الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأبيض والأسود وراء لقاء المالكي بقيادة الحزب الشيوعي!!

سعد سامي نادر

2012 / 7 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


مع انتهاء أزمة سحب الثقة والاستجواب، ومع أفراح وهلاهل حزب الدعوة بالنصر على معارضيه. جاءت الحلول مخيبة للآمال كالعادة،. وعود بلا إصلاحات ، باختلاف عن سابقتها، انها من دون سقف زمني، ولا حتى 100 يوم . لقد بدوا مثلنا ، يائسين من النجاح !

صناعة الأزمات وإدارتها، هو جوهر العملية السياسية. أما ملفنا الأمني، فهو قلب حياتهاها النابض. فالأزمات منجز طاقم الحكومة الوحيد لديمومة بقائهم، وموتنا، ونكد يئسنا من إصلاح الخراب السياسي.

خلافا لتبريكات السيد عباس البياتي بالنصر ونجاح حزب الدعوة بالخروج من أزمة سحب الثقة ، سالما قويا، لدرجة مكابرته باستنساخ تجربته الفاشة ذاتها. غير ان الأزمة
بأسوأ حالاتها ومخاطرها، أفرزت لنا مؤشرات "ايجابية" ¬ مدعاة للتأمل والوقوف أمامها بجدية.

فحقيقة النصر الغائبة، تؤكد ان الخاسر الاكبر - عدا الوطن، غير المحسوب اساسا في المعادلة السياسية- كان شخص السيد المالكي. فوحده مَنْ تحمل سلسلة إخفاقات طاقمه الفاشل ، موالين ومعارضة وشامتين وحاسدين.
هذه الحقيقة يؤكدها خبران يخالفان شعور ابتهاج قادة حزب الدعوة بالنصر. فالخبران، بكل المقاييس يؤكدان فشل السيد المالكي في ادارة الدولة والصراع معاً. وهما على العكس، أكـّدا تصدع ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة ، وفي أوج احتفالاته بانتصار الثقة .

الخبر الاول: قال مستشار سياسي مطلع ومقرب من رئيس الوزراء:(( إن المالكي يخطط لحل حزب الدعوة الإسلامية بوصفه أمينا عاماً له، وتحويل ائتلافه النيابي والسياسي "دولة القانون" إلى حزب عريض وطامح، بعد أن شعر أن حزب الدعوة لم يعد حزباً قادراً على بناء الدولة أو التصدي لمسؤولياتها، فهو حزب صراع).
ورأى المستشار، الذي كالعادة، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان الخطوة التي يتحين المالكي الفرصة لها، تكمن بانقلاب غير مسبوق من قيادي عقائدي من حزب إسلامي دعوي، يتحول إلى المشهد الليبرالي العابر للطائفية السياسية.)-نهاية الخبر الاول-

خلافا لكون مصدر الخبر شخص خفي، مظلـَّلْ ! "لم يفصح عن اسمه" وهي تقليعة سياسية تمثل الوجه القبيح والجوهري المهم من صناعة الأزمات، وإدارة الصر اع السياسي. لكنه ضمناً، فضح وكذَّب الضالين ممن بارك النجاح وبالغ لدرجة استنساخ تجربة الفشل !.. وإضافة لشكوكنا باخبار مظللي ومضللي العري السياسي، فمجرد خبر تحول المالكي العجيب إلى" ليبرالي عابر للطائفية السياسية"، يعد بذاته، خبرا ايجابيا مثير للاستغراب والتأمل، لما يقدمه من آمال مستقبلية للتيار الديمقراطي !
الأكثر إثارة وغرابة تزامنه مع خبر آخر، صدر عن شخص له اسم وتاريخ ويحمل من الشفافية صفات فاضحة لـ "ملابس الامبراطور" وتصريحات العري السياسي. فقد صرح عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، السيد مفيد الجزائري للسومرية نيوز، ما يسلط الضوء على عتمة الخبر الاول وصحة مصدره:
" إن "رئيس الحكومة نوري المالكي ابلغنا خلال لقائنا معه، اول امس الخميس، أن تحرك العراق مستقبلا يكون بتشكيل تكتل غير طائفي عابر للطوائف ويضم المتدين والعلماني والمسلم والمسيحي والعربي والكردي والمحجبة والسافرة"

لست هنا لمناقشة موقف الحزب الشيوعي المعارض من العملية السياسية، ومن الصراع السياسي وفشل الحكومة . فنحن نعرف مسبقا موقفه الحذر والمحايد من الصراع، ونعرف طموح الحزب لذي لا يتعدى بناء دولة مواطنة مدنية ديمقراطية، وكذلك ما اضافته رؤية الحزب لهذا المتغير المفاجئ حياله:
أن "الحزب لا يمانع من الانضمام إلى أي كتلة أو قائمة إذا كان برنامجها يدعو إلى التخلص من نهج المحاصصة الطائفية واعتماد مبدأ المواطنة، إضافة إلى وجود لغة تجاوب مشتركة".
لا أظن قد غاب عن بال الرفيق مفيد، ان كل برامج قوى الاسلام السياسي الفاعلة، متطابقة وتصب في نفس نهج الحزب الوطني، باعتبارها"لغة تجاوب المشتركة" ؟! يقيناً ان لغة المنهج تختلف 180 درجة عن النهج ولغته المفروضة على الواقع، خاصة ،حين تكون جزءً من خديعة اللعبة الانتخابية، وليس لها علاقة بما يحدث على الارض، أوما تضمره النفوس ونيات الاسلام السياسي من مقاصد. لقد تجاوزت براجماتية الاسلام السياسي، وبشكل سافر ومفضوح، مدرسة الاسياد الامريكان، وجشع ساستها. لكن في أسوأ أحوال صدق النيات، فما يهمنا ليس ايجابية الطرح، انما جدية السيد المالكي بتبني الخط العابر للطوائف كنهج ومنهج. لا باعتباره مجرد مخاوف افرزتها الازمة الاخيرة، رغم كونه اعترافا ضمنيا بفشل ادارته للعملبية السياسية، والصراع على السلطة.
في جو تآمري مريب يقوده الملف الامني ومقالب الاستحواذ السياسي، تكون كل أطروحات الآمال العريضة والأماني الطيبة، مغلفة بالشكوك والترقب بانتظار المحذور، وتتطلب منا التأمل بشانها والحذر معاً. فجحورنا متقيحة لم تشفَ بعد، لا تتحمل لدغات اخرى .

تصريحات ايجابية كهذه ، تحتاج في كل الأحوال الى إرادة سياسية وطنية شجاعة، ومسئولية تتجاوز الطوائف والتمييز المذهبي، وعليها ان تقترن بأفعال وقرارات سياسية مسئولة، تنقذ واقعنا السياسي المزري. فقد ملينا النصح وسماع الاكاذيب والتبريرات والسكوت على كل مظاهر التخلف والفساد والموت المجاني.
امامنا انتخابات مجالس المحافظات. وحسب المثل " الماء تكذب الغطاس"..! وربما ستكشف النيات الطيبة !!
هل ننتظر من السيد المالكي تغييرا منهجيا حقيقيا حاسما في موقفه من اصلاح أسس العملية السياسية الخاطئة. نحن لا ننتظر ترقيعات ومناورات سياسية مستهلكة..

يقينا ان مفتاح قرار شجاع كهذا ، يبدأ بخطوة حاسمة. عليه كشف كل بؤر وفايلات الفساد والارهاب التي رفعها كادوات تهديد وضغط ومساومة، وهي وحدها بمثابة شهادة براءة أولية لبياض اليد ونظافة الضمير ، ووطنية النهج. وحدها من تمنح الشجاعة والثقة لنبصم لها بالعشرة، لا بعض أصابع الندم التي جاءت بهم للسلطة..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خوفي علينا ياسعد
محمد الرديني ( 2012 / 7 / 11 - 04:01 )
لا اعتقد ان الانتخابات المقبلة ستكون حاسمة باتجاه التغيير لأني بدأت اعتقد ان هذا الشعب عليه ان يذهب الى كوكب آخر ليعيش هناك ويترم هؤلاء اللصوص (يبوكون) مم تبقى من الارض
تحياتي


2 - مفيد يدافع عن مجموعته وليس عن المالكي
جعفر المظفر ( 2012 / 7 / 11 - 13:33 )
عزيزي الأستاذ سعد
تحية لك ولقلمك المبدع والرائع.. وإن لي ملاحظتين هنا
أولهما أن المالكي لا يستطيع أن يخرج من محيطه الطائفي وإلا مات تماما مثل السمكة التي تخرج من حوض الماء, وهو مدين بكرسيه للثقافة السياسية الطائفية وليس لغيرها على الإطلاق.
المالكي السياسي سينتهي تماما في يوم إعلانه لحزبه الجديد لأنه سيفقد الدعامة الحقيقية التي يستند عليها والتي لا يملك دونها أية دعامة أخرى
أظن أن التبشير بذلك يصدر لغرض تهديد بعض أعضاء قيادته الدعوية وذلك لمنعهم عن الخروج من بيت الطاعة وتهديدهم بتركهم على قارعة الطريق إن لم يتماسكوا حول قيادته, وهو بذلك يقول لهم أن شعبية حزب الدعوة وحصولهم على مكاسبهم كانت حصلت بعد نجاحاته هو لا غيره.
الملاحظة الثانية هي تلك التي تخص موقف الشيوعي العراقي وتصريح السيد مفيد الجزائري. أنا أجزم فيما لو أن التصريح قد صدر بهذا التعبير نفسه فإنه يكشف عن تراجع وعي وإدراك ولغياب مستوى الحد الأدنى من قدرات التحليل والإستجلاء المنطقي والمعاينة الموضوعية.
كما إني أعتقد أن تصريح الجزائري جاء لكي يبرر الموقف الوسطي للقيادة الشيوعية من الأزمة الحالية


3 - آمال ضالة
سعد سامي نادر ( 2012 / 7 / 11 - 20:03 )
عزيزي محمد،، يأسنا المطبق، لم يبق لنا ثمة -اعتقاد- متفائل ولا آمال في إصلاح عملية سياسية فاسدة من الأساس.. أما اللذين غرقوا في آمالهم الواسعة وأمانيهم الطيبة، هم الآن بحاجة الى قشة للنجاة. لقد حشروا انفسهم منذ 2003 في دهاليز عملية سياسية صنعت خصيصا لقوى الظلام وخفافيشها.
فهل هناك مكانا في زحل يلم الشيوعيين ؟؟ تحياتي


4 - شكرا دكتور جعفر المظفر
سعد سامي نادر ( 2012 / 7 / 11 - 22:36 )
استاذي الفاضل جعفر المظفر شكرا
نعم متفقان، ان كل اسماك الاسلام السياسي وقروشه المفترسة، تعيش وتستممد قوتها من مستنقعها الطائفي الآسن. انا لا اترقب تغييرا ما، بل اضع شكوك وتحذيرات. قرأت لك ما كتبته عن المالكي وخوفه من الاستجواب. نعم انهم يخافون كل آليات الديمقراطية.
عجباً في هكذا مستنقع ، هل هناك مكانا للشيوعيين فيه؟ يقينا لا لوم لي ولا شكوك بموقفهم الايجابي من الديمقراطية كنظام حضاري، فهي تليق بآمال أمثالهم، وبثقافتهم الواسعة وخلقهم الوطني العام، خصوصا بعد ان تحرر أكثرهم من ضغوط وعقد تقديس نموذجهم السوفييتي و -راسمالية الدولة- المنهار ببيروقراطية قادته العظام!
الشيوعيون العراقيون ربما الوحيدون ممن يمارس سياسة واقعية بالعلن! بساسة لهم اسماء وعناوين وتاريخ سياسية مشرف. مقارنة مع ساسة لا تعيش الا في ظلام مستنقعها الطائفي والطفيلي النفعي، و بجو عداوة تآمري لعين، يسوده الحسد والضغائن وخلق الفتن والازمات، جو ارهاب الدولة .
دعوة المالكي لهم -في ظل الازمات والصراع- هي جزء متمم لسلسة الضغوط والتهديدات التي مارسها لحشرهم وتلويث سمعتهم في صراع سياسي خسيس. و


5 - 2- شكرا د جعفر المظفر
سعد سامي نادر ( 2012 / 7 / 11 - 22:45 )

هم كماركسيين ، اسمى من ان يدنسوا ايديهم في أي مشروع اواستقطاب يحوي نفس طائفي او قومي . لم يتبق لهم سوى شرف موقفهم الوطني والاخلاقي.

فهل هم محقين في تواجدهم في عملية سياسية مع ساسة ضالعين بالفساد والتآمر؟
باعتقادي، ليس هناك اية -مشتركات- تجمعهم مع ساسة الفشل والفساد ؟ تكفيهم ويلات تنازلاتهم واخطاءهم التاريخية
تحياتي

اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال