الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسير المحرر هايل أبو زيد: يجب تحرير كل الأسرى الجولانيين في سجون الاحتلال

قاسيون

2005 / 2 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الأسير المحرر هايل أبو زيد، وبعد خروجه من المعتقلات الإسرائيلية التي قضى فيها أكثر من 21 عاماً، وفي أول حديث بحرية بعد نيله حريته، عبر عن الكثير من أشجانه وهواجسه وآلامه لأول مرة منذ زمن طويل، وحكى عن تجربته الطويلة في السجون الصهيونية، والتي امتزجت فيها المرارة والألم بالبطولة والصمود.
يقول هايل أبو زيد: بعد أن أُطلق سراحي، «لم أشعر بالحرية إلاّ بعد أكثر من 20 يوماً، وبالتحديد تلك اللحظة التي عبرت فيها السيارة التي أقلتني من حيفا فوق جسر بنات يعقوب، وهو الجسر الواصل بين فلسطين والأراضي السورية المحتلة، عندها فقط راودني شعور غريب، لم أتمالك أعصابي فانهمرت دموعي بشكل تلقائي. »..
هكذا إذن، هي رائحة الأرض، أرض الوطن، وهي الوحيدة التي تستطيع أن تفجر ينابيع الدمع من عيني البطل الصامد الذي لم تقوَ كل آلات التعذيب والوحشية أن تهز شعرة من جسده.
ويشرح هايل أبو زيد معاناته في الأسر فيقول: «منعوا الزيارات بحجج أمنية، وكان لذلك وقع سلبي ومؤذ على المستويات المعنوية والشخصية، وكانت بالنسبة للأسرى خطوة قاسية بكل المعاني، فالمتنفس الوحيد للأسير لقاء أهله»..
ألم وصمود..
وفي رده على سؤال يتضمن كيفية تلقيه نبأ وفاة والده، قال أبو زيد: « في الأسر تمتنع عن التفكير بأهلك، لأن ذلك مؤلم جداً، خاصة فكرة وفاة أحدهم، لكن حين جاء أحد ضباطالسجن وابلغني: «والدك قد توفى»!كان وقع الخبر مؤلماً، بكل المقاييس الإنسانية، لكن يجب تمالك الأعصاب، بالذات أمام السجانين، لم افقد أعصابي أمامه، أو أمام غيره».
وحملت بعض ردود هايل أبو زيد عتباً كبيراً على بعض المسؤولين في الوطن الأم، يقول هايل: «موضوع الأسرى الجولانيين لم ينل الاهتمام الرسمي الكافي.. خاصة وأنهم، أي الأسرى، موجودون في المعتقل لأننا رفضنا وحاربنا الجنسية الإسرائيلية وكل من تورط بها»..
وفي سؤال عن عدد أسرانا في المعتقل الإسرائيلي اليوم؟، يقول:
بقي لدينا إحد عشر أسيراً، وهم: سيطان نمر الولي، عاصم محمود الولي، صدقي سليمان المقت، بشر سليمان المقت، سميح سليمان سمارة، وئام محمود عماشة، كميلسليمان خاطر، عباس صالح عماشة، شام كمال شمس، وكمال عطا الله الولي والأسيرة آمال محمود. إضافة إلى عشرة معتقلين من بلدة الغجر السورية المحتلة، معتقلين بتهمة الاتصال مع المقاومة الإسلامية اللبنانية.
■ ما هي أوضاعهم، وهل كنتم موجودين فيالمعتقلنفسه؟
عدت إلى سجن الجلبوع، بنهاية شهر 11، بعد مكوثي في معتقل الرملة ، وانتقلت بعدها إلى المستشفى في مدينة حيفا بتاريخ 5/12/2004 يعني أمضيت معهم حوالي الأسبوع. قبلاً كنا مشتتين وموزعين لفترة ستة أشهر، كل أسير منا كان في معتقل آخر . قسم كان في «سجن عسقلان»، قسم أخر في «سجن الرملة»، و«هداريم»، وقسم في «شطة»، وقسم في «الجلبوع».
كنا مشتتين، وموزعين لأسباب متعلقة بتقديرات إدارة السجن، بأننا محرضون، وأننا نسببالمشاكل، وأننا نحن، أسرى الجولان، نقف وراء فضح الممارسات الإسرائيلية في سجن الجلبوع، فبعثرونا بشكل مفاجئ، جاء قرار توزيعنافي كل السجون الإسرائيلية. سألنا عن السبب فقالوا انه قرار من إدارة السجون، ومرتبط بتقارير استخبارية حول نشاطاتنقوم بها.
تفريق الأسرى.. وأوهام إضعافهم!
بعد ذلك حاولنا نحنالأسرى أن نستجمع قوانا بعد توزيعنا الجغرافي والسكني، حتى أعلن الإضراب الأخير عن الطعام ، وبدأنا بتقديم الطلبات لتجميع أسرى الجولان في معتقلواحد،
للتخفيف على الأهل، لأن توزيعنا في كل المعتقلات كان عبئاً كبيراً على الأهل في الزيارات، من حيث المسافة التي سيقطعونها من الجولان إلى بئر السبع مثلاً، أو أن يسافروا للزيارة في باص واحد، بدلاً من أن تستقل كل عائلة سيارة لتزور ابنها، كذلك هناك عائلات لديها معتقلونفي السجن، هؤلاء كانوا يزورون في سجنين مختلفين، مثل عائلة الأسيرين بشر وصدقي المقت، حيث كانت العائلة تزور بشر في عسقلان وصدقي في بئر السبع، فكانت الزيارة عبارة عن مأساة.
أعاني من وضع صحي صعب، فعلاقتيبالرفاق تحددهاقدرتي على الحركة الجسدية التي أعاقتمن رغبتي في لقاء الرفاق الآخرين، فلم أكن أستطيع أن أتحرك بسهولة في تلك الفترة، لان أعراض المرض كانت متفاقمة والآلام كانت قد بدأت تفعل فعلها في جسدي،، وما من احد كان يعلمبهذا الذي يحدث معي ، أمضيت فترة حرجة وصعبة ومؤلمة جسدياونفسيا ، لان الرفاق لا يمتلكون أي وسيلة لمساعدتي أو التخفيف عني، لهذا كان احتكاكي مع هذا المرض.وهذا التدهور الحاصل بصحتيفي فترة الأسبوع الذي عشت فيه معهم بعد فترة الانقطاع تلك..
أسرى الجولان.. بطولات فريدة!
■ ماذا تخبرنا عن وضع الأسرى المعنوي والصحي؟
■■ الناحية المعنوية لا داعي للحديث عنها، لأن رفاقي محصنون من هذه الناحية، كلهم من دون استثناء.
■ يقال أن أسرى الجولان يعتبرون حلقة صعبة، وأنه كان من الصعب دائماً على أجهزة السجن الأمنية اختراقهم، هل هذا صحيح، وهل هذا هو السبب الحقيقي وراء قيام إدارة السجون بتفريقكم؟
■■ نعم هذا صحيح، أسرى الجولان من الحلقات الصعبة في السجن، وهناك عدة أسباب لذلك، منها البيئة التي نشئوا فيها، ومنها مستوى الوعي لديهم، ولعل أهم الأسباب أن أسرى الجولان بغالبيتهم العظمى متعلمون، وعلى درجة عالية من الثقافة والوعي، وبالتالي هذا يمنح الشخص حصانة نفسية ومعنوية، أضف إلى ذلك حس الانتماء الموجود لدى أسرى الجولان، فهو فريد من نوعه. وهذا مهم فإذا أخذنا واقع الجولان كمعاناة، نجد أن الجولان لا يعيش بوضع عسكرة ومضايقات، مثلما يحدث في الضفة وقطاع غزة، لكن على الرغم من هذا كله تجد مناضلين يقررون أن يناضلوا وان يدفعوا ثمناً غالياً جدا للمحافظة على انتمائهم، في الوقت الذي فيه كل مجالات الحياة مفتوحة أمامهم. بتقديري إن أي شخص يختار هذه الطريق تكون لديه الحصانة النفسية والمعنوية بما يكفي أن يواجة كل الصعاب. بتقديري كل رفاقي في السجن، من دون استثناء، لديهم الحصانة النفسية والمعنوية والأيديولوجية، ما يكفي لإقلاق أجهزة امن مديرية السجون، وبالتالي كل الذي يحدث معهم من حالات التفريق والتنكيل يهدف إلى إضعافهم، لكن إدارة السجون لا تستطيع التغلب عليهم ونجدها تفشل دائماً.
■ هل كان لأسرى الجولان وجود خاص داخل السجن؟
■■دائما كان لأسرى الجولان وجود خاص داخل السجن، لأنهميمثلون هوية قومية وطنية سورية ، من خلال إطار وطني مستقل اسمه حركة المقاومة السرية، إطار ممثل بكل مؤسسات المعتقل.
شراكة المصير
■ كيف ينظر إليكم الأسرى الفلسطينيون؟
■■ علاقتنا معهم قائمة على أساس وحدة المصير ووحدة النضال، قائمة على أساس الاحترام المتبادل، ففي النهاية نحن ساحة قومية واحدة في فلسطين ولبنان وسورية، ونضالنا واحد ضد عدو واحد، احتل أراضينا، إن كان في لبنان أو فلسطين أو الجولان، هذا الهدف الأساسي الذي يجمع كافة المناضلين داخل المعتقل، كل العلاقات الأخرى المحيطة مرتبطة بهذا الأساس. اللبناني يعتبر شريكاً في النضال لتحرير الجولان، مثلما السوري يعتبر شريكاً في التحرير بما تبقى من أراض لبنانية وفلسطينية، هذه حالة شراكة بكل معنى الكلمة.
لا يزال أهل الجولان يذكرون وقفةالعز التي وقفتموها في المحاكم الإسرائيلية، بعد اعتقالكم، حيث رفضتم الوقوف دائماً للقاضي الإسرائيلي، وأنشدتم النشيد العربي السوري مع بداية كل جلسة. في هذا السياق تردد كثيرا على السنة الناس أنه كان عليكم التصرف بعقلانية أكثر، وعدم استفزاز القاضي وسلطة الاحتلال، وأنه لو تصرفتم بهذا الشكل لحصلتم على أحكام أقل؟
أولاً، لا علاقة على الإطلاق بين الأحكام الجائرة التي حوكمنا بها، وبين الذي حصل في جلسات المحاكم العسكرية، لأننا وهذه حقيقة بلغنا بالأحكام الجائرة التي ستصدر بحقنا مباشرة بعد انتهاء التحقيق معنا. من قبل ضباط المخابرات «الشين بيت»أي قبل صدور الأحكام بفترة طويلة وما المحاكمة إلا تمثيلية إسرائيليةلذر الرماد في العيون.
انتماء.. وعمل مقاوم!
لقد عبرنا بمواقفنا أثناء المحاكمة،عن حالة الانتماء العميق للوطن، فأرضنا تنتهك يوميا من قبل الاحتلال، منذ بداية المحاكمة كنا رافضين للمحكمة العسكرية في اللد وشرعيتها، باعتبارها محكمة احتلال، فهي تحاكمنا كمواطنين سوريين، في الوقت الذي لا يحق لها أن تحاكمنا. المفترض هو محاكمة المحتلين بكل مؤسساتهم.
العمل المقاوم الذي قمنا به هو عمل مشروع، عمل مقاومة لوجود محتل اغتصب أرضنا، هذا عمل مشروع بكل شرائع الدنيا، فلا تستطيع النظر إلى هذه المحكمة إلا بنظرة اشمئزاز. فبأي حق أيها المحتل تحاكمني؟ في الوقت الذي أنا يجب علي أن أحاكمك! فكان تعاطينا مع المحكمة برفض التعاطي معها مطلقاً، وعدم الاعتراف بشرعيتها، ورفضها من كافة النواحي.
في الجلسة الأخيرة من المحاكمة كنا نعلم أنهم سوف يطلقون علينا أحكاماً قاسية، ومع ذلك فقد أردنا أن نعلن عن موقفنا بشكل لا يقبل اللبس، بأننا كنا وما زلنا عرباً سوريين، فأنشدنا النشيد العربي السوري داخل المحكمة، لأننا أردنا أن نفهمهم بأننا ننتمي إلى أمة حرة عريقة، وأننا لن نركع ، مهما طال الاحتلال.
لقد تحدثنا رفاقي وأنا كثيراً حول هذه الحادثة، وأؤكد لكم أنه لم يراودنا الشعور بالندم بتاتاً، حول تصرفنا هذا، وأنه لو عدنا الآن، وبعد عشرين عاماً، للمحكمة لتصرفنا بالضبط على هذا النحو...
■ «قاسيون» بتصرف عن موقع «الجولان» الالكتروني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت