الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزهرة الجبلية

مريم نجمه

2012 / 7 / 10
أوراق كتبت في وعن السجن


الزهرة الجبلية .. ؟
يا أيها المتربّع على عرش مملكتي
لا تظلم
فأنا الثائرة على العروش , والملوك
وأنت وحدك تعلم
أنت تعلم

وحدك تعلم
تعال إليّ , واحكم
بقانون حبك
وعرس لقائك
أحكمني بعدلك
يا أيها البعيد عني
من يؤرّقني ليلاً ؟
من يشعل ثورة حبي
غزلي .. غضبي
ولهيبي
كتبي
وقلمي ؟

من يوقظني
من يعيش عملي ليلاً نهاراً
من ينام في سرير العين
أحلاماً
وأسراراً ؟
من ينام في شرفة العينين
والدمعتين
والنهدين
والشفتين
غير حبيب الروح
يا أبا حنين !؟

شكرا لك حبيبي
على صرح حبك الكبيرا
أدخلتني إليه منذ كنت صغيرة
شكراً على جنات قصرك العريق
الذي رقصنا في قاعاته , وفسحاته
وأكلنا فيه تفاح الحب
وعشنا نبضات القلب ..
وشربنا نبيذ الأعياد
وكأس ثمرة الأولاد ..

شكراً على رضاء وجهك
ومخازن جسدك
وعقلك
سواء مشينا في أعالي الجبال
أو الوهاد
سواء كنا في تموز الحرّ
أو في كانون الأمطار
في غزارة الأشعار
ومسافات الإنتظار
في دوار البحار
ومدارات الأقطار ,

شكراً لتلك اللوحة التي نسجناها
يوم لقاؤنا الأول
يوم تعانقت اليدان
والقلبان
والكتابين والطالبين والرفيقين
وتكلمت العينان .. بلغة الكون
وتهجّت أبجدية العاشقين
بخجل أنثوي مخبأ
ناري كالبركان
وهّاج كالعقيق ..


ما أبهى صور التعارف
واللقاءات
والمناقشات
والمواعيد
خطفتها أرجوحة الغوطة
تحت اللوز والرمان
والمدارس
وحدائق الجامعات
والمظاهرات ..

شكرا لك أيها الحبيب
شكرا لك أدخلتني إلى كل هذه الدروب و المتاحف
والكرنفالات والأعراس
في حبنا الكبير
شكرًا لك .. فقد زودّتني بقاموس معرفتك
وموسوعة نضالك
وسهول تضحياتك
وشعرك
ورغيف وجهك الشهي
شكرا لك على هذا الفراق الطويل
والسفر الطويل
والغربة الممتدة
والسجن المرير
جعلتني .. دفعتني
أن أكتب لك الكثير الكثير
أسهر معك كأسيرة
في زنزانتي كأميرة
وكأمير
في شرفتي
أنا وإياك نطير
نطير كالعصافير
أتدري يارفيقي .. يا عشيقي
أن تاريخ تعارفنا
ويوم زفافنا أنساه ؟
ولا أتذكره
حقا لا أتذكره
لأن الزمن يسقط في مثل هذه الأيام
أشعر وأحسّ أنني عرفتك والتقيت بك منذ الأزل
منذ الوجود
منذ ولدنا
ووعينا وكبرنا أنني معك وأنت لي
وأنا لك , متعانقان متشابكان اليدان
والاّن الاّن وليس غداً
يوم ألقاك ثانية
ستهرب الكلمات ويهرب الزمن
سأرمي الأوراق
والأقلام
سأترك الحبر والألوان
والشموع
والدموع .. والأحزان
ستتكلم العيون
والفنون
والجنون
العيون وحدها ستكتب أناشيدها
أغانيها
أفراحها
ورقصاتها
فوق سفوح الثلج .. والريحان
ستنام
فوق أعشاب النوروز
وبين يدي الرضيع
سيضيع الكلام
سيضيع والشفاه ستضيع
ستسكر من دفقات رحيق الربيع
واليدان , اليدان
ستطوقني أسوار محيط الأرض الوسيع

سترتعش الروح
وتفوح جداول الوديان
ويطرب حبنا الوديع
فالزهرة الجبلية
تنتظر
فأهلا بك يا ربيع
حبنا الوجيع .. حبنا البديع !
من مؤلف : خواطر زوجة معتقل سياسي – دمشق
--- ---- مريم نجمه / هولندة 7 / 10












,










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإغاثة اللبنانية للعربية: 180 ألف نازح داخل مراكز الإيواء ف


.. يونيسف للعربية: لا مكان آمنا في لبنان




.. أمريكيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف حرب إسرائي


.. ليبيا.. ترحيب بأوامر اعتقال بحق ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرا




.. -الخسائر بلبنان غير مقبولة-.. المتحدث باسم الأمم المتحدة: أو