الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبح الرجل القبرصي

أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)

2012 / 7 / 12
الادب والفن


شبح الرجل القبرصي
شعر: أسامة الخوّاض

فَتح الباب متَّئداً،
مفعماً بجمال شوارع نيقوسيا الإنجليزيِّ،
أوْمأ لي،
لم يكن وَجِلاً،
رغم رائحةٍ للردى،
كان منْتعلاً سمْت قطٍ أليفٍ،
و مرتدياً ربطة عنق "العاشق جي ألفرد بروفركَ"،
منشرحاً للثريَّات في السقْفِ ،
أقعى،
لكي يتصفَّح مكتبتي،
صار ينظر منهمكاً في القواميس،
و الكتب العربيةِ،
و الأجنبيةِ،
ثمَّ بدا هادئاً حين طأطأتُ رأسي مشيراً إلى ظلِّ سرديَّةٍ جلستْ بجوار الجدار،
اكتفى بابتسامٍ وجيز البراءةِ،
مرّر زهْوَ أصابعه الزئبقيَّةِ فوق مفاتيح أورغني-الكهربائيِّ،
فانطلقتْ نغْمةٌ بمذاق "الدليب"،
رأى في الرفوف بقايا جِدال "نساءٍ تحدّثن عن مايكل انجلو"،
و أشعار "سافو"،
و تأويلِ "أبريل أقسى الشهور"،
تعجّب من أثرٍ غامضٍ مبهمٍ ملْغزٍ لزيارة سيدتي السومريِّةِ،
أطْرقَ،
ثمَّ تأمَّلَ مستغرقاً بورتريه الموتِ في مشهد القصص الهومريِّ،
اختفى فجأةً،
تاركاً خلفه عبقاً من سؤالٍ:
لماذا سعى من هنا في الهزيع الأخير لليل الدوار المشعِّ؟
و هل جاء يبحث عن شبح "الرجل القبرصي"؟

مونتري-كاليفورنيا في الثلاثين من يونيو 2012-الحادي عشر من يوليو 2012.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كأنه كان شخصاً مثل -فيلسوف أمدرمان-: ن
إبراهيم جعفر ( 2012 / 7 / 15 - 14:33 )
كأنه كان شخصاَ مثل -فيلسوف أمدرمان-: ذاك الحويج الذي قد تعرفه- غائباً وحاضراً في الغياب، يا أسامة. هو أيضاً كان، وقد لايزال، إن يكن ما يزال حياً في إسفيرنا الجسدونفسي هذا، رجلاً قبرصياً، بامتياز، في شبحيته الحية الأكثر حضوراً في غيابها من حضور الآخرين جميعاً- ربما...


2 - فكرة الموت/تحقق الحياة
محمد خلف الله سليمان ( 2012 / 7 / 16 - 08:26 )
ما هو الموت ؟
شخص يلقاك صدفة
يجلس معك كما تجلس الآن ويتبسط معك في الحديث ربما عن الطقس والنساء أو أسعار الأسهم في سوق المال ثم يوصلك بأدب إلى الباب
يفتح الباب ويشير إليك أن تخرج(الرجل القبرصي-الطيب صالح
بداية من قبر الخواض ومرورا بشبح الرجل القبرصي تسيطر فكرة الموت على نصوص اسامة وهي نصوص مفعمة بالحياة تتخذ من القراءة مأثوراتها النوعية
فإن كان الرجل القبرصي عند الطيب صالح هو ملك الموت الذي افتداه بأبيه
فشبح الرجل القبرصي هو الفكرة الغائمة عنه
وعثمان الحويج هنا يا صديقي ابراهيم جعفر هوكائن نوراني أو جسد نوراني يهيم في شوارع امدرمان القديمة وصينية مكي ويرى ما لا نري ويفتدينا بنفسه
تحيات للصديق اسامة الخواض وللجميل ابراهيم جعفر محبتي
محمد خلف الله سليمان










. .


3 - تصويب
محمد خلف الله سليمان ( 2012 / 7 / 16 - 09:51 )
تتخذ من القراءة مأثورا نوعيا

اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان