الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-المعارضون- المُستَنْجِدون بالغزاة !..

محمود حمد

2012 / 7 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


"المعارضون" المُستَنْجِدون بالغزاة !..
نبذُ الوطنية!
تَرَدّي النزاهة والكفاءة!
إنتفاخ "المكانة!" بإرادة الأجنبي!!

لكي نعالج الكارثة الراهنة المتفاقمة في العراق ..وسط الهَزّات الإرتدادية المُغبِرة التي تجتاح منطقتنا.. يجب دراسة وتحليل كيفية نشوئها..ومن يقف وراءها؟!!
وسنعود بالذاكرة الى بعض ماجاء في "الاوارق المُؤَسِسة لدولة المحاصصة!" الواردة في مذكرات بريمر "الحاكم المدني لجيوش الاحتلال" وغيره..
لأن تداعياتها وألغامها المدفونة في رؤوس السياسيين والـ ـ لاّنظام ـ الذي يتولون إدارته للعبث بمصير العراقيين ووطنهم مازالت تتفاعل وتتفجر في حياتنا اليومية وفي أفق مستقبلنا..وبعض شخوصها الرئيسيين في مجموعة " المنفيين السبعة " مازالوا أبطال السيناريو الذي يُنَفَّذ على العراقيين..ورموز بيئة التناحرات فيما بينهم التي تفجرت في مرحلة ماقبل الغزو ، أو التي أشار اليها بريمر وغيره ، مازالت تتأجج الى يومنا هذا!!
ربما كان الأخطر في تلك مذكرات بريمر ـ المجتزءة ـ وأكثرها مقاربة للواقع ، هو العنوان الفرعي فيها :
(لم نجد شخصية عراقية أمينة ووطنية تحكم عراق ما بعد صدام)!!!!
ويقول في موضع آخر من مذكراته:
(..إلا أننا لم نتمكن من الوصول إلى شخصية عراقية أمينة ونشطة وتتميز بالوطنية يمكن أن تحكم عراق ما بعد المرحلة البعثيةِ)!!!!
وبريمر "الجندي المحتل"..
ليس مُحللاً موضوعياً..
ولاسياسياً نزيهاً..
ولاصاحب مهمة شريفة..
لكنه مُدوِّنٌ ـ واقعي ـ لأحداثٍ عاشها، سيُساءَل عنها إن أورد فيها ما لم يقع..وبـ ـ التأكيد ـ فهو قد أخفى بقصد ماهو أعظم!
• نبذ الوطنية..
إستوطن هذا الوباء في مشاريع ونوايا "المعارضين المُستَنجدين بالغزاة !" خلال مرحلة التحضير للغزو ، و تفشى في مرحلة مابعد الإحتلال..بأشكال متعددة:
1- الإعداد الأمريكي لـ"المعارضين المُستَنجدين بالغزاة !" كـ"إنقساميين" في مرحلة الإعداد للغزو ..بناء على تحليل ورؤية ـ تفتيتية ـ كامنة في رأس الإدارة الامريكية ..
يقول الجنرال رالف بيترز نائب رئيس هيئة الأركان للاستخبارات العسكرية الأمريكية في وزارة الدفاع بإدارة الرئيس بوش فى مجلة القوات المسلحة الأمريكية ـ بعد الغزو ـ : (العراق الدولة التي تشبه شبح فرانكنشتاين دولة مكونة من أجزاء يصعب دمجها،كان يجب تقسيمها مباشرة إلى ثلاث دول بعد سقوط بغداد، إلا أننا فشلنا في ذلك بدافع الخوف وغياب الرؤية) وبناء على هذه الرؤية..جرى منذ البدء:
1-1- إقامة الدورات التأهيلية في وزارتي الخارجية والدفاع الامركيتين لـ"المجموعات المُستَنجدة بالغزاة !" المخابراتية والسياسية والثقافية والإعلامية" على أسس طائفية وعرقية ، لتمرير مشروع تفتيت العراق ..الى عقول وقلوب العراقيين المكلومة بجرائم الدكتاتورية!!!
1-2- تشكيل مندوبي مؤتمرات "المعارضين المُستَنجدين بالغزاة !" على أسس عرقية وطائفية ، ودورها في تأسيس مفهوم "التحاصص" على حساب مفهوم "المسؤولية الوطنية"!
1-2-1 تدبيج مشاريع تقسيم الغنائم بين "المعارضين المُستَنجدين بالغزاة !" قبل إسقاط النظام الدكتاتوري ، كبديل لبرامج "التغيير الديمقراطي الجذري والتنمية الوطنية الشاملة"!
1-2-2 إقامة ودعم وتمويل هياكل تنظيمية وإعلامية وثقافية وسياسية لـ"المعارضين المُستَنجدين بالغزاة !" قبل الاحتلال ، على أسس طائفية وعرقية..في الدول المجاورة ..موالية لتلك الدول وخادمة لمصالحها ، كـ"عربون" مُقدم لتلك الدول عن المشاركة بخطة غزو العراق!
1-2-3 تشريع "قانون تحرير العراق عام !!!" 1998 ، كأساس لمرحلة مابعد الغزو ، وفق تحليل إستخباري تقسيمي متعمد ، ونوايا تفكيكية مقصودة تصف العراق بـ " تنافر المجتمع وتصادم الجغرافية!" لتبرير مشروع "المحاصصة"!
1-2-4 دعم وتمويل ورعاية وحماية القوى التي ترهن وجودها بـ " نهج المحاصصة" على حساب دُعاة المشروع الوطني للإطاحة بالدكتاتورية وإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية المستقلة ، الذي ناضلت من أجله "الغالبية الصامتة"من الشعب العراقي.
2- مذكرات بريمر عن "المتحاصصين" بعد الغزو:
2-1- جاء (بريمر) محشو الرأس بـ ـ إختلاف! ـ شعب العراق مثلما جغرافيته ..ليُنفذ سياسة تحريضية لمكونات الشعب بعضها على بعض ، بذريعة ذلك "الإختلاف"!..
ولم يلتفت الى أن ـ التنوع ـ هو خاصية جميع شعوب الأرض .. وميزة أكثرها حِراكاً حضارياً، وإن مجتمع بلاده التي جَنَدَته ليكون على رأس سلطة الاحتلال في العراق يتشكل اليوم من:
( 175 مليون من أصل أوروبي ينطقون مجموعة من اللغات ، و 34 مليون من أصل افريقي ينطقون بألسن مختلفة ، و 30 مليـون من أصل مكسيكي وأمريكي لاتيني ينطقون الاسبانية ، و 9 ملايين أسيوي من أصل صيني وياباني وأرمني وعربي ، بالإضافة إلى مليونين من أصول إثنية أخرى)!!!
دون أن نسمع دعوة عن تشطيرامريكا على أساس عرقي أو طائفي..أو أن السلطة في أمريكا "محاصصة!" بين الأعراق والطوائف ، منذ بيان الاستقلال الامريكي والى يومنا هذا!
فيما يحرص بريمر على الوصف التشطيري للعراق وشعبه بلغة ناعمة متخمة بالأوبئة الفتّاكة..ذلك الوصف الذي لم يعرفة العراقيون في أي من ـ أدبيات السياسة الوطنية الديمقراطية ـ في مرحلة ماقبل الإعداد للغزو والإحتلال..
يقول بريمر:
(..المناطق التي احتلوها ـ يقصد جيش الغزاة ـ تختلف كأختلاف التنوع البشري في العراق ، فقد إتخذت قوات التحالف موقعا لها في منطقة الاهوار في دلتا شط العرب لنهري دجلة والفرات، وفي المدن على ضفاف النهر والمدن المقدسة في الجنوب، حيث يتركز الشيعة الذين يشكلون 60 في المائة من مجموعة السكان ، وعلى مسافة 500 ميل الى الشمال هنالك مواقع لقوات التحالف في سلسلة الجبال التي تغطيها أشجار الصنوبر في مناطق الاكراد الذين يشكلون حوالي 20 في المائة من مجموع السكان، كما تتوزع وحداتنا في المناطق السهلية الصحراوية في وسط العراق وغربه التي تتشكل المناطق الداخلية للاقلية السنية العربية التي تشكل حوالي 19 في المائة من مجموع المواطنين العراقيين ، وقد ظلت تسيطر على المجتمع العراقي منذ قرونِ)!!!
2-2- إستخدمت الإدارة الأمريكية بشكل مباشر سياسة ـ التقطيع الدموي !ـ للمجتمع العراقي , ومارست ـ التقطيع الفولاذي! ـ للمدن والمناطق, وفجَّرت صراعاً إقصائياً في كل بيت عراقي يقود إلى التقسيم التناحري المستديم!
2-3- دعا نائب الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن في أوائل مايس من 2008, إلى تقسيم العراق لثلاث مناطق كردية وسنية وشيعية, تتمتع كل منهما بالحكم الذاتي!!!
ودعا في خطابه في آب 2010 في بغداد "إن على الأكراد والشيعة والسنة تقاسم الثروات والسلطة وإنهاء الإختلاف" !!!..
وهو إيحاء صريح لمشروع التقسيم الطائفي ألإثني..لأنه لايتحدث عن وطن عراقي وشعب عراقي..بل عن جماعات سكانية مختلفة لاحل لخلافاتها إلاّ بالتقسيم!
3- إجتماع تقسيم "الغنيمة" وتلفيق مجلس الحكم المتنافر:
3-1- يقول بريمر:
(في مساء الجمعة 26 مايو 2003 كان ..لقاء سبعة ممثلين في قاعة الاجتماعات في القصر حيث نعقد اجتماعات الموظفينِ والمجموعة التي أصْبَحْتُ أُطلق عليها صفة مجموعة السبعة الكبار تضم:
3-1-1- احمد الجلبي من المؤتمر الوطني العراقي ..
3-1-2- اياد علاوي زعيم حزب الوفاق الوطني العراقيِ ..
3-1-3- مسعود البرزاني قائد الحزب الكردي الديموقراطي..
3-1-4- جلال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني
3-1-5- نصير الجادرجي من مجلس القيادة العراقي..
3-1-6- ابراهيم الجعفري من حزب الدعوة..
3-1-7- عادل عبدالمهدي وحامد البياتي مَثَلا المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق..
3-2- التأمت هذه ـ المجموعة ـ برعاية المحتلين ، وفق مشروع "المحاصصة".. وكإنعكاس لإنعدام وجود الرؤية الوطنية ..الذي ظل جلياً طيلة إجتماعات ـ المعارضة ـ التي رعتها الولايات المتحدة وحلفائها قبل الغزو!
3-3- من خلال الصفحات التي تناول فيها بريمر جهوده لتشكيل مجلس الحكم ..عَبَّرَ ـ المتحاصصون ـ عن :عدم رغبتهم أو تحفظهم على إنضمام شخصيات أخرى لهم في مجلس الحكم!!؟
يقول بريمر:
(..كنت قد أبلغت مجموعة السبعة، اي المنفيين، انهم لا يحققون هدف التمثيل فالعراقيون يرغبون في تمثيل أوسع...)
(غير ان مجموعة السبعة فشلت مرة اخرى في الاختبار ولم يكن في مقدورها السماح بأي توزيع لسلطاتها. كما ان حاجة المجموعة للتوصل الى إجماع حرمهما من التقدم بأي توصية فيما يتعلق بأي من القضايا التي رفعناها للمجموعة وهذا أمر يُنذر بحدوث مشاكل..)!!!
• والى اليوم مازالوا يخفقون في الإتفاق على أية توصية ذات بُعدٍ وطني ، لأن كل طرف فيهم يريد إنتاجها كجزء من نواياه الطائفية او العرقية او الشخصية!!
3-4- شَرعَنَ بريمر العراق كـ(كنوز سائبة غاب عنها الناطور!) وأباحها للصوص الدوليين ، وأقام عليها ـ نواطيراً !ـ من أسوء اللصوص المحليين..و(فتح حدود العراق على مصراعيها أمام الصادرات غير المحدودة :
لا تعريفة ، لا رسوم ، لا تفتيش ، لا ضرائب..
و حال وصوله الى العراق ـ أعلن ـ ان البلاد أصبحت "مفتوحة للبزنس"!!
وبعد شهر ، كشف بريمر الهدف الرئيسي لإصلاحاته الإقتصادية _ الجذرية !!!
3-5- ( من المعلوم ..إن الاقتصاد العراقي الذي لايرتبط بالنفط قبل الغزو ـ رغم الحصار الخانق الذي فرض على شعبه ودَمَّر مقوماته المتهالكة أصلاًـ تديره 200 شركة تابعة للقطاع العام ، وكانت تنتج كل شيء ـ وإن بشكل متعثر ـ من الإسمنت الى الورق الى الغسالات ، ولم تعاني من قحط الطاقة الذي خلقه المحتلون والمتحاصصون!!) .
وفي القمة الاقتصادية التي عقدت في الاردن في حزيران 2003 أعلن بريمر.. إن هذه الشركات سوف تتم خصخصتها فوراً:
"ان تسليم المشاريع الحكومية غير الكفوءة الى أيدي القطاع الخاص ضروري لانعاش الاقتصاد العراقي"!!
3-6- ومن أجل جذب اللصوص الأجانب الى إستلاب العراق بإسم ـ الإستثمار! ـ أصدر عدة قرارات هيكلية غير مسبوقة في سخائها المفرط لصالح الشركات المتعددة الجنسيات!! .
3-7- ( قال السناتور جون ماكين في شهر تشرين الاول 2003. ان العراق عبارة عن ـ وعاء عسل ضخم يجتذب الكثير من الذباب ـ ، والذباب الذي قصده ماكين هو كبرى الشركات الإستحواذية وفي مقدمتها شركتا هاليبرتون وبكتل الى جانب كتائب الرأسماليين المغامرين الذين تدفقوا على العراق ، عبر الطريق الذي مهدته مجنزرات وقنابل الغزاة الموجهة بالليزر..)
(والعسل الذي إجتذبهم لم يكن العقود التي مُنِحَت بدون مناقصات ، وصيت الثروة النفطية العراقية الذي أسال ويسيل لعاب الطامعين الكبار والصغار فقط، وإنما فرص ـ الإستعمار الشرعي!! ـ اللامحدودة بـ ـ إسم الإستثمارـ ..التي تفتقت في بلد إنهارت جدرانه الخارجية ، وكُسرت أبوابه الداخلية ، بعد عقود من الإنغلاق القسري بسبب السياسات الاقتصادية ـ التجويعية ـ المتعمدة التي إتبعها النظام الدكتاتوري السابق ونتيجة عقوبات الأمم المتحدة الخانقة)!!
3-8- هذه القرارات الاستئصالية الناجمة عن نظرية ( ان يوم ـ سقوط بغداد والدكتاتورية ـ هو يوم الصفر في تأريخ عراق مابعد الاحتلال!!) هي:
• القرار 37 الذي خفض نسبة الضرائب من 40% الى 15% .
• القرار 39 الذي سمح للشركات الاجنبية بتملك 100% من الاصول العراقية ماعدا قطاع الموارد الطبيعية .
ومنح الحق القانوني للمستثمرين ليأخذوا كامل الارباح الى خارج العراق دون رقيب او حسيب: فلن يكون عليهم ان يعيدوا استثمار أرباحهم في العراق ولن تفرض ضرائب على أرباحهم .
وبموجب القانون 39 يمكنهم توقيع تراخيص وعقود تستمر لاربعين سنة .
• اما القرار 40 فقد رحب بالبنوك الاجنبية الى العراق تحت نفس الشروط اللصوصية.
• وحرص بريمر على عدم المساس بالقوانين المجحفة للنظام الدكتاتوري بحق الاتحادات العمالية فقط!!
3-9- حل وزارة الدفاع وموقف المتحاصصين من (الأمر 2 لبريمر) بإعتباره (أفضل قرار إتخذته إدارة التحالف!!) حسب وصف المتحاصصين!
يقول بريمر في مذكراته:
(أرسلت مذكرة الى الوزير رامسفيلد تتضمن شرحا تفصيليا لتوصياتنا بحل وزارة الدفاع العراقية والهيئات التابعة لها...وقلت في مذكرتي إن هذه الخطوة ستكون حاسمة في سعينا الهادف الى تدمير...)..
4- رصد التناقضات الموضوعية ـ اللاوطنيةـ بين المتحاصصين..
يقول بريمر:
(في نهاية الاجتماع مع ـ أعضاء مجلس الحكم!ـ أعلنتُ إنه تمت دعوة مراسلي الصحافة لتحية أعضاء مجلس القيادة العراقية وقلت ـ إنني سوف أدلي بتعليق موجز وأقترح أن ترشحوا ممثلا للتحدث بعدي.. وقد أحدث اقتراحي ارتباكا واضحا ..
فبالرغم من مظاهر التعاون ألاّ ان هذا التجمع المختلف عشائريا وروحيا وسياسيا غير معتاد على التعاونِ ، وقد أخذ الأمر منهم اكثر من عشرين دقيقة لاختيار الزعيم الكردي مسعود البرزاني كمتحدث بإسمهم ، وقد كان ذلك بمثابة نذير بالصعوبة التي ستواجه المجموعة حتى فيما يختص بالقرارات البسيطةِ)!
5- الدستور "التحاصصي"المُشَرْعِنْ لتمزيق الشعب وتفتيت الوطن .. "الدستور" الذي دَسَّ فيه مستشارو الإحتلال و"المعارضون المُستَنجِدون بالغزاة !" ومَن وراءهم ، ألغاماً موقوتةً ، وصفقات مريبة ، وشَرعَنةً لإجراءاتٍ بأثر رجعي ..تفوح منها رائحة النفط ، وسموم الكراهية الطائفية والإثنية!
"الدستور" الذي رهنه "المتحاصصون" بقوانين تنفيذية يستحيل إنتاجها في بيئة "المحاصصة"..
فإختاروا بدلاً عن الدولة المدنية الديمقراطية التنموية (دولة الوطن المستقل والمواطن الحر):
5-1- تقسيم الشعب وفق الولاءات "التشطيرية" لأمراء المحاصصة!!
5-2- تقسيم الأرض على أسس عرقية وطائفية!
5-3- تقسيم الموارد كغنائم لأمراء المحاصصة!!
5-4- تقسيم السلاح كمراكز قوة لأمراء المحاصصة!!
5-5- تقسيم السلطات على قياسات أمراء المحاصصة!
5-6- تقسيم المستقبل وفق نوايا أمراء المحاصصة!
6- "الخلافات" حول الغنائم الهيكلية لترسيخ الإنعزالية وتبرير التفكك:
6-1- الإيحاء بأن "الإستبداد" ناجم عن وحدة الشعب والوطن!
وليس كونه أحد أسوء إفرازات التخلف ، والتطرف ، ونتيجة طفح الانتهازيون الموبوؤن بمطامع التسلط على سطح الأحداث ، وإختطافهم ثمار تضحيات الملايين من الشعب!!
6-2- الخلافات حول من يكون الصنم الأوحد!
يقول بريمر عن تحركاته لتشكيل "مجلس الحكم":
(لقد أبلغت مجموعة السبع عندها انهم لا يمثلون العراق. لقد كنتم في المنفى وقد طلبت منكم توسيع المجموعة لضم العراقيين ممن عاشوا تحت حكم صدام وضم النساء والمسيحيين والتركمان وزعماء العشائر. وقد وافقتم على ذلك ، ولكنكم لم تفعلوا)!!
ويقول في موضع آخر:
سألني بول:
(ما رأيك بمقترح نقل الصلاحيات والسيادة الى مجلس الحكم؟ . قلت له: لست متحمسا له، فهؤلاء الناس لا يستطيعون تنظيم مهرجان، فكيف بإدارة بلاد؟! )!!!
• "المتحاصصون" هم أنفسهم الممسكون بعنق العراق منذ "مجلس الحكم " الى يومنا هذا..وهم أنفسهم العاجزون اليوم عن تنظيم إجتماع كامل الحضور لهم لمناقشة جريرة أفعالهم!! ..و" التوافق على آليات التستر " على مافعلوه بالعراق وشعبه ، الذي يفوق الوصف ـ السريالي ـ المُتَخيَّل للخراب!!
6-3- الخلافات حول إقتسام مراكز القوة "العسكرية والأمنية" لإحكام بوابات سجن العراق على أهله..وإنتاج دكتاتوريات ـ طائفية وإثنية ـ متقزمة بحماية المحتلين ، على أنقاض الدكتاتورية المَقصيَّة بجيوش المحتلين!
6-4- الخلافات حول إقتسام الغنيمة "الموارد " لضمان النهب الممنهج لتلك الموارد، للإستقواء بها في المعركة الفاصلة "الحتمية" بين المتحاصصين..ولو بعد حين!
6-5- الخلافات حول إقتسام مفاصل السلطة القادرة على إذعان الشعب وتزوير إرادته ، وللإمساك بلقمة عيش الملايين ، لجرها الى مأزق التشرذم الطائفي والعرقي..لتبرير وجودهم كأمراء للطوائف!
6-6- الخلافات حول كيفية إقتسام جغرافية الوطن الى إقطاعيات ـ مُتنازع عليها! ـ ، لتحريك الصفائح "السكانية" ، بهدف زلزلة وجود الوطن وتمزيق كيانه!
6-7- الخلافات حول إقتسام المستقبل ، نتيجة لتصادم النوايا الإستلابية التشطيرية بين المتحاصصين!
6-8- الاختلاف حول كل شيء إلاّ حرب "تدمير" العراق..التي نبذها حتى جنود الغزو والاحتلال:
كتب الكابتن جيف بيروزي من معسكر التقدم / الانبار العراق / في ديسمبر 2005 الى مجلة القوات المسلحة الامريكية:
(لقد بدأنا الحرب إعتماداً على كذبة وسوف ننهيها إعتماداً على كذبة..إن هذا الخداع يطوِّره إعتقاد قواتنا المسلحة بأننا نستطيع ببساطة دخول أرض مابين النهرين التأريخية ونشرح لأبنائها فوائد ـ الجمعية التشريعية! ـ .
قبل خمسة آلاف سنة كان هؤلاء الناس هنا يكتبون الجبر ويَحلَّون المعادلات التربيعية..بينما كان أسلافنا الأوربيون ـ في ذلك الوقت ـ يتدلَّون من الأشجار!
والآن نشعر بأننا مضطرون بأن نجرهم من أياديهم بالقوة لقبول نفايات "الرأسمالية" ومجتمع "الرفاهية" .. لا تفهموني خطأً .. أنا أتمتع بمشاهدة ـ برتني سبيرس ـ على شاشة ـ ام تي في ـ والذهاب الى ماكدونالد ولكن هل تعتقدون بصدق إن السنة والشيعة والكرد يرحبون بفرض أفكارنا الغربية عن الترفيه والحرية عليهم ؟.. فكروا مرة بعد مرة!!!)
6-9- تدمير البنية الأساسية "الفوضى الخلاّقة!"ـ المخطط لها ـ لإلغاء مقومات وجود الكيان الموحد للدولة ، لتمهيد البيئة التناحرية المبررة لإقامة الإقطاعات العرقية والطائفية والمناطقية..لأن العراق في الإستراتيجية الامريكية لايعدو ان يكون كما حدده الجنرال جارنر الحاكم الذي سبق بريمر :
" أعتقد إننا يجب أن ننظر الى العراق بإعتباره محطة وقود لنا في الشرق الاوسط"!
6-10- حل الجيش العراقي ومؤسسات وزارة الداخلية ، (بدلاً عن تطهيرها من العناصر المجرمة والفاسدة) لإفراغ البلاد من أي "مؤسسة منظمة" على المستوى الوطني ..لتحل محلها المنظمات الإرهابية ، والمليشيات الطائفية والعرقية المتناحرة، التي إستباحت ومازالت تستبيح دماء العراقيين ومصير وطنهم!
وبعد ان وجدوا أنفسهم وحُماتهم المحتلين عاجزين عن حماية إقطاعاتهم وأتباعهم ..هرعوا يُعيدون ذات العسكريين ـ الذين إتهموهم بالولاء للنظام الدكتاتوري وألغوا الجيش بذريعة التخلص منهم ـ الى المؤسسات العسكرية والأمنية التي أنشأها الإحتلال وفق معيار ـ الولاء الطائفي او العرقي ـ لهذا المتحاصص أوذاك ، وطويت ملفات حتى المجرمين منهم إكراماً لولائهم لأحد المتحاصصين..مثلما يفعل كل الطغاة الصغار والكبار!!
( نادمين ..ندم الأحمق الذي داهمته الحاجة وعاد لإلتهام ما أفسده من تَمْرٍ بفعلته الخبيثة كي لاينفع غيره..مُقنعاً نفسه :هذي نجسانة ؟!..لا مونجسانة!!)
6-11- إحراق مؤسسات الدولة (بإستثناء وزارة النفط !) بشكل ممنهج أمام أنظار جيوش المحتلين وبمشاركة موالي " المتحاصصين" ..للإجهاز على الهياكل "المادية" لمؤسسات الدولة المدنية والعسكرية..لتنفيذ مخطط وهيكلية دولة "المحاصصة" على (الأرض الصِفْر!) في (التأريخ الصِفْر!)وبأيدي (الكفاءات الصِفْر!)!!
6-12- لقد لخصت الكاتبة الكندية نعومي كلاين في مجلة هاربر - عدد ايلول 2004 نوايا حلفاء المحتلين:
كان الفريقان "البراجماتيين والمتطرفين من العراقيين المنفيين" ينظران معا الى غزو العراق بإعتباره نوعا من الإنفجار..
حيث كان يرى بقية العالم الموت جاثم على صدر العراق..كان الفريقان يريان - ولادة دولة ـ تم خلاصها بالعنف و تطهيرها بالنار.
فالعراق لم يدمر بصواريخ كروز او قنابل عنقودية او فوضى او نهب ، بالنسبة لهم ، إنما كان يولد من جديد . و تاريخ 9 نيسان 2003 يوم سقوط بغداد كان اليوم الاول من السنة صِفْر!) التي بدأ فيها تأريخ دولة أمراء الطوائف المتحاصصين!!!
6-13- فتح الحدود على مصاريعها لإستقدام الإرهاب الدولي والإقليمي لإستباحة العراق ، لكسر إرادة العراقيين الوطنية ، وتأجيج الإحتراب والتنابذ الداخلي على أسس طائفية وعرقية!
(كشف البروفيسور ريتشارد ساكون الاستاذ الجامعي الامريكي الذي عمل لمدة سنة في الجيش الأميركي، كضابط إستخبارات- مضادة في العراق:
ان القوات الاميركية انتهجت كافة الاساليب، لتثبيت مواقعها في العراق فجندت مرتزقة افغان من مقاتلي حركة طالبان السابقين ـ الذين تساقطوا ـ لخدمة الاغراض الاميركية وجلبتهم الى العراق لمهاجمة وقتل المدنيين العراقيين بهدف اثارة الفوضى وتبرير استمرار احتلالها للعراق.
و قال :
أن الشرطة العراقية فوجئت بوجود حوالي 30 -40 افغانيا مسلحا في شاحنة على جسر الكرادة في بغداد، فألقت القبض عليهم، الا أن القوات الاميركية تدخلت وأمرت الشرطة العراقية باطلاق سراحهم فوراً.
واضاف:
ان قائمة سلمت للقوات الاميركية تضم اسماء عناصر من ميليشيا جيش المهدي ممن كانوا يصنعون القنابل والاسلحة، لكن القائد الاميركي ـ بيتريوس ـ رفض القاء القبض عليهم، كاشفاً عن ان بيتريوس كان قد وقع على اتفاق مع احد الزعماء السياسيين في العراق).
6-14- نهب الثروات وإتلاف المؤسسات المالية من قبل موالي المتحاصصين أمام انظار جيوش الاحتلال لدثر معالم الجريمة.. يقول بريمر:
(..إنفجار انابيب المياه في سراديب البنك المركزي أدى الى تخريب المليارات من أوراق العملة التابعة للبنك المركزي، عند نهاية الحرب)!!!!!!!..
6-15- إغراق العراق بمنتجات الإقتصادات البائرة والفاسدة لتدمير البنية الاقتصادية الوطنية الإنتاجية المتهالكة،ونهب وتخريب المنشآت الصناعية والتجارية والخدمية العامة..لإعداد السوق لمرحلة "الاقتصادات " الهامشية الإستهلاكية المنكفئة التي تفرضها دولة "المحاصصة"!
6-16- (ومن المفارقات الصارخة التي أنتجتها السياسات الاقتصادية الحكومية منذ 2003، والتي يُعلن التزامها بالانتقال إلى اقتصاد السوق، هذا التدهور المتواصل في امكانات وقدرات القطاع الخاص الانتاجي. فرغم ان القطاع الخاص يستحوذ على نسبة تشغيل للقوى العاملة في البلاد تزيد على 85%، مقابل 15% للقطاع العام، إلاّ ان حصته في توليد الناتج المحلي الإجمالي لا تزيد على 15%، وحصته في تكوين الرأسمال الثابت لا تزيد على 4.5% حسب آخر الاحصائيات المتوفرة، وهي من العام 2007)!!
6-17- تجلت الإستراتيجية الاقتصادية للغزاة في مرحلة مابعد الاحتلال ..بإستعارة إستخفافية للمحافظين الجدد:
6-18- فرش العسل بأكبر كمية ممكنة ثم الجلوس وإنتظار الذباب!
6-19- تقول نعومي كلاين:
ففي مكان واحد على الأرض سوف تطبق نظرية ـ المهندسين الايديولوجيين للحرب على العراق ـ أخيرا بشكل كامل وبدون تهاون. إن بلداً يسكنه 25 مليون من البشر لايمكن إعادة بنائه كما كان قبل الحرب ، بل سوف يُمحى ويَختفي. وفي مكانه سوف تنهض صالة عرض براقة للاقتصاد الحر ، يوتوبيا لم يرها العالم من قبل . سوف يتم وضع كل السياسات التي تُحرر الشركات متعددة الجنسية من كل العوائق لمتابعة سعيها للمكاسب متمثلا ذلك في :
• دولة مُتَقلِّصة!
• عمالة مرنة!
• حدود مفتوحة!
• أدنى قدر من الضرائب!
• لا تعريفة!
• لا حدود للتملك!
وعلى شعب العراق:
6-19-1- أن يتحمل بعض المعاناة قصيرة المدى!
6-19-2- التخلي عن ممتلكات الدولة من أجل خلق فرص جديدة للنمو والاستثمار!
6-19-3- أن يبقى عاطلا بلا عمل!
6-19-4- أن يرضى بإنعدام فرصة المنافسة بين المنتجات المحلية التي يملكها القطاع الخاص العراقي وبين المنتجات الاجنبية ـ الأفضل والأرخص ـ التي سوف تُغرق الأسواق عبر حدود مفتوحة!
6-20- إرتهان مصير العراق بمشاريع دولة الإحتلال "امريكا" وحلفائها في المنطقة ، وإنزلاق "المتحاصصين" في سعير المشاريع التدميرية للمنطقة ، لكسب رضا ودعم المحتلين وحلفائهم!
6-21- نهب التاريخ العراقي وتبديده في مخابئ اللصوص المحترفين لتبديد الجذور التأريخية التوحيدية لشعب مابين النهرين!
6-22- التهافت على الأجنبي للإستقواء به:
6-23-1- إقامة أكبر سفارة أمريكية في العالم لإدارة "العراق المحتل" ولتدجين "الصنائع!" المتنافرة!
6-23-2- التهافت على واشنطن لإبداء فروض الطاعة والتخادم اللامحدود لها ، للحصول على الدعم في الحرب مع "الشركاء الألداء!" الآخرين..
والإستنجاد بـ"نائب الرئيس الامريكي ـ مسؤول ملف العراق في البيت الابيض ـ جو بايدن" كلما أحتدم التذابح بين المتحاصصين!
6-23-3- إدامة وتقوية خطوط الإسناد ومنابع التمويل السرية والعلنية مع بعض الانظمة العربية للإستقواء بها في "صراع الدم" مع "شركائهم" المحشورين معهم في قفص المحاصصة!
تلك الخطوط التي تمتد الى ماقبل الغزو..
يقول بريمر:
(..المنفيون هم المعارضون المقيمون في الخارج ممن ظلوا يعارضون نظام صدام حسين لعدة سنوات، وكانوا يتلقون انواعا مختلفة من الدعم من الغرب والدول العربية المعتدلة وغالبا ما كان يتم ذلك من خلال الاجهزة الاستخباريةِ)!
ويضيف بريمر:
(لقد ساعدنا الاردن كثيرا اثناء الغزو، حيث سمح للقوات الخاصة بالعمل من داخل اراضيه)!!.
ويشكل هذا البلد اليوم ـ الملاذ الآمن!!ـ لجميع الساعين لإسقاط الحكومة الحالية الخارجة من تحت معطف الإحتلال، سواء من ( المحسوبين على النظام السابق!) ..أو "المتحاصصين" المشاركين في الحكومة!
6-23-4- هدر الحصانة الوطنية أمام المشاريع والنوايا الإيرانية التوسعية ، للإستقواء بها في حرب الكمائن الإستحواذية مع "المتحاصصين" الآخرين..الحلفاء في العلن والخصوم في السر!
6-23-5- إقامة متاريس خلفية ـ مريبة ـ لخدمة المصالح التركية على حساب المصالح الوطنية..للإستعانة بها في هدم مداميك "الشركاء الألداء" من المتحاصصين!
6-23-6- إستغلال الثقوب المتعمدة في جسد "ديمقراطية الغزاة!" لتسلل "الإسرائليين" كملاذ آمن للمتحاصصين المغامرين!
• تردي النزاهة والكفاءة..
1- تردي مكانة الدولة العراقية الى قاع قائمة الدول الفاسدة والفاشلة في
العالم..ويشكل "الفساد الإداري والمالي " الخطر الإفنائي الذي يفوق جرائم الارهاب الدموية!
(من بين 180 دولة، هناك دولتان فقط هما الصومال وبورما تتجاوزان العراق وفق آخر مسح لقياس الفساد قامت به المنظمة العالمية للشفافية)!!
في إفادة راضي الراضي رئيس هيئة النزاهة السابق "المتهم بالفساد " أمام الكونجرس الامريكي أشار الى:
توصيات لمكافحة الفساد، منها:
1-1- أن يقوم الوزراء بتقديم كشوف لدخولهم السنوية، لكنهم رفضوها.
1-2- وضع المقاييس المترية على محطات ضخ النفط لضبط حسابات مبيعات براميل النفط، لكن وزارة النفط رفضتها.
1-3- طالبت الولايات المتحدة النظام العراقي تطبيق معاهدة الأمم المتحدة الخاصة بمكافحة الفساد، إعترض رئيس الحكومة (المالكي).
وبالمقابل قام بتعيين رئيس جديد لهيئة الشفافية ومكافحة الفساد، تم إعتقاله بعد ثلاثة أسابيع وإيداعه السجن بتهمة الفساد، وخرج من السجن بكفالة!!!
2- التحاصص بالوظيفة العامة كنهج إداري فاسد يستبعد الكفاءات ويقوم على الولاءات لإقطاعيي المحاصصة!
(حتى المفصولين والشهداء صاروا مراتب في عرف المتحاصصين..حسب قربهم أو بعدهم من هذا المتحاصص الذي يُمسك باب الرزق أو ذاك!!).
• ( ليست هناك أرقام دقيقة لنسبة الفساد في الإدارات الحكومية في العراق ، ولكن هناك بعض التقديرات الاولية للفساد الإداري على اختلاف اشكاله في دوائر الدولة تقدر ذلك بـ 75% -80% من حجم العمل الحكومي)!
3- نهب المال العام بأشكال وذرائع مختلفة، مما أدى الى تدهور الاقتصاد وتردي الحياة المعاشية ..
• ( ليس غريباً أن تـُظهر وثيقة "إستراتيجية التـخفيف من الفقر"، التي أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء وتكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة التخطيط بالتعاون مع البنك الدولي، والتي أقرها مجلس الوزراء في شهر تشرين الثاني 2009، أن 22.9% من السكان، أي حوالي 6.9 مليون مواطن، يعيشون تحت مستوى خط الفقر. وحددت الإستراتيجية هذا المستوى بـ 77 ألف دينار للفرد شهريا)!!!
• (أشار تقرير للجهاز المركزي للإحصاء بوزارة التخطيط الى أن: 40% من سكان المحافظات هم من الفقراء، و57% من نسبة السكان في سن العمل هم خارج دائرة النشاط الاقتصادي ـ لا يعملون ويبحثون عن عمل ولا يجدون ـ ، وتبلغ 87% بالنسبة للنساء، ونسبة متوسط الانفاق الأسري الشهري على السكن والكهرباء والوقود بلغت 29% وبنحو 10% للنقل بسبب ارتفاع اسعار الوقود، اضافة الى وجود 33% من الأُسر الفقيرة غير مرتبطة بشبكة الماء الرئيسة و35% من الأُسر يعانون عدم إرتباط منازلهم بشبكة الصرف الصحي)!!!
• عن إيلاف الإلكترونية(مثال):
( قالت صحيفة " بودستيكا " النرويجية، إن السفيرة العراقية في النرويج، سندس عمر علي، إشترت بناية فخمة، تضم " فيلا " فاخرة لإقامتها في أرقى أحياء العاصمة أوسلو، بـ( حوالي 7,5 مليون دولار أميركي ).. وأثارت هذه المعلومات الإستغراب في الأوساط العقارية النرويجية، لأن المالك السابق للبناية، كان قد إشتراها في عام 2004 بما يقارب ( 1,6 مليون دولار أميركي ) فقط ! ..وقالت الصحيفة إن السفارة العراقية، عرضت سعراً يعادل أربعة أضعاف السعر الحقيقي للبناية، وهو ما إعتبرته مكسباً للوسيط الذي لم تُسَمِّه في هذه الصفقة . ونقلت عن قصي الشيخلي، وهو أحد العاملين في السفارة، تأكيده صحة المعلومات حول عملية الشراء، التي أوضحت أن بعض المعاملات الروتينية فيها باقية حتى الآن، لكن الإتفاق النهائي حول السعر قد تم بالفعل..وبحسب معلومات مؤكدة فإن وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري، وأثناء تواجده في النرويج، لافتتاح السفارة العراقية في 23 نيسان 2012، طلب تفقد البناية، وبالفعل تم ذلك، وأبدى موافقته وارتياحه لها)!!!!
4- التستر على القتلة وإدامة دورة الموت الجمعي على امتداد الوطن ، و(التهديد المتبادل بكشف ملفات الارهاب والفساد! )، وشيوع لغة الوعيد بين المتحاصصين!!
كانت باكورة صفقات التستر على القتلة في عهد "ديمقراطيةالمتحاصصين":ـ
تحريم فتح ملف مقتل السيد عبد المجيد الخوئي!!
تلاه قبر آلاف الملفات لشخصيات علمية ، وسياسية ، ومهنية ، وصحفية من المغدورين بكواتم الصوت ، والمفخخات ، والسيوف في طول البلاد وعرضها ، تحت طاولات الصفقات "التوافقية!" بين المتحاصصين ،ـ خوفا من إنهيار العملية السياسية الفريدة وإنكشاف المستور!ـ ..الذي لم يعد مستوراً الاّ على المغفلين!!!
5- التواطؤ مع المحتل للتستر على نهب الأمريكان لمليارات الدولارات!
و(تمييع قضية نهب مليارات الدولارات) من قبل المحتلين ، بذرائع مختلفة!
(نشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأمريكية تقرير صحفي، يوم 23 يونيو 2011، يتساءل كاتبه عما حدث لمبلغ يصل إلى 6.6 مليار دولار، من ـ الأموال النقدية ـ التي أرسلت إلى بغداد على متن طائرة عملاقة من طراز هيركوليز C-130 للشحن ، كانت مخصصة لعمليات إعادة أعمار العراق بعد الحرب… وقال المحقق الأمريكي الخاص ستيورات باون، إن الأموال المفقودة ربما تشكل أكبر عملية سرقة مالية في التاريخ الأمريكي)!!
ولاشك ان المبلغ نهب حال هبوطه من السماء الى "أهل الارض!" في المنطقة الخضراء ـ الامريكان وحلفائهم العراقيين ـ وتَحاصَصَ في جيوبهم العميقة الأغوار!!..فرزقكم يتساقط عليكم ـ دولارات ـ من السماء وأنتم لاتعلمون!!!!
6- خطة الجوار الإستراتيجية لإفناء العراق عطشاً..
حيث يحتل العراق حاليا المرتبة الخامسة في قائمة البلدان الأكثر عرضة لندرة المياه..
ومن المعلوم ان 68% من مياه نهر دجلة و98% من مياه نهر الفرات ترد من تركيا وايران وسوريا!!
ويبلغ عدد روافد نهر دجلة التي تنبع من إيران ..الموسمية منها أو الدائمة 30 رافدا، وقامت إيران بتحويل مسارات معظمها إلى داخل أراضيها، إضافة إلى بناء سدود عدة منها خمسة سدود على نهر الكارون.
فيما أنشأت تركيا 14 سداً على نهر الفرات وروافده داخل أراضيها، وثمانية سدود على نهر دجلة وروافده، وهي تحتاج إلى سنوات عدة لملء البحيرات الإصطناعية خلف هذه السدود، في حين أنشأت سوريا خمسة سدود ثلاثة منها شيدت في منتصف الستينيات!!!
وبعيدا عن تناحر أمراء المتحاصصين على أسلاب (العراق المريض!) .. الموالين للنظامين (الاسلاميين!!) في تركيا وايران وللنظام البعثي في سوريا ، لابد مع دعم مبادرة الناشطين المدنيين المسؤولة ، الذين شكلوا تحالفاً دوليا مع منظمات مجتمع تركية وإيرانية لإنقاذ دجلة من خطورة مشروع سد اليسو ، والعمل على وضع نهر دجلة ضمن محميات التراث الدولي التي ترعاها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ، وحمايته من المخاطر التي يتعرض لها هذا النهر والبيئة المحيطة به من جراء إنشاء هذا السد الإفنائي ، ومن ضمنها الأهوار العراقية، مؤكدين على أن الحملة بحاجة إلى 30 ألف توقيع ليتم إدراجه من قبل منظمة اليونسكو ، مطالبين الجهات الرسمية العراقية والمجتمع الدولي بـ( إتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع إنشاء سد)!!!
7- تعصيب الضمائر عن نهب الثروات الوطنية كحقول ـ النفط ـ من قبل دول الجوار مثل حقول (الخفقة ، والرطقة ، والفكّة ، وأبو غرب ، ومجنون ، وخريدة ) تلك الكنوز النفطية في جنوب ، وشرق ، وغرب العراق التي ينهبها الأخوة الأعداء والأصدقاء الألداء( انظر دراسة الخبير النفطي العراقي ـ جبار علي اللعيبي:الوقوف في العاصفة – تحديات في الزمن الصعب)!
إضافة الى دورعصابات "المتحاصصين" في تهريب النفط والتستر على العصابات الدولية والاقليمية والمحلية ، لإستزاف الثروات النفطية مقابل فُتات موائد اللصوص الكبار(تابع أسرار وخفايا شبكات تهريب النفط السرية والعلنية في العراق بحماية أمراء المحاصصة وميليشياتهم)!
8- إقصاء "العقل والكفاءة" عن الوظيفة العامة في الدولة والمجتمع!
ونبذ الملايين من الكفاءات وأُسرهم المغتربة في الخارج ، أو المقصية في الداخل..
مما يتطلب الإصغاء الى صوت القوى الديمقراطية و:
8-1- (الشروع عاجلا بعملية الإصلاح على أساس إستبعاد نهج المحاصصة، وتعزيز نهج الكفاءة والنزاهة والفاعلية. ويعد الإسراع في تطبيق قانون مجلس الخدمة العامة خطوة في هذا الاتجاه.
8-2- إعتماد الدراسة العلمية، والانطلاق من الواقع العراقي الملموس، والإفادة من التجربة العالمية، بعيداً عن الأهواء والمزاجية والشخصنة، في إعادة هيكلة الوزارات وغيرها من المؤسسات، وفي دمجها مع نضيراتها.
8-3- أن تتم العملية بالتشاور الجاد مع ذوي الإختصاص والخبرة، ومع المعنيين من ذوي الرأي السديد والوطني.
8-4- أن تُتخذ بجانب ذلك التدابير التي تحول دون التفريط بالقوى والطاقات والكفاءات، بل على العكس تحسن إعادة توزيعها وتوظيفها لخدمة المجتمع والبلاد.
8-5- الالتفات الى الكفاءات والمواهب العراقية الكثيرة المنتشرة في بلدان العالم المختلفة، وتأمين التسهيلات التي تشجع عودتها والإستفادة من خبراتها في تحديث أجهزة الدولة وتطوير أدائها).
8-6- الإسراع في تطبيق مشروع الحكومة الالكترونية .
8-7- ان الاستمرار في تجاهل تطبيق معايير سليمة وواضحة في اسناد الوظائف العامة ، سيزيد من أعداد المفسدين والمرتشين، ومن شلل أجهزة الدولة ومؤسساتها، وعجزها عن القيام بمهامها، وتحويلها الى ضيعات للمريدين والطبّالين، وما يترتب على ذلك من فساد اداري ومالي وضعف في الأداء وإنعدام للكفاءة.
8-8- من ناحية اخرى تبقى مخلفات الصراع السياسي المؤطر طائفيا، وبضمنها معضلة ملايين المهاجرين والمهجرين، تمارس تأثيراتها السلبية في حياة البلاد، وتكبح عودة الاوضاع الى حالها الطبيعي في الكثيرمن مناطق البلاد).
• إنتفاخ المكانة بإرادة الاجنبي
1- الصناعة الامريكية لرموز المتحاصصين قبل وبعد الاحتلال..
يقول بريمر:
(ومن الطبيعي ان يكون المنفيون يرغبون في تولي شؤون الحكم سريعا وقبل ان يتمكن من ذلك الزعماء المحليون ممن كانوا مقيمين في البلادِ ، فهم يدركون ان نفوذهم في لندن وواشنطن وطهران والرياض سوف يتقلص ما لم تكن لديهم قاعدة سياسية راسخة على الارض في العراقِ)!
2- مؤتمرات المعارضة الانقسامية التقسيمية :
2-1- / 17/12/2002 يقول موفد بي بي سي إلى مؤتمر المعارضة في لندن، خليل عثمان:
كانت الخلافات قد دبت بين فصائل المعارضة المشاركة في المؤتمر أثناء محاولتها وضع تصور لما ستؤول إليه الأمور في حالة الإطاحة بصدام حسين.(المؤتمر الذي قاطعته قوى معارضة عديدة من بينها :حزب الدعوة.الحزب الشيوعي.حركة الاشتراكيين العرب..)
وشهدت المحادثات جلسة عاصفة وإنسحابا لعدد من المشاركين بسبب الخلاف حول تشكيل حكومة قد تصبح نواة للحكومة الانتقالية، مما إضطر المنظمين إلى تمديد أعمال المؤتمر ليوم ثالث.
وشهدت المناقشات التي دارت حول هذا المشروع، ذي التسع نقاط، خلافات جوهرية تمحورت حول المادة الرابعة المتعلقة بشكل مجلس السيادة المقترح. وينص المشروع على أن يتشكل مجلس للسيادة من ثلاثة من القادة "من ذوي الماضي النضالي المشرف والمشهود لهم بالنزاهة"، ويقوم هذا المجلس بمهام رئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية!!!!!
2-2- كتب غسان العطية عشية مؤتمر المعارضة في لندن قبل الغزو بأربعة أشهر:
لقد رمت واشنطن بكل ثقلها, من خلال رسالة البيت الأبيض, من أجل عقد مؤتمر المعارضة بما لا يدع مجالاً للتساهل مع أي طرف عراقي يعوّق انعقاد المؤتمر أو نجاحه, خصوصاً إن عامل الوقت لم يعد لمصلحة الانتظار للمزيد من المفاوضات, وهذا ما أكده المسؤولون الأميركيون في اكثر من مناسبة.
(إذا كانت واشنطن تعرف ماذا تريد من عقد المؤتمر ومستعدة لدعمه, فإن المعارضة العراقية تحديداً مجموعة الستة(الحكيم. الطالباني.البارزاني .علاوي.احمد الجلبي.الشريف علي) تحتاج الى الاتفاق على ماذا يريدون من وراء عقد المؤتمر)?!!!
وأفاد مشاركون في المؤتمر الذي باشر اعماله السبت ان سفير الولايات المتحدة فوق العادة لدي المعارضة العراقية ومندوبها الى هذا المؤتمر زلماي خليل زاده عقد مساء الاثنين اجتماعا مع مجموعة من قادة المجموعات المختلفة المشاركة في المؤتمر وهدد بأن تلجأ الولايات المتحدة الى «خيارات اخرى بما فيها خيار تعيين حاكم عسكري في العراق (بعد سقوط النظام الحالي) اذا لم ينته هذا المؤتمر الى اتفاق».
وكانت الخلافات بشأن نسب تمثيل فصائل المعارضة المختلفة داخل لجنة المتابعة والتنسيق، التي يعتقد المعارضون انها ستعكس نسب التمثيل في اي حكومة انتقالية في حال سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين، أدت الى تمديد اعمال المؤتمر لمدة 42 ساعة!
3- دور النظام العربي الرسمي في صناعة مندوبين للمشاريع التقسيمية للعراق داخل "كتيبة" المتحاصصين وخارجهم!
فليس سراً ان النظام العربي الرسمي مشارك وممول رئيسي لمشاريع تخريب العراق منذ اكثر من نصف قرن:
3-1- إنقلاب 1963 الدموي لاسقاط حكومة عبد الكريم قاسم الوطنية!
3-2- إنقلاب 1968 لإجهاض المقومات الموضوعية للتغيير الوطني الديمقراطي!
3-3- تفجير الحرب مع ايران وتسعيرها وتمويلها عام 1980!
3-4- تدمير المفاعل النووي العراقي عام 1982!
3-5- غزو الكويت ومن ثم تجييش العالم على العراق عام 1990!
3-6- الحصار الاقتصادي الخانق الذي قتل وشوّه مئات آلاف العراقيين وشرد وأوجع الملايين منهم عام 1990!
3-7- تدمير العراق عام 1991 بدعوى إخراج الجيش من الكويت!
3-8- إبادة مئات آلاف المنتفضين على نظام صدام 1991 لاسباب طائفية وعرقية!
3-9- قصف العراق التدميري عام 1998!
3-10- إحتلال العراق عام 2003 بدعوى (التحرير!)!
3-11- تصدير وتمويل الإرهاب الى العراق بعد الغزو والى يومنا هذا!!
3-12- تكريس المحاصصة الطائفية والعرقية منذ الغزو والى اليوم!
وفي كل تلك المآثم كانت تصنع "دمى" من العراقيين لتنفيذ تلك المشاريع..يجري تشكيلها بأيد أجنبية ما تلبث أن تندثر مع إنتهاء مدة صلاحيتها..واليوم "عبثاً" يُعاد النفخ ببعض تلك البالونات.. لأن النظام العربي لايتعض بخطاياه الكارثية..طالما تَستديم الموارد المالية لديه ، وتتفشى الكراهية للعراق في مؤسساته!!
4- التدخل الايراني المباشر لإلغاء العراق كدولة "منافسة" ذات سيادة ..قوية إستراتيجياً..(وهونهج لم يتغير منذ النصف الأول من القرن الماضي ، رغم سقوط الشاهنشاهية وصعود دولة "ولاية الفقيه!").. لتمرير مطامعها الإستحواذية..من خلال "كيانات" عراقية أُنتِجت و"نُفِخَت" في ورشها البدائية ، ورُفعت الى مراكز القرار في السلطة العراقية بعد إحتلال "الشيطان الأكبر!!" للعراق عام 2003، وسط إصطخاب الدم في الشوارع ، وتأجيج الكراهية الطائفية في نفوس الملايين المَقْصية عن مراكز القرار ومصادر المعرفة..والمُغَيَّبَة خلف النحيب المليوني العابر للحدود، وإستدرار الدموع الساخنة من قرارة العراق، وإعادة إنتاج "المظلومية الطائفية" المتوارثة بثوب سياسي مهلهل!
5- التدخل الاسرائيلي عبر البوابات الخارجية والداخلية لتجويف الكيان العراقي من مصادر التنمية والوحدة الوطنية!
فـ"الطغاة الصغار" يلتقون بالمتطرفين الاسرائليين مباشرة ـ أو من خلال مندوبيهم ـ للإستقواء العلني بـ"إسرائيل" ولكسب رضا اللوبي الصهيوني في الإدارة الامريكية..وبعضهم يجتمعون بإستحياء تحت سقوف عربية "معتدلة!" ، أو في غرف فندقية أوربية وأمريكية وثيرة! "يتوهمون بأنها بعيدة عن عيون الإعلام الإستقصائي الفطن!"..فتبدو لهم "كياناتهم الضئيلة" منتتفخة بالوعود ، ومتعاظمة بالجلوس الى جانب من يفرض إرادته الباطلة على القانون الدولي..فيوهمون النفس بالتشبه به!!!!!
نشرت صحيفة الدستور الأردنية بتاريخ 23/نوفمبر/2010 عن تقرير بقلم الصحفي الاسرائيلي ـ وين مادسن ـ منشورعلى موقعه الإلكتروني الذي يحمل الاسم نفسه:
( أنّ الإسرائيليين قد بدأوا منذ الغزو الأمريكي للعراق بشراء الأراضي في المنطقة التي يعتبرونها ملكية يهودية تأريخية، وأن فرق جهاز المخابرات الإسرائيلية ـ الموساد ـ قد شنّت مع مجموعات من المرتزقة ، هجمات على النصارى الكلدانيين العراقيين في كل من الموصل وأربيل والحمدانية وتل أسقف وقره قوش وعقره وغيرها، وألصقتها بتنظيم القاعدة، بغية تهجيرهم بالقوة، وإفراغ المنطقة التي تخطط إسرائيل للاستيلاء عليها)!!!
6- الإنضواء خلف إيقاع ـ الدافول والزورنا ـ الاسلاموية الطائفية لفرقة حكومة حزب التنمية والعدالة "العثمانية" المتفاقمة في المنطقة ، والمتناغمة مع المشروع الصهيوني لتجويف شعوب ودول المنطقة من مصادر القوة التنموية..فالمزمار التركي جاهز لنفخ الدمى الموالية له وترقيصها، أو لإستدراج المنبوذين اوالتائهين عن الولاءات الأخرى الى حلبة الولاء للأوهام العثمانية..كلما زاد الضغط على تلك الدمى أوضَمُرَتْ حجومها وتضاءلت طاقاتها!
7- تمويل وتجنيد وحماية الأجنبي للميليشيات المسلحة المتطرفة المدججة بالكراهية للآخر في حواضن مجتمعية متخلفة.. متماهية في نوايا هذا ـ الخارج الإقليمي او الدولي ـ بمسميات متعددة وتحت شعارات سماوية وولاءات أرضية متنوعة ..متفرعنة على ـ ألآخر ـ بقوة المال القذر، ومتعسفة بسيوف العقائد اللاوطنية..تُفْرِزُ طُغاةً صِغاراً يُقَطِّعون الوطن ويشرذمون الشعب لمصلحة الاجنبي ولمنافعهم الرخيصة ، وينعمون بملاذات آمنة ودروب سالكة لأحضان اولياء نعمتهم كلما إشتد عليهم سخط الشعب ..أو إنكشفت عوراتهم!!!!
8- انزلاق (بعض ـ النخب ـ المهنية والثقافية والسياسية !) الى درك التخادم للأجنبي:
8-1- تمكنت دوائر المخابرات الخبيرة ـ دائماً ـ في إصطياد "قصية الغنم!" من "ذوي الكفاءة المُحبَطين" ، أو ـ اشباه المثقفين ـ الباحثين عن "اللّمَعان السريع" تحت الأضواء، من بين هوامش مئات آلاف المثقفين والإختصاصيين الوطنيين التنويريين الهاربين من الانظمة الدكتاتورية الى مختلف البلدان القريبة والبعيدة ، وتجنيدهم لمشاريعها المعادية للعراق ، تلك المشاريع المعلبة بعلب حضارية أنيقة ،..لإنتاج "مجموعات خادمة أو متخادمة " من شضايا المثقفين والطبقة الوسطى ، لتسويق مشاريع ـ التدخل الإستلابي الناعم !ـ أو ـ التسلل التخريبي الخشن!ـ ، وتأهيلهم وتمويلهم في ورش وزارة الخارجية الامريكية ، وغرف المخابرات السرية في أكثر من بلد طامع بالعراق ، وطلائهم في وسائل الإعلام كرموز ثقافية ومهنية وسياسية وإعلامية "تغييرية"!.. تدعو جهاراً الى هتك كل الأستار عن "حقيقة!" ما يجري في بلدان العالم ..الاّ فضائح وجرائم "بلدان المَنشأ!" التي صَنَعَتها وتموِّلها وترعاها !!!
صار مَثَلُ ـ مثقفي ـ "المتحاصصين" في تناحرهم كمثل "باعة المسروقات" في "سوق الحرامية"..كُلٌ يصرخ لإستدراج أكبر عدد من "المغفلين!" لتسريب إثْمِهِمْ اليهم بهدف تبييض "الموارد القذرة " وتسويق "النوايا المريبة".. لإستخدامهم كرافعة إنتخابية تُشَرعِن نهج تشطير الشعب والوطن، وتبرر الإستحواذ اللامشروع على حقوق الغير ، وتتستر على التعسف بحق "الأخ" الآخر!!
9- في ظل مناخ التحريض الخارجي وسياسة ونوايا شركات النفط والمتواطئين معها , تتولد مخاوف إشعال الإحتراب العربي- الكردي لأول مرة في تأريخ العراق والمنطقة, وفق تداعيات سياسية داخلية وإقليمية ودولية غير مطمئنة ..تتفاقم بشكل متسارع اليوم!
ان المأزق الذي وصل اليه المتحاصصون لايمكن الخروج منه إلاّ من خلال:
1. إنتخابات مبكرة !
2. يسبقها قانون إنتخابي عادل ، يُجَرِّم إستخدام التمييز الديني والطائفي والعرقي كرافعات للسلطة عبر صناديق الاقتراع ..وإعتماد معايير الشفافية والنزاهة والمواطنة كأساس للترشيح ، وإعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة!
3. إصدار قانون أحزاب ديمقراطي ، يفصل المال العام عن الحياة الحزبية ، ويُجَرِّم التدخل والدعم الخارجي للحياة الحزبية بكافة اشكاله ، ويمنع تشكيل الاحزاب على أسس تمييزية (دينية او طائفية او عرقية)!
4. تشكيل (حكومة خدمات) من الإختصاصيين المستقلين ، ذوو الكفاءة والنزاهة ، تنفذ المشاريع الخدمية المعتمدة ، وتشرف على الانتخابات العامة!
5. فتح ملفات المفسدين والقتلة من قبل القضاء النزيه العادل ، بغض النظر عن وجودهم في قمة سلطة المحاصصة أم في قاعدتها!
6. إنتاج نظام سياسي ديمقراطي وبرلمان ذو إرادة نيابية فعالة يتولى تعديل الدستور..لإزالة كافة أشكال التصنيف التحاصصي من مواد الدستور!
7. حصر فترة المناصب الرئيسية الاتحادية وفي الاقليم والمحافظات بدورتين إنتخابيتين غير قابلة للتجديد او التمديد..على أن لاتتجاوز بمجموعهما ثمان سنوات!
8. تشكيل حكومة أغلبية سياسية ، وكتلة معارضة برلمانية قوية تُحَصِّن الحكومة من الإنحراف عن برنامجها الذي مُنحت الثقة على أساسه!
9. وضع الأسس الدستورية التي تضمن قيام ـ حكومة ومعارضة ـ بعيدة عن المحاصصة الطائفية والعرقية..
حكومة قادرة على خدمة شعب تنموي ، حُرٍ ، فَتيٍّ ، إختطفه الطغاة الكبار والصغار على مدى نصف قرن ، وألقوه في دوامة الموت ، والخوف ، والغربة ، والتفقير!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل