الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


6 قصائد

نصيف الناصري

2012 / 7 / 11
الادب والفن



كلّ مكاسبنا الماضية


تلزمنا الآن في مقاومتنا لكلّ سلطة معظّمة ، تأمينات جديدة ،
ننقضّ فيها على الأساليب المهينة لموتنا . الكلمة المتعرّقة التي
أنهكتها الرهون ، بحاجة الى أقراص مهدئة ، وكلّ مكاسبنا
الماضية ، طويت بتعسفات ، وتم التعتيم عليها في النفق المتشظي
للتاريخ . هل لنا أن نحطّم التحفظات الواعية ليأسنا بين الظلمة
الهائجة في متاهة العالم ؟ نمشي فوق حافات متباعدة ، وليس لنا
إلاّ الانفصال المشوّش عن أحلامنا اللاهثة ، والثمرة المنتشية
لأعمالنا الخادعة ، تنزلق وتتجمّد في الفراغات المعذبة للزمن .
الماضي والحاضر يثقلان أسرارنا بالأعباء ، ونحن نتأخر في
العذاب الطويل لأيامنا المتوجعة . يقربنا الربيع من اللحظة
المتورمة للسأم ، ونلوذ بالصقيع من الملمس الصارم لنجوم
الأشجار في المسالخ المضطرمة للفجر .





تصدّعوا وسبقونا بالرحيل




كثيرون انفجر بهم الرهان الغامض للألم ، وغادروا الحياة
البشرية بلا قدوة . في حركة الفراشة ، ما يتعيّن علينا التحفز
لانعاشه بين التمزقات الوامضة للشجرة . يصعب علينا دائماً
استعادة ما يتحرّر من ثقله ، ويصبح خسيساً في اللطافة
المتزهدة للشيخوخة . دموعنا المحجوبة مثل ندى النحلة ، لا
تخلّد العظمة المشهودة لنوم المحبوب ، وما يموت ، يتسلّلُ في
اضمحلاله الى هوته بصمت . لا النسيان يترصّد الأحلام
الوطيدة للغائبين ، ولا جحيم ما يفتري علينا ، وينفخ ظلامه
الوحشي ، يوقف تعفناتنا المتضوعة . في الجاذبية الصائتة
للفجر ، نصلّي للمصير الانساني المجروح في شظفه ، ونحاول
القفز فوق اليأس الخائر للحياة . ما نأمله يعتدي علينا ، ويلطخ
أحلامنا الموهنة بالثلمات . أولئك الذين تصدعوا وسبقونا بالرحيل
استراحوا في الأفق الأخير لرمية السهم . لم يتركوا على التراب
العتيق ، سوى تجويفات أيّام حيواتهم الحامية .






ما يتعجّل هلاكنا





لا يشفي حِدادنا على الميّت ، الربيع من جروحه المحشوة
ببراثن كبيرة . ايماننا باللحظة المصعوقة لمجيء القنّاص ،
عدول عن فرصتنا الأثيرة في اخلادنا الى النوم . نمهّد ونحن
نخمّن ما تحتويه المادة الممتزجة بتضجراتنا ، الأرض
المتقرّحة لأعداء ميراثنا . أنفاسنا الضئيلة تنفصل عن كلّ
صنوف الرأفة في شعاع نجوم الآبار ، ونسائم صيفنا جافّة
وكريهة التهوية في ليل حظائرنا . نريد الآن هدنة أخيرة مع
ما يدنّس الحدائق المتشنّجة والمهانة لموتنا . صخور كثيرة
رميناها فوق الأشجار المخدّدة للسنوات التي شهدت مآسينا ،
ونومنا المرير في جزع يأسنا ، لا يمكن اصلاحه في المثابات
التي سهرنا فيها طويلاً . ننقاد في كلّ حين الى الحجارة الهائلة
للنسيان ، والبشارة التي انتظرناها بمحاذاة شواطئنا المتهدّمة ،
شاغرة ، ولا علاج لسفالة انسانيتنا الهزيلة . نريد الآن أن نعفي
أنفسنا من الاحتياطات ، ونتصدّع مخفورين الى ما يتعجّل هلاكنا .





إدامة الرغبة




الى محمد تركي النصّار





تعوزنا للتخلص من أمراضنا العضال ، بدايات متّقنة في سيرنا
بين الأنقاض المرمدة للعالم ، ونحاول في تكسيرنا للسندانات التي
تطبق على نومنا ، أن نخدع كلّ ما نتملكه في سهرنا المشترك عبر
الأريج المغير لصبح الخليقة . تسابق اللحظة المهمومة في ضياء
صاعقتها ، شهود شيخوختنا المرهقة ،
وتتهشّم متجمّدة بين الندائف الثلجية لفضيحة
الموتى . نُهدي اليك يا طائر الصمت المتعسف والمنحوت من جصّ
أشجارنا المطلسمة ، كلّ ما يتضوّع من جلال انجراحاتنا في شوك
النهار . الامتثال الى النحول الذي يتنفس في هاويته ، يُصعّب علينا
الاقتران بوعي موتنا ، وتهجرنا في النسائم الخادعة لسرورنا ، الظلال
التي نفوضها إدامة الرغبة .







عَظمة الدفن






أجمات معصوبة بروائح عنيفة ، عشناها في الفوضى المعاندة للنهار ،
نغتابها ونفتري عليها في تسريحنا من الواجب الذي
يهزّه القنديل المصعوق للحبّ . ما يستحوذ علينا في
الحديقة الواهنة للزمن ، هي الغلالة العسيرة لبذرة
محونا التي تقترب من تنفساتنا المؤلمة في كلّ حين .
سهرنا العالي والمطوّق بحقول الألغام ، يُسدل علينا
الظلمة الطاهرة لمداخن الحاضر . مذاقات متعدّدة للسأم
تتضامن وتجرفنا في انفجارات اللحظة المؤازرة لعظمة الدفن .












في ذوبان اللحظة




يطيرُ فوق الشراع الممزق لحياتي ، رماد زمن عجائز
{ لا أدين لهم بقربى أو امتنان } * . وصلوا الى شاطىء
خيباتهم واستراحوا . حاضري المغطى بمرايا تستجدي
الأصوات المتفرجة للصيف ، يفرّ من بين يديّ عند كلّ
شروق للشمس . أين أمدّ الخيط الواهن لموتي ، وزمن
العالم المائل على الهاوية ، يخلو من العتبة الأمينة ؟
رماد يتغلّف في أهدابنا ، نستنشقه بمشقة وننحدر صوب
الآبار القانطة للسنة ، ولا نتلّقى أيّة تعزية من أولئك
الى الذين شيّعناهم الى أرض اللاعودة الفائحة بالنفايات .
تعرّي الصخرة في الطبيعة نفسها للحركة ، ينزف المرض
حولها تعفّناته السود ، وهي لا تأبه لايصالاته المترعة
بالفراغ . تتحرّك مهيبة في ذوبان اللحظة .



* ت . س . اليوت " رباعيات اربع "
{ لا ندين لهم بقربى مباشرة أو امتنان }



11 / 7 / 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال


.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان




.. -مقابلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ-.. بداية مشوار الفنان المغ