الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لص وقاتل

ساطع راجي

2012 / 7 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


لو إعتمدنا على تصريحات فرقاء العملية السياسية ضد بعضهم البعض تلميحا وتصريحا لتوصلنا الى نتيجة كارثية تقول إن من يحكم البلاد اليوم ممن في الحكومة الاتحادية والبرلمان والحكومات المحلية وقيادات المؤسسات إما لص أو قاتل أو متستر عليهما أو متعاون معهما أو راض بهما، وقد لاتكون تلك التصريحات إلا من قبيل الحروب الاعلامية التي يشنها الجميع ضد الجميع في العراق أي بمعنى إن هناك من يفتري على شركائه ويتهمهم بما ليس فيهم أو منهم، وعند ذاك تكون هناك ورطة كبيرة أيضا، حيث يقدم الشركاء مجانا مسوغات الاطاحة بالعملية السياسية ويمنحون جماعات العنف مبررا للاستمرار في أعمالها لأن الاتهامات المتبادلة تسوغ تلك الاعمال العدوانية الارهابية.
المعطيات العامة لا تذهب الى تبرئة الجميع لكن وجود "بعض" المتورطين كما تؤكد مجريات الاحداث في البلاد تلقي بالشبهة على الجميع، فالتهديدات المتبادلة بفتح الملفات المغلقة وتحريك القضايا النائمة تشير الى تورط أطراف بأعمال العنف والفساد بينما تشير الى تورط المهددين بأعمال التستر على الارهابيين والفاسدين وادارة الملفات القضائية بأغراض ودوافع سياسية حزبية تلقي الشبهة بدورها على السياق القضائي برمته.
الاتهامات المتبادلة بدأت تتحول الى رأي عام يرى إن الجميع متورطون بشكل ما في إهدار أرواح العراقيين وأموالهم، وإن النخبة السياسية متآزرة فيما أصاب المواطنين من رزايا وبلايا، وصرنا اليوم في مواجهة معضلة تؤدي الى تساؤل عسير، هل يمكن للقتلة واللصوص قيادة عملية بناء دولة وتحقيق عدالة اجتماعية وفرض سلطة القانون وإيجاد دولة المساواة بالطاقة الممكنة للجهد الانساني بلا أحلام ولا مثاليات حتى؟!.
لقد أسرف الفرقاء/الشركاء في التورط بحروب الاتهامات كما أسرفوا في إرتكاب خروقات فعلية للقانون وفي التجاوز على كل الحدود الممكنة للسلوك السياسي وذهب كثيرون الى الاسراف في الاعتداء على الارواح والاموال والحريات، كما أسرفوا في أنانيتهم وجشعهم ووضعوا عمليتهم السياسية على شفى فقدان الشرعية، الشرعية الحقيقية المتمثلة في الدعم الشعبي من جهة وفي الانجاز الوطني من جهة أخرى، وهي شرعية تتجاوز في قيمتها شرعية الاطر الشكلية والقانونية.
هوس التنافس والاحتراب بين أطراف الحكومة يسيء الى الدولة العراقية برمتها ويعرقل عملية الاعمار لأنه ينتج صورة تدميرية تضعها المؤسسات والشركات والدول الاخرى في حسبانها وهي تقدم على العمل في العراق أو التعاون معه، ولن تترد تلك الجهات عن العمل لتحقيق مصالحها الخاصة واستخدام الثغرات التي يقدمها الفرقاء عن بعضهم البعض مجانا للضغط سواء في التعاقدات الاقتصادية أو في تمرير صفقات سياسية.
إنها مصيبة كبرى حينما يجد مجتمع ما النخبة التي تقوده متورطة في شتى أنواع الجرائم والخروقات أو متهمة بها أو متسترة عليها فهذا الوضع يدفع الى عدمية أخلاقية يبرر فيها جميع المواطنين لأنفسهم كل إختراق للاخلاقيات والقوانين ويفتح الباب لمزيد من التجاوزات ويبدو إن الزعماء السياسيين لايقدرون حتى الآن مستوى تأثيرهم في أبناء وطنهم سلبا وايجابا، وهو ما صار يفتح المجال للاستخفاف بقيم وطنية وروحية وأخلاقية كثيرة، إستخفاف يصل الى مرحلة الندم على تضحيات كبيرة قدمها مواطنون مخلصون وقوى وطنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر