الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصار الشهرستاني على كوردستان.....!! الى اين....؟؟

مولود جقسي

2012 / 7 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حصار الشهرستاني على كوردستان !! الى اين ... ؟
منذ عام 1963 بعد ان تسلم البعثيون السلطة , تم فرض نوع من الحصار الاقتصادي على كوردستان بتحديد كمية السكر والجاي والنفط الابيض مستهدفيا بذلك عدم وصول هذه المواد الى البيشمركه مع اضافة مواد اخرى كالرز الى قائمة المواد الممنوعة في بعض الاحيان وحسب ظروف المعارك و شدتها على الارض و استمرت الحالة هذه حتى نهاية 1988 ( باستثناء فترة 11 اذار 1970- 11 اذار 1974 ) اي بعد الانتهاء من حملات الانفال ( القرانية المصدر وصدامية التفسير والايمان ) التي احرقت الاخضر واليابس وسوت اكثر من 4000 قرية و بلدة كوردستانية مع الارض بهدمها على رؤوس اهاليها بعد استخدام غازات الخردل والساينوييد و مواد اخرى من السلاح الكيمياوي الذي كدسه النظام البعثي الصدامي بحجة الدفاع عن حدود الوطن ومسح اسم اسرائيل من على خارطة الجغرافيا , الا انه ( النظام ) ازال تلك الالاف من القرى من على خارطة العراق وجغرافيته..... وبعد حرب الخليج الثانية و قيام نظام صدام بسحب اداراته من كوردستان نهاية 1991 ظنا منه عدم قدرة الكورد من ادارة انفسهم وبالاخص بعد فرض الحصار عليهم , فقطع عنهم الكهرباء التي كانت المنطقة تتزود بها من الموصل وبيجي لعدم وجود محطات كهربائية حرارية ( غازية او بخارية ) على الاطلاق في الاقليم , اضافة الى عدم ترابط شبكة الكهرباء لمحافظات الاقليم الثلاث فيما بينها , فعاشت كوردستان ضلاما دامسا كاملا , وقطع ( النظام ) المشتقات النفطية وقطع البطاقة التموينية وفرض حضرا شاملا للمواد الغذائية لدرجة ان باقة ( شدة ) الكرافس كانت ممنوعة اخراجها الى الاقليم .... هكذا عاش الاقليم في الحصار لمدة حوالي خمس و ثلاثون عاما في الحصار و حتى سقوط نظام صدام .

ماذكرناه كان في زمن البعث و عبدالسلام وعبد الرحمن عارف واخيرا في زمن صدام , كانت تلك الانظمة كلها فردية و دكتاتورية مطلقة تسن الدساتير الوقتية و المؤقته والقوانين المرعية لافكارها وايديولوجيتها وعلى مقاساتها واحجامها بما يتلائم مع مصالحها و شهواتها و ليس كما هو في يومنا هذا حيث دستور دائم اقره الشعب في استفتاء عام و برلمان منتخب وحكومة ائتلافية تمخضت عنه بعد مخاض عسير و ولادة قيصرية , اي ان البلاد يفترض ان يكون متنعما بالديمقراطية ومثل هذه القرارات لاتتحذ من قبل شحص واحد مهما على منصبه وانما من قبل الحكومة ان لم نقل بموافقة و مصادقة البرلمان , ام ان السيد الشهرستاني - الذي اصدر اوامره قبل شهرين اي في نيسان الماضي بقطع المشتقات النفطية عن الاقليم - في غنى عن استحصال موافقة مجلس الوزراء او البرلمان او لعله يرغب في التماس من مجلس الوزراء والنواب كي يعيد النظر في قراره وعلى غرار التماس السيد رئيس الجمهورية له منطلقا من عدم التصعيد و حرصه على تهدئة الوضع السياسي المتازم وعدم توسيع فجوة الخلافات بين الفرقاء المتخالفة و عندها فقط وافق السيد الشهرستاني على التكرم بتاجيل حضر تزويد الاقليم بالمشتقات النفطية لمدة شهر واحد فقط مع التقليل من الكميات المجهزة , وبهذا يكون الاقدام على هذه الخطة قد زاد في الطين بلة و اثقل الازمة السياسية باحمال اخرى هي في غنى عنها لذا كانت هذه الخطوة مثيرة وغريبة وبالاخص اذا علمنا انها تزامنت مع ارسال كتائب مدفعية و وحدات عسكرية اخرى الى محافطات كركوك والموصل و ديالى اي المناطق المتنازع عليها.... !!

ان اقدام السيد الشهرستاني على مثل هذه الخطوة من الحضر والحصار انما تثير العديد من التساؤلات و التحفظات وتشكل خطورة على الامن والسلام الداخلي لكل البلاد و مع تجييش وعسكرة المجتمع وتخصيص حولي 20% من ميزانية الدولة للوزارات الامنية وبنفس روحية و ذرائع الانظمة السابقة بل وبنفس اساليب الطمانة والتاكيدات التي يطلقونها للكورد بعدم استعمال السلاح ضدهم ومن تجارب شعب كوردستان للعقود الخمسة الماضية فان الشكوك تنتاب كل موطن كوردستاني الى درجة اليقين حتى تنعكس صداها على القيادة الكوردستانية والتي تمرست مع الاحابيل التي مارستها و تمارسها الحكومات المختلفة المتعاقبة معها وشعبها وبعين الطرق والاساليب المتبعة سابقا مع احتساب الظروف المتغيرة , فالحصار سابقا كان يبدا بالجاي والسكر بينما اليوم يبدا بالكهرباء والمشتقات النفطية المختلفة التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن الكوردستاني ففي كوردستان اكثر من مليون سيارة وماكنة والية تعمل بالمشتقات النفطية اضافة الى اجهزة الطبخ والتدفئة المختلفة , بينما بعزم شعبنا وهمة الغيارى منه واخلاص قيادته تمكن الاقليم من الاكتفاء الذاتي من الكهرباء وبذلك فوتت واحدة من الفرص على من يتصيد الفرص لاذلالنا وفرض الحصار علينا وبنفس الاخلاص والوعي والادراك تحاول قياداتنا بايجاد الحل المناسب لشحة المشتقات النفطية وبذلك تبنت الحل الانسب بتكرير نفوطنا في تركيا مؤقتا و في ايران ايضا ان تطلب الامر او الحاجة لذلك وحتى يتراجع السيد الشهرستاني عن حصاره او تكتمل مصافي الاقليم و نكتفي ذاتيا بالمنتجات النفطية و بذلك تفوت المتصيدين فرصة اخرى للايقاع بشعب كوردستان .

وبهذه الخطوة غير المدروسة التي يقوم بها السيد الشهرستاني خلقت ازمة اخرى جديدة لم تك في الحسبان عند السيد نائب رئيس الوزراء ولا حتى احتمالية حدوث مثل هذه النتيجة وحنكة السياسي هو قراءة ما لا يقراه او يراه السياسي العادي , والتنبؤ بالنتائج والعواقب , والاقرار بالخسارة قبل فوات الاوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المنصب امانة ومسؤولية !
ماجد الكردي ( 2012 / 7 / 10 - 10:42 )
ايها الاخ الكاتب ...انتم في كوردستان لاتحبذون التعامل مع مسؤول عراقي رفيع المستوى يتمتع او يحمل صفة ( رجل دولة ) فالوظيفة والمنصب هما امانة ومسؤولية ! اما وضع الدولة كان تكون ( حارة كلمن ايدو لئلو ) فهنا بيت القصيدفالاموال لاتذهب للشعب ..والشهرستاني اعتقد هو من الشخصيات القليلة في حكومة المالكي يشعر بامانة المسؤولية وجسامتها ..مع تحياتي .

اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو