الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب الدينية والقومية لا تؤمن بالديمقراطية..

كاطع جواد

2012 / 7 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


خلال العصر الكولنيالي نمت الأحزاب القومية خاصة ذات التوجه الوطني وبرزت شخصيات وطنية معروفة على الصعيد الوطني والعالمي أسهمت في بناء أوطانها بالشكل الذي جعلها في مصافي الدول المؤثرة والفاعلة على جميع الأصعدة لكن ومن خلال التجارب التي مرت بها تلك البلدان ظهرت إخفاقات تلك الحركات والأحزاب القومية على الصعيد الوطني فظهرت دكتاتوريات بعد فترة ليست بالقليلة وتحكمت هذه الدكتاتوريات بكل مفاصل حياة تلك الشعوب واخذ القهر الدكتاتوري أبعاداً مختلفة باختلاف تلك البلدان وثقافاتها فكانت حصة العالم العربي من تلك الدكتاتوريات اسؤ الحصص وأبشعها وأشدها قسوة ..ظهرت ردات فعل جماهيرية على حالات الدكتاتورية تلك وتأسست أحزاب لبرالية ضعيفة وأحزاب دينية موازية لها لكنها قوية والسبب في قوة الأحزاب الدينية وضعف الأحزاب اللبرالية هو إن الفكر اللبرالي لا يتمتع بأرضية ثقافية على الصعيد الوطني ويُتهم في الكثير من المناسبات بأنه فكر غربي وربيب للاستعمار والصهيونية!!.. وهذا الوهم الثقافي يبدأ من القاعدة الجماهيرية الوطنية ,ويغذى في أغلب الأحيان على أيدي منظومة ثقافية دينية النزعة ,باطنية التسلط والدكتاتورية..
تستخدم الأحزاب القومية والدينية على حد سواء أدواة الأحزاب اللبرالية (الانتخابات) ليس بهدف التبادل السلمي للسلطة بل من اجل الوصول إلى الحكم والتربع على كرسي السلطة ثم البحث عن أساليبها الخاصة بالحفاظ على كرسي السلطة و بقائها إلى ابد الآبدين ,وهذا واضح من خلال تخلي تلك الأحزاب والحركات عن الجماهير التي ساعدت بوصولها إلى كرسي الحكم ..
تخلق الأحزاب الدينية والقومية منظومة أمنية واستخباراتيه لحماية نفسها بأموال الشعوب التي أوصلتها للحكم (هذا إذا تم وصولها عن طريق صندوق الاقتراع بدون انقلاب عسكري) ..وتستعمل آلة القمع الدكتاتورية بمختلف الأساليب والخطط بعد أن تعلمت تلك الأحزاب طرق الحفاظ على السلطة من خلال تجاربها الذاتية وتجارب الآخرين ممن ناظروهم بالطريقة والهدف أو ممن سبقوهم ..بعدها تقوم الهيئات الدكتاتورية للمنظومة الحاكمة بخلق حالات من الثقافة الخاصة بها مستخدمةً الدين والتاريخ كدعاية للتسلط والهيمنة بشكل قوي دون فسح أي مجال لإبداء حتى ابسط الآراء الناقدة والمعترضة ويصبح سلاحها بالسلطة قواها الأمنية ونفوذها السياسي ممسكةً بجميع الأدوات من شراء الذمم إلى التهديد والابتزاز مرورا بالتضليل والكذب والخداع وتتوج أعمالها بالقتل الممنهج عبر مؤسساتها القمعية المختلفة..
يعاني وطننا العربي من صعود الأحزاب الدينية إلى سدة الحكم كما شاهدنا في المغرب وتونس ومصر فقد حصد الإسلاميون اغلب الأصوات الانتخابية بعد أن ظللوا الناخب بأساليبهم المعروفة ووعدهم التي وعدوه بها, بأن الخلاص من المشاكل التي يعاني منها المواطن هو بانتخاب الأحزاب الإسلامية وأن وصولهم إلى سدة الحكم هوا لحل السليم والصحيح لكي تنتهي معاناتهم اليومية..وبعد أن يتم إيهامهم بسبب فشل الحكومات العلمانية وحكومات الأحزاب اللبرالية هو عمالتهم للغرب ونشرهم للفساد الثقافي المضرة بعادات وثقافات تلكم الشعوب !!..وهذه اكبر خدعة من خدعهم فان من كان يمسك بالسلطة ليست هي أحزاب لبرالية ولا أحزاب علمانية بل هي بقايا لأحزاب وحركات قومية عسكرتارية ,كانت وطنية المنشأ ثم تحولت إلى أحزاب فاشية بعد إن أدارت ظهرها لجماهيرها وبهذا تم تشويه اللبرالية والعلمانية بسببين أولها بقايا الأحزاب القومية التي كانت تناهض الاستعمار والنفوذ الأجنبي وسلوكها السلوك الدكتاتوري, ثم التضليل الإعلامي للأحزاب الدينية التي حملت مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية على عاتق حكومات الأحزاب اللبرالية والعلمانية مضيفةً بأن هذه الحكومات كلها حكومات عميلة للغرب والصهيونية وكافرة .. وعلى الجماهير الابتعاد عنها وعن كل تلك الثقافات والمفاهيم الغربية لأنها تضرهم وتدمر حياتهم وثقافاتهم لذا عليهم إن يدخلوا تحت مظلة الأحزاب الدينية لإنقاذ أنفسهم في الدنيا والآخرة وبهذا تكون الشعوب قد أوقعت أنفسها في فخ يصعب الخروج منه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 7 / 23 - 09:29 )
موضوع تحليلي رائع يسلط الضوء على الحركات الدينية التي تعتمد على المغالبةوتستغل الدين الاسلاميالسمح تحرم الوسيقى والغناء والمسرح والفن معتمدة على فقرة وضعتها في دستورنا الجديد تقول دين الدولة الاسلام مع ان الدولة كما هو معروف لاتصلي ولا تصوم كما نفعل نحن الافرادواذا كان للدولة دين يجب ان يكون لها مذهب ؟


2 - اسف يا استاذ كاطع جواد
عبد الحسين طاهر ( 2012 / 7 / 23 - 09:33 )
اللعنة على الاستعجال وضعف الذاكرةالتي انستني تحيتك سلام عليك والف الف تحية

اخر الافلام

.. بعد توغل بري إسرائيلي وقصف مكثف.. نزوح عائلات من حي الزيتون


.. هل بدأت التحولات بالمواقف الأمريكية من حرب إسرائيل على غزة؟




.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا