الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤامرات الإخوان والإعلام المستباح

محمد منير

2012 / 7 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نظرية تنظيمية يهودية قديمة، إذا أردت أن تسيطر على تنظيم فتحكّم فى المالية ‏والكتلة التصويتية. هكذا يفعل الإخوان، هم يتحكمون فى الكتلة التصويتية، ليس ‏بسلاح البراعة أو الإقناع، إنما بالتحرر من الضمير. ومن المعروف أن المتحرر من ‏الضمير يمتلك قوى كبيرة، فالإخوان يلعبون فى بلد نامٍ فقير تنتشر فيه الأمية، ‏ويقومون ببراعة بتأكيد استمرار هذه المواصفات، ثم العمل بدأب وبدقة وببذخ على ‏استغلال آثارها، خاصة الفقر، ليس لوجه الله، إنما بهدف الاستحواذ على أكبر عدد من ‏أصوات الكتلة التصويتية، مدعومين بأموال التنظيم الدولى اللامحدودة، غير مبالين ‏بنهضة الأمة أو القضاء على الأمية والفقر والجهل، وهو ما جعلهم من أكبر تجار ‏الانتخابات فى مصر، سواء التشريعية، أو الرئاسية، أو المهنية‎.‎
واليوم هم يريدون اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية بالترشيح الاختيارى عبر ‏مجلس الشورى، المسيطرين عليه من خلال صندوق الانتخابات، وبأدواتهم المعروفة، ‏ليس عشقا فى الديمقراطية، إنما بهدف السيطرة على هذه الصحف بدفع عناصر ‏إخوانية، أو عناصر موالية للإخوان، ودعمهم بألاعيب هم يجيدونها.. وفى ذات الوقت ‏يتولى الأمير خيرت الشاطر الدفع ببعض أموال التنظيم الدولى لشراء أسهم فى ‏الصحف الخاصة، وبالطبع فرجال الأعمال ليس لهم إلا مصلحتهم وسيبيعون.. وهكذا ‏يضمن الإخوان السيطرة على الصحف المصرية، وبمثل هذا الأسلوب ينتقلون إلى بقية ‏الأدوات الإعلامية‎.‎
منذ أقل من عام تقدم نقيب الصحفيين الحالى لخوض الانتخابات على مقعد النقيب، ‏مدعوما بآلة الانتخابات الجهنمية الإخوانية التى بدأت العمل على محورين، محور ‏تشويه المرشح المنافس، ومحور الإرباك التنظيمى للعملية الانتخابية التى قادها ‏ببراعة وكيل النقابة السابق، والقيادى فى جماعة الإخوان والمرشح لمنصب رفيع فى ‏حكومة مرسى، وأدخل العملية الانتخابية فى العديد من المشكلات القانونية المتداخلة، ‏استخدم فيها كل أسلحة الخداع والكذب والتضليل، وانتهت بانقسام يوم التصويت إلى ‏مرحلتين بعد إشاعة إلغاء التصويت فى هذا اليوم، مما أدى إلى ارتباك بين صفوف ‏مؤيدى المرشح المنافس، وفى ذات الوقت بدأت آلة الدعاية الإخوانية وخبراتهم ‏الاستقطابية بالوعود والهبات تعمل بين صفوف الجماعة الصحفية لنشر أساطير حول ‏مرشحهم، وانتهت الانتخابات وتولى النقيب، ومهد له الصحفيون المتفقون والمؤيدون ‏كل سبل العمل الهادئ لتحقيق وعوده، وكانت النتيجة أنه يعمل لتمهيد الواقع الصحفى ‏للوقوع تحت سيطرة الجماعة، والتخديم على مخطط الجماعة، وهو ما أدى إلى انفجار ‏حالة غضب ضده، وتنظيم مظاهرات احتجاجية ضد سياسته وسياسة مجلس الشورى ‏الهادفة إلى تسليم مقدرات الجماعة الصحفية للجماعة الإخوانية، والتى تحاول أن ‏تمهد منذ شهور لفرض قيود قانونية على حرية التعبير والإبداع بدعوى حماية الحياة ‏الخصوصية لصناع القرار السياسى، وهو نفس مبرر المعركة التى شنتها حكومة ‏الحزب الوطنى السابق ضد حرية الصحافة والتعبير، لحماية الفسدة والمنحرفين الذين ‏يحاكمون الآن‎.‎
الشاهد من القول أن المسؤول الذى سيصل إلى موقعه مدعوما بتأييد ومباركة الإخوان ‏لن يخرج عن برنامجهم الأخطبوطى الهادف للسيطرة، ووضع مقدرات البلاد تحت ‏مصالحهم التى لا تختلف- بل قد تزيد خطورة- عن مصالح الحزب الحاكم السابق.. هم ‏تنظيم أخطبوطى لا يقل خطورة عن الصهيونية الاستيطانية‎.‎








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص