الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنكن كبارا على قدر المسئولية

عزام يونس الحملاوى

2012 / 7 / 9
القضية الفلسطينية


أصبح الوضع الفلسطيني المأزوم ينذر بكارثة وطنية خطيرة, سيدفع ثمنها الجميع إن لم يتم معالجته لوقف حالة الانهيار الأكيدة التي ساهم بها الأداء السيئ للحكومتين في غزة ورام الله سواء كان عن قصد او جهل, حيث أصبحنا نعيش أزمات طاحنة على كافة الأصعدة السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, وحتى المصالحة التي كانت يمكن أن تساهم في حل هذه المشكلات تم وضع العراقيل أمامها, وتعليق العمل بها من قبل حماس0 إن هذه الأزمات والمشاكل التي تعيشها فلسطين الآن لايمكن أن تكون لها نهاية إلا بوضع حلول جذرية تنهى معاناة الشعب الفلسطيني, وهذا لايمكن أن يتم إلا إذا كانت الحكومتان في رام الله وغزة كبارا وعلى قدر عالي من المسئولية0
فعلى صعيد المشكلة الاقتصادية: يجب وضع خطط تنموية شاملة تبدا بالاستغلال الصحيح للموارد الطبيعية والبشرية, وتخفيف الاعتماد على الاقتصاد الاسرائيلى, ومعالجة الأخطاء في هيكلية البنية الاقتصادية حتى نستطيع بناء اقتصاد وطني منتج بعيدا عن اقتصاد الأنفاق, والتهريب, والمستوطنات ,الذي لا يبني اقتصادا إنتاجيا وطنيا ، مع معالجة مشاكل الفقر والبطالة للعمال والخريجين, والتعليم والصحة, والكهرباء والوقود, وارتفاع الأسعار, وإلغاء الضرائب عن الشعب الفقير0
أما على الصعيد الاجتماعي: فيجب أن تشكل لجان مختصة لدراسة مشاكل المجتمع دراسة علمية والخروج بوسائل علاج لها, ووضع آليات تنفيذ قادرة على إنهاء المشاكل الاجتماعية والنفسية الناتجة عن الاحتلال, والحصار, وانقلاب حماس, ويكون هذا من خلال توعية المواطن, وتفعيل القانون, وتعزيز دور القيم والأخلاق والمفاهيم في المجتمع, وهنا يقع على كاهل الإعلام دورا مهما وحيويا لخلق الوعي بين المواطنين ليتعرفوا على مشاكلهم للمساهمة في حلها0
أما على الصعيد السياسي: فيجب أن تكون هناك رؤية إستراتيجية وطنية بقيادة موحدة, تتبنى كافة أشكال النضال تشارك بها كل ألوان الطيف الفلسطيني لمعالجة المشاكل السياسية الناتجة عن أوسلو والمفاوضات, وتحدد الطرق والأساليب لمواجهة الاستيطان, ومصادرة الاراضى, وملف الأسرى, وحماية المشروع الوطني, وباقي القضايا عملا بوثيقة الوفاق الوطني، واعتماد برنامج عمل وطني موحد لتفعيل الضغط الدولي لإجبار إسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية وتطبيقها.
إن تنفيذ ماسبق من وضع حلول لمشاكل الشعب الفلسطيني لايمكن أن يتم إلا بإنهاء الانقسام النابع من ضعف الإرادة السياسية, واستمرار أصحاب الامتيازات, ومراكز القوى, وأصحاب المصالح المستفيدين من الانقسام من فتح وحماس في غزة والضفة, والمراهنات الخاسرة دائماً على الأوضاع العربية, والإقليمية, والدولية، لذلك يجب استنهاض حركة شعبية ضاغطة حتى إنهاء الانقسام, وإعادة بناء الوحدة الوطنية عملا باتفاق الرابع من مايو لعام2011 الذي وقعت عليه جميع الفصائل الفلسطينية من أجل الصول إلى انتخابات شاملة0
إن إعادة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن, أصبح مطلب شعبي ووطني لكي تبدأ فلسطين باستعادة وحدتها, ويتم إعادة بنائها سياسياً, واقتصاديا, واجتماعياً, وأمنياً, على أسس وطنية وديمقراطية وتنموية, تؤدي إلى قيام دوله مؤسسات مدنية قادرة على تحقيق العدل والمساواة في الحقوق والواجبات لكل مواطنيها, وتكون القيم الوطنية والمصلحة العليا هي الجامعة بها, والغاية الكبرى التي يعمل من أجلها كافة أبنائها الذين عليهم أن يدركوا أن فلسطين كانت وستبقى وطنهم جميعا متجاوزين الأحقاد, والمصالح الشخصية, والأحزاب المنحصرة دائما في خلافات لولاها لما وصلنا إلى ما نحن فيه من انقسام وفرقة وتمزق وفوضى.
ومن هنا يجب التأكيد على حقيقة أن المصالحة ستظل الفرصة الوحيدة لإنجاز تسوية تاريخية تصب في مصلحة الشعب وكافة الأطراف السياسية الفلسطينية, وتساعد على الخروج من الأزمات التي يعيشها الشعب الفلسطيني , وان عدم إدراك هذه الحقيقة سيكون مبني على فهم خاطئ يتوجب مراجعته وتصحيحه قبل فوات الأوان 0لذلك يجب على الجميع وخاصة حركتي فتح وحماس بأن يتحلوا بالشجاعة في اتخاذ القرار الصحيح, والبدء بالإسراع في تنفيذ الخطوة الأولى في إنهاء الخلاف, لأن هذا سيصب في مصلحة امن واستقرار فلسطين وشعبها,لذلك يجب التعاطي منهما برؤية وطنية قائمة على إدراك أن الوطن أهم وأعظم من اى مشاريع صغيرة, أو مصالح شخصية, وعلى الجميع أن يكونوا قادة كبارا بحجم فلسطين وتاريخها الحضاري والنضالي العظيم، وليكونوا على مستوى هذه المرحلة المهمة والحساسة ليكونوا صناع مستقبل آمن ومستقر ومزدهر تذكرهم به الأجيال القادمة بدلاً من أن يذكروهم كمعاول هدم وخراب وفرقة, وبهذا لن يكونوا في منأى عن حكم التاريخ الذي لن يسامح مثل هكذا سلوك غير مسئول لأشخاص غير مسئولين0لهذا لنكن كبارا وعلى قدر المسؤولية والأخطار إلى تحيق بنا, ولنتوجه جميعا إلى إنهاء الخلافات حتى نستطيع تجاوز الأزمات التي تعصف بنا, وحتى يذكر التاريخ هؤلاء القادة بالخير والوطنية في صفحات تاريخ وطنهم0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟