الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف..وفقدان الهوية

محمد نوار

2012 / 7 / 8
الادب والفن



لقد اصبح المثقف في عراق ما بعد الدكتاتورية بلا هوية او صوت يتميز به عن سواه فهو في كثير من الاحيان ليس سوى صدى للاحداث التي جرت وغالبا ما يظهر عند نهاية المشهد ولم يؤد اي دور ذي قيمة يحسب له .لقد بقي خلف السياسي ينتظر منه الاشارة كي يحدد له المسير والاتجاه الذي يريد وهذه خسارة كبيرة تلحق به .ترى لماذا تراجع المثقف عن دوره الى هذا الحد وفقد كثيرا من المميزات المعنوية والاعتبارية التي كان يتحلى بها ولا سيما دوره الريادي في القيادة الفكرية ولان واقع الامر او المنطق يقول ان الذي يرسم خارطة الطريق ويسير عليها الجميع هو المثقف ولكن الذي يحدث خلاف هذا الا في القليل النادر اذ ارتبط بالكرسي والمنصب كحال السياسي ولم يبتعد بالرؤى التي يتحدث عنها ابعد من ذلك بل لم نسمع له كلاماً الا بعد ان تصل الامور او القضايا ذات الشان العام الى اشكالية كبيرة ويعرف الجميع تفاصيلها وبالمقابل يبقى المثقف صامتاً اتجاهها ولم يعمل شيئا سوى مقال هنا او مقال هناك وبالطبع هذا لا يكفي وهو لا يليق بالمثقف الحقيقي الذي ارتبطت كل التغيرات الايجابية به لذا نرى عليه ان لا يظل متفرجا على الاحداث او يسبقه الاخر في التصدي بل لا بد ان يكون له الدور الاكبر وهذا ما لا ينسجم وشخصيته على اعتبار ان المثقف يتملك مساحة واسعة يستطيع التحرك عليها مما يترك اثرا كبيرا على المتلقي ومن ثم تشكيل رؤيا جمعية شاملة ترتقي بالفرد او المجتمع بعد تحديد الاهداف الصحيحة والتي بنيت وفق ما رسم لها المثقف اذن امامه اليوم مسائل كثيرة تحتاج الى وقفة تأمل ومراجعة الذات وسط هذا الكم الهائل من المشاكل التي نمر بها وقبل ذلك عليه ان يكسر الطوق الذي ضربه عليه السياسي عندما قيد حريته تحت اعتبارات ايديولوجية لا يستطيع ان يبتعد عنها الا بالقدر الذي يسمح به السياسي متنازلا عن المبدأ او يقف متفرجا وكأن الامر لا يعنيه بشيء وهذه طامة كبرى لان المجتمع ينظر الى المثقف انه المخلص والصوت الحقيقي باعتبارات كثيرة رسمت بذهنه من خلال الموروث الفكري لدى الناس عن شخصيته ولانه على الدوام هو الذي يبادر بما يمتلكه من رؤيا يسبق الاخرين بها وبالطبع لا يمكن ان يكون المثقف بطاقة بيد السياسي يظهرها وقت ما يريد كي تخدمه اغراضه النفعية لانه عند ذلك يفقد رمزيته وقدرته على التأثير داخل البنية الجماهيرية التي تعقد الامال الكبيرة عليها والتي تظل ترنو اتجاهه حتى اذا ما تحرك تحركت لانها تعلم انه يحدد الاصلح والاصوب بما يمتلك من مؤهلات فكرية تجعل زمام المبادرة بيده لانها تثق فيه وتعلم انه الامين على المبادئ والقيم التي نادت بها كل الشرائع والتي تجعل من الانسان القيمة الكبرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في


.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات




.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه