هذا الكلام , من المهم جداً التعمق في مجتمعاتنا اليوم , المجتمعات التي تعتمد على اساس استهلاكي , ما هي العقلية الاستهلاكية التي تستولي على المجتمع ؟ و ما هي آثارها ؟ , ماهي الصراعات الأخرى جنباً للصراع الطبقي الموجودة في مجتمعاتنا ؟ و كيف نحلل تلك الصراعات ؟

فمعرفة جوهر المجتمعات , أو معرفة محرك مجتمعاتنا هي أول خطوة نحو فهم و معرفة تطورات و مشكلات و عقلية المجتمع الذي نحلله .
يجب على الماركسيين وضع الأهمية الوطنية فوق الأهمية الايديولوجية, حيث , أن أفكاراً مثل حدوث ثورة اشتراكية في عصرنا هذا اطروحة خيالية , و الحق يقال , أن لا يمكننا أن نعتمد أن الماركسية ستلهم الناس و ستقودهم إلى النصر و بهذا ارساخ الاشتراكية و من ثم دكتاتورية البروليتاريا و من ثم المشاعية , فبهذا لا بد أن تظهر الماركسية بشكلها الوطني قبل كل شيء و هذا يعني الإنحياز إلى الشعب من دون أي قيود ايديلوجية تمنع ذلك , فالانحياز إلى الشعب و مصلحته هو ما سيقرب ما بين الشعب و الماركسية , فحين تعلم الجماهير بأن هناك تيار يفهمها و يعمل لصالحه بكل جدية و من دون انتهازية سيلجأ له من دون شك .

فأن التيار الأكثر خطورة ما بين صفوف الماركسيين هو التيار المتطرف المغامر , فالبقاء ضمن إطار الدفاع عن مصالح الشعب يعني التدريجية في مسألة الثورة و إن شئت مثل التصور الفابي للثورة التدريجية , فالشعوب الحالية لا زالت تفتقر إلى الوعي الاشتراكي , فلا يمكن شدها نحو مغامرات فاشلة أخرى , العمل اليوم يجب أن يكون دقيقاً و ناضجاً خلافاً للعمل المغامر و الطفولي .
ما ينقص الماركسيين حقاً هو استخدام لغة العصر. و هذا الكلام مكرر من المقالات السابقة , حيث أرى أن لغة العصر هي من أهم العوامل التي تساهم في نشر الدعاية الاشتراكية و الوعي الاشتراكي , و من دون استخدام لغة العصر يصعب ملامسة الجماهير .

فأدوات هذا العصر هي شبكات التواصل الاجتماعي و الهواتف و الحاسوب و الأهم هو الانترنت , فثورة الدوت كوم غيرت مجرى العالم من الناحية التواصلية و التكنولوجية , فالانترنت اصبح عاملاً اساسياً لدى كل فرد , تفقد الايميل , تفقد الاخبار , التحدث إلى الاقرباء ألخ .. فالانترنت اصبح شيئاً ملزوماً لدى الجميع . فصعوبة طرح الأفكار في صفوف الجماهير يعني عدم وصول أهداف و غايات هذه الفكرة المطروحة .

فهل الماركسية تمر بمرحلة الأزمة ؟ أم هي ماتت ؟ و هل الأزمة هذه تعطي نبرة اطمئنانية لمؤمني الماركسية ؟ هل يدعو إلى السرور و التفاؤل اذا قلنا أن الماركسية تمر بأزمة ؟ الجميع يتحدث حول هذا الأمر , " أزمة الماركسية " , و لكن ما معنى الأزمة ؟ , فعلى غرار سارتر أقول أن أزمة الماركسية هي مثل المبنى المتعفن المتهالك , هل يمكن أصحاب الماركسية أنقاذ هذا المبنى من السقوط ؟ و اذا لم يستطيعوا فما البديل ؟

و لكن كيف يمكن ان نبحث عن هذا البديل اذا كان الماركسيون يخشون من النقد و الانتقاد .. سؤال يبحث عن جواب !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الماركسية أم المادية التاريخية؟
انور نجم الدين ( 2012 / 7 / 7 - 20:39 )
إنَّ المادية التاريخية، هي طريقة أو منهج لتفسير العالم، وليس مخطط فلسفي لتغير المجتمع. وهذا أول اختلاف بين منهج ماركس ومنهج الماركسيين على العموم وعلى رأسهم لينين، فالماركسية منهج لتصميم العالم.

تعود جذور الماركسية إلى الفلسفة القديمة. وإذا ما بدأنا من بليخانوف الأب الروحي للفلسفة الماركسية الروسية، فنجد أنَّ الماركسية ليست سوى سبينوزية - فيورباخية، أمَّا إذا بدأنا من لينين تلميذ بليخانوف، فنجد أنه يضيف الهيغلية إلى لائحة الماركسية.

تعود جذور المادية التاريخية، إلى أوروبا الصناعية، وأول اختلاف بين منهج المادي للتاريخ ومنهج الماركسية، يتمثل في طريقة البحث في الأشياء، فالمادية التاريخية طريقة تبحث الأشياء ما وراء العالم العيني، بينما الفلسفة الماركسية تنطلق دائماً من المادية العينية في تفسير الأشياء، فالأولى، تبحث المجتمع البشري خلال النظر إلى الحركة المتصلة للتاريخ الإنساني من حيث هو حصيلة تطور التجارة، والصناعة، والمبادلة العالمية، لذلك لا يمكن حصول أي انعطاف تاريخي إلا في المستوى الأممي، بينما الثانية، تؤمن بهيمنة الأفكار على العالم وتخطط لبناء الاشتراكية حتى في جزيرة صغيرة.


2 - فلنبدأ من المادية الديالكتيكية ، وبعدها نسأل ؟
رمضان عيسى ( 2012 / 7 / 8 - 21:12 )
ان المادية الديالكتيكية هي فلسفة الماركسية , وقام لينين بتطبيقها على الواقع الروسي وكانت نتيجتها اقامة الاتحاد السوفييتي وبعده المنظومة الاشتراكية
والسؤال : هل المادية الجدلية شاخت أو ماتت ؟ بالطبع لا ولن يحدث هذا وهناك فرق بين الفلسفة المنهجية العلمية الراسخة وبين تطبيقات شابها بعض الأخطاء وأدت الى تفكك عدة تجارب تطبيقية اشتركية ولكن هذا لم يصل الى الأساس الفلسفي فالأساس الفلسفي الديالكتيكي راسخ وعلمي وثوري ولن يشيخ مقابل المنهج الميتافيزيقي في التحليل ، وما حدث في الواقع هو تميع مواصفات الطبقة العاملة التي استطاعت الرأسمالية تمييع مواصفاتها وتمييع أهدافها بالتنازل عن بعض مكتسباتها لصالح طبقة العمال مما أدى الى تمييع أهدافها وتشكيلاتها الطبقية والحزبية
وهذا ما شوه نضالاتها وقزمها وجعل طموحاتها ضمن النظام الرأسمالي وليس بالتمرد عليه وتغييره ، من هنا فالماركسية وفلسفتها المادية هي باقية ولم تشيخ ، فالتناقض بين العمل ورأس المال موجود وهو التناقض الرئيسي والظلم الاجتماعي موجود وصراع الأضداد موجود ولكن الرأسمالية بتنازلاتها ميعت الحلول لهذه التناقضات والفشل ليس في الماركسية


3 - لا توجد حقيقة مطلقة - إلى الإستاذ رمضان عيسى
هشام صالح ( 2012 / 7 / 8 - 23:16 )
استاذ رمضان عيسى ,

لم يتحدث أحداً عن موت المادية الجدلية , بل تحدثنا عن تجميدها , فمن قاموا بتجميدها أزالوا محتواها الناقد و المتجدد دائما .

أنت تقول : (( الفشل ليس في الماركسية )) فهل الديالكتيك الذي قدمته الماركسية هو الحقيقة المطلقة ؟ اذا الجواب - نعم - فهذا منافي للديالكتيك , فالديالكتيك دائماً يحث على التطور و التجدد , خلافاً لمدحك للماركسية او الديالكتيك يجب عليك أيضاً أن تنتقد ,فالماركسية بالنسبة لي لا تخشى النقد , و أنا شخصياً لا أجرؤ أن أقول أن الفشل ليس في الماركسية , فلا يمكنني التحدث و كأنني متعصب ديني , هناك فقط تأويلات لا توجد حقائق مطلقة.

المادية الجدلية لا تشيخ و لا تموت أوافقك الرأي هنا , و لكن لا يعني أنها الحقيقة المطلقة , فيجب أن نأخذ الماركسية بأنها مرشدة للعمل ..

أشكرك أستاذ رمضان عيسى على تعليقك , مودتي .


4 - إلى الاستاذ أنور نجم الدين
هشام صالح ( 2012 / 7 / 9 - 03:34 )
أعذرني استاذ أنور فكدت أنسى الرد عليك ..

أوافقك الرأي أستاذ أنور فيما قلت عن المادية التاريخية , و إضافة لكلامك فإن مشكلة اللينينين - سيكون خاطئاً لو قلت لينين - قاموا بتعليب التاريخ في لوحات محدودة , و يحللون وفقاً لتلك اللوحات السطحية , بينما التحليل الحقيقي هو نقيض تلك اللوحات و القوالب الجامدة و المانعة .

أشكرك على مرورك و تعليقك , مودتي .


5 - دور العمال
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 9 - 03:55 )
يقول السيد هشام .. -العمال ليسوا العامل الوحيد أو الفئة الوحيدة التي من الممكن أن تخلق ثورة , بل أن الطلاب و الشباب أصبحوا جزءاً و عاملاً في التغيير و الثورة-
أخي الكريم
العمال هم الطبقة الوحيدة التي تنتج أسباب العيش لذلك هم الوحيدون الملتزمون بإزاحة مختلف العوائق على طريق الإنتاج
الثورية ليست تكليفاً من أحد بل إنها من خصوصية الطبيعة التي لا يمتلكها الطلاب أو غيرهم من الفئات التي تستهلك الثروة ولا تنتجها


6 - إلى الأستاذ النمري - لا أحد ينكر دور العمال
هشام صالح ( 2012 / 7 / 9 - 05:04 )
في حركة 1968 لم تكن الطبقة العاملة وحدها من تقود تلك الحركة , فالطلبة و الشباب كان لهم دوراً هاماً في التغيير , و لكن لأن هناك من يؤمن بكلامك فالحزب الشيوعي الفرنسي وقف مع الحكومة ضد الحركة .

لا أحد هنا ينكر دور الطبقة العاملة سيد فؤاد , و لكن لننظر إلى الطبقة العاملة بشكلها اليوم و ليس الأمس , فوضع العامل اليوم يختلف عن وضعه بالأمس الذي يعمل أكثر من 8 ساعات و ثم يرجع ليأكل ليستعيد طاقته و يعمل في اليوم الثاني , فعمال ألمانيا اليوم - على سبيل المثال - يضغطون زر واحد ليصنعون سيارة .

المغزى من هذا الكلام أننا لا يمكننا نكران دور الطلبة و الشباب , ففي مصر و تونس - بالرغم من الحركة الفوضوية- كان الطلبة و الشباب العامل الرئيسي في الثورة .و يجب النظر إلى الطبقة العاملة بشكلها اليوم , ليس فقط هذا , بل يجب علينا النظر إلى العالم الموجود اليوم و فئات المجتمع الموجودة اليوم .

أشكرك على مرورك و تعليقك , مودتي .


7 - السيد هشام صالح
فؤاد النمري ( 2012 / 7 / 9 - 11:38 )
طلاب فرنسا 68 وشعب تونس ومصر 2012 لم يقوموا بثورة غيرت علاقات الانتاج والنظام الاجتماعي. قاموا بانتفاضة غيرت في الهيكل السياسي فقط

كيما يكون هناك لغة مشتركة بيننا يلزم التقيد بعلم الاقصاد الذي يقول أن أدوات الانتاج لا تبذل أدنى طاقة تختزنها في الانتاج قابلة للمبادلة في السوق. هذا من المبادئ الأولية في علم الاقتصاد


8 - وجودية سارتر مؤهلة لأنقاذ الماركسية
طلال الربيعي ( 2012 / 7 / 9 - 19:24 )
عزيزي ألآستاذ هشام صالح
تحياتي
في معرض تفريقك بين ألأمبريالية والعولمة, تقول
-الأمر سيان مع مفهومي الإمبريالية و العولمة , فالإمبريالية فهمت أن شكلها هذا لن يلبي رغباتها فغيرت أستراتيجياتها و شكلها , فظهرت بالشكل المسالم المساعد للدول و الشعوب المظلومة , لتوحد هذا العالم تحت قوانينها و نظامها هيّ و بهذا تتحكم بالرأسمال العالمي من دون خوض الحروب و من دون قتل و سفك الدماء . فالعولمة تشمل خصائص مختلفه كلياً عن الإمبريالية و لا يمكن الدمج بينهما.-
سؤالي: اليس هدف ألأمبريالية والعولمة هو نفسه ولم يتغير ابدا ويتلخص باخضاع الشعوب ونهب ثرواتها, بالرغم من اختلاف الاشكال في تحقيق ذلك, وهذا ألأختلاف ليس مطلقا هو بدوره كما يرينا احتلال العراق وحرب افغانستان مثلا. اعتقد ان هذا التفريق استخدم بشكل محدد من قبل بعض -الشيوعيين- ليستنتجوا ان العولمة ليست بنفس القدر من الوحشية كما
هي ألأمبريالية, وبالتالي يمكن العمل معها, العولمة, لتحقيق اهداف وطنية
يتبع


9 - وجودية سارتر مؤهلة لأنقاذ الماركسية
طلال الربيعي ( 2012 / 7 / 9 - 19:27 )
كما تمثل ذلك في اشتراك الحزب الشيوعي العراقي في مجلس حكم ألأحتلال او تأييد الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة, لاسباب مختلفة, انتخاب اوبوما.
اي ان مسالة انقاذ الماركسية, كنظرية نقد للنظام الراسمالى, قد حلت على ايدي هؤلاء من خلال العمل مع من يمثل الرأسمال العالمي, حتى لو كان ذلك تمثيلا اسميا, اي تخليهم بالفعل عن الماركسيىة رغم التشدقات اللفظية بالاعتراف بها. وهذا يجرنا الى استعارة مصطلح سارتر الشهير,النية السيئة
Bad Faith
اي ان الشخص يخفي الحقيقة حتى عن نفسه ويمارس الخداع والنفاق. وهؤلاء الشيوعيون اعلاه هم ابرز مثال على ذلك.
لذلك فان انقاد الماركسية في المقام الأولي يجب ان يتم عن طريق وجودية سارتر. اي ان القضية ألآن هي اخلاقية اكثر منها فكرية, لأن البعض من مدعي الشيوعية قد انتقل بالفعل الى معسكر العولمة التي يدعي لفظيا محاربتها واصبح هو بدوره جزءا من المشكة وليس الحل.
مع مودتي


10 - إلى الاستاذ طلال
هشام صالح ( 2012 / 7 / 10 - 22:01 )
أنت محتج , أو على الأقل , غير راضي بتفريقي أو طلبي في فصل ما بين العولمة و الامبريالية . هل العولمة اليوم , أو إن شئت , الامبريالية اليوم مثل الامبريالية الموجودة في الأمس ؟ أتفق معك في مسألة الهدف , و لكن العولمة ستحقق هذا الهدف بشكل مختلف و ليس بشكلها القديم , و لكن هذا لا يعني أنها لا تستخدم القوة و الحرب و السلاح , فأنا أتحدث عن نيات الامبريالية الجديدة التي لا تريد هدر الأموال على الحروب و الاستيلاء على الدول الاخرى بشكل عسكري , بل الامبريالية الجديدة العولمة تريد من الشعوب هي من تقدم الدول إليها . و لكن هذا من الواضح غير مطبق في العراق - بالرغم أن أمريكا نجحت في تحويل العراق إلى ثكنة ديمقراطية ( بالمعنى البرجوازي للكلمة - و افغانستان , و لكن نراه في الربيع العربي .

أشكرك على مرورك و تعليق استاذ طلال .

ملاحظة : حذفت تعليقي الأول لأنني كررت جملتين في مثل الفقرة , فالتعليق الأول لا يحتوي على أشياء مخالفة .


11 - البرجوازية الوضيعة!!
الان ( 2012 / 8 / 18 - 09:08 )
الاستاذين هشام وطلال
اسمحوا لي ان اختلف معكما بالقول ان الماركسية لن تقوم لها قائمة طالما لديها هكذا مدافعون يخافون العولمة والامبريالية اكثر من تخلف مجتمعاتهم التي مشاكلها باتت الى درجة يعتبر معها الاحتلال من قبل الامبريالية وحتى الصهيونية جنة عدن. لو كان ماركس حيا لقام باللطم على هكذا ماركسيين وهو اللذي مدح الاستعمار البريطاني للهند ووصفه بأن بريطانيا ماهي الى اداة ثورية للتغيير بيد التاريخ ومعلمه هيجل نادى نابليون لكي يحتل بلاده المانيا دون ان يتهمه احد بالخيانة والعمالة لأنه ايضا كان يعتبر نابليون اداة ثورية بيد التاريخ لنشر مبادئ الثورة الفرنسية في الحرية والمساواة. انتم ايها السادة مع الاستاذ النمري تنسون بأن ماركس كان يعتبر الطبقة الاكثر ثورية والتي سوف حتما تقضي على بقايا الاقطاع والعشائرية في العالم وتدك قلاع التخلف في كل مكان هي البرجوازية! نعم البرجوازية التي اصبح ماركسيوا آخر زمن يقفون في وجه اتمامها لمهمتها التاريخية في البلدان المتخلفة. انتم ايها السادة لا ترحمون ولا تسمحون برحمة امريكا تنزل!

اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم