الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مادلين مطر و اعراس-خريف البطريك-

مهند البراك

2012 / 7 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اثارت دعوة و مجئ الفنانة اللبنانية الجميلة " مادلين مطر " في يوم الصحافة العراقية . .
حراكاً مفاجئاً متلاطم الاتجاهات‘ في ظروف اهتزاز الحكومة بفعل صراع الكتل المتنفذة، تردي الأمن و التهديد بعودة الميليشيات الطائفية و صراعاتها الدموية، على ارضية من تفاقم المعاناة الشعبية و خاصة الكادحة الواسعة منها، من ازمات الكهرباء و الماء و انعدام و ترديّ الخدمات و خاصة في اعمال النظافة و الخدمات الصحية، اضافة الى تفاقم البطالة و تزايد الفساد الاداري و الاختلاس الذي وصل حدوداً جنونية.
و فيما ترى اوساط في دعوة و مجئ الفنانة الشابة " ليلى مطر" علامة ايجابية في خضم الصراع الديني و الطائفي و العرقي، الذي تكرّسه و تثيره المحاصصة الطائفية و العرقية الصمّاء و الدوس الذي لاينقطع على حقوق المرأة، رغم المساحيق . . فهي امرأة مسيحية اضافة لكونها لبنانية، و ليست فارسية او اميركية على سبيل المثال لا الحصر . . و لكن لماذا لايزال يجري الى الآن اهمال الفنانات و الفنانين العراقيين و تكريمهم، الذين تضج بابداعاتهم الدول العربية و دول العالم . . و كأن ذلك تطبيق لسياسة لم تتغيّر، ان لم تزداد سوءاً عمّا مضى، رغم سقوط الدكتاتورية منذ مايقارب العشر سنوات .
ترى اوساط صحفية و مثقفة واسعة في مهرجان يوم الصحافة الحكومي لهذا العام بكونه فعالية ترفيهية لااكثر، في يوم يفترض في السلطات الحاكمة فيه ـ حكومة المالكي بصلاحياتها الواسعة ـ ان تعاين و تقيّم، اولاّ حال الصحافة و الصحفيين و القوانين والإجراءات غير المنصفة التي تقيّد حرية الصحافة و تحاول ان تجعل من الصحف و الصحفيين بانواع اختصاصاتهم مجرد ديكور ملوّن بألوان (حكومة ديمقراطية)، و ليس سلطة رابعة بحقوق و واجبات، تراقب و تشير الى المشاكل و المطالب، و تتفاعل و تتحمل مسؤولياتها، امام قوانين دستورية .
و تتساءل اوساط اخرى و هي تعيش الالم العراقي، ان كان هذا الاحتفال هو وصية من مرجعية قم او فيلق القدس، للظروف التي تمرّ بها حكومات سوريا و ايران الحالية، و لإمتصاص الإحتشاء الخطير الذي تمرّ به العملية السياسية الآن و بالذات حكومة السيد المالكي في البلاد . . خاصة و انهما اتبعتا مثل ذلك للترويح عن الشباب من الجنسين، بسبب الضغط الذي تمارسه كينونة و ممارسات حكومات ولاية الفقيه ـ و من على وقع خطاها ـ على صدورهم، سببت احداها ضجة قامت و لم تقعد عن ماهية علاقة مطربة ترفيه الشباب و جمهور اليوم المحبوبة " هيفاء وهبي " . . بحزب الله في جنوب لبنان رغم المواقف الاجتماعية المتشددة للحزب المذكور، كما هو معروف .
ام هو تغطية لما تواجهة الصحافة الحرة في العراق . . او بداية لنهج جديد لم تتبيّن ملامحه المستجدة بعد، سواء في مواجهة الصحافة او مواجهة جمهور البلاد . . في وقت تزداد فيه تصريحات الفنانين العرب التي تقول " بدلاً من ان يسعى السياسيون لحل مشاكل البلاد صاروا هم المشكلة و يبحثون عن نجدات مننا . . " .
و يرى علماء نفس و اجتماعيون، ان تحريك السلطات و مغازلتها لكوامن اجتماعية في مجتمعاتنا في اللحظة المناسبة لها، لإحداث انفعالات و حراكات شعبية مؤلفة من العامّة ان صحّ التعبير، و ليس اعتماد الحركات الشعبية الناشطة الواعية و الهادفة لخير البلاد . . لايهدف الاّ الى خلق ضجيج لستر تغييرات لاتعلن او تجري خلف كواليس. كما حدث في زمان الدكتاتورية المنهارة و ان بدرجات متنوعة من الضجة، ما احدثه الاستقدام الرئاسي للمصارع العراقي المغترب عدنان القيسي لينتصر في الحلبات على مصارعين اجانب من نوع كوريانكو و غيره، و الحدث المرعب في " ابو طبر "، اضافة الى دعوات رئاسية و حضور الممثلة الايطالية الشهيرة جينا لولو بريجيدا . .
و الى دعوة و حضور المنولوجست الايرانية كوكوش . . التي امتلأت شوارع بغداد بملصقات صورها في دعوتها الثانية خريف 1978 ، الملصقات التي اتلفتها بعد فترة وجيزة فرق امانة العاصمة، بل و صارت مجاميع رجال امن الدكتاتورية تلقي القبض ويرسل الى التعذيب، كل من ضُبط محتفظاً بصورة لكوكوش . . انتصاراً لـ (فتى العروبة صدام) لأنها لم تلبيّ الدعوة الثانية . . !!
و الاّ . . ماذا يعني استقدام فنانة (انثى) و هي بملابس غير محتشمة بالوصف الحكومي، تغني و تقوم بحركات لايقبلها الشرع (كذا) و ينقل ذلك حيّاً على الشاشات الصغيرة في كل بيت ؟؟ . . و تتحرّك و هي بصحبة جوقة شرف و حرس و موكب رئاسي مزوّد بطائرة عمودية تحميه، ليثار ضجيج و اثارات سينمائية منوّعة و فتاوي تهاجم و اخرى تتفق انتعاضاً !!
الا يتطابق ذلك مع وصف الكاتب اللاتيني الشهير " ماركيز " للدورات السياسية ـ الاجتماعية التي يصطنعها الدكتاتور البطريك للصعود و لإدامة كرسيه، و التي لكل منها ربيع و تنتهي في خريف ؟ هل هو عرس لخريف مصطنع لمرحلة يراد لها ان تنتهي و لكن لايعلن كيف و على اية سكّة . . لأن النهج الحكومي في الواقع الجاري يزداد تشبثاً بالكرسي و تزداد اجراءاته ذاتها رغم محاولته اصطناع ربيع جديد . . (كي لايعطيها) ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تنجو من قبضة أقصى اليمين.. وماكرون في أزمة! #منصات


.. نزوح للسكان من قرى كردية في العراق مع توسيع الجيش التركي عمل




.. لبناني انتقد حزب الله فتعرض لضرب مبرح! #منصات


.. السنوار تحت الأرض -لا يعلم- خسائر غزة.. ونتنياهو يُبعَث من ج




.. بالصواريخ بوتين -يشعل- كييف.. وزيلينسكي -يلجأ- لبولندا !| #ا