الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عرفات يُقتل لكنه لا يموت..
ريما كتانة نزال
2012 / 7 / 9القضية الفلسطينية

تخلصت اسرائيل تاريخيا من كل الرموز والقيادات التي شكل وجودها تهديدا جديا لمخططاتها، وقامت باعتقال او اغتيال كل من قاوم احتلالها وسعى الى تقويض مشروعها العنصري التصفوي للقضية الفلسطينية، وقائمة الاغتيالات طويلة يتصدرها قادة العمل الوطني الكبار منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة. وللدلالة على حجم الاغتيالات نذكِّر بعدد ضحايا القتل خارج نطاق القانون الخمسمائة خلال الانتفاضة الثانية فقط.
تحقيق "الجزيرة" لا يضيف الكثير الى القناعة بحقيقة مسؤولية اسرائيل عن اغتيال ياسر عرفات، لكنه دعم الحقيقة بالمعلومات القيِّمة التي حصرت الدائرة أكثر بتحديد اسم السم المشع النادر الذي كان السبب المباشر لوفاة الرئيس الشهيد والملتصق بمتعلقاته الشخصية، وبالتالي أشَّر أكثر على الدول التي تنتجه في المنطقة ومن بينها دولة اسرائيل ذات المصلحة الرئيسية في الخلاص منه. والأجدر لن لا ندخل في دوافع فضائية الجزيرة من تقصي الحقائق خلف وفاة الرئيس، فالتقرير ناجح مئة بالمئة من النواحي الاعلامية والمهنية، لكنها استطاعت أن تثبت وتكشف تقصيرنا ومسؤوليتنا في متابعة القضية من بداية الخيط حتى نهايته.
لقد قرر الاحتلال التخلص من الرئيس الظاهرة دون سفك نقطة دم واحدة، عقابا على رفعه راية "لا" كبيرة في وجه عروض المناقصات في منتجع "كامب ديفيد" ولصموده الاسطوري المشهور في وجه الدبابات والبلدوزرات التي قضمت مقره حجرا حجرا أثناء الانتفاضة الثانية.
يأتي التقرير الاستقصائي في ظل وضع فلسطيني مفتوحة نوافذه على شتَّى الاحتمالات، وبعيدا عن نظرية المؤامرة المعدة من القناة الفضائية وتوقيت التقرير، فالفرصة متوفرة أمام من يريد العبث بسبب هشاشة الوضع الفلسطيني حيث الارتباك يبدو واضحا على أداء السلطة في التعامل مع الملفات الساخنة، والثبات على المواقف المتخذة او المعلنة غير مضمون ولا تصمد أمام الضغوط المتوقعة، وهذا بدوره يؤدي الى توليد حالة من الاحتقان الشعبي ويهدد الوحدة الداخلية ويفكك عرى الثقة، خصوصا اذا ما ووجه كما ووجهت مسيرات رام الله المناوئة لاستقبال "موفاز" وتداعيات قمع الاجهزة المرفوض لها..
ومن جانب آخر، يبدو التردد واضحا في الاستمرار بخوض المعركة السياسية والدبلوماسية باتجاه الحصول على عضوية الامم المتحدة، علما بان هذا التوجه حاز على تأييد أغلبية الراي العام الفلسطيني، إضافة الى تحقيقه فرزا لمواقف الدول وتوضيح ميزان القوى الانساني مقابل ميزان القوّة المجردة من اعتبارات الحق الانساني المشروع..
لقد أتت اللجنة التنفيذية في بيانها الصادر عن اجتماعها الأخير على الخطر الداهم الذي بات يتهدد المشروع الوطني وحل الدولتين، الأمر الذي يمكن ان نستنتج منه أهمية الرهان فقط على قوة الإرادة الفلسطينية والثبات على المواقف وقرارات الاجماع الوطني، والسير نحو الطَرق على "جدران" الموقف الدولي للسير مجددا نحو العضوية في الامم المتحدة وانتزاع قرارا واضحا بفتح تحقيق دولي في قضية مقتل الرئيس الشهيد ابو عمار..
حسنا فعلت السلطة الوطنية بوضع قضية التحقيق في اغتيال الرئيس الراحل في إطارها الدولي، وامر منطقي أن تتجاوز الوضع العربي الغارق حتى النخاع في ملفاتهم الداخلية الساخنة. ولكن على السلطة الوطنية أيضا العمل بكل قوة لمنع موتها وإبقاء القضية حيّة ما دامت لم تكشف كل ملابساتها ومستورها، فشخصية الرئيس المؤسس وإن كانت تقبل القتل لكنها تمتنع على الموت. ومن هنا لا بد من متابعة مقتله كقضية دولية والدفع بما لدينا من معلومات والذي تقدمت بها الجزيرة والمتابعة لكشف المستور المتبقي حول العملاء المحليين المتواطئين لتقديمهم للقضاء، فاسرائيل بدأت فعلا في التعامل مع الموقف بجدية وباشرت التشكيك في صحة المعلومات الواردة في التقرير..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. انسحاب رتل عسكري للتحالف من قاعدة الشدادي بريف الحسكة

.. الاحتلال يقتل فتى فلسطينيا غرب جنين ويحمي هجمات المستوطنين ش

.. خارج الصندوق | هل تصبح الصين ضامنة لإيران في الاتفاق النووي؟

.. خارج الصندوق | زلزال تركيا يفزع مذيعات على الهواء.. وخطوة لن

.. حركة فتح توضح موقفها من تصريحات محمود عباس بشأن حماس: الرهائ
