الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصالة العراقية تتحدى افضع وسائل تركيع الشعوب

سعاد خيري

2012 / 7 / 12
سيرة ذاتية


جاء مؤتمر لندن ونتائجه بائسة, رغم الضجة الاعلامية التي استمرت لعدة اشهر, سبقت ورافقت انعقاده. وعكست جلساته اهداف المشاركين فيه الشخصية والفئوية , بعيدا عن اهداف شعبنا وقضاياه الاساسية. وتجلت في صراعات وتكتلات قومية وطائفية , وتنافس على الحصص في الحكم الذي يحلمون به تحت المظلة الامريكية. مصورين الشعب العراقي تمزقه الانتماءات القومية والطائفية , وليس الارهاب الدموي الذي تمارسه الدكتاتورية والحصار الاقتصادي والقصف المتواصل الذي تمارسه الولايات المتحدة وتهدده بحرب ابادة!! الامر الذي دفعني الى عكس تجربه عشتها في لندن. فكتبت,
طورت العولمة الراسمالية كل وسائل تركيع الشعوب, واخطرها الانظمة الدكتاتورية, لتيئيس الشعوب واضعاف ثقتها بقدراتها على التحرر ونسيان تجاربها , لتتقبل الهيمنة الامريكية باعتبارها اهون الشرين!! ولذلك كرست كل طاقاتي المتواضعة لتعزيز الثقة بقدرات شعبنا على تجاوز اخطر الكوارث واشد المحن التي لم يعرفها اي شعب اخر. من حيث تزامنها واستمرارها لعشرات السنين , من ارهاب دموي وحروب عدوانية واسلحة دمار شامل وحصار اقتصادي يضمن استنزاف كل طاقاته بالتجويع والمرض , بامل تركيعه وقتل سليقته الثورية وتجريده من مثله الاخلاقية .
تمدني بهذه الثقة التجربة التي عايشتها في ظروف ما قبل ثورة 14/تموز/1958, وكيف احالت الهيمنة البريطانية, العراق , البلد الغني بالثروات , الى بلد الفقر والجهل والمرض!! وكيف استطاع هذا الشعب ان يسترد حريته وكرامته , وكيف تفجر عن طاقات وامكانيات بناءة هائلة وتكشف عن اصالة ثورية ومثل اخلاقية عالية اذهلت الاعداء والاصدقاء!!
نعم ان اكثر من ثلاثين عاما من الحكم الدكتاتوري والارهاب الدولي الذي تقوده اكبر دولة في العالم باسناد جميع المحافل الدولية , لا يمكن تحمله, فالطرق يفل الحديد , ولكن اصالة الشعب العراقي اقوى من الحديد واكثر مرونة من الفولاذ!!
لقد اثارت كل مكامن عولطفي فتاة عراقية رائعة!! نورت لحظة حالكة مررت بها في مساء 6/1/2003, في احد شوارع لندن وانا تائهة, استشيط غضبا من عدم شعور سائق الباص بالمسؤلية ازاء امرأة كبيرة السن سألته عن المحطة التي تقصدها واستلم منها ثمن التذكرة دون ان يخبرها بانها اخطأت في اختيار رقم الباص!! واذا بفتاة تحتضنني سمعت لهجتي العراقية في تكلم الانكليزية وتسألني بحنان,هل انت عراقية!!
كانت كاشراقة الامل بتحرر العراق الذي انتظره , وكنسمة منعشة من انسام ضفاف دجلة عند المساء , تغمرني في بلد جففت العلاقات الراسمالية العريقة كل العواطف الانسانية لدى الكثيرين. ولا ادري كيف وكم تبادلنا من القبل وهي تطمنني على امكانية عودتي الى منطلقي الذي اعرف كيف اعود منه الى البيت وعن امكانية الاتصال بعائلتي لتطمينهم عن تاخري. وعندما اخبرتها بانني لا اتحمل الطريق المعقد الذي يجب ان اسلكه وعن نيتي استئجار تاكسي , ابدت استعدادها لدفع اجرة التاكسي رغم تاكيدي لها بحملي ما يكفي من النقود اصرت على اضافة مبلغ اخر لدرء كل الاحتمالات!! واوقفت التاكسي وابلغته العنوان وسألته عن التكاليف لتطمئن وودعتني.
احتضنتها وفي اعماقي تمور كل مشاعر الحب والافتخار بشعبنا الذي ينجب مثل هذه الاجيال الوفية لشعبها ووطنها , وهي توجه صفعة قوية لاعداء شعبنا الذين يذرفون دموع التماسيح على امكانية تمزيق وحدة العراق قوميا وطائفيا لتبرير احتلالهم لعراقنا الحبيب !! فهذه الفتاة التي من المحتمل انها ولدت في الغربة ولم تر العراق, لم تسألني عندما هبت لمساعدتي , لا عن اسمي ولا عما كنت عربية ام كردية , مسلمة ام مسيحية ولا ان كنت شيعية ام سنية!! وانما سؤالا واحدا , هل انت عراقية!!
فقلت لها ودموع الفرح تغمرني, لم يستطع صدام قتل الاصالة العراقية كما يدعي البعض!!
واجابتني بحماس شبابي مرح, ولا احد يستطيع قتل اصالتنا!!
انها من الجيل الثالث من الاجيال العراقية التي عانت الكوارث والارهاب والغربة, ومع ذلك تحتضن في كل خلية من جسدها الغض الاصالة العراقية التي تدفقت في لحظة لقائها بكيان لاتعرف سوى انه عراقي!! ولابد ان يحمل بدمائه شيئا من مياه دجلة والفرات وفي كيانه ذرات من تراب الوطن!! لقد عززت هذه الفتاة ثقتي اكثر بما سيكشفه شبيبة العراق من طاقات وامكانيات , ومن طموحات ومثل اخلاقية , لبناء العراق الديموقراطي المزدهر والمساهم في تحرير البشرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


.. ما فاعلية سلاح الصواريخ والهاون التي تستخدمه القسام في قصف م




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار القصف الإسرائيلي على منزل في حي الشي


.. خفر السواحل الصيني يطارد سفينة فلبينية في منطقة بحرية متنازع




.. كيف استغل ترمب الاحتجاجات الجامعية الأميركية؟